العدد: 2459 | السبت 30 مايو 2009م الموافق 05 جمادى الآخرة 1430هـ

كلفتها بسيطة وفوائدها كثيرة

«الحجامة» علاج يجتذب الراغبين في التخلص من الآلام

خلافا للتقدم التكنلوجي الكبير الذي نعيشه الآن في القرن الواحد والعشرين، والطفرة الكبيرة في ابتكار وتصنيع الأجهزة الطبية المختلفة لعلاج مختلف الأمراض، إلا أن للحجامة عالم خاص مليء بأسرار الماضي، لا يعرف سحرها إلا من جربها فتخلص من آلامه وأاستقرت سريرته.

ومن الملاحظ أن الكثير من المواطنين، بدأوا يدركون الفوائد الكثيرة لاستخدام الحجامة، وخصوصا أنها علاج نبوي أوصى به الرسول (ص) في حديثه الشريف الذي يقول فيه: «من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين، كان شفاء من كل داء».

ونظرا إلى انخفاض كلفة العلاج بالحجامة في مقابل العلاج في المستشفيات الخاصة، فإن ذلك شكل عامل جذب لشريحة واسعة ممن يعانون من أعراض جسدية مختلفة.

وعن تجربته في التداوي بالحجامة، أشار المواطن محمد العرادي إلى أن «الحجامة لها أوقات محددة مستحبة يكون الدم خلالها موجودا بصورة أكبر في منطقة الكاهل (بين الكتفين) بتاريخ 17 و19 من كل شهر قمري (عربي)، وهناك عدة مواضع للاحتجام، منها الرأس والركبة وأسفل الظهر، إذ يتجمع فيها الدم المتكسر والدهون».

وأضاف العرادي «لا يشعر المرء بفوائد الاحتجام إلا بعد أن يجربه، فالدماء الفاسدة التي تخرج من الجسم، تسبب صداعا مزمنا وآلاما في المفاصل، وبإزالتها يتجنب المرء الإصابة بالجلطات وتراكم الدهون والكليسترول».

وأكد أن «الحجامة تساعد على التخلص من الأمراض المزمنة، وهي غير مؤلمة إذا ما تم استخدامها بصورة سليمة، وفي السابق تستخدم الكؤوس وتوضع فيها قطعة من القطن مبللة بمادة قابلة للاشتعال، وبعد ذلك توضع على الموضع المطلوب، وهذا الأسلوب تطور كثيرا في وقتنا الحاضر، فهناك كؤوس ذات أحجام مختلفة بحسب احتياجات كل جسم، يتم تفريغها من الهواء باستخدام مضخة».

ولفت العرادي إلى أن «عملية الحجامة لا تستغرق أكثر من عشرين دقيقة، وبعد الانتهاء منها يشعر المريض بوخز خفيف في موضع الحجامة التي تتراوح كلفة إجرائها ما بين 3 إلى 10 دنانير».

وأوضح أنه يواظب على التحجم خلال فترات متقطعة، والآن يشعر بالنشاط، وأن وضعه الصحي تحسن، وآلام المفاصل لديه تلاشت.

وكما هو معلوم، فإن الحجامة تساعد على تسليك الشرايين والأوردة الدقيقة والكبيرة، وتنشيط الدورة الدموية، وتسليك العقد والأوردة الليمفاوية، وخصوصا في منطقة القدم، وهي منتشرة في كل أجزاء الجسم بسبب الأخلاط ورواسب الدواء.

وتساهم الحجامة في تنشيط وإثارة أماكن ردود الفعل في الجسم فيزيد انتباه المخ للعضو المصاب، ويعطي أوامره المناسبة لأجهزة الجسم لاتخاذ اللازم، إلى جانب تسليك مسارات الطاقه التي تعمل بإذن الله على زيادة حيوية الجسم، وامتصاص الأخلاط والسموم وآثار الأدوية من الجسم، والتي توجد في تجمعات دموية بين الجلد والعضلات وتسمى منطقة الفاشيه، وأماكن أخرى بالجسم، كمرض النقرس الذي يتم فيه إخراج بلورات حمض البوليك من بين المفاصل مع تجمع دموي بسيط عن طريق الخربشة الخفيفة على الجلد.

وتستخدم الحجامة لعمل تجمعات دموية في بعض الأماكن التي تحتاج إلى زيادة في نسبة الدم أو بها قصور في الدورة الدموية، إلى جانب تقوية المناعة العامة في الجسم عبر إثارة غدد المناعة، وتنظيم الهرمونات والعمل على مواءمة الناحية النفسية من خلال تنظيم جهاز السمبساوي والباراسمبساوي المسئول عن الغضب والانفعالات، وتنشيط أجهزة المخ والغدد.

ومن فوائد الحجامة أنها ترفع الضغط عن الأعصاب الذي ينتج عن احتقان وتضخم الأوعية، وإزالة بعض التجمعات والأخلاط وأسباب الألم غير المعروف مصدرها.

وكشفت أبحاث طبية أن الحجامة تعتبر علاجا أكيدا للأمراض المستعصية، إذ أجرى فريق طبي مكون من 15 طبيبا من كلية الطب بجامعة دمشق، الحجامة لأكثر من 300 شخص، اعتمد فيها على أخذ عيّنات من الدم الوريدي قبل وبعد الحجامة، وبعد إخضاع هذه العينات لدراسات مخبرية كاملة تم التوصل إلى نتائج مذهلة، إذ لوحظ اعتدال في ضغط الدم والنبض وانخفاض في كمية السكر في الدم، وارتفاع عدد الكريات الحمراء بشكل طبيعي، وارتفاع في عدد الكريات البيضاء، وزيادة عدد الصفائح الدموية، واعتدال شوارد الحديد بالدم، واعتدال السعة الرابطة بين الحجامة، وانخفاض كمية الشحوم الثلاثية في الدم، وانخفاض الكولسترول عند الأشخاص المصابين


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/55221.html