العدد: 3028 | الإثنين 20 ديسمبر 2010م الموافق 14 محرم 1432هـ
أكثر من 40 ألف من مرضى السكري في البحرين معرضون للإصابة باعتلال الأعصاب وآلام الحادة
حذر خبراء وأطباء في المملكة من أن اعتلال الأعصاب الطرفية من الأمراض الشائعة التي قد تصيب ما يربو عن 40,000 شخص من مرضى السكري في مملكة البحرين، ما يجعل هذا المرض في طليعة المشكلات الصحية المُكلفة والمزمنة التي تستحق متابعة علاجية كاملة.
ويعزو الأطباء هذه الحالة المرضية المُضنية والمزمنة إلى عطب الأعصاب بسبب ارتفاع و عدم إنتظام مستويات الجلوكوز في الدم بين المصابين بداء السكري. ويتمثل هذا المرض في شعور بالألم الحاد أو الخدَر أو التنميل في أحد أطراف الجسم أو أكثر. وتقول الدراسات الطبية إن قرابة 26 بالمئة. من كافة المصابين بالنوع الثاني من داء السكري يُصابون باعتلال الأعصاب الطرفية، وإن لم يكن جميعهم يخبرون أطباءهم بالأعراض التي يعانون منها.
وحيث أن داء السكري يصيب نحو 15,2 من سكان مملكة البحرين التي تجاوز تعداد سكانها المليون نسمة، فإن ذلك يعني أنه حتى الآن هناك حوالي 152,000 شخص من مرضى السكري في المملكة، نحو 39,520 منهم قد يعانون من اعتلال الأعصاب الطرفية وبحاجة إلى علاج للتخفيف من آلامهم المتواصلة والمُضنية.
وقال الدكتور عيسى الشروقي، رئيس قسم الأعصاب و إستشاري أعصاب بوزارة الصحة: "يُعدُّ اعتلال الأطراف العصبية من الأمراض المُقلقة في الدولة إذا ما عرفنا أن قرابة 15 بالمئة من مرضى السكري يعانون من هذه الحالة المُزمنة، ما يعني أن عشرات الآلاف من المرضى قد يعانون من هذا المرض. ومن واقع تجربتي الشخصية، فإن تلك النسبة قد ترتفع إلى نحو 50 بالمئة بين مرضى السكري الذين مضى على إصابتهم بهذا الداء أكثر من عشرة أعوام. وقد يكون الألم الناجم عن اعتلال الأطراف العصبية حاداً إلى درجة أن المصابين به لا يحتملون أن يلامس أطرافهم أي شيء مهما خفّ وزنه".
وأضاف قائلاً ، "إن الألم الناجم عن اعتلال الأطراف العصبية بين مرضى السكري يتراوح في حدته حسب درجة العطب الذي أصاب الأعصاب نفسها. فقد ينحصر هذا الألم في القدمين، وقد يمتد إلى الساقين والرُّكبتين، وقد يصل إلى الخصر والبدن. وقد يصيب هذا الألم أحد الأطراف، وربما يصيب الأطراف الأربعة، بل وقد يمتد إلى الوجه أو الظهر".
ويشير الأطباء إلى إن مرضى السكري يفضلون عدم البَوْح عن الآلام المضنية التي تصيبهم إلى أطبائهم للحصول على العقاقير الدوائية اللازمة لتخفيفها، إما استهانة منهم بها، أو حتى لا يُظن أنهم يشتكون من آلام لا تستحق استشارة الأطباء بشأنها. ونتيجة لذلك، فإن نحو 10 بالمئة من المصابين باعتلال الأطراف العصبية يراجعون أطباءهم بشأنها.
وفي السياق نفسه، قال الدكتور عيسى الشروقي : "الألم الذي يسبِّبه اعتلال الأعصاب الطرفية من المشكلات المقلقة والمُضنية، لذا فإني أحث كل مصاب بها على ألا يتردَّد في استشارة طبيبه، وألا تجعله القيود الاجتماعية يتوانى عن ذلك، إذ تترك هذه الحالة المرضية الكثير من الآثار السلبية في حياتنا اليومية".
وتابع قائلاً: "لا تتسبَّب الآلام المزمنة في إعاقة جسدية فحسب، بل قد تقود إلى اضطرابات في النوم وتقلبات في الحالة النفسية، الأمر الذي يقود في نهاية المطاف إلى الإصابة بالقلق والاكتئاب. ولا ننسى أن المصابين بمثل هذه الآلام المضنية قد يُضطرون مراراً إلى التغيُّب عن أعمالهم، ما يكبِّد اقتصاد الدولة خسائر مادية فادحة، خاصة إذا عرفنا أن تعدادهم يصل إلى مئات الآلاف".
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/516293.html