العدد: 842 | السبت 25 ديسمبر 2004م الموافق 13 ذي القعدة 1425هـ

صحتك

الكزاز (التيتانوس)

الكزاز مرض حاد ينتج عن تلوث الجروح بالجراثيم التي تحمل البذور والبذور تنمو موضعياً في الجروح نفسها، وتنتج سما قوياً يمتصه الجسم ويؤدي إلى تقلصات مؤلمة في العضلات، وتقلص في عضلات الحنك وتشنجات متوترة.

هذا المرض يأتي بصورة أوبئة، ولا ينتقل مباشرة من شخص إلى أخر ويموت من جراء هذا المرض 35 إلى 70 في المئة ممن يصابون به. وجرثومة الكزاز تعيش في امعاء الحيوان وكذلك امعاء الانسان. والمصاب بالمرض لا يتطلب عزله عن الاخرين، ولا يجرى عليه أي حجر صحي. دور الحضانة يتراوح من أربعة أيام إلى ثلاثة أسابيع (والمعدل هو عشرة أيام)، وأكثر الحالات تحصل قبل اليوم الرابع عشر.

جرثومة المرض من نوع العصية، ولها بذرة على كل طرف فيها، وهي تتحرك تحت المجهر، وتعيش في امعاء الحيوانات التي تأكل الحشيش. والبذور تبقى في الأرض لمدة طويلة، إلى أن تصل إلى مكان مناسب لنموها. تدخل الجرثومة إلى جسم الانسان من خلال جرح في الجلد. أو جرح باطني من جراء صدمة عنق. ويمكن أن تصل إلى طفل مولود جديد من خلال سرته. ويبدأ المرض بصورة حادة فجأة، يجد المريض نفسه غير قادر على فتح فمه، ويجد صعوبة في البلع وفي الكلام، ويشعر بألم في فكه وتقلص في عضلات وجهه ورقبته وظهره وبطنه. ويمكن أن تتقلص عضلات التنفس، وتسبب اختناقاً ينتهي أحيانا بالموت. (يموت نحو 40 في المئة من الاصابات).

يصاب بعض الأطفال المولودين حديثاً بمرض الكزاز، بسبب دخول الجرثومة عن طريق السرة. هنا يكون دور الحضانة قصيراً، ويبدأ المرض بهيجان الطفل وصراخه بحدة، من حين إلى آخر. وتبدأ عضلاته بالتقلص عند الرضاعة، ويعض على الحلمة، وتصبح الرضاعة صعبة، وربما اصبحت مستحيلة. يعرق الطفل كثيراً، ويجد صعوبة في البلع، وأحياناً يتبع ذلك نزلة صدرية. ونسبة الموت في هذا المرض عالية.

العلاج هو المصل المحصن ضد المرض (أي ضد سموم الكزاز). مع المضادات الحيوية. يوضع الطفل في غرفة معتمة، ويعالج جرحه لإزالة ما أمكن من التلوث. ويصار إلى إطعامه عن طريق ماسورة خاصة تمتد داخل الأنف إلى المعدة. ويعطى أدوية لتخفيف حدة التقلص والألم.

الوقاية من المرض هو التحصين ضد المرض، وبما أن الكزاز يصيب الصغار والكبار، ويقع في كل الأعمار، فمن الضروري الاحتفاظ بمناعة كافية ضدة، وذلك بتعميم التلقيح ضد الكزاز لكل الأعمار. واللقاح يؤمن مناعة تامة، واستعمال اللقاح يغني عن استعمال المصل المحصن، الذي له بعض المحاذير. وهكذا بتسنى تجنب الحساسية التي تعقب استعمال مثل هذه الأمصال. وتشمل الوقاية من مرض الكزاز، التوعية الصحية، مع التركيز على أهمية التحصين، وخصوصاً تحصين المرأة الحامل.

يعطى اللقاح ضد الكزاز على ثلاث جرعات، بفترة شهر إلى شهرين بين كل منها. وتعطى جرعة منبهة بعد مرور سنة على الجرعة الثالثة. وبعد ذلك تعطى جرعة منبهة كل ثمانية إلى عشرة أعوام. في حال اصابة الشخص بجرح، يجب اتخاذ الاجراءات لمنع حدوث الكزاز. فإذا كان الشخص محصناً كما يجب، فكل ما يلزم في هذه الحال هو اعطاء جرعة منبهة جديدة خلال أربع وعشرين ساعة من الإصابة. وهذا الأجراء يجدد تكوين الاجسام المضادة خلال ستة أيام، ويبقى الشخص من دون حاجة إلى استعمال المصل المحصن ضد الكزاز. أما إذا تأخر اعطاء الجرعة المنبهة عن الأربع والعشرين ساعة، أوكان تلوث الجرح كثيراً. ففي هاتين الحالتين يجب اعطاء جرعة منبهة من اللقاح بالاضافة إلى الجرعة المطلوبة من المصل المحسن هنا يستحسن استعمال المصل المحصن المصنوع من دم الانسان، ويجب أن نذكر أن الإصابة بالمرض لا تكسب الشخص مناعة دائمة بعد شفائه ويمكن ان يصاب به مرة ثانية ولذلك يجب تحصين الاشخاص بعد شفائهم من المرض


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/429621.html