العدد: 1211 | الخميس 29 ديسمبر 2005م الموافق 28 ذي القعدة 1426هـ
حديث الإرشادات الوقائية يسبق موسم التخييم في البر
عشاق «أم جدر» نصبوا خيامهم في انتظار ساعة «الصفر»
كان الشقيقان علي وحسين خميس، منهمكين في نصب خيمة العائلة ذات الاسم الغريب. .. خيمة متوسطة الحجم يشدها 14 وتداً لها بابان الأول أمامي والآخر خلفي كتب على مدخلها الخشبي «مخيم شرشبيل يرحب بالضيوف الكرام»... شرشبيل هذا شخصية كارتونية يعرفها من شاهد المسلسل الكارتوني الشهير، وهي شخصية محبة للشر ومثيرة للمشكلات وتوقع بين الناس، فهل كان علي وحسين خميس يدركان أن موسم التخييم في البر يبدأ في عطلة منتصف الفصل، أو عطلة الربيع كما تسمى اصطلاحاً... ويبدأ معه الخوف من «الشياطين» الذين يعيثون في البر فساداً من شباب متهورين بمركباتهم المختلفة الأنواع والأشكال ودراجاتهم النارية وخيولهم وحميرهم وقرودهم، بالنسبة إلى الأخوين، فإنهما يميلان طبعاً للتخييم العائلي... يحبان الهدوء وقضاء الليل في الطرب ولعب الورق ومشاهدة التلفزيون والاستماع برائحة دخان الباربيكيو. على أي حال، ما هي إلا أيام قليلة، وينتهي الطلبة من امتحاناتهم بالتوفيق والنجاح، ويبدأ الزحف السنوي على منطقة التخييم في الصخير... لكن كيف هو الحال الآن؟
بدأت الاستعدادات على قدم وساق
الخيام منصوبة... يستطيع الزائر أن يشاهد رؤوس الخيام من بعيد في النهار، أما في الليل... فترشده ألسنة اللهب المتصاعدة من النيران المشتعلة والتي تجمع حولها السمار... وفي كل يوم يزداد الزحف، لكن الاستعدادات بدأت علي أي حال مع زيارة نائب محافظ الجنوبية أحمد خليفة البنعلي الذي اطمأن على سير العمل في مركز خدمات المخيمين ايذاناً ببدء الموسم الجديد. وفي هذا المركز الحيوي، تتوافر خدمات رئيسية، فحسب ادارة العلاقات العامة بالمحافظة فإن المركز يشتمل على مكاتب لموظفي المحافظة وبلدية المنطقة الجنوبية ومديرية امن المحافظة الجنوبية وغرفة للاسعافات الأولى. وتم توفير الكثير من المركبات منها سيارات تابعة للدفاع المدني وسيارة إسعاف معروفة ألفها الناس منذ سنوات إذ تحمل شعار جمعية الهلال الأحمر البحريني، فيما توجد مركبات للأمن العام والمرور، وهذه الخدمات أسهمت على مدى السنوات الماضية في نيل رضا المواطنين والمقيمين الذين تعودوا على قضاء فترة إجازة الربيع في البر، وبدأ النشاط بالتأكيد على الإرشادات الوقائية لمنع الحرائق وحوادث السقوط والالتزام باشتراطات النظافة العامة والانضباط واحترام أنظمة التخييم، فالمركز سيكون مفتوحاً طوال الموسم، ولابد من الإشارة الى توافر خدمات النظافة أيضاً.
مثيرو الفوضى لن ينصرفوا،
تتمنى فوزية راشد وابناها نواف وعماد أن يكون موسم التخييم لهذا العام مشابهاً للعام الماضي؟ لكن لماذا؟ وما الذي ميز موسم التخييم في العام الماضي؟ تقول أم نواف إن موسم التخييم في العام الماضي كان منظماً الى درجة كبيرة وكانت الخدمات متوافرة لكن مشكلة الشباب المتهورين والذين (يفقدون صوابهم كل ليلة) ستبقى ولن ينصرف هؤلاء على رغم أن رجال الأمن لا يقصرون. وتعتقد أم نواف ان ما ميز موسم التخييم في العام الماضي هو ترتيب توزيع الخيام ونشر الإرشادات والتوعية طيلة الموسم ووجود مرافق حكومية تقدم خدمات طيلة الموسم، لكننا سنفتقد هذا العام مخيم الغزال الصحراوي الذي اعتاد الأطفال بل والكثير من الأسر التي لا تمتلك خياماً على التخييم فيه وتتوافر فيه كل الأشياء الجميلة للشباب كعربات البانشيه بأسعار في غاية الرمزية، ونحن في الحقيقة ننتظر المزيد من المشروعات السياحية العائلية في هذا الخصوص. ويتفق معها المواطن سعيد التحو الذي بدأ جولته الأولية للنظر في أوضاع البر والاستعداد للموسم، فهو يرى أن موسم التخييم أصبح من العادات السنوية التي لا غنى للمواطنين في البحرين وكذلك المقيمين، من الاستغناء عنها، ويتفق مع أم راشد في أن إزالة مشروع مخيم الغزال الصحراوي يعد افشالاً لمحاولات تنفيذ مشروعات السياحة العائلية النظيفة في البر وغيره، وتمنى على المسئولين إعادة النظر وتشجيع الاستثمارات واستقطابها الى هذه المنطقة المهمة.
مناطق قريبة من آبار الغاز
يقترب عبدالرحمن حسن خوجة رويداً رويداً من الموقع الذي اعتاد على التخييم فيه سنوياً، لكنه يعتقد أنه غير مناسب، فقد أدرك أن اللجنة العليا المنظمة لموسم التخييم كانت محقة في تطبيق قرار إبعاد الخيام لحوالي عشرين أو ثلاثين متراً عن موقع آبار الغاز. وعما اذا كانت هذه المعلومة جديدة بالنسبة إليه ومدى غرابتها، يجيب: «أعلم ذلك... لكنني أقصد أن البعض من الناس يتأخرون في حجز الأماكن المناسبة لذلك تجدونهم ينصبون الخيام بالقرب من بعض الآبار وهذا ما حصل لنا العام الماضي إذ جاء مفتش أمن وطلب مني إزالة الخيمة وإبعادها لسلامتنا طبعاً... لهذا أتيت مبكراً هذا العام».
رجال المرور استعانوا على الشقاء،
يستعين رجال المرور على الشقاء بالله، فها هو الموسم بدأ من جديد لتبدأ معه حركة مكثفة للدوريات المدنية والعسكرية لمراقبة الأوضاع في المنطقة، لكن المطاردات التي حدثت خلال السنوات الماضية ستتكرر هذا العام، وحسب تصريح رئيس قسم السلامة المرورية بالإدارة العامة للمرور الرائد الشيخ عبدالرحمن آل خليفة، فإن هذا الموسم يعد موسماً مهماً بالنسبة إلى الإدارة، فمسألة خرق القانون لا تعرف موسماً وأن المخالفات ستوقع على كل من يخالف النظام، ولله الحمد، فإنه ليست هناك حوادث مرورية بليغة تسجل خلال الموسم، إلا أن رجال المرور سيعكفون على تنظيم حركة السير لاسيما في عطلة نهاية الأسبوع، بالإضافة الى ضبط هواة المطاردات وأولئك الذين يفضلون السواقة المتهورة معرضين حياتهم وحياة المخيمين للخطر.
الشباب مقهورون ومظلومون،
الصحافة جاءت مبكراً هذا العام... هكذا قال الشاب عمران يونس الحدي، الذي كان يعمل بنشاط في تشييد دورة مياه (ديلوكس) باستخدام قطع البلايوود والصفائح، فعمران يعتقد أن التهم الموجهة للشباب كلها تأتي من الصحافة، لكنه في الوقت ذاته يقول: «نبغي نستانس... موب كل الناس فوضوية»، فيما كان رده على أولئك الشباب الذين يسببون المشكلات مقنعاً فهو يقول إن رجال الأمن يضبطون هؤلاء الناس ويطبقون عليهم القانون، لكننا نريد أن نستريح من عناء الامتحانات... وليس كل الشباب يسببون الفوضى... حتى اذا اردنا لعب كرة القدم أو كرة الطائرة يسمون ذلك فوضى... نجلس ليلاً للغناء والطرب فيأتي بعض (...) ويقولون حرام وفوضى... البر بصراحة لم يعد كما كان في السابق... صار يملل، نأمل أن يكون الوضع تغير هذا العام.
شكلت المحافظة الجنوبية برئاسة محافظ الجنوبية سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة لجنة عليا للتخييم بعضوية نائب المحافظ ومدير إدارة البرامج الاجتماعية وشئون المجتمع ومدير إدارة الخدمات وبرامج التنمية بالمحافظة وممثل عن المجلس البلدي لبلدية المنطقة الجنوبية وممثل عن الجهاز التنفيذي ببلدية المنطقة الجنوبية، وعدد من الجهات الرسمية والاهلية، وتدرس هذه اللجنة مسودة قانون لتنظيم عملية التخييم في الاطار القانوني الذي تعمل من خلاله المحافظة وفقا لصلاحياتها بالتنسيق مع اجهزة المملكة الاخرى. يتولى المحافظ مهمة الاشراف العام على تنظيم موسم التخييم والمناطق المصرح باقامة الخيام بها في البر الواقعة ضمن نطاق المحافظة، كما تنشئ في المحافظة لجنة تسمى لجنة تنظيم موسم التخييم وتختص بوضع الارشادات والتعليمات المتعلقة بتنظيم موسم التخييم في كل عام بما لا يتعارض مع احكام هذا القانون والقرارات المنفذة له وتباشر سائر الاختصاصات الاخرى المنوطة بها، كما تشكل اللجنة برئاسة المحافظ وعضوية ثمانية أعضاء على الأقل يمثلون الجهات المعنية بموسم التخييم. القانون المقترح يتضمن ضرورة ان يكون التخييم بترخيص صادر من البلدية الجنوبية سينظم القانون عملية تحديد المكان والمساحة المطلوبة وفي الوقت نفسه سينظم عملية بداية ونهاية الموسم وعملية ازالة المعدات والادوات الخاصة بالخيم، اضافة الى وجود العقوبات المقررة التي لا يخلو منها أي قانون. يعطي القانون البلدية الحق في تعديل المساحة المطلوب الانتفاع بها، ولها الحق في رفض طلب الترخيص وفقا لمقتضيات الأمن العام والآداب العامة أو الصحة العامة أو لدواعي التنظيم وحسن التنسيق، وان يتعين في حال رفض طلب الترخيص ان يكون القرار مسبباً. يمنح القانون البلدية الصلاحية وفقا لمقتضيات الأمن العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة أو الدواعي تسيير الحركة المرورية أو التنظيم وبعد موافقة لجنة التنظيم في ان تصدر قرارا بالغاء الترخيص أو انقاص مدته أو المساحة المرخص بها على ان يرد مقابل الانتفاع كله أو بعض بنسبة ما انتقص من مدة الترخيص أو من المساحة المرخص بها. في حال اقامة أي خيمة من دون ترخيص أو انتهاء مدة الترخيص تنص مسودة القانون على انه يتعين على صاحب الشأن اعادة الحال الى ما كان عليها قبل اقامة الخيمة خلال الأجل المحدد لذلك، وإلاّ جاز للبلدية ازالة الخيمة بالطريق الاداري على نفقة صاحبها، وعلى ان يتم ضبط الاشياء الشاغلة للمكان وتبين مفرداتها في محضر بعد ذلك وتنقل الى محل تعده البلدية لهذا الغرض. اذا لم يقم صاحب الشأن باسترداد الاشياء المشار اليها جاز للبلدية بيعها وخصم ما هو مطلوب منه والرجع عليه بالباقي عند الاقتضاء. تعاقب المادة ؟1؟ ؟من مسودة القانون بغرامة لا تقل عن 200 دينار ولا تزيد على ألف دينار كل من اقام خيمة في البر من دون ترخيص، وكل من خالف شرطا من شروط الترخيص، ولم يلتزم بالارشادات والتعليمات الصادرة عن اللجنة، ويغرم كل من لم يلتزم بتنفيذ القرارات الصادرة من البلدية في هذا الشأن. يحكم للمخالف وفقا للمسودة في حاله اقامة خيمة من دون ترخيص بأداء ضعف مقابل الانتفاع، ويجوز للمحكمة عن؟ ؟الاقتضاء؟ ؟ان تأمر بازالة الخيمة المخالفة في ميعاد يحدده الحكم فإذا لم يقم المحكومة عليه بالازالة في الميعاد
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/508889.html