العدد: 745 | الأحد 19 سبتمبر 2004م الموافق 04 شعبان 1425هـ

أصيح في الخليج... يا خليج

يبدو أن قضية خليج توبلي لن تحل حتى يتم ردم الخليج بالكامل ويصبح أمره في طيّ النسيان، وتبقى لنا الذكريات الحلوة التي لا ضير منها مادام تأثيرها لا يتجاوز الحسرات والآهات وصور الذاكرة الجميلة.

وربما تظل ذكراه باقية لتكون إحدى قصص «ألف ليلة وليلة» البحرينية، أو «كليلة ودمنة» التوبلانية، ليحكي عنه الآباء لأبنائهم وليخبروهم أنه «كان يا ما كان، في قديم الزمان، كان هنالك بحر ورمال وثروة «بيئية» لا تخطر على بال إنس ولا جان، لكن أيدي عابثة لا تطالها يد القانون، أي قانون، ولا تشملها الوعود ولا التصريحات العليا، ويخاف منها حتى الطاعون، شاءت أن تمحو هذا البحر، وتبني عليه البنايات بكل فخر، وأن تحيل جنة الإنسان، إلى أمر من خبر كان».

غريب فعلاً هو خليج توبلي، تُسن القوانين بشأنه، ثم تخالَف، وتصدر التوجيهات العليا داعمة ومؤيدة لقرارات المنع، ثم يتم التحايل عليها ويستمر الردم، وأخيراً يصدر قرار بإيقاف عمليات الدفن لفترة مؤقتة على أن يتم تحديد خط للدفن.

حسناً، لنرَ كم سيتبقى لدينا؟، مساحة الخليج، عفواً، أخطئ إن أسميته خليجاً، فهو محمية طبيعية، على أية حال مساحة «المحمية» كانت 24 كيلومتراً مربعاً، تآكلت الآن أو «التُهمت» هنيئاً مريئاً لتصل إلى ثمانية كيلومترات، الآن مع عمليات الدفن وسطوة البعض ربما سنضطر إلى تشييد أبراج عالية خلف أسوار الفلل والقصور التي ستقام، لنتمكن من إلقاء نظرة على ما كان واسترجاع أيام زمان.

... وكان يا ما كان في قديم الزمان، كان هنا خليج يكثر فيه الروبيان، كان خليج توبلي.

منصورة عبدالأمير


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/412542.html