العدد: 975 | السبت 07 مايو 2005م الموافق 28 ربيع الاول 1426هـ

أفلام تستحق المشاهدة

ملائكة بوجوه قذرة فيParty Monster

يقول فينتون بايلي واصفا فيلم Party Monster "وحش الحفلة" بأنه فيلم يحكي قصة أخلاقية بطريقة غير أخلاقية. هذا الفيلم الروائي الذي قام بايلي نفسه بالمشاركة في اخراجه مع راندي بارباتو يتحدث عن سقوط أحد مالكي واحد من أشهر النوادي الليلية "مايكي الاي"، زعيم عصابة من المجرمين تدعى عصابة أطفال النادي، معروفة بشذوذ ما ترتديه من ملابس وبشراهة أعضائها في تعاطي المخدرات. وقد تفككت العصابة حين تلقى الاي حكما بالسجن لمدة 20 عاما لقيامه بقتل موزع مخدرات يدعى اندرو ميلينديز أو الملاك، وهي الجريمة التي جاءت بعد خلافات مالية بينهما. الفيلم مثير للجدل على جميع الأصعدة، أخلاقيا وسينمائيا ومن حيث حبكته، كما أن قصد اثارة الجدل من ورائه واضح.

الفيلم مأخوذ من مذكرات جيمس سينت جيمس أحد أقرب أصدقاء الاي "وخصمه في بعض الأحيان" وقد كتبه تحت اسم حمام دم في الديسكو، كما اعتمد مخرجاه بشكل كبير على بناء فيلمهما على فيلم وثائقي جاء تحت الاسم نفسه "وحش الحفلة" كانا قد أخرجاه في العام .1998

الفيلم من بطولة ماكولي كلكين "في محاولة اخرى له للخروج من شرنقة Home Alone" في دور الاي، وسيث غرين في دور سينت جيمس، الى جانب كلوي سيفيني وناتاشا ليون في أدوار ثانوية. يقول سينت جيمس: "الجلوس مع مايكل الاي لا يشكل أية متعة، لكن الحديث عنه في اليوم التالي كان بالنسبة لي أمرا عظيما"، هكذا يتذكر جيمس الاي بعد ستة أعوام من انفصالهما، وهو اليوم يستطيع أن يتحدث عما كان الاي يفعله من ابتزاز للآخرين واستغلال لهم، ليقدم بذلك الكثير من الدعم والارشاد للعاملين بالفيلم، على رغم أنه لم يكن يريد أن يصبح أسطورة - كما يقول - وأن يرد ذكره في كتب التاريخ على أنه واحد من أصدقاء الاي الحميمين، ويواصل "لم أشأ أن أصور كما فعل المخرجان حين جعلاني كظل لألاي، ففي الواقع كنت أثير جوا من البهجة اكبر بكثير مما نقله الفيلم، كما كنت طرفا في الكثير من الأعمال المتهورة، لكن في الفيلم جعلوا مني موجها أخلاقيا في القصة". هذا الشاب المرح الذي يخفي الكثير من الجدية بداخله والبالغ من العمر 37 عاما، تبدو عليه القسوة حين يتحدث عن الملاك المقتول، وبحسب الفيلم فإن له دورا في القبض على الاي وشريكه موزع المخدرات المدعو فريز "الذي قام بدوره روبرت ريغز" الذي وجه للملاك أول ضربة بمطرقة، ليقوم الاي بعدها بحقن الملاك بمادة الدرانو، ثم كتم أنفاسه بمخدة وهو ما قضى عليه، وبعد اسبوع قام بتقطيع جسده والقائه في النهر.

لايزال سينت جيمس صديقا لألاي ويراسله باستمرار، وهو يقول بخصوص ذلك "لو لم يكن الاي قد اعتقل، فلا اعتقد أننا سنستمر اصدقاء، هو الآن حيث يجب أن يكون".

أما عن جريمة القتل فيقول "لم أصب بصدمة حين حدثت الجريمة، لأنني كنت أعلم أن مايكل متطرف دائما في ردود أفعاله، وعندما حدثت لم يكن الأمر يتعلق بتصديقي لحدوثها بل بدرجة بشاعتها".

الطريقة التي تقمص بها سيث غرين شخصية سينت جيمس كانت رائعة فهناك تشابه جسدي كبير بين الاثنين الى جانب أن سينت جيمس تبرع بالكثير من ملابسه للتصوير، يقول جيمس: "أحببت تقديم سيث لشخصيتي، أخبروني أنه يحمل الكثير من طباعي وله الضحكة نفسها، لكني حين التقيته وجدت أن أداءه لشخصي أكثر من مجرد تقمص، إذ بدا كأنه يعرف الكثير عني، أما ماكولي فأرى أن أداءه كان تحليليا بشكل أكبر لأنه على رغم أنه قضى وقتا طويلا مع مايكل بزيارته في السجن، فإنه ذلك لم يكن كافيا ليتمكن ماكولي ذو الوجه الطفولي من تقمص طباع مايكل".

أما غرين الذي يحمل شعور احترام متبادل مع جيمس، فيقول "كان من الصعب علي تقديم شخصية جيمس بشكل دقيق لأني أصبحت أحد معجبيه وقد أردت أن يراه المشاهدون كما رأيته أنا، أعتقد أنه شخص موهوب وظريف، كما أن شخصيته معقدة للغاية، ولذا لم أرد أن أجعلها شخصية ذات بعد واحد".

فعلا قدم غرين أداء رائعا سرق من خلاله الأضواء عن جميع الممثلين الآخرين، ولم يمانع كلكين ذلك.في أول عودة له بعد أعوام طويلة وهو من كان قد قرر ألا يعود للسينما مطلقا بعد انهيار علاقته مع والده ومدير أعماله - لكنه وجد اسمه يتردد كأحد الوجوه الرئيسية في الفيلم، ليعرض عليه الدور وليقبله على الفور، يقول كلكين: "بدا هذا الفيلم كأنه سيأخذني من جديد الى عالم من المتعة التي كنت أعيشها حين كنت أقدم أفلامي وأنا في سن السابعة أو الثامنة".

ويواصل كلكين "الفيلم بالنسبة إلي يشكل تحديا لأنني أؤدي فيه دورا مختلفا تماما عما أنا عليه في الواقع".

أهم ما في الفيلم هو خاتمته التي قدمت الكثير من المعاني والتلميحات. يقول مخرج الفيلم "نعرف جميعا كيف تنتهي معظم الأفلام، في هذا الفيلم نرى أن مايكل يتشجع على القيام بالمزيد من السلوكيات الشريرة بسبب الاهتمام الذي يحصل عليه، ليس فقط من أفراد عصابته الآخرين بل من مشاهدي برامج التلفزيون التي تتحدث عنه، من الصحافيين والكتاب، والجميع من دون استثناء، الأمر الذي يحدث للمشاهدين مع الفيلم، فهم يحبون الفيلم حتى النهاية ويحبون مايكل وفجأة يتحول الأمر إلى شيء آخر".

ويواصل المخرج "مشاهدو الفيلم لن يستطيعوا الوقوف صامتين والحكم على الأمور، فالجميع قضوا وقتا ممتعا في هذه الحفلة التي تحولت فجأة الى مأساة والجميع يشعر بمسئوليته عنها".

وعلى رغم أن قصة الفيلم حدثت منذ ستة أعوام، فإنها لاتزال تمثل قصة مهمة للكثيرين، ولايزال لها الوقع ذاته، يقول سينت جيمس: "لا أعتقد أن عصابة أطفال النادي ستصبح اسطورة لولا تلك النهاية، في الوقت الذي حدثت فيه وذلك في نهاية فترة التسعينات... كنا جميعا مدمني مخدرات، الآن تبدو تلك اللحظة مهمة في التاريخ الثقافي لمدينة نيويورك، وهي لحظة تعلمنا فيها جيمعا أن الخطوط موجودة لسبب ما، وأنك مخطئ إن حاولت أن تعيش خارجها"


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/461826.html