العدد: 912 | السبت 05 مارس 2005م الموافق 24 محرم 1426هـ
هيلدا كامبل راسل
70 عاما من التمثيل... ولو كنت ولدا لدخلت سباق الخيول
ظهرت هيلدا كامبل راسل لأول مرة على المسرح في نهاية العام 1920 في مسرحية "بيتر بان Peter Pan"، واستمرت في التمثيل حتى وقت قصير قبل وفاتها في العام . 2002 وقد كان ظهورها الأخير أمام المصورة إلينا هيل في معرض الصوم الوطني الذي افتتح في أكتوبر/ تشرين الأول .2001
وقد كانت دائما تقول إنها لو كانت ولدا فانها بالتأكيد ستشارك في سباقات الخيول "الجوكي". كان والدها هو مدرب خيول السباق الايرلندي كامبل راسل والذي استخدمت هيلدا اسمه ليقترن باسمها الذي ظهرت به على المسرح. والدتها، إلينا سبيرنغ كانت ممثلة مشهورة في نهايات القرن التاسع عشر وقد أرادت لهيلدا أن تمتهن التمثيل على المسرح؛ ولكن والد هيلدا كان مصرا على أن لا تتبع هيلدا خطى زوجته. وقد قسمت الفتاة لاحقا وقتها بالتساوي بين كل من التمثيل وسباق الخيول إذ قدمت نفسها كممثلة تهتم بسباق الخيول.
ولدت هيلدا راسل في العام .1904 وبعد عام واحد من ولادتها انتقلت العائلة الى ليسترشاير وخلال الحرب العالمية الأولى إنتقلت العائلة مرة أخرى إلى هيغيت في لندن. ومع سفر الأب إلى فرنسا شجعت والدة هيلدا ابنتها على التمثيل في العام 1918 وقامت بتسجيلها في مدرسة للتمثيل المسرحي. وقد كان ظهورها الاول في العام 1920 في مسرحية "بيتر بان" التي كانت من بطولة غلاديز كوبر وتتذكر هيلدا هذا العمل قائلة "أتذكر جي ام باري، كان رجلا ظريفا قصير القامة، وكان دائما يجلس في المقعد الأمامي مرتديا معطفا ذو قياس كبير وقبعة رجالية ناعمة الملمس. وقد شهدت بعيني بعضا من التغييرات التي قام بها في مسرحية "بيتر بان" وقد بقيت هذه التغيرات في القصة منذ ذلك الحين، أحدها هو العبارة التالية "ماتت ويندي؟ أعتقدت بأن الورود فقط هي التي ماتت".
وبعد ذلك قامت هيلدا برحلة قاسية مع احدى الفرق المسرحية لتقدم دور "السيدة سيلفيا" في مسرحية "الكرسي ذو الصريرThe Creaking Chair " وذلك في العام ،1927 وهي المسرحية التي جعلتها الممثلة الشهيرة تالولاه بانك هيد مشهورة على مسرح. لبرودواي وذلك حين أتت بانك هيد لمشاهدة العرض عند افتتاحه ثم بعثت برقية لتبارك لهيلدا على أداءها.
في العام 1926 عرض عليها الوكيل بلانشيه بيرل الذهاب في رحلة حول العالم مع الممثلة وايت هيثر. لتقدما مسرحية فتاة الساعة الخامسة
"The Fiveclock Girl" وذلك في العام 1928 وهي المسرحية التي لعبت فيها هيلدا دور المرأة اللعوب كورا وقد متها على مسرح دروري لين وفي عدد من دول أوروبا. كان جون ميللز أحد المشاركين في فرقة المغنين، وتتذكر هيلدا قائلة "كان شابا مشهورا جدا، أحببناه جميعا كما أحبه أعضاء فرقته". وقد استمر عرض هذه المسرحية لسنة كاملة.
مع دخول الصوت في الأفلام، مر المسرح بفترة ركود مؤقتة. تتذكر هيلدا "أعتقدت أن الأفلام الناطقة ستضع نهاية المسرح للأبد. على رغم أننا مررنا بفترة كنا نمثل فيها لكراسي خالية إلا أن الهرع للأفلام الناطقة سرعان ما اختفى وعاد كل شيء لطبيعته خلال وقت قصير".
بعدها تحولت هيلدا من المسرح الى الشاشة وفي العام 1933 كان اول ظهور لها على الشاشة في دور "السيدة برودويك" في فيلم "رأس جافا" "Java Head" . ثم تبعتها بعد ذلك بأدوار أخرى منها دورها في فيلم "His Majesty and Co" في العام 1935 وفيلم "Look Up and Laugh" في العام .1935 كما لعبت دور فتاة البار في فيلم "No Escape" في العام 1936 ومثلت أيضا دور سكرتيرة كليف بروك في فيلم "The Lonely Road"في العام .1936
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية جمعت هيلدا بين التمثيل على المسرح والظهور في الأفلام إذ جابت البلد مع المسرحية الموسيقي "Floradora" لسنة كاملة وكذلك ظهرت في فيلم الاثارة الذي يمثل تاريخ الحرب "They Met in the Dark" في العام 1943 مع جيمس ماسون كما لعبت دور السيدة هوب لاتيمر في فيلم المخرج فرانك لوندر " 000,2 Women" في العام 1944 كما قامت بدور إحدى ضحايا طريق مارغريت لوكوود السريع في فيلم "The Wicked Lady" في العام .1945
عند ما أصبحت أعمالها السينمائية قليلة تحولت كامبل راسل إلى عرض الازياء فأصبحت عارضة أزياء مشهورة لمحلات كبرى مثل محلات هارودز ومارشال وسنيلغروف.
وبسبب طول قامتها وتناسق جسدها، استخدمتها محلات "بيربري" لعرض مجموعتها من الأطقم الصوفية في العام .1935 وقد ظلت تعمل عارضة لهذه المجموعة حتى العام .1946 على رغم من أنه كان هناك الكثير من طالبي الزواج بها إلا أن كامبل راسل لم تتزوج وكانت تقول إن السبب في بقائها عزباء هو "تصميمي على الاستمرار في عملي كممثلة".
في العام 1950 أعطاها المخرج هنري كوستر دورا في فيلم "No Highway in the Sky" والذي قام ببطولته كل من مارلين ديتريتش وجيمس ستيوارت. تقول هيلدا "كانت مارلين نجمة بمعنى الكلمة وقد كان جميع طاقم العمل وخصوصا أنا نتوقف عن أي عمل نقوم به عند دخولها الى المسرح . كان لها حضور مميز". وعند ما توقف الإنتاج لأسبوعين بسبب دخول جيمس ستيوارت المستشفى لاجراء عملية الزائدة الدودية صاحب هيلدا ديتريتش للقيام بجولات في سيارتها في الريف الانجليزي، تقول هيلدا "تحدثت بحب عن ابنتها ماريا كما تحدثت بصراحة عن عملها كجاسوسة بريطانية خلال الحرب".
خلال العقدين التاليين عملت هيلدا بلا تعب وفي العام 1968 قامت بدور السيدة "بدوين" في مسرحية "Oliver" التي تعد الإنتاج الأول لشركة ليونيل بارت. وقد صاحبت الفرقة في جولتها في اليابان لتمثيل هذه المسرحة، المسرحية التي تمثل أول عمل موسيقى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبعد ذلك تبعتها جولة في كندا لتقديم العمل ذاته. في العام نفسه انتقلت هيلدا للعمل في التلفزيون إذ لعبت دور السيدة سبيندل في المسلسل التلفزيوني الذي عرض لفترة قصيرة"Home Tonight" . بعد ذلك بسنوات قليلة مثلت في مسلسل "Crossroads" إذ قامت بدور الشريرة بيجي ليونارد التي حاولت أن تبتز مالكة الفندق ميغ ريتشاردسون "نويل جوردون". وقد استمرت في العمل حتى بداية التسعينات إذ مثلت دور السيدة ستيفنز في المسلسل الكوميدي "Waiting for God".
حضرت هيلدا كامبل راسل الكثير من المهرجانات خلال احتفالات الذكرى المئوية للسينما البريطانية في العام ،1996 ومنها الحفلة الفخمة التي أقيمت في قاعة الوايتهل بعد العرض الافتتاحي الأول لفيلم "Restoration"للممثل مايكل هوفمان. في السنة التالية انضمت للممثل الأبكم جون مورغان والممثلة الأميركية غلوريا ستيوارت في متحف الصور المتحركة في الاحتفال بالذكرى السبعين لدخول الصوت. في العام 2000 تم إجراء مقابلة معها في البرنامج الوثائقيI Used to Be in Pictures" "
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/452292.html