العدد: 894 | الثلثاء 15 فبراير 2005م الموافق 06 محرم 1426هـ
نفحات شعرية
مشاهد المحنـــــة...
"ماذا على من شــم تربة" كربلا
ألا يشم بهــــــا المآثـر والعــــلا. ..
ويظل فيهــــــا طالبـــا متـــــأملا
ويقيم فيها ناســــــكا مـــــتبتـــلا
ويقول في جنباتها ما لم يعــــــي
عـقـــل ولـــــم تسمع به أذن ولا... !
"قل للمغيب تحت أطباق الثرى"
ولأنت تسمع من نعاك ومن تــلا
"صبت عليك مصائب لو أنهــا"
صبت على الطود الأصم تـزلزلا!
لما حبست الدمع خشية لائــــــم
سقط الفؤاد على ترابك معـــــولا...
قل للطفوف حويت ألف رزيــة
ما مثلها عهد الــزمان من البــلا
قل للطفوف أقمت في أحداقنــا
دمــــعا وفي وسط القلوب تهلـلا
لم انسه وقد احتوى بجناحـــه
نجمــــا يهش بناظريه... معلــلا
أبني صبرا إنني ماض لهم
بك، ربما نهض العطوف بهؤلا!
ومشى الهوينى وهو يلهج ذاكرا
وقد استعاذ من البلاء وحوقـــلا
حينا يكفكف دمعه في كمه
ويميـــــــــل حينا للجبين مقبــلا
طورا يعانقه يسكن روعه
ويمد من طرف الرداء مظلــــلا
وأتى به نحو الرجال وقلبه
من فرط لاهفة الظما كالمصطلى
ودعا بهم لا تعجلوا بمقالــــة
وتبينوا قصدي فلست مضلــــلا
إن لم تكونوا تؤمنون بشرعة
فتمثـلوا ما في العروبة من عـــلا
هذا الرضيع تكاد تهلك نفســـه
ظمأ وقد عاف الكرى والمأكـــلا
هذا صغير لا يعي من أمركم
او شــــركم ضغنا هناك ولا قلى!
هذا صغير أي ذنب ذنبـــــــه
حتى يعـــــذب بالظــــما او يقتـلا
ما ضركم لو يستقي من شربة
تجري بعرض النهر كما مهملا؟!
رفقا به لا تقتلوه فـــدونـــــــه
نفسي... ولم أك مدبرا أو مجفــلا
قولوا أثمــــة للصغير جناية
إن تزعموا أن الكبيــــر تـأولا؟!
هذا الفرات يسيل سابغ ماءه
ولكل جنس في الخــــــــليقة حللا
أو تمنعوه على حريم محمــد
وعياله وهم... هم قطـب المـلا؟!
فتحيرت فيه الجموع وحسبهم...
لو كــــان رأس القوم أن يتعقـــلا
هذا يقول اسقوه ماء واصرفوا
عنا أبــــاه... فقد دعاكم و تقبـــلا
وسواه يهتف: ويحكم لا تتركوا
حيــا لهم ليعـود من هذي الفلا!
"اقطع نزاع القوم" قال أميرهم...
فالأمـــر طال بجمعكم واستفحلا:
نأتي به نسقــيه ماء سيــدي؟
أم قربة نعطي أباه... فقـــال: لا!
بل رده والسهم فوق وريــــده
بدمائه يقضي الرضيع مـزمـــلا
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/449894.html