العدد: 924 | الخميس 17 مارس 2005م الموافق 06 صفر 1426هـ
الشيخ محمد عبده... تجديد وانفتاح أزهري على العلوم الحديثة
قال رئيس حزب التجمع المعارض الكاتب المصري رفعت السعيد إن بعض أفكار المصلح الديني الشيخ محمد عبده في نهاية القرن التاسع عشر لاتزال صالحة للتطبيق والنقاش ومنها دعوته الى الفصل بين السلطتين المدنية والدينية.
وأضاف السعيد في ندوة "مئة عام على وفاة الامام محمد عبده" أن الرجل الذي قال إن المصريين كرموه بمنحه لقب الأستاذ الامام كان يرفض رفضا قاطعا اقتران الحكم بسلطة الدين اذ قال "إنه من الضلال القول بتوحيد الاسلام بين السلطتين المدنية والدينية فهذه الفكرة خطأ محض".
وأشار في ختام جلسات الندوة التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة بمصر على مدى يومين الى أن لمحمد عبده اسهاما وفضلا في صوغ صورة الدولة الحديثة القائمة على حقوق المواطنة وعلى تأكيد الوحدة الوطنية بين المصريين على رغم اختلاف ديانتهم. وشدد السعيد في بحث عنوانه "الامام محمد عبده والأزهر... معركة التجديد الديني في وعاء يميني" على أن الشيخ محمد عبده الذي رحل منذ مئة عام أحد آباء مصر الحديثة.
وقال السعيد إن للشيخ محمد عبده اجتهادا منحه حرية في الافتاء بما يتلاءم مع روح العصر وضروراته، إذ أفتى بجواز التأمين على الحياة والممتلكات وجواز ايداع الأموال في المصارف والحصول على الفائدة. وأشار الى أن تلك الفتاوى كانت انقاذا لمصر والمصريين من ظلمة الأحكام المتعسفة التي كادت تحول بين مصر والحداثة.
وأضاف أن اصلاحات الشيخ تطرقت الى بعض القضايا الاجتماعية منها حقوق المرأة، إذ كان يرى أن اضطهادها وحرمانها من حقوقها خروج على تعاليم الدين. وأشار الى أنه كان يعتبر تعدد الزوجات عادة، قال "إنها كانت مفيدة في صدر الاسلام ولكنها تجلب اليوم المضار للأسرة وللأمة... ومن حق الحاكم والعالم أن يمنع تعدد الزوجات باستثناء اذا كانت الزوجة عقيما".
وتناول السعيد جهود محمد عبده لتطوير الأزهر الذي درس فيه ثم أصبح معلما به، داعيا الى اصلاحه. ونقل السعيد عن محمد عبده انتقاده الحاد لغياب العلوم العصرية عن الأزهر وتمسكه بأساليب عتيقة في التعليم آنذاك. وأشار الى أن شيوخ الأزهر ثاروا عليه انذاك ثورة عارمة، رفضوا دعوته إلى التجديد ورفضوا تجديد برامج التعليم في الأزهر واعتبروا دعوته إلى تعليم الجغرافيا والحساب والجبر والهندسة جريمة. وقال إنه لم يبال بهجمات المغرضين معربا عن أمله في تنوير العقل المصري عبر علم حديث ومن هنا نفض يديه من الأزهر وركز جهدا كبيرا على إنشاء "الجامعة الأهلية" التي بدأت تمارس دورها في العام .1908
وأضاف أن الهجوم عليه اتخذ أشكالا كان بعضها سبا يعاقب عليه القانون. وقال إن كتيبات صدرت بهدف الهجوم عليه حملت عناوين منها "المهياص الهجاص" بمعنى الأفاق الكذاب. و"كشف الأستار في ترجمة الشيخ الفشار".
وقد تحول الأزهر في الستينات إلى جامعة تضم الكثير من الكليات التي تدرس بها العلوم الحديثة واللغات الأجنبية الى جانب العلوم الشرعية.
ويعد الشيخ محمد عبده المولود في العام 1849 والمتوفى في العام ،1905 والذي تولى منصب مفتي الديار المصرية من أبرز المجددين في الفكر الاسلامي وله كتب منها "الإسلام والنصرانية"، "الاسلام دين العلم والمدنية"، "رسالة التوحيد" اضافة الى تفسيره للقرآن الشهير بـ "تفسير المنار" الذي أكمله تلميذه محمد رشيد رضا
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/453902.html