العدد: 1029 | الخميس 30 يونيو 2005م الموافق 23 جمادى الأولى 1426هـ

فتاوى

#المصارف الإسلامية#

ما مدى نجاح تجربة المصارف الإسلامية؟

سؤال أجاب عليه الشيخ يوسف القرضاوي: تجربة المصارف الإسلامية تجربة تستحق التنويه والتشجيع والتأييد؛ ولا شك؛ فقد نقلتنا من الميدان النظري إلى الميدان التطبيقي. وبعد أن كان يقال: إنه يستحيل أن يقام اقتصاد إسلامي بلا مصارف،

ويستحيل أن تقوم المصارف بلا فوائد، "والفوائد هي الربا" أصبح الناس يشهدون بأعينهم قيام هذه المؤسسات المالية والمصرفية على غير الربا. لقد مضى وقت على المسلمين في هذا العصر، حاول بعضهم - تحت تأثير الهزيمة النفسية أمام حضارة الغرب وانظمته - أن يلوي أعناق النصوص الإسلامية ليبيح الربا، ويبرر بأسانيد شرعية مفتعلة... ثم جاء عصر انتصر الاتجاه الأصيل القائل بأن الربا حرام، حرام، حرام، ولابد من إيجاد بديل للمؤسسات الربوية.

ثم جاء عصر إيجاد البدائل على الورق إلى حيز الواقع، وقام أول مصرف إسلامي في "دبي" منذ نحو تسع سنوات، تلته مصارف أخرى في عدد من البلدان الإسلامية.

وقد استطاعت هذه المصارف الإسلامية أن تعيد للمسلمين ثقتهم بينهم وبين أنفسهم، وأن تفتح لهم أبوابا للاستثمار كانت مهملة، مثل المشاركة والمضاربة والمرابحة، وهيأت للكثيرين من أفراد المسلمين أن يودعوا أموالهم لتستثمر في الحلال، وهيأت للكثير من أصحاب المشروعات أن يجدوا التمويل اللازم لمشروعاتهم بطريقة بعيدة عما حرم الله.


أنواع التأمين

ما رأيكم في أنواع التأمين المختلفة؟

- لا يوجد فقيه واحد أباح التأمين إباحة مطلقة؛ فلم يفتح أي فقيه الباب على مصراعيه، أعظم من قال بإباحة التأمين وأشهرهم وأبلغهم هو الفقيه العلامة الشيخ مصطفى الزرقا حفظه الله، هو أول من نادى بذلك بقوة، وكتب فيه كتابا، وكان ذلك في المؤتمر الذي عقده المجلس الأعلى للآداب والفنون أيام الوحدة بين مصر وسورية وقدم هذا، ثم قدمه للمؤتمر الاقتصادي الذي عقد العام 1976م في مكة المكرمة وطوره وأصبح له كتاب كبير في هذا، هو لم يقل بإباحة التأمين الحالي بعجره وبجره لا... هو يقول: لابد أن نخلصه من الشوائب.

والفقهاء الذين تحدثوا في قضية التأمين وهم الشيخ الزرقا، ومثله الشيخ الخفيف رحمه الله، ومثله الشيخ عبدالله بن زيد المحمود في دولة قطر الذي له رسالة في أحكام التأمين، وهؤلاء طبعا الذين أجازوا التأمين من حيث هو عقد؛ يعني قالوا: التأمين كعقد لا غبار عليه، إنما الذي لم يجز التأمين فهو من حيث التطبيق الحالي، فإذا استطعنا أن نزيل الربا فمن الممكن أن يدخل فيه الربا، وممكن أن الشركة نفسها تتعامل بالربا، نزيل الشروط الفاسدة، إذا كان هناك غرر فاحش نحاول أن نقلل من هذا الغرر، بعض شركات التأمين تستغل حاجة الناس إلى هذا التأمين؛ فترفع من قيمة التأمين، وتأخذ أشياء كثيرة جدا وتربح أرباحا هائلة، ليس فقط بقدر الكلفة وتربح ربحا مقبولا، لا بل تربح ربحا كبيرا جدا والناس مضطرون؛

فالذين أجازوا هذا قالوا: لابد لكي يكون التأمين حلالا، وهم يرون أن العقد لا حرج فيه في حد ذاته، يقولون لك: لابد أن نخلصه من شوائبه هذه حتى يكون حلالا


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/476743.html