العدد: 1182 | الأربعاء 30 نوفمبر 2005م الموافق 28 شوال 1426هـ
مخرجات «التربية» ضعيفة و«الجامعة» غير مرضية والدعوة إلى هيئات مستقلة
ولي العهد يدعو لإعادة صوغ نظامي التعليم والتدريب
دعا ولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين رئيس مجلس التنمية الاقتصادية صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في افتتاحية ورشة تطوير التعليم والتدريب التي عقدت في قصر القضيبية صباح أمس إلى إعادة صوغ نظامي التعليم والتدريب، ومضاعفة الجهود من أجل تحسين جودتهما. وأكد سموه أن البحرين تمتلك اليوم فرصة حقيقية وكبيرة لبناء اقتصاد قوي وقادر على المنافسة بنجاح مع أكثر الدول تقدماً، إلا أن هذا النجاح مرهون بمستوى كفاءة القوى البشرية التي تعمل فيه. وخلصت وزارة التربية والتعليم في العرض الذي قدمته في الورشة إلى أن أداء مخرجات النظام التعليمي الحكومي في مملكة البحرين أقل مستوى من الدول المقارنة، ومستويات إتقان الكفايات في المواد الدراسية الأساسية (اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات والعلوم) أقل من المتوقع في المراحل التعليمية كافة، وأن مستوى إتقان الكفايات الأساسية لدى البنين أقل من البنات. وخلصت توصيات المشاركين في الورشة التي شارك فيها أكثر من 200 مسئول إلى ضرورة إعطاء التعليم الاستقلالية عن وزارة التربية والتعليم وكذلك الحال بالنسبة إلى التدريب عن وزارة العمل، وتشكيل هيئة وطنية مستقلة تدير أمور التعليم والتدريب للخروج من الضعف الذي كشفت عنه المؤسسات الرسمية خلال عرضها الذي قدمته.
قصر القضيبية-هاني الفردان
أكدت وزارة التربية والتعليم في عرضها الذي قدمته في ورشة تطوير التعليم والتدريب بقصر القضيبية تحت رعاية ولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين رئيس مجلس التنمية الاقتصادية صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة أن أداء مخرجات النظام التعليمي الحكومي في مملكة البحرين أقل مستوى من الدول المقارنة، ومستويات إتقان الكفايات في المواد الدراسية الأساسية (اللغتين العربية والإنجليزية والرياضات والعلوم) أقل من المتوقع في جميع المراحل التعليمية، وان مستوى إتقان الكفايات الأساسية لدى البنين أقل من البنات. وعللت الوزارة أسباب ضعف مخرجات التعليم الحكومي بسببين رئيسيين هما: مناهج التدريس التي تركز في الوقت الحالي على المعرفة وليست المهارات، ونوعية طرائق التدريس الضعيفة وغير المشوقة بالنسبة إلى الطلبة، بالإضافة إلى ضعف تدريب المعلمين وإدارتهم. وعرضت ممثلة وزارة التربية والتعليم فائقة سعيد الصالح ورقة عمل عن واقع التعليم بمراحله الأساسية، مبتدئة بعدد الطلبة في المدارس الحكومية في العام الدراسي 2005/،2006 إذ بلغ إجمالي عدد الطلبة في جميع مدارس المملكة نحو 24 ألف طالب وطالبة موزعين على جميع المراحل، مضافا إلى أن نحو 10 آلاف طالب يلتحقون سنوياً بالصف الاول الابتدائي. وأشارت الصالح إلى ان المدارس الصناعية بها 5 آلاف و335 طالباً، في مدارس الثانوية يوجد 14 ألفا و902 طالبة و8 آلاف و986 طالبا، والمدارس الإعدادية توجد 16 ألفا و170 طالبة و16 ألفا و186 طالبا، اما الابتدائية فتوجد بها 31 ألفا و152 طالبة و31 الفا و276 طالبا. وكشفت الصالح أن أداء الطلبة البحرينيين في الاختبار الدولي (TIMSS) للصف الثامن (الثاني إعدادي) يأتي في المراتب المتأخرة، إذ كان المتوسط الدولي مثلاً في الرياضيات بصف الثاني إعدادي 467 إلا أن البحرين حققت فقط 401 نقطة، وعلى مستوى العلوم كان المتوسط الدولي 474 إلا أن البحرين حققت 438 نقطة فقط. وقالت الصالح ان غالبية المدارس الحكومية لديها ضعف في إتقان الكفايات في اللغة العربية والرياضيات والعلوم في جميع مراحل التعليم، ففي الصف الثالث الابتدائي نسبة الطلبة الحاصلين على علامة أعلى من 50 في المئة في اختبار قياس القدرات في العام 1999 اللغة العربية 48 في المئة والرياضيات 40 في المئة، وفي الصف السادس ابتدائي نسبة الطلبة القادرين على تطبيق المعرفة لحل مسائل في الرياضيات 34 في المئة والعلوم 31 في المئة في العام ،2003 وفي الصف الثاني إعدادي بلغت نسبة القادرين على تطبيق المعارف الاساسية في الرياضيات 19 في المئة، وفي العلوم 33 في المئة في العام .2003 ورأت الصالح ان هناك فجوة بين الجنسين في الاختبار الدولي (TIMSS) لصالح البنات، إذ حققت البنات نتائج افضل من البنين، مستشهدة بنتائج الاختبار على مستوى الدول، إذ جاءت أكبر فجوة بين الجنسين في البحرين من أي بلد مشارك آخر بواقع 35 في المئة لصالح الاناث في الرياضيات، بينما كانت في مصر مثلاً واحداً في المئة لصالح الإناث وهو المتوسط الدولي، وبلغت في العلوم 29 في المئة لصالح الإناث، بينما المتوسط الدولي للفجوة بين الجنسين 6 في المئة لصالح الذكور. وبينت الاختبارات التي قامت بها وزارة التربية والتعليم ان أداء الطلبة في المهارات المعرفية جيد ولكنه ضعيف في المهارات التطبيقية.
تعيين المعلمين على أساس تاريخ الطلب
وأكدت الصالح ان وزارة التربية والتعليم تقوم حالياً بتعيين المعلمين على أساس تاريخ تقديم الطلب وسنة التخرج وليس على أساس المهارات والكفايات التي يتقنها المتقدم للوظيفة، شارحة الخطوات التي تقوم بها الوزارة لتعيين المعلمين ومنها تحديد الوزارة احتياجاتها السنوية من المعلمين ويتم الحصول على الموافقة على التمويل والسقف الوظيفي من الجهات المعنية بالدولة، وأن الخطوة التي تلحق الأولى بالنسبة إلى معلمي المواد الدراسية على قائمة الانتظار، تقوم الوزارة بتعيين المعلمين على أساس تاريخ تقديم الطلب وسنة التخرج (مثلاً، في حال تقديم شخص ما طلباً منذ ثلاث سنوات يتم تعيينه قبل الشخص الذي يقدم طلبه هذا العام) وليس على أساس الدرجة المحصلة في امتحانات الوزارة أو معدل التخرج من الجامعة، مشيرة إلى أن الطلبة الذين يتخرجون من الجامعة يرسبون في امتحانات الوزارة أحياناً، وأن قائمة الانتظار بالنسبة إلى الإناث تكون في جميع المواد الدراسية الثماني عشرة، وقائمة الانتظار بالنسبة إلى الذكور تكون في ثلاث مواد دراسية فقط. وقالت الصالح إنه على رغم ارتفاع عدد معلمي وزارة التربية والتعليم، فإن متوسط ساعات التدريس بالنسبة إلى المعلم انخفض وينعكس هذا الانخفاض على إنتاجية المعلم، مشيرة إلى أن عدد المعلمين زاد بنسبة 41 في المئة من العام 2000 وحتى العام 2004 والذي بلغ فيه عدد المعلمين 10150 معلماً ومعلمة، بينما كان في العام 2000 (7150 معلماً ومعلمة)، كما ان ساعات التدريس المنتظمة للمعلم في الأسبوع انخفضت بنسبة 22 في المئة بحيث كانت في العام 2000 (13,2 ساعة) بينما وصلت في العام 2004 (10,3 ساعات)، وان معدل ساعات التدريس يومياً لدى المعلمين بالمدارس الحكومية في المملكة أقل من الدول المقارنة، إذ وصلت إلى ساعتين يومياً بينما المفروض وبحسب سياسة الوزارة فإن نصاب المدرس من الحصص 20 حصة أسبوعيا ما يعادل 3,3 ساعات يومياً. وانتقدت الصالح مناهج دبلوم التربية بجامعة البحرين التي تركز على نظريات التدريس وليس على كيفية التدريس (التطبيق)، موضحة ان الجوانب النظرية في التدريس في جامعة البحرين تأخذ ما نسبته 75 في المئة من نسبة الوقت المخصصة لكل مجال من محتوى البرنامج بينما الجوانب العملية في التدريس لا تشغل سوى 25 في المئة، وهذا على العكس مما هو موجود في المملكة المتحدة والتي تعطي الجوانب العملية ما نسبته 80 في المئة، وتكتفي بـ 20 في المئة للجوانب النظرية. وأكدت الصالح ان تقويم المعلمين لا يقيس في المدارس الحكومية أداء المعلمين الفعلي، وان 90 في المئة من المعلمين تقريباً يحصلون على تقدير ممتاز، ويتم تقييم أداء المعلمين من قبل المعلم الأول أو مدير المدرسة بالمدرسة نفسها من دون تقويم خارجي. وقالت الصالح ان عدد ساعات تدريب المعلمين أثناء الخدمة وتنميتهم أقل من الدول المقارنة، كما ان المعلمين والمدربين غير راضين عن التدريب، مشيرة إلى أن ساعات التدريب السنوية التي يحصل عليها المعلم في البحرين ثلاث ساعات بينما المدارس الخاصة في المملكة 20 ساعة في سنغافورة 100 ساعة. واضافت الصالح ان من بين 68 في المئة من المعلمين يقولون ان «المدربين لا يستخدمون طرقاً وأساليب مناسبة لاحتياجات المتدربين، كما لا يرتبط التدريب بالعمل الصفي أو لعب الأدوار، وأن 71 في المئة من المدربين عن حاجتهم الماسة للتدريب على مهارات التدريب»، مؤكدة أنه لا توجد صلة رسمية بين تقويم أداء المعلم والتدريب المقدم للمعلم، ولا توجد آلية لقياس أثر التدريب أو متابعة المتدربين».
الرويحي: 50% من طلاب الجامعة يفشلون في مواصلة الدراسة
وقال عميد كلية العلوم التطبيقية بجامعة البحرين خالد الرويحي في الورقة التي قدمها بشأن التعليم العالي في المملكة ان «نظام التعليم العالي في المملكة لا يرضي الطلبة، ولا إدارة جامعة البحرين، ولا القطاع الخاص»، مشيراً إلى أنه يلتحق نحو 25 ألف طالب وطالبة بالتعليم العالي في المملكة، وأن 78 في المئة من هؤلاء الطلبة مسجلون في جامعة البحرين. وأكد الرويحي ان الاحصاءات تشير إلى أن نحو نصف طلبة جامعة البحرين يفشلون في مواصلة دراستهم للحصول على البكالوريوس خلال السنتين الأوليين، مشيراً إلى أن متوسط الطلبة الذين حققوا متوسط درجات اقل من 2,0 خلال السنتين الأوليين بلغ في الفصل الدراسي الثاني (للعام 2004/2005) 49 في المئة. وأكد الرويحي ان عدد طلبة جامعة البحرين تضاعف نحو ثلاث مرات خلال العشر سنوات قياسا إلى أميركا، ما أدى إلى انخفاض معدل الصرف على الطالب بمقدار 34 في المئة في الفترة ما بين 1994 و2002 ثم عاد إلى الارتفاع، مشيراً إلى أنه في حال موافقة الحكومة على مقترح موازنة الجامعة التي قدمتها إدارة الجامعة فإنه سيتم الحفاظ على معدل الصرف على الطالب كما كان في السابق. وأ
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/505249.html