العدد: 1380 | الجمعة 16 يونيو 2006م الموافق 19 جمادى الأولى 1427هـ
روزيكي نجم المستقبل الساطع في التشيك
وبدا واضحا ان المشجعين تجاهلوا حوادث اللقاء مركزين على تحركات الجهاز الطبي للمنتخب التشيكي لمعرفة مدى إصابة لاعبهم الموهوب، وخصوصا انهم تنفسوا الصعداء منذ فترة قصيرة فقط اثر عودة النجم الأول للكرة التشيكية بافيل ندفيد عن اعتزاله لارتداء شارة القائد في مونديال ألمانيا.
ومما لا شك فيه ان روزيكي أكد ان خوف الجمهور التشيكي في محله بالنظر إلى التأثير السلبي الذي كان سيفرزه غيابه عن مجموعة المدرب كارل بروكنر، ورد اللاعب رقم 10 الجميل إلى الجمهور الذي صفق له طويلا بتسجيله هدفين من ثلاثة لبلاده في مرمى الولايات المتحدة في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة. إلا أن المتابعين لمباريات المنتخب التشيكي لم يتفاجئوا البتة من المستوى الرفيع الذي قدمه هذا الشاب البالغ من العمر 25 عاما، إذ كان المساهم الأول في تأهل التشيك إلى النهائيات بفضل أهدافه السبعة في التصفيات، والتي جاءت مكملة لسلسلة التمريرات الحاسمة التي مهد عبرها لرفاقه هز شباك المنتخبات المنافسة.
وعلى رغم أن المهاجم العملاق يان كولر كان الهداف الأول للفريق، سلطت الأضواء في شكل اكبر على روزيكي لتسجيله هدف الفوز في مرمى النرويج في إياب الملحق الأوروبي المؤهل للنهائيات، علما بأنه لعب المباراة المذكورة متحاملا على الأوجاع الناتجة عن إصابته بتمزق عضلي في فخذه. ولم تمض عشرة أشهر حتى أصبح روزيكي تحت مجهر النوادي الأوروبية الكبرى بعدما أصبح اصغر لاعب (12 عاما) يفوز بجائزة أفضل لاعب في التشيك.
وفي بداياته مع فريق العاصمة التشيكية، بدا روزيكي في السابعة عشرة من عمره غير قادر على مجاراة زملائه الذين تفوقوا عليه من الناحية البدنية، ما دفعه إلى مضاعفة جهوده في صالة اللياقة البدنية. إلا أن القصة اختلفت بعد فترة قصيرة على ارض الملعب إذ اظهر روزيكي أفضل ما لديه من مهارات فردية أدهشت رفاقه من دون استثناء، وخصوصا في ظل الثقة العالية التي تمتع بها قبل تسجيله هدفا خرافيا العام 2000 في مرمى ارسنال الانجليزي في دوري أبطال أوروبا على ملعب «هايبري» الخاص بالنادي اللندني.
وكان الهدف المذكور كافيا لإقناع مدرب «المدفعجية» الفرنسي ارسين فنغر بإضافة اسم روزيكي على دفتر ملاحظاته الذي يتضمن أسماء اللاعبين الذين يفترض متابعتهم في المستقبل.
إلا أن عدم قدرة دورتموند على اللحاق بركب المنافسين على الألقاب في المواسم القريبة الماضية، دفعت روزيكي الى التفكير في الرحيل عن النادي الذي أطلق شهرته ومنحه شعبية هائلة في بلاده تجلت في كأس أمم أوروبا العام 2004 في البرتغال إذ بلغت تشيكيا الدور نصف النهائي. وجاء انتقال «موزار» الكرة التشيكية إلى ارسنال (مقابل 10 ملايين يورو) قبل انطلاق المونديال ليكون حجر الأساس في الفريق الذي شرع فينغر في تأسيسه لاستعادة الأمجاد من ارض الملعب الجديد «استاد الإمارات».
ولا مجال للشك في صوابية خيار الفرنسي الذي اعتاد قطف ثمار الصفقات التي قام بها في الأعوام الماضية متيحا أمام لاعبيه الفرصة لإظهار أفضل ما عندهم، ما رفعهم إلى مرتبة النجومية أمثال الهولندي دنيس برغكامب والفرنسيان نيكولا انيلكا وتييري هنري وحديثاً الاسباني فرانشيسك فابريغاس.
ويدرك الجميع ان انتقال روزيكي إلى فريق من حجم أرسنال الذي بلغ نهائي دوري الأبطال وخسره أمام برشلونة الاسباني سيرفع مستواه إلى ابعد الحدود ليبقى المثال في نظر مواطنيه الذين يعشقون ابتسامته الطفولية ويتابعون أدق التفاصيل المتعلقة به حتى وصل بهم المطاف إلى مناقشة جوانب مغامرته العاطفية مع إحدى مقدمات نشرة الطقس في التلفزيون المحلي.
وإذا نظرنا إلى المستقبل يبدو جليا أن روزيكي سيصبح بعد فترة قصيرة القائد الفعلي للمنتخب التشيكي، وخصوصا إن عناصر «الحرس القديم» سيعتزلون بالجملة فور نهاية المونديال الألماني، أمثال ندفيد وكولر وبوبورسكي وتوماس غالاسيك
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/579397.html