أكدت رئيسة مركز المشورة ونائبة رئيس جمعية البحرين لتنظيم الأسرة دينا النجار، عدم تركيز المشورة على إعطاء معلومات تخصّ طريقة استعمال موانع الحمل فقط، بل عليها أن تدور حول مشكلات المرأة خصوصاً وكيفيّة تعّدي الحواجز التي تمنعها من استعمال موانع الحمل.

وقالت: «على رغم عدم فرض المشورة فإنّ لكلّ سيّدة الحقّ في الحصول عليها بصورة تعطيها إحساساً بالدّعم ومراعاة ظروفها النّفسيّة والشّخصيّة بعد إجرائها عمليّة الإجهاض، وعند رغبتها في تنظيم أسرتها والمباعدة ما بين الولادات وكلّ الزّيارات الخاصّة للمركز، ولابد لمن تعرضت لإجهاض من استخدام طريقة فعالة لمنع الحمل لأن عملية التبويض تعود بعد الإجهاض بأسبوعين».

وأضافت «لابد من مناقشة وسائل منع العدوى المنتقلة عن طريق الممارسة الجنسيّة متضمّنة فيروس فقدان المناعة المكتسبة وأهمية استخدام الواقي الذّكري بغض النظر عن الوسيلة المستخدمة لمنع الحمل خصوصاً عند السيدات المعرّضات لخطر الاصابة»، مشيرة إلى ضرورة التأكد من فهم المرأة الجيّد لموانع الحمل وطريقة استعمالها قبل اتّخاذ القرار.

وأوضحت أن «تقديم النّصيحة للسيّدة يعتمد بالدرجة الأولى على السّبب الذي أدى إلى الحمل غير المرغوب فيه وعما إذا كان نتيجة للاستخدام الخاطئ لوسيلة منع الحمل أو فشلها، ونشجع المنتفعات على طرح جميع الأسئلة التي تعبّر عن مخاوفهنّ حتى نتمكن من تقديم العون لهن ومدّهنّ بالمعلومات الكافية بطريقة تسهّل عليهنّ فهمها حتى يتمكنّ من اتخاذ القرار واختيار الوسيلة الأنسب».

وعن وسائل منع الحمل المطروحة تحدثت النجار عن تسع طرق مختلفة لكل منها مميزاتها وطريقة الاستعمال الخاصة بها وكذلك سلبياتها، فذكرت حبوب منع الحمل التي يوجد منها نوعان منها أحادية التكوين وثنائية التكوين يمكن استخدامها مباشرة بعد عملية الاجهاض الجراحي في اليوم الذي تتناول فيه المرأة حبتي (الميزوبروستول) ويمكن استعمال الحبوب حتى في حال وجود مضاعفات إثر عملية الاجهاض، مع الانتباه إلى عدم حمايتها من الأمراض المنقولة جنسياً والسيدا، ويمكن تأخير هذه الطريقة عند عدم توافر المشورة اللازمة أو عند تردد المرأة.

وانتقلت إلى الحديث عن الحقنة الدورية وهي عبارة عن محلول يحتوي على مادة (البروجسترون) تحقن السيدة به بمعدل مرة كل ثلاثة أشهر في العضلة، ويمكن استخدام هذا النوع مباشرة بعد عملية الاجهاض الجراحي في اليوم الذي تتناول فيه المرأة حبتي الميزوبروستول حتى في حال وجود مضاعفات بعد عملية الاجهاض، وهي مثل حبوب المنع في عدم حمايتها من الأمراض المنقولة جنسياً، ومن الوسائل الأخرى المستخدمة أيضا الغرّاسات وهي عبارة عن قصيبة واحدة تحتوي على (البروجسترون) من الجيل الثالث، إذ توضع تحت جلدة الذراع بعد إعطاء السيدة «بنجاً» موضعياً ويستمر مفعولها لمدة ثلاث سنوات ويمكن استعمالها حتى في حال وجود مضاعفات من الإجهاض، ويجب أن توضع الغراسات بمهارة خاصة، وهي لا تحمي من الأمراض المنقولة جنسياً.

واستطردت «ومن الوسائل الأخرى أيضا الآلة الرحمية وهي مكونة من البلاستيك الذي يضاف إليه أحيانا سلك نحاسي أو مادة البروجسترون، ويمكن استعمالها مباشرة بعد عملية الاجهاض الجراحي بعد إبعاد احتمال تعرض السيدة لأية مضاعفات ناتجة عن عملية الاجهاض مثل زيادة النزيف أو ثقب الرحم أو حدوث عدوى بالإضافة إلى التأكد من فراغ الرحم بعد الاجهاض الدوائي، وهي لا تحمي من الامراض المنقولة جنسياً والسيدا، كما أنها تزيد في نسبة السقط التلقائي بعد الأشهر الثلاثة الأولى ويتطلب وضع الآلة الرحمية مهارة خاصة، ويمكن مع استعمالها زيادة إمكان حدوث ثقب في الرحم، ويفضل تأخير استعمالها في حال حدوث عدوى».

وذكرت أنه من ضمن الوسائل الموجودة الواقي الذكري والأنثوي اللذان يستخدمان عند كل مقاربة جنسية والواقي هو الوسيلة الوحيدة الواقية من الأمراض المنقولة جنسياً والسيدا، ولكن يجب أن يحسن استعماله، ويمكن استخدام المبيدات المنوية أيضا عند كل مقاربة لمنع الحمل مع ملاحظة أنها الوسيلة الأقل نجاحاً من بين الوسائل الأخرى وهي لا تقي من نقل الأمراض الجنسية، أما فيما يتعلق بالطرق الطبيعية التي تتخذ من وعي المرأة بنظام خصوبتها أسلوبا يمكنها من منع الحمل فيمكن استعمالها بعد مرور ثلاث دورات على الإجهاض وهي أقل نجاحاً من الطرق الأخرى ولا تتناسب إلا مع ذوات الدورة المنتظمة، بالإضافة إلى صعوبة استعمالها وخصوصاً أن أي خطأ في تحديد فترة الأمان سيؤدي إلى حدوث حمل غير مرغوب فيه.

ويمكن كذلك استخدام عملية التعقيم بعد عملية الاجهاض الجراحي مباشرة بطريقة منظار البطن وفي أي وقت ترغب فيه المرأة بعد الاجهاض الدوائي، ويجب عدم التسرع في اختيار هذه الوسيلة حتى لا تندم المرأة على هذا القرار فيما بعد لأنها لن تتمكن بعد هذه العملية من الحمل مجدداً، كما أنها لا تحمي من الامراض المنقولة جنسياً والسيدا