العدد: 2438 | السبت 09 مايو 2009م الموافق 14 جمادى الأولى 1430هـ

المنامة تودع الوجيه كازروني لمثواه الأخير

ودّعت جموع غفيرة من المواطنين صباح أمس (السبت) في تشييع مهيب الوجيه المرحوم إسماعيل آغا كازروني الذي وافاه الأجل يوم أمس الأول (الجمعة)، من مأتم العجم الكبير إلى مثواه الأخير في مقبرة المنامة بمشاعر الحزن والأسى، مستحضرين مساهمات الفقيد كازروني في مختلف المحافل الوطنية.

وقد شارك عدد كبير من الوزراء وكبار المسئولين وأصحاب الأعمال والرياضيين وممثلي المؤسسات الأهلية والاجتماعية والخيرية في تقديم واجب العزاء لأهل الفقيد الذي يُعدّ واحدا من رموز العمل التجاري والصناعي والرياضي في المملكة.

وامتزجت مشاعر الحزن بالفراق باستذكار العطاء الكبير للوجيه كازروني الذي ترك الأثر الطيب والحب الجم والتواضع لكل من عرفه بتواضعه ودماثة أخلاقه وحفاوته. واعتبر وزير شئون النفط والغاز رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز عبدالحسين ميرزا، الذي جمعته مع الفقيد علاقات مميزة وشارك في التشييع، أن وفاة الحاج إسماعيل كازروني تمثل خسارة للبحرين.


استذكروا عطاءات الفقيد في الحقول التجارية والصناعية والاجتماعية والخيرية والرياضية

جموع غفيرة تشارك في التشييع المهيب للوجيه إسماعيل كازروني لمثواه الأخير

المنامة - حيدر محمد

شاركت جموع غفيرة من المواطنين صباح أمس (السبت) في التشييع المهيب للوجيه المرحوم إسماعيل آغا كازروني من مأتم العجم الكبير إلى مثواه الأخير في مقبرة المنامة بمشاعر من الحزن والأسى، مستحضرين مساهمات الفقيد كازروني في مختلف المحافل الوطنية.

وقد شارك عدد كبير من الوزراء وكبار المسئولين والتجار ورجال الأعمال والرياضيين وممثلي المؤسسات الأهلية والاجتماعية والخيرية في تقديم واجب العزاء لأهل الفقيد الذي يعد واحدا من رموز العمل التجاري والصناعي والرياضي في المملكة. وقد امتزجت مشاعر الفراق باستذكار العطاء الكبير للوجيه كازروني الذي ترك الأثر الطيب والحب الجم والتواضع لكل من عرفوه بتواضعه ودماثة أخلاقه وحفاوته لكل مرتادي مجلسه. وقال سهيل كازروني (نجل المرحوم إسماعيل كازروني) في تصريح إلى«الوسط»: «إن الوالد رحمه الله بالنسبة لنا كان أكثر من أب، وكان محبوبا من قبل الجميع وكان شخصا متواضعا لا يفرق بين الغني والفقير وكان شخصا وطنيا لا يفرق بين سني وشيعي، وكان شخصا حنونا شمل لطفه كل من تعاملوا معه في مختلف مواقع الحياة».

وأضاف كازروني: «لم يقصر معنا المرحوم سواء في فترة عمله المتواضع سابقا أو عندما أصبح رائدا من رواد العمل التجاري في البحرين، فنحن أبناؤه الأربعة ابتعثنا المرحوم للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، كما شيّد لنا مجمعا سكنيا يضم منزله ومنزل أبنائه ليلم شمل العائلة، وهذا دليل على حنانه وطيبته».

وأضاف كازروني: «كان مجلسه الرمضاني عامرا بالرواد من مختلف الاتجاهات، وكانت تربطه علاقات واسعة مع مختلف فئات المجتمع، والجميع كان يعرف عنه تواضعه الشديد ، فقد كان يتناول طعام الإفطار مع أبسط العمال، فالجميع يتذكرون الوالد بخير وهذا شرف كبير لنا وللعائلة».

وأشار كازروني إلى أن المرحوم الحاج إسماعيل كان حريصا على المشاركة في المناسبات الوطنية، ففي العام 2001 وبعد الانفراج السياسي أقام الوالد احتفالا كبيرا بمناسبة دعم الإصلاحات واستطاع أن يجمع مجموعة كبيرة من الرموز والشخصيات للمساهمة في دعم المشروع الإصلاحي لجلالة الملك بحضور عدد من المفرج عنهم».

وذكر سهيل كازروني بأن جلالة الملك اختار المرحوم والده كأحد المرافقين في رحل سفر جلالته للجمهورية الإسلامية الإيرانية وكان الوالد للمرة الأولى يقابل جلالة الملك وجها لوجه، ومثلت هذه اللفتة الملكية وسام تقدير لجهود المرحوم على مرّ السنين وكذلك إسهاماته الكبيرة في المجتمع.

من جهته اعتبر وزير شئون النفط والغاز ورئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز عبدالحسين ميرزا، الذي جمعته مع الفقيد علاقات مميزة وشارك في التشييع، أن وفاة الحاج إسماعيل كازروني تمثل خسارة للبحرين.

وقال وزير شئون النفط في تصريح إلى «الوسط»: إن الحاج إسماعيل كازروني كان عصاميا وكوّن نفسه بنفسه من خلال كفاحه لسنوات عديدة، وقد عمل الفقيد في عدة شركات كبيرة مثل (أرامكو)، وهو أحد المؤسسين للصناعات الثقيلة في البحرين، وقد امتد نشاطه التجاري ليتجاوز البحرين إلى بقية دول المنطقة حتى وصل جنوب إفريقيا».

وأضاف ميرزا: «لقد عمل المرحوم إسماعيل كازروني لسنوات طويلة في شركة نفط البحرين (بابكو) وكان من الموظفين الأكفاء، وقد تواصل هذا العطاء المهني من خلال عمله التجاري المستقل لاحقا، إذ كان المرحوم أحد الأسماء المهمة في الاقتصاد الوطني».

وأوضح وزير شئون النفط أن «المرحوم إسماعيل كازروني كانت له نشاطات كبيرة في مختلف نواحي المجتمع، فعلى صعيد النشاط الخيري والتطوعي والاجتماعي، فقد كان المرحوم الرئيس الفخري وأحد مؤسسي نادي المنامة، والرئيس الفخري لنادي سار ورئيس الاتحاد البحريني لحمل الأثقال».

وأشار الوزير ميرزا إلى أن المرحوم كازروني كان أحد المساهمين البارزين في إعادة بناء مأتم العجم الكبير، وكذلك فإن أياديه البيضاء شملت كل من قصدوه، وقد كانت تربطه علاقات واسعة مع فئات المجتمع المختلفة، وكان يستقبل الناس من خلال مجلسه الأسبوعي في شهر رمضان المبارك مضيفا: «في هذه المناسبة الحزينة أتقدم بخالص التعازي والمواساة إلى أهل الفقيد».

وبدوره قال الرئيس السابق لغرفة تجارة وصناعة البحرين ورجال الأعمال خالد كانو إن المرحوم الحاج إسماعيل كازروني كان من الشخصيات الوطنية التي أعطت البحرين الكثير في مجالات العطاءات المختلفة.

وذكر كانو لـ»الوسط» أن «أهم ما يميز شخصية الفقيد كازروني أنه كان رجلا عصاميا، بنى نفسه بنفسه، وكان من أوائل الصناعيين على مستوى البحرين، فهو اسم لامع في عالم الصناعة والاقتصاد، فضلا عن علاقاته الطيبة مع البيت التجاري البحريني، ولذلك يمكن القول، إن فقد المرحوم إسماعيل كازروني هو خسارة حقيقية للبحرين، ولا بد من تخليد ذكر المرحوم وزملائه الذين أعطوا البحرين الكثير».

من جانبه أوضح الأمين العام لاتحاد نقابات عمال البحرين سيد سلمان جعفر المحفوظ أن الفقيد إسماعيل كازروني علاقاته بالمنطقة منذ فترة طويلة جدا، منذ اللحظة التي ارتبط اسم المؤسسة باسم سار، باعتبار أنه وظّفَ مجموعة كبيرة من أهالي المنطقة وارتبط اسم هؤلاء ارتباطا وثيقا باسم المؤسسة والحاج إسماعيل، وبعد فترة انتقل الحاج إسماعيل للسكن في منطقة سار فأصبح أحد رجالات هذه المنطقة وله إسهامات كبيرة مع كل المؤسسات في المنطقة وجعل اسمه لصيق، حتى الأطفال في هذه المنطقة يعرفون من هو إسماعيل كازروني».

أنا شخصيا تربطني علاقات مميزة مع الحاج إسماعيل، لم يرد لنا طلبا قط في طلب المعونة والمساعدة، كل المؤسسات، كنت رئيسا للنادي وكان لصيقا بوجودي في النادي وكانت له توجيهات كبيرة وأتذكر حينما قررت الخروج من رئاسة النادي أرسل لي شخصا مقربا واتصل بي وأصرّ على أن أبقى على رأس هذه المؤسسة، صرنا نشعر بالعلاقة الأبوية بيننا وبين المرحوم إسماعيل كازروني».

أما كابتن نادي المنامة اللاعب نوح نجف فقال: «بالنسبة لي كرياضي في نادي المنامة فلي معرفة قديمة جدا بالمرحوم إسماعيل كازروني، فالفقيد له أفضاله الكثيرة على الرياضة عموما وعلى نادي المنامة خصوصا(...) فالمرحوم من خلال عمله كرئيس فخري للنادي كانت لديه مساهمات واسعة، كان يساندنا وكان يتصل بي شخصيا، وكان دائما يشجعنا على بذل المزيد من العطاء لتطوير النادي».

وأضاف نجف: «أما في المجال الاجتماعي فقد كان الحاج إسماعيل معروفا بمساهماته الكبيرة، ولذا فإن وفاته تمثل خسارة كبيرة للعائلة وللرياضة عموما وخصوصا نادي المنامة، ولكن الحمد لله فان العائلة ستسلك - إن شاء الله - نفس الطريق، ونحن واثقون من تخليد ذكرى الحاج كازروني».

وعلى الصعيد ذاته أشار عضو مجلس الشورى فؤاد الحاجي إلى أن المرحوم إسماعيل كازروني كان من الوجوه المعروفة في البحرين عموما ومنطقة المنامة خصوصا، وكان من المبادرين في مساعدة الجميع وخصوصا المحتاجين وكانت له مواقفه الوطنية المشهودة وخدماته الكبيرة في مساعد المساجد والمآتم والحسينيات».

وأوضح الحاجي أن «المرحوم كازروني كان رجلا دمث الأخلاق وحسن المعاشرة، وكانت له أياد بيضاء وكان له دوره المشهود في المشاركة في المناسبات الدينية والوطنية (...) وأتذكر في هذا الصعيد أنني كان لي الشرف في المشاركة في اللقاء الذي نظمه المرحوم كازروني في مجلسه بمشاركة الشخصيات الوطنية والرموز الدينية والفعاليات السياسية، وكان ذلك في بداية المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وكان المرحوم الشيخ عبدالأمير الجمري من أبرز المشاركين في هذا الاجتماع الذي كان هدفه هو دعم المبادرات الوطنية التاريخية التي قادها جلالة الملك».

وأضاف الحاجي أن المرحوم كازروني كان له دور مشهود في تدريب العمالة الوطنية، لأنه كان من خريجي شركة (بابكو)، وكان يسعى لتأهيل شباب البحرين على الأعمال الفنية الدقيقة في مؤسسته الشهيرة، وكان نصيرا للعمالة الوطنية، وقد سمعت منه شخصيا حرصه على أن يحصل الموظف البحريني على موقعه المناسب في سوق العمل».

من جانبه قال الخبير النفطي البحريني حسين تدين في تصريح إلى «الوسط» إن «المرحوم إسماعيل كازروني بدأ حياته المهنية في شركة (أرامكو) أيام شبابه، وبعد ذلك انضم لشركة نفط البحرين (بابكو) ووصل لدرجة مراقب في خزانات سترة، ومن ثم استقال من الشركة وكوّن شركته الخاصة (رمسيس)، وعمل مع شركائه في جنوب إفريقيا التي أنشأ فيها شركة صناعية، كما قام بتصدير المواد إلى الخليج وخصوصا الإمارات، وشركته كانت من أكبر الصناعات الثقيلة في البحرين». وبيّن تدين أن «المرحوم كازروني كان من المساهمين في الأعمال الخيرية في المؤسسات المختلفة، وكان يعشق الرياضة، وله إسهاماته الرياضية المختلفة وعيّن رئيسا فخريا لنادي المنامة وكان رئيسا لاتحاد لعب الأثقال والأنشطة البدنية، فضلا عن دوره المشهود في إعادة بناء مأتم العجم الكبير».

إلى ذلك علّق رجل الأعمال حبيب عزت حبيب على وفاة المرحوم إسماعيل كازروني قائلا: «إن معرفتي بالمرحوم إسماعيل كازروني تمتد لفترة طويلة، وما يميز المرحوم كازروني أنه كان شخصا متواضعا سواء عندما كان موظفا في شركة (بابكو) أو عندما أصبح لاحقا صاحب أكبر مصنع في البحرين».

وأضاف حبيب: «اتصلت بالحاج إسماعيل كازروني قبل أسبوعين لأنقل له رغبة مجموعة من شباب جمعية البحرين الاجتماعية الثقافية بعيادته، وقد رحب بي وقال: أنا انتظركم وأرحب بكم دائما، ولكنني من نبرته شعرت بأنه لا يقوى على الاستقبال، وسألت ابن أخته عن صحته فأخبرني بأن وضعه الصحي حرج».ونوّه حبيب بأن «المرحوم كازروني كان من مؤسسي جمعية البحرين الاجتماعية الثقافية وكانت لي علاقة معه سواء في الجمعية أو في نادي المنامة ونادي فردوسي سابقا، والرجل كانت له أياديه البيضاء في دعم جمعية البحرين ونادي المنامة كما قام بمساعدة عدد من الشخصيات في بناء مأتم العجم الكبير، لقد كان إنسانا فاضلا ترك بصماته في مختلف المواقع الاجتماعية».

في آخر مقابلة مع «الوسط» كازروني دعا البحرينيين إلى الاستثمار في تركيا

في آخر مقابلة أجرتها «الوسط» مع الفقيد الحاج إسماعيل آغا كازروني في الصيف الماضي، دعا أصحاب الأعمال البحرينيين إلى الاستثمار في تركيا، مشيرا إلى أن «تركيا سوق واعدة وخصوصا أن تركيا تسمح للبحرينيين التملك فيها، بينما يتملك فيها الخليجيون بنسبة قليلة جدّا وذلك نظرا إلى أن القوانين التركية لا تسمح للخليجيين التملك بحرية في تركيا باستثناء البحرينيين».

وتابع كازروني «منذ 20 سنة وأنا أزور تركيا، في البداية كانت الصعوبة التي أواجهها هي اللغة كون الأتراك لا يجيدون اللغة العربية أو الإنجليزية، وبعد أن اشتريت منزلا لي في تركيا، بدأت أتزاور مع الأتراك في المنطقة وتعلمت منهم أنا وزوجتي اللغة التركية».

ونوه إلى أن «الشعب التركي شعب طيب لكنهم يريدون من يعرف طبائعهم وكيفية التعامل معهم وبالتالي سيتعرف على (طينتهم) الطيبة»، موضحا «أزور تركيا 4 أشهر في السنة وكان لي الشرف أن أكون من ضمن الوفد الذي رافق جلالة الملك خلال زيارته تركيا».

وبيّن أن «عاهل البلاد وجه أصحاب الأعمال البحرينيين إلى الاستثمار في تركيا في المجالات التي تحتاج إليها البحرين مثل الغذاء والنقليات وغيرهما من الأمور التي تحتاج إليها البحرين».

وأكد كازروني أن «الاستثمار في تركيا واعد وكبير، ففي أوروبا وصلت الأمور إلى حدها الأقصى ولكن في تركيا كل شيء موجود ويمكن الاستثمار فيه، من الأراضي العقارية أو الزراعية، وحتى الملابس والإلكترونيات»، مستغربا «عدم إقدام أصحاب الأعمال البحرينيين على الاستثمار في تركيا وخصوصا أننا الوحيدون الذين نستطيع الاستثمار وشراء الأراضي في تركيا بحرية»، مشيرا إلى أن «البحرين تستطيع الاستثمار في الأراضي الزراعية التركية لتلبي حاجتها من الغذاء، وخصوصا أن سعر الأراضي في مناطق كثيرة لا يعتبر مرتفعا، كما يمكن للمستثمر شراء الأراضي في فصل الشتاء إذ إن الفلاحين هناك يميلون إلى بيع أراضيهم وفي أحيان كثيرة بأسعار منخفضة». وقال كازروني: إن «ارتفاع الأسعار في تركيا أقل مما هو عليه في البحرين في بعض المواد كونها بلدا يعتمد على ما يزرعه ويصنعه غير أن الارتفاع في الأسعار كان كبيرا أيضا».

ولفت إلى أن «الزوار الخليجيين في الصيف زادوا بنسبة 100 في المئة، ففي المنطقة التي أسكن فيها كان الزوار الخليجيون نحو 200 ألف لكنهم في هذا العام أصبحوا حوالي 500 ألف زائر(...) والمشكلة أن الخليجيين يزورون منطقة واحدة هي منطقة (يلوه) لأنها قريبة من أسطنبول»


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/51614.html