العدد: 2895 | الإثنين 09 أغسطس 2010م الموافق 28 شعبان 1431هـ
نصرالله يعرض «قرائن» ضلوع إسرائيل في اغتيال الحريري
عرض الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، مساء أمس (الإثنين) مشاهد - أكد أن طائرات استطلاع إسرائيلية رصدتها - لموقع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، معتبراً أنها تشكل «قرائن» و «ليس أدلة قاطعة» حول ضلوع إسرائيل في الجريمة.
وعرض نصرالله خلال مؤتمر صحافي مباشر عن طريق الفيديو في «مجمع شاهد التربوي» جنوب بيروت، صوراً قال إن حزب الله اعترضها أثناء قيام طائرات استطلاع إسرائيلية بالتقاطها في أوقات مختلفة ومن زوايا عدة ومسافات عدة للطريق الذي كان يسلكه موكب الحريري قبل اغتياله.
واعتبر أن «التصوير من زوايا مختلفة ومن مواقع مختلفة وفي أوقات مختلفة هو دليل للإعداد» لعملية اغتيال، مشدداً رغم ذلك على أن هذه الصور تشكل «قرائن ظنية وليست أدلة قطعية ويجب أن تفتح الباب أمام آفاق جديدة» في التحقيق الدولي في القضية.
وأشار نصرالله في مؤتمره الصحافي - الذي استمر لساعتين ونصف الساعة - إلى أن حزب الله يملك معطيات أخرى لم يكشف عنها، موضحاً «نبقي بعض ما عندنا لزمن آخر».
الوسط - المحرر السياسي
أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله مساء أمس (الإثنين) أن إسرائيل عمدت منذ 13 سبتمبر/ أيلول 1993 على إقناع رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري بأن حزب الله يحاول اغتياله.
وبدأ نصرالله مؤتمره الصحافي في قاعة مدارس شاهد ـ طريق المطار بضاحية بيروت الجنوبية وتحدث عن أنه وفي العام 1996 قامت المقاومة بملاحقة عميل عمل لصالح إسرائيل وعن بعض اعترافات العميل أحمد نصرالله الذي اعتقلته المقاومة وحققت معه حيث كان يجمع المعلومات عن حزب الله وتمكن العميل وبتوجيه من العدو من التحكم بموكب الرئيس الراحل الحريري.
لكن نصرالله أشار في المؤتمر الذي نقلته قناة «المنار» التابعة لحزب الله إلى أنه تم إطلاق سراح العميل في فبراير/ شباط 2000 من دون أي تفسيرات. واستعرض فيلماً عن العميل اللبناني الذي كان يعمل لصالح إسرائيل في منتصف التسعينيات.
وقال الأمين العام لحزب الله إن اليوم (أمس) نكتشف أن إسرائيل لديها عدد كبير من العملاء في مجالات عدة داخل لبنان. وأوضح أن العدو الإسرائيلي يريد أن ينتهز أي فرصة للقضاء على المقاومة في لبنان.
وفي معرض حديثه أشار نصرالله إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغه في العام 2004 أن قائداً عربياً أبلغه أن الأميركيين لا يمانعون بقاء قواته في لبنان شرط نزع سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني داخل المخيمات.
وأشار الأمين العام لحزب الله أن إسرائيل تمتلك الاستطلاع الجوي والميداني من خلال العملاء والجواسيس والقوات الخاصة للاغتيال. ومن ثم استعرض فيلماً عن بعض العملاء وأدوارهم وبعضهم العميل فينيوبس حنا صادر والذي كان دوره أن يستطلع الأوضاع حول منزل الرئيس اللبناني ميشال سليمان وقائد الجيش جان قهوجي قبيل اغتيال الحريري وهم اعترفوا بذلك.
ثم تحدث عن العميل سعيد طانيوس العلم والذي طلب منه معلومات تفصيلية عن الرئيس سعد الحريري وعن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ووقت زيارة الحريري للأرز وقت كان جعجع في الأرز.
ثم كان هناك ملخص عن العميل محمود رافع وقال بعد ذلك نصر الله إن الإسرائيلي الذي قتل رفيق الحريري خطط لاغتيال رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر عبوة الزهراني والتي اعترف العميل محمود رافع بزرعها.
وأكد نصرالله أن هؤلاء العملاء «لديهم هذه الاعترافات عند الأجهزة اللبنانية في ظل الدولة الحالية وهذا بعض من اعترافاتهم، أدعو أن تقوم جهة ما بجمع كل اعترافات هؤلاء العملاء والقيام بقراءة معمقة لنشاط العملاء على الساحة اللبنانية، ومن يريد الحقيقة باغتيال الحريري يجب أن يبدأ من هنا».
وعن ملف الاتصالات، قال: بعد وقف عملاء بهذا القطاع يتبين أن العدو سيطر بشكل كبير على قطاع الاتصالات وهو يستطيع أن يقوم بما يريد عبر السيطرة، وللعدو سيطرة فنية على ساحة الاتصالات في لبنان ويستطيعون تحديد حركة ومكان أي شخص إذا كانوا يريدون استهدافه.
وكشف عن سر عملية أنصارية والكمين الذي أعدته المقاومة لفرقة إسرائيلية كانت في طريقها للبلدة في جنوب لبنان العام 1997 وأوضح أن المقاومة تمكنت من التقاط صور تصورها طائرة استطلاع إسرائيلية وترسلها إلى غرفة عمليات العدو.
ثم عرض فيديو لعملية رصد الشهيد الحاج علي ديب قبل اغتياله بعامين والطريق التي يسلكها كذلك كما عرض فيديو لعملية رصد الشهيد محمود المجذوب، ثم تحدث عن العميل فيصل مقلد الذي أوى مجموعات إسرائيلية بقيت في لبنان عدة أسابيع عام 2006 ثم كان ملخص عن العميل أديب العلم وما قدمه للاحتلال.
ثم تحدث أنه وبعد اغتيال الحريري قام بزيارة عائلته وطلب منه أن يساعد في التحقيق وأكد انه تم تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق بالإضافة إلى فريق لكشف ملابسات عملية الاغتيال.
وأوضح أن معظم عمليات الاستطلاع الإسرائيلية تمت فوق أجواء العاصمة اللبنانية (بيروت) وعرض فيديو عن استطلاع إسرائيلي جوي لبيروت، لقصر رفيق الحريري في قريطم والسراي الحكومي في الصنائع ونقطة استهداف الحريري.
وأشار نصر الله «أننا نعتبر أن هذه الصور والأفلام في أزمنة متعددة وفي أماكن متعددة لا يمكن أن تكون على سبيل الصدفة ومن يقوم بهذا الاستطلاع يحضر لعميلة استهداف».
كما أشار إلى الحركة الجوية للعدو يوم الاغتيال، وأكد أن لديه معطيات مؤكدة ترتبط بحركة العدو الإسرائيلي في 14 فبراير 2005 وسواء تلك التي ترتبط بطائرة الأواكس أو حركة سلاح الجو.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن هذا الجدول عن تحرك الطيران الإسرائيلي تستطيع أي جهة تحقيق دولية أن تحصل عليه. ومن ثم تحدث عن القرينة الأخيرة ترتبط بأن احد العملاء التنفيذيين واسمه غسان الجد والذي أوى مجموعة مرتبطة باغتيال غالب عوالي، وأشار إلى الحصول على معلومات مؤكدة انه كان متوجداً في ساحة جريمة اغتيال الحريري.
وأوضح أن «ما لدينا من معلومات وقرائن سيكون جزءاً من تعاوننا مع لجنة تحقيق تسعى إلى معرفة حقيقة اغتيال الحريري». وشدد على أن «تجاهل المحكمة الدولية ما عرض من معطيات سيؤكد موقفنا من المحكمة». واعتبر انه «إذا قررت الحكومة تكليف جهة سياسية لبنانية موثوقة نحن سنتعاون معها ونقدم لها هذه الوثائق».
طالب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بـ «الاقتصاص» من العملاء جميعاً ما دام وضعهم وصل إلى هذا الحد الذي يهدد لبنان.
وقال بري لصحيفة « النهار» في عددها الصادر أمس (الاثنين): «ما دام وضع شبكات العملاء وصل إلى هذا الحد الذي يهدد لبنان، لا بد من الاقتصاص من العملاء جميعاً وهؤلاء لا ينتمون إلى أية طائفة وعند ذاك ندافع عن بلدنا ولتقم الأجهزة القضائية بالدور المطلوب منها في هذا الشأن».
ودعا بري مجلس الوزراء اللبناني إلى تنفيذ جميع الأحكام القضائية التي صدرت في حق عملاء وجواسيس. وأثار ملف التعامل مع إسرائيل تفاعلات ساخنة في لبنان في ضوء توقيف العميد المتقاعد في الجيش والقيادي في «التيار الوطني الحر» فايز كرم. وحسب الصحيفة، أعلن وزير العدل اللبناني، إبراهيم نجار أن الوزارة قامت بجرد الأسماء والحالات المتعاملة «وتبين أنها تكاد لا تحصى وقد بلغت نحو 150 حالة وضع القضاء يده عليها وهي من كل الطوائف والمذاهب».
وصفت إيران أمس (الاثنين) المعلومات التي أشارت إلى تورط عناصر من حزب الله في اغتيال رفيق الحريري بأنها «اتهامات صهيونية وتهم سياسية وليست قانونية».
وقال كبير مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية للشئون الدولية، علي أكبر ولايتي في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الإيرانية في دمشق «نحن نعتبر هذا النوع من الاتهامات التي أطلقها الصهاينة قبل صدور قرار ظني تهماً سياسية وليست قانونية».
وأكد ولايتي، بحسب الترجمة من الفارسية إلى العربية، أن هذا الموقف يتوافق مع الموقف الذي لمسه من الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله أثناء لقائه به في لبنان قبل أيام. وأضاف ولايتي أن «نصرالله يعتبر طرح هذه الاتهامات بعد 4 سنوات من اتهام سورية تمهيداً سياسياً لإثارة الاضطرابات في لبنان».
ودعا المسئول الإيراني «الحكومة اللبنانية والمقاومة والشعب إلى الوقوف بوجه هذه الاتهامات والتهديدات» محذراً من إفساح المجال أمام الإسرائيليين «للتدخل» في حال عدم حدوث ذلك.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/457076.html