العدد: 1180 | الإثنين 28 نوفمبر 2005م الموافق 26 شوال 1426هـ
خطف 4 غربيين وصدام يمثل أمام القضاء العراقي
قضية الدجيل: اتهام برزان بزج المئات في السجون
رفعت المحكمة العراقية الخاصة التي تحاكم الرئيس المخلوع صدام حسين وسبعة من معاونيه، جلسة أمس إلى الخامس من ديسمبر/ كانون الأول لتعيين وكيل دفاع لنائب الرئيس السابق طه ياسين رمضان بعد أن رفض محاميا عينته المحكمة. وحضر الجلسة وزير العدل الأميركي السابق رامزي كلارك والمحامي الأردني عصام الغزاوي ووزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي. وعبرت الأوساط الكويتية عن استيائها من مشاركة الأخير في الدفاع عن صدام، الأمر الذي يعطي مؤشرا خاطئا عن وجود تباين خليجي في المشاعر. وتلا القاضي رزكار محمد أمين شهادة ضابط المخابرات السابق وضاح إسماعيل خليل الذي توفي قبل أيام باعتباره أحد الشهود والمشرفين على تحقيق الدجيل، إذ كان ضابط تحقيق في قسم "الحاكمية" في جهاز المخابرات الذي كان يرأسه برزان التكريتي. وأشار وضاح الشيخ في شهادته المسجلة إلى انه كان يتلقى التعليمات بشأن المتهمين في حادثة الدجيل من برزان واتهمه بزج المئات في السجون ولم يتلق أية توجيهات من صدام. إلى ذلك، أبدت الحكومات الكندية والبريطانية والأميركية قلقها حيال مصير أربعة عاملين في منظمات إنسانية فقدت أثرهم منذ السبت الماضي. ولم تعلن أية جهة مسئوليتها عن خطف الغربيين الأربعة، فيما ذكرت تقارير أن مسلحين أطلقوا النار على أجانب قرب بغداد وقتلوا بريطانيين اثنين من أصل هندي.
بغداد - وكالات
رفعت المحكمة العراقية الخاصة التي تحاكم الرئيس المخلوع صدام حسين وسبعة من معاونيه، جلستها أمس إلى 5 ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وقال كبير القضاة إن المحاكمة تأجلت لإعطاء احد المتهمين فرصة الحصول على من يمثله. وكانت هيئة الدفاع عن صدام أعلنت من قبل نيتها المطالبة بتأجيل المحاكمة. ومن المقرر أن يدلي نحو 50 شاهدا جميعهم من أقارب الضحايا بشهاداتهم أمام المحكمة وانضم إليهم وزير النفط السابق عصام الجلبي. ومثل صدام مع كبار مساعديه أمام قاضي المحكمة العليا رزكار محمد أمين لاستئناف المحاكمة في قضية الدجيل. ودعا المشرفين على إدخال صدام ومعاونيه إلى قاعة المحكمة "بدخول المتهمين من دون قيود أو أغلال". وارتدى غالبية المتهمين الزي العربي والكوفية والعقال باستثناء واحد. واستهل صدام دخوله إلى القاعة بأداء تحية السلام. ولم يحضر عدد من المحامين المكلفين للدفاع عن المتهمين فيما كلفت المحكمة محامين بدلا عنهم. وحضر وقائع الجلسة وزير العدل الأميركي السابق رامزي كلارك ووزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي وعصام الغزاوي كمحامين للدفاع عن صدام بعد أن ابرزوا هوياتهم للقاضي. وطلب القاضي من المحامي خليل الدليمي أن يقوم صدام بالتوقيع على توكيل كلارك والنعيمي والغزاوي للدفاع عنه في المحكمة. وقال صدام "من أهم حقوق المتهم عندما يكون في بناية المحكمة أن يكون تحت إشراف المحكمة لقد تم انتزاع أقلامي ودفتري مني". وبحسب صدام فإن وقائع الجلسة تجرى في مبنى مقر هيئة التصنيع العسكري السابق وسط "المنطقة الخضراء". وقال الرئيس المخلوع "صعدت في مصعد عاطل والقرآن في يدي وأنا مكبل بالقيود". وأضاف مخاطبا القاضي "يجب أن تنبه الشرطة وتأمرهم أنت عراقي وهم أجانب محتلين وغزاة". وأعرب قاضي المحكمة عن أسفه لمقتل اثنين من فريق الدفاع عن معاوني صدام بعد أيام من الجلسة الأولى في 19 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وتمت قراءة الفاتحة على روحيهما حيث شوهد صدام وقد تلا سورة الفاتحة وقوفا. وبعد التأكد من أوراق هوية كلارك والنعيمي والغزاوي جرت مراسم المحكمة بعرض فيلم على قرص "سي. دي" يظهر صدام يتكلم إلى عدد من المدنيين المحاطين بأفراد حمايته. ثم تلا القاضي شهادة ضابط المخابرات السابق وضاح الشيخ الذي توفي قبل أيام باعتباره احد الشهود والمشرفين على التحقيق وهو بكامل صحته إذ كان ضابط تحقيق في قسم "الحاكمية" في جهاز المخابرات العراقية التي كان يرأسه برزان التكريتي. وأشار وضاح في شهادته المسجلة إلى انه كان يتلقى التعليمات بشأن المتهمين في القضية من برزان واتهمه بزج المئات في السجون ولم يتلق أية توجيهات من صدام. وعقب ذلك رفعت الجلسة لمدة ساعة. وأثار هذا الفيلم غضب صدام الذي وقف وهو يردد كلمات لم تفهم فرد عليه القاضي "سنعطيك الوقت الكافي للرد". وبعد ذلك قرأ القاضي إفادة وضاح التي ذكر فيها أن "من أطلق النار على موكب صدام لا يتعدى عددهم 12 شخصا". وأضاف أن "قوات الأمن قامت بعد الحادث باعتقال نحو 400 شخص من سكان القرية من بيوتهم بمن فيهم أفراد من عشيرة الخزرج السنية وعوائل بكاملها بنسائها وأطفالها وشيوخها تم حجزهم في مقري الحزب والأمن في الدجيل". وتابع "هؤلاء الأشخاص المعتقلين تم نقلهم بعد ذلك إلى جهاز المخابرات في بغداد في باصات سعة خمسين راكب تابعة للمخابرات من دون تحقيق ثم نقلوا إلى محافظة المثنى ولا اعرف ما جرى لهم بعد ذلك". وأشار وضاح إلى أن "طه ياسين رمضان كان يترأس لجنة قامت بتجريف الأراضي والبساتين في الدجيل وبلد بعد الحادث". وتساءل "لا ادري لماذا القي القبض على كل هذا العدد الكبير من الأشخاص"، مشيرا إلى أن "صدام كرم جميع المسئولين على التحقيق". وبدا صدام خلال الجلسة في حالة نفسية تتسم بالتحدي. وعندما طلب منه التحقق من هويته قاطع القاضي الذي طلب منه بعد ذلك التحدث بصوت عال في مكبر الصوت. وذكرت قناة "الجزيرة" أن مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي التقى صدام قبل بدء الجلسة من دون ذكر السبب وما دار في اللقاء. ومع بدء المحاكمة خرج متظاهرون إلى الشوارع في كربلاء والنجف والدجيل مطالبين بإعدام صدام بينما دعا السكان في تكريت بمحاكمة عادلة. وقبل ساعات من الجلسة سقطت قذيفة هاون بالقرب من المنطقة الخضراء من دون وقوع إصابات. ولم تتخذ السلطات أي ترتيبات أمنية استثنائية للجلسة كما أن حركة القوات سارت بشكل طبيعي، لكن فرضت إجراءات أمنية مشددة على الصحافيين الذين منعوا من حمل أي شيء باستثناء الأقلام والأوراق للتغطية.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/504954.html