العدد: 868 | الخميس 20 يناير 2005م الموافق 09 ذي الحجة 1425هـ
ذات يوم...
هنا ساعة قديمة. ..
وهناك في تلك الزاوية ساعة أخرى مشؤومة!
لعينة هذه الساعات...
فكلها تصرخ باسم الوقت
كلها تهز سكون هذه الدار بدقاتها الملحاحة!
فالثواني تمر ببطء مضن... ثم تغدو الثواني نفسها دقائق ثقيلة
وبالتفاتة تصبح الدقائق ساعات
وبإغماضة جفن تضحي الساعات عمرا بأكمله!
....
أذكر أنني ذات يوم كنت طفلة تلهو على شاطئ البحر وتستمتع بالإحساس ببرودة الرمال الرطبة تدغدغ قدميها الحافيتين
طفلة يذهلها كل شيء... ويسعدها أي شيء
ويضحكها تلاعب الرياح بجدائلها فتزيد شقاوة!
....
ذات يوم كنت فتاة تجمع ألوانها وأوراق الرسم البيضاء خاصتها، لا لشيء،
فقط لتسكب روحها وكل طفولتها على تلك الأوراق
ثم لتصرخ صرخة تقطر فرحا لمرأى ما جادت به يداها الصغيرتان!
....
ذات يوم كنت حالمة تجثو على رمل البحر لتسامره
وتبوح له بما تحمل في جعبتها من "عبث الطفولة"...
ثم تتحداه أن يثنيها عن نحت حلم مختلف في جوف كل صدفة من أصدافه!
....
اليوم أنا ذات الفتاة وذات الطفلة...
لم يتغير شيء
سوى أنني ما عدت على الرمال ألعب
ولا من مشاكسة البحر لإنجازاتي الصغيرة أغضب
ولا بشخبطاتي الطفولية أعبأ!
....
اليوم تحملني الخطى إلى ذاك الشاطئ بعينه
وعلى رماله الحنونة أجرجر قدمي
هناك أبحث عن خطواتي القديمة ولا أجدها،
وأنشد حضن قصر شيدته بالرمل والحصى ولا ألقاه،
وأفتش عن أصداف الأمس تارة بين الموج وتارة ين الزبد ولا يتلققني إلا الفراغ!
....
اليوم أقف على أعتاب نفس الشاطئ أنهل سحرا
الأفق الملون كشبح أو طيف شكله السراب وبسبق الإصرار والترصد تناساه!
....
اليوم أنتظر من حلول الليل أن يرعبني،
ومن نداء القمر أن ينتزعني من لعنة السبات...
نعم...
اليوم أنتظر أن يسحقني إدراك أن ساعة الصفر قد دنت
من الأبواب
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/446461.html