العدد: 1272 | الثلثاء 28 فبراير 2006م الموافق 29 محرم 1427هـ
سلمى بكار تخون شعبها وتكتفي بجلد الذات في «الخشخاش»
على رغم الإقبال الكبير على مشاهدته منذ بدايات عرضه على الشاشات السينمائية في 18 يناير/ كانون الثاني الماضي، تعرض فيلم «الخشخاش»، وهو الأخير في سلسلة أعمال المخرجة التونسية الجريئة سلمى بكار لانتقادات شديدة من قبل عدد من المهتمين بسبب تناوله قضية حرمان المرأة العاطفي والجنسي.
والفيلم الذي توغلت فيه بكار بجرأتها المعهودة في مناطق محظورة وصورت على مدى الساعتين معاناة امرأة يؤدي شذوذ زوجها وحرمانها العاطفي والجنسي لإدمانها نبتة الخشخاش، لقي معارضة شديدة لأنه، في نظر البعض «شوه المرأة بشكل كبير وأظهرها في صورة سلبية للغاية ولم يتطرق لقضاياها ومشكلاتها الحقيقية والأساسية»، كما وضعه آخرون في خانة «الأفلام التي تخون شعوبها وتكتفي بجلد الذات وتعميم السلوكيات السلبية التي لا تدفع بنا إلى الأمام».
من ناحية أخرى رأى المسرحي التونسي محمد كوكة أن الفيلم الذي يتوقع عرضه في مهرجان كان المقبل «ثوري لأنه أماط اللثام عن المحظورات في مجتمعات العالم الثالث حيث المرأة وسيلة لإشباع رغبات الرجل فحسب ولا يحق لها في اللذة مثله».
من جهتها وجدت الممثلة التونسية منية الورتاني في الفيلم «طرحا انسانيا عميقا يعكس بصدق صورة بعض النسوة».
أما بكار التي لم تخرج عن دائرة اهتماماتها في هذا الفيلم فقالت في حوار مع وكالة فرانس برس «لقد عالجت بالدرجة الاولى علاقة المرأة بجسدها وحقها في المتعة الجنسية ومسائل اخرى متصلة به أو متسببة فيه».
وتابعت ان «مشكلة الجسد وما يتفرع عنه من مشكلات كالشذوذ الجنسي والمشكلات النفسية مثلا هي موضوعات مهمة للغاية لكن للاسف التطرق إليها لايزال في البلدان العربية من المحظورات على رغم ما يلاحظ من مظاهر التحرر».
واضافت ان «الصمت والغموض والانكماش والخوف من التطرق لموضوعات مثل هذه احد اسباب تخلفنا»، متسائلة «كيف يمكن ان نلتفت الى قضايا كبرى جدا ونحن ما زلنا نفتقد الجراة للحديث عما نعانيه من احباطات داخلية ذاتية».
واشارت إلى ان «الفيلم مادة للتفكير (...) للتساؤل والنقاش وليس وسيلة لمساندة هذه الظاهرة أو تلك أو رجمها بالحجارة».
وأكدت انه «محاولة للنظر إلى الاشياء و محاولة فهم باطنها لفتح اعين المتفرج أمام ما يحدث من حوله ودق ناقوس الخطر».
وقالت بكار ان «الخشخاش» «يشكل تحدياً أخر في مسيرتي السينمائية وليست هنالك قوة في العالم تمنعني من تناول موضوعات اخرى مازالت من الممنوعات في أي حقبة زمنية كانت».
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/547428.html