العدد: 630 | الخميس 27 مايو 2004م الموافق 07 ربيع الثاني 1425هـ
شارون يتراجع ويقلص خطة الانسحاب من غزة
وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أمس على نسخة معدلة تمثل تقليصا لخطته المنفردة للانسحاب من غزة إذ تبدأ بإزالة ثلاث مستوطنات فقط من جملة 21 في القطاع رضوخا للوزراء المتشددين المعارضين لخطته بالانسحاب الكامل. وتعتبر التغييرات تراجعا كبيرا من شارون لكنه لا يقارن بالإهانة التي كان يمكن أن تلحق به في حال رفض الخطة المعدلة في التصويت المقرر إجراؤه الأحد المقبل. وقالت مصادر إسرائيلية: إن طرح الخطة المرحلية بهذا الشكل يستهدف الحفاظ على تركيبة الحكومة الحالية لعدة أشهر أخرى، أو حتى انتهاء الدورة الحالية للكنيست، على الأقل. من ناحية أخرى أعلن مصدر أمني فلسطيني فرار ثلاثة من ناشطي حركة الجهاد من سجن تابع للسلطة الفلسطينية في أريحا أمس. وأضاف أن قوات كبيرة من الأمن الفلسطيني بدأت بتتبع الفارين.
الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض
قالت مصادر إسرائيلية أمس: إن الخطة التي سيطرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون على حكومته الأحد المقبل تطالب الوزراء بالموافقة مبدئيا على إخلاء المستوطنات في قطاع غزة على مراحل، ويقترح شارون انتهاج سياسة الأرض المحروقة في المستوطنات، بحيث يتم هدم منازلها بدل تسليمها للفلسطينيين كما اقترح في الخطة الأصلية.
وكان شارون انتهج هذه السياسة أيام حكومة مناحيم بيغن، في مستوطنات «يميت»، قبل إعادة شبه جزيرة سيناء لمصر في إطار اتفاقات كامب ديفيد. وبحسب تلك المصادر يقترح شارون، في المرحلة الأولى، إخلاء «رفياح يام» و«نتساريم» و«موراج»، في قطاع غزة، يلي ذلك، في المرحلة الثانية إخلاء «جانيم»، «كديم»، «حومش» و«شانور»، في الضفة الغربية وفي المرحلة الثالثة يتم إخلاء مستوطنات «غوش قطيف» و«كفار داروم»، فيما يتم في الرابعة إخلاء «إلي سيناي» و«نيسانيت» و«دوغيت».
وبموجب الخطة تواصل «إسرائيل» السيطرة على مسار فيلادلفي الفاصل بين قطاع غزة ومصر وسيطالب وزراء شارون بالمصادقة على الرسائل المتبادلة بين شارون والرئيس الأميركي جورج بوش، والتي تشمل الضمانات الأميركية التي تمنح لـ «إسرائيل» السيطرة على أجزاء من مناطق الضفة وعدم العودة إلى حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، ورفض حق عودة اللاجئين إلى ديارهم داخل فلسطين. وفي حال مصادقة الحكومة على الخطة، سيعني ذلك المصادقة على البدء بتشريع القوانين المطلوبة لإخلاء المستوطنات وتعويض المستوطنين وتشكيل لجان لمتابعة التنفيذ، وترجح الخطة ان يتم استكمال الإجراءات المطلوبة لتنفيذ الخطة، بين ستة وتسعة أشهر، وعندها تنعقد الحكومة لإقرار تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة.
وقالت مصادر إسرائيلية إن طرح الخطة المرحلية بهذا الشكل يستهدف الحفاظ على تركيبة الحكومة الحالية لعدة أشهر أخرى، أو حتى انتهاء الدورة الحالية للكنيست، على الأقل.
وفلسطينيا أوضح رئيس جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة رشيد أبوشباك أن أية هدنة يمكن إعلانها في الوقت الحالي لن تكون مقبولة إسرائيليا وأعرب عن عدم تفاؤله في ظل هذا الوضع المتأزم وتحديدا في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية التي لا تريد أن تصل بشكل أو بآخر إلى أي حال وفاق مع الجانب الفلسطيني. وقال أبوشباك في تصريحات له انه ليس هناك إمكان للتوصل إلى هدنة أو إعلان هدنة من طرف واحد مع الجانب الإسرائيلي وخصوصا أن الجانب الفلسطيني أعلن هدنة في وقت سابق ولم يلتزم بها الجانب الإسرائيلي وإن الجانب الفلسطيني كان يتوقع منذ البداية رفضا إسرائيليا للهدنة لعدة أسباب أولها أن «إسرائيل» غير معنية بالتهدئة على صعيد الوضع الداخلي الفلسطيني وثانيها أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا يوجد لديها حتى هذه اللحظة أي برنامج سياسي، لذلك فالوضع القائم بالنسبة إلى الحكومة اليمينية المتطرفة يساعدها على استكمال الجدار العنصري في الضفة الغربية.
وأشار إلى إصرار الحكومة الإسرائيلية على المضي قدما في إجراءاتها التعسفية مشيرا إلى التفاعلات داخل المجتمع الإسرائيلي والتي بدأت تشكل حالة ضاغطة على الحكومة باتجاه تنشيط العملية السياسية وأن الحكومة الإسرائيلية غير قادرة بحكم تركيبتها على الذهاب إلى هذا الاتجاه لأنها إذا ما قررت التوجه إلى العملية السياسية مجددا، ستجد نفسها في حال انهيار في الائتلاف الحكومي الأمر الذي سيترتب عليه إجراء انتخابات مبكرة قد لا تكون نتائجها في صالح اليمين.
وميدانيا واصلت قوات الاحتلال تدابير الحصار والإغلاق المشدد التي كانت فرضتها على مدينة الخليل وسط إجراءات مذلة للمواطنين وتركزت على مدخلي الخليل الشمالي والشمالي الغربي، وذلك بغرض منع المواطنين من بلدات وقرى شمال وغرب المحافظة من الوصول إلى مركز المدينة. وشهدت الحواجز العسكرية المقامة حالة من التوتر الشديد بين مئات المواطنين الذين اصطفوا في طوابير طويلة بانتظار السماح لهم بدخول المدينة أو مغادرتها وبين جنود الاحتلال الذين أطلقوا الرصاص العشوائي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وفي نابلس اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عين بيت الماء واعتقلت عددا من المواطنين وقاموا باحتجاز أحد المواطنين والاعتداء عليه بالضرب هو وزوجته، لرفضه خلع ملابسه على أحد الحواجز.
كما اعتقلت قوات الاحتلال شقيقين من البلدة القديمة في مدينة نابلس، ونسفت منزلا وهدمت آخر. واقتحمت مركز الدفاع المدني في شارع الراهبات وفتشت المكان والموظفين والعاملين فيه واحتجزتهم في غرفة واحدة حتى الخامسة من صباح أمس. وفي بيت لحم اعتقلت قوات الاحتلال، خمسة مواطنين فلسطينيين من المدينة بعد مداهمة «جمعية الإصلاح الخيرية».
وفي جنين اعتقلت قوات الاحتلال فتاة من بلدة عرابة، بعد مداهمة منزلها والعبث بمحتوياته.
القدس المحتلة - الوسط
اتفق المحامي افيغدور فلدمان، والنيابة العامة الإسرائيلية في المحكمة المركزية في القدس، أمس، على انتهاء أمر الحظر المفروض على التقاء فلدمان بموكله الصحافي البريطاني، بيتر هونام، ومن المتوقع ان تقدم الشرطة، طلبا إلى المحكمة لتمديد اعتقال هونام. وكان فلدمان التمس باسم موكله إلى المحكمة ضد قرار منعه من التقائه.
وكان جهاز الشاباك والشرطة، اعتقلا مساء أمس الأول، هونام بزعم ارتكابه لمخالفات أمنية بيد أن سبب الاعتقال الحقيقي هو لعلاقة بالفيلم الذي يعده بشأن مردخاي فعنونو، الذي كان هونام كشف، على لسانه، قبل 18 عاما، أسرار فرن الذرة الإسرائيلي، في صحيفة «صاندي تايمز» البريطانية. وقال فعنونو: ان اعتقال الصحافي البريطاني، بيتر هونام يأتي في إطار الحرب المتواصلة ضده وضد مؤيديه وضد أولئك الذين يريدون كشف الأسرار النووية الإسرائيلية
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/393186.html