احتضنت مدينة أصيلة المغربية في الفترة مابين 17 و25 مارس/ آذار الجاري فعاليات الموسم النسائي الفني والثقافي الدولي الرابع بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين والفنانين والإعلاميين المغاربة والعرب الأجانب. وتروم هذه التظاهرة، التي أشرفت على تنظيمها «الجمعية المغربية للمبدعات المعاصرات» التحسيس بإسهام النساء المبدعات على مستوى المهن الفنية والصناعات التقليدية وإدماج المرأة في النسيج التنموي، وتحقيق تنمية مضافة ومستدامة على صعيد مختلف المجالات الحيوية وفق ما جاء في ورقة وزعت بالمناسبة.

وتضمن برنامج التظاهرة، التي شارك فيها بالإضافة إلى المغرب كل مصر والبحرين والأردن والسنغال واسبانيا وانجلترا وفرنسا والولايات المتحدة معرضين، الأول نسائي دولي كبير للفن التشكيلي المعاصر برواق مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة، والثاني خاص بمنتوجات الصانعات القرويات وأقيم بالهواء الطلق بمركز المدينة القديمة بأصيلة. واشتمل البرنامج أيضا على ندوتين الأولى في موضوع «المارطون الفني النسائي والتنمية البشرية أية علاقة ؟»، فيما تناولت الندوة الثانية موضوع «الإبداع التشكيلي في الإسلام».

وعلى هامش فعاليات موسم أصيلة في نسخته النسائية شهدت المدينة مجموعة من الأنشطة الموازية منها على الخصوص أمسية شعرية وإحياء سهرات غنائية وعروض للأزياء. وفي حفل الافتتاح ذكرت رئيسة الجمعية المغربية للمبدعات المعاصرات وفاء الهضيبي أن تنظيم هذا الموسم يروم بالأساس التحسيس بإسهام المرأة المبدعة عموما والقروية على الخصوص في المجال الإبداعي، وتشجيعها على المساهمة بشكل فعلي في المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلن عنها حديثاً في المغرب، وأضافت «أن الموسم يشكل مناسبة لنشر الإبداع النسائي وربط جسور التواصل بين المبدعات من مختلف القارات، ليغدو الفن الطريقة المثلى لتسهيل سبل التعايش بين الشعوب».

باقي المداخلات أكدت الأهمية التي يكتسيها تنظيم هذا الملتقى في تشجيع الإسهام الثقافي والفني للمرأة المبدعة، وخصوصا القروية (الريفية)، بالنظر إلى الدور الذي تضطلع به من أجل تحقيق التنمية الشاملة، في هذا السياق اعتبرت السفير الأردني بالرباط وفاء عبد الله حرم «أن الموسم يشكل مناسبة مهمة للقاء بين المثقفين»، مشيرة إلى أن «احتضان أصيلة لهذا الملتقى الفكري والثقافي ليس بجديد على المغرب». وتضمن برنامج الحفل الافتتاحي تدشين معرض نسائي دولي للفن التشكيلي المعاصر برواق مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، ومعرضا لمنتوجات النساء الصانعات القرويات. يذكر أن الجمعية المغربية للمبدعات المعاصرات التي تأسست العام 2001 تقوم بالكثير من المبادرات داخل الساحة المغربية، والتي تروم تفعيل أنشطة الفن التشكيلي المعاصر على المستويين القروي والحضري، والمرأة المغربية المبدعة والصانعة على الانخراط في التعاونيات النسائية لمحاربة الفقر، وتنمية المشروعات الفنية والاقتصادية المدرة للدخل، كما تعمل أيضا على التحسيس بأهمية إسهام النساء المبدعات على مستوى المهن الفنية والصناعات التقليدية