العدد: 3250 | الأحد 31 يوليو 2011م الموافق 29 شعبان 1432هـ
عازف الترومبت معلوف في بيت الدين
أحيا عازف الترومبت المؤلف والموزع الموسيقي، إبراهيم معلوف أمسية موسيقية في إطار مهرجانات بيت الدين بلبنان بحضور كثيف ومميز، احتشد له أكثر من ألفي شخص في الصالة الداخلية بالقصر التاريخي.
معلوف، والده عازف الترومبت المعروف نسيم معلوف، ووالدته عازفة البيانو ندى معلوف، وعمه الكاتب وعضو الأكاديمية الفرنسية، أمين معلوف، وأيضاً الصحافي والشاعر رشدي المعلوف.
والأهم، أن معلوف هو الوحيد في العالم القادر على استخدام الترومبت من أجل إصدار نغمات وإيقاعات ومقامات عربية.
وبين الترومبت ذات «ربع التون» وهي الآلة التي اخترعها والده في الستينيات من القرن العشرين إبراهيم معلوف (30 سنة) ألقى كلامه بالعربية والفرنسية بعبارات طرية معروفة لجيل شاب يتنفس لبنان بكل وجدانه وبعاطفة كبيرة وبوعي لافت لما مرّ فيه البلد أو ما علق بذاكرة الحرب وبعدها.
منذ اعتلائه خشبة المسرح بدا موهوباً قريباً من القلب ودوداً برفقة موسيقية فرنسية متمرسة في الأداء وعلى مساحة موسيقية تعبيرية مهمة وعلى جانب كبير من الدراية والمهارة على عكس المطربين المحليين الذين يحرصون على نجومية سولو، وحيدة تلغي أحياناً وجود الفرقة والعزف الموسيقي والتوزيع المتناغم والدقيق، وأحياناً الكورال وتمشي الأمور بالحد الأدنى لصالح نجومية واحدة.
معلوف قدّم أمسية كبيرة وبجماليات موسيقية من الجاز الشرقي وبتنفيذ رائع شكل مفاجأة مهرجانية ونجومية متواضعة ولكن تنطوي على موهبة كبيرة وعلى منصة أداء عالية شباب لبناني له حضوره المميز في الخارج عبر جولات أوروبية محققاً للموسيقى الكلاسيكية والباروك واللون المعاصر والمقامات العربية، ومنها عزف الكونشرتو الثاني لباخ إلى الولع بلون الجاز.
شاب مغامر وبتجريب دائم وقف معه عازفاً إلى جانب مايفو شديد وجان شرهال وآرثر إش وأنجل بارا وستينغ ومنسان ديليرم وآخرين.
جاءت أمسية بيت الدين على مستوى التحدي الذي يؤهله ليكون في مصاف الموسيقيين الكبار والذين يقدمون حفلات كبيرة.
ساعة ونصف استخدم فيها معلوف أنفاسه من دون تعب، أنفاساً عالية مع آلة متميزة نافذة في الموسيقى السمفونية والموسيقى الراقصة مع إضافة رونق خاص ولمسة سحرية كمزيج من ثقافات وإيقاعات متعددة وموسيقى من دون حدود.
أمسية جميلة رشيقة، ودية امتهن فيها معلوف كثرة الكلام عن العائلة الأم والأب وبيروت العام 1993 والزيارات إلى لبنان وأثار مشاعر قبل أن يجاور رفاقه في الفرقة وآلته السحرية على مدى ساعة ونصف الساعة في أمسية غاية في الوداعة والجمالية الموسيقية والحسية.
أدى مقطوعات عدة أهداها إلى والدته ووالده والجمهور، منها مقطوعة مهداة إلى بيروت الخارجة من ركام الحرب من العام 1993،ومقطوعة «بلدي يا بلدي» ومقطوعة «يا هلا» حوّل فيها الجمهور إلى كورال منشد يردد كوبلاتها وهمساتها في تجريب وآخر بمادة تسجيلية يضيفها إلى ألبوماته الموسيقية. كما غنى وعزف قطعة لـ «بيت الدين» ومقطوعة «نانا» وأشرك فيها الجمهور أيضاً للحظات تناغم قوية وبحالة تجسيد بالجاز لجذوره العربية الأصيلة
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/575351.html