قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الجمعة إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع قليلا عما كان متوقعا من قبل بسبب النمو في الدول النامية.

وعدلت الوكالة ومقرها باريس التي تقدم المشورة في مجال الطاقة لثمان وعشرين دولة صناعية بالرفع تقديرها للطلب المطلق في 2009 و2010 بمقدار 70 ألف برميل يوميا عن تقديرها السابق في فبراير شباط الماضي. وقالت إن الاستهلاك العالمي سيبلغ في المتوسط 86.57 مليون برميل يوميا هذا العام.

وقالت إن ارتفاع النمو سيبلغ 1.57 مليون برميل يوميا في 2010 بالمقارنة بالعام السابق مبقية توقعها السابق دون تغيير.

وقال رئيس قسم قطاع النفط وأسواقه بالوكالة ديفيد فايف لـ «رويترز»: «اتجاه نمو الطلب مشابه بدرجة كبيرة للشهر الماضي. عدلنا بالرفع بيانات 2009 و2010 على أساس طلب قوي من خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية».

وتظل توقعات الوكالة هي الأكثر تفاؤلا بين ثلث جهات رئيسية أصدرت توقعات عن نمو الطلب على النفط هذا العام فتوقعت أوبك نموا بمقدار 880 ألف برميل يوميا في حين توقعت هيئة حكومية أمريكية نموا بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا.

وقالت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط إن الطلب على النفط في الصين أو إنتاج المصافي زائد صافي الواردات من منتجات النفط ارتفع بنسبة 28 في المئة في يناير/ كانون الثاني بالمقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

وعدلت بالزيادة كذلك طلب الصين على النفط بمقدار 130 ألف برميل يوميا بالمقارنة بتقرير توقعاتها السابق ليصل إلى تسعة ملايين برميل يوميا هذا العام بعد تعديل كبير بالزيادة بمقدار 510 آلاف برميل يوميا في الربع الأول وحده.

ويمثل ذلك زيادة بنسبة 6.2 في المئة عن العام 2009.

وارتفع سعر الخام الأميركي 58 سنتا إلى 82.69 دولارا للبرميل بحلول الساعة 11:18 بتوقيت غرينتش.

لكن المحلل في بي.ان.بي باريبا هاري تشيلينجويريان قال: «إن التوقعات القوية لنمو الطلب في آسيا عادلتها توقعات قاتمة لنمو الطلب في دولة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مما زاد المعروض والمخزونات».

وقالت الوكالة إن الطلب على النفط في أوروبا انخفض بنسبة ثمانية في المئة في يناير عن مستواه قبل عام. وجرى تعديل توقعات نمو الطلب على النفط في أوروبا في 2010 بالرفع بمقدار 200 ألف برميل يوميا عن توقعات الشهر الماضي.

وخفضت الوكالة توقعاتها للطلب على النفط من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مئة ألف برميل يوميا إلى 29.3 مليون برميل يوميا في المتوسط في 2010.

ومع اجتماع أوبك الأسبوع المقبل لبحث سياستها الإنتاجية قالت الوكالة إن إمداداتها من النفط بلغت أعلى مستوياتها في 14 شهرا عند 29.2 مليون برميل يوميا في فبراير مع تراجع التزامها بالتخفيضات التي أعلنتها إلى 56 في المئة من 58 في المئة في يناير.

---

النفط يستقر فوق 82 دولارا للبرميل

استقرت أسعار النفط فوق مستوى 82 دولارا للبرميل أمس (الجمعة) لتقترب من تسجيل ثاني ارتفاع أسبوعي وسط اعتقاد بأن الطلب على الطاقة سيستمر في النمو على الرغم من جهود الصين لتشديد السياسة النقدية بدرجة أكبر مع ارتفاع التضخم.

ارتفعت واردات الصين من النفط الخام في فبراير شباط الماضي إلى ثاني أعلى متوسط يومي مسجل حسب بيانات الجمارك الصادرة يوم الأربعاء أي قبل يوم من إعلان الحكومة أن تضخم أسعار المستهلكين ارتفع إلى أعلى مستوياته في 16 شهرا.

وفي الساعة 04:30 بتوقيت غرينتش ارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف ثمانية سنتات إلى 82.19 دولار للبرميل بعد أن سجل 83.03 دولارا يوم الأربعاء وهو أعلى مستوياته منذ 11 يناير/ كانون الثاني عندما بلغت الأسعار أعلى مستوياتها في 15 شهرا عند 83.95 دولارا.

وارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي 11 سنتا إلى 80.39 دولار.

ويجتمع وزراء منظمة أوبك التي تضخ ثلث الإنتاج العالمي على الأقل في فيينا في 17 من مارس/ آذار لمناقشة سياستهم الإنتاجية. وقال مسئولون هذا الأسبوع أنهم لا يتوقعون أي تعديل للحصص الإنتاجية مع بقاء الأسعار في النطاق الذي تستهدفه المنظمة. وأظهرت بيانات يوم أمس الأول أن عجز الميزان التجاري للولايات المتحدة انخفض على غير المتوقع في يناير/ كانون الثاني مع تراجع واردات النفط إلى أدنى مستوياتها منذ فبراير/ شباط 1999. وهبطت الصادرات الأميركية لكن ليس بقدر انخفاض الواردات المدفوع بواردات النفط.

وقالت منظمة أوبك أمس (الجمعة) إن متوسط أسعار سلة أوبك القياسية استقر تقريبا عند 77.76 دولار للبرميل يوم الخميس من 77.80 دولارا للبرميل يوم الأربعاء.

وتضم سلة أوبك 12 نوعا من النفط الخام. وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الأنجولي والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الإماراتي وخام ميري الفنزويلي وأورينت من الإكوادور.