العدد: 1466 | الأحد 10 سبتمبر 2006م الموافق 16 شعبان 1427هـ

كلفة إنتاج المتر المكعب منها يصل إلى دولارين

محفوظ: استهلاك البحريني 440 لتر ماء... والمعدل عالمياً 220

أكد رئيس وحدة البحوث والتطوير في وزارة الكهرباء والماء عيسى محفوظ أن المواطن البحريني يستهلك 440 لتراً من المياه يومياً في حين أن المستوى العالمي لا يتجاوز 220 لتراً، ذاكراً أن دعوات ترشيد استهلاك المياه في البحرين تتزايد حالياً أكثر من ذي قبل بسبب وجود نقص شديد في المياه مقارنة بدول العالم الأخرى، فضلاً عن ندرة الأمطار وعدم انتظام سقوطها، وارتفاع معدلات التبخر، ومحدودية المياه المتجددة، والتدهور المستمر في كمية ونوعية المياه الطبيعية، والنمو السكاني المتزايد.

جاء ذلك خلال الورشة الوطنية لتدريب المدربين في مجال التوعية المائية التي نظمتها جمعية أصدقاء البيئة في فندق كراون بلازا صباح أمس في الفترة من 9 - 10 سبتمبر/ أيلول الجاري تحت رعاية وزير الكهرباء والماء الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليفة.

واستكمالاً لما ذكره من معلومات، أوضح محفوظ أن قرار تحلية المياه في المملكة اتخذ في السبعينات من القرن الماضي، لمواجهة الزيادة في عدد السكان والتوسع العمراني وازدهار قطاع الصناعة، ولتزايد الضغط على استهلاك المياه الجوفية، فانصب التركيز على تحلية مياه البحر.

ولفت رئيس «البحوث والتطوير» إلى أن البحرين والمملكة العربية السعودية تفرضان أقل تعرفة على المياه من بين دول مجلس التعاون الخليجي، في حين تتصدر كل من قطر وسلطنة عمان قائمة أعلى أسعار تعرفة.

ومن أجل التغلب على التحديات المائية المتوقع أن تواجهها المملكة، نصح محفوظ بترشيد استهلاك المياه وإعادة استخدامها من جديد، وذلك لقلة مصادر المياه الطبيعية والمتجددة وللكلفة العالية لتحلية المياه ولتأثير المياه المصرفة على البيئة ومصادر المياه.

وتمنت جهاد جعفر من جمعية المهندسين الزراعية البحرينية في مداخلة لها ان لو تم تعليم النساء كيفية السيطرة على تسربات المياه وأعمال السباكة، حتى تؤدي ما يقوم به الرجال الذين لا يحبذ أكثرهم دخول الغرباء إلى منازلهم في حال غيابهم في العمل لإصلاح مشكلات المياه والتسربات.

أما اختصاصي الإعلام بوزارة الكهرباء والماء محمد البنعلي، فبين أن المنازل تمثل أكبر مستهلك للمياه في المملكة، مشدداً على أهمية تثقيف الأسرة لتلافي هدر المياه، كما أن منظمة الصحة العالمية أعطت المرأة الدور الأكبر لترشيد الاستهلاك خلال مؤتمر دبلن في العام 1992.

وقال البنعلي: «من المهم أن نطلع أفراد الأسرة على أزمة المياه وأسبابها المتعلقة بسوء الاستخدام ومحدودية موارد المياه، فحتى لو وضعت أجهزة ترشيد استهلاك المياه، فإنها لن تكون مجدية في ظل غياب الوعي من قبل الفرد، كما أن الخدم أيضاً تقع عليهم مسئولية ترشيد الاستهلاك، وبالتالي فإن تثقيف الخادمة جزء مهم لأنها أكثر مستهلك للمياه في الأسرة فهي تقوم بأعمال التنظيف والطبخ وغسل الملابس».

وأضاف «الهدف من الترشيد هو الحفاظ على مصادر المياه وتهيئة أفراد استعداداً لحالات الطوارئ عند توقف محطات التحلية أو تلوث مصادر المياه، نحن نعيش في بلد ضعيف من ناحية الموارد المائية، لذلك يجب أن تكون عمليات الري صحيحة، فلا يمكن استخدام نظام الري بالتنقيط من دون وجود مؤقت»، محذراً من أن كلفة المياه ربما ترتفع نظراً إلى أن مستقبل المياه في البحرين غير آمن.

وفي ختام الورشة، قام وكيل وزارة الكهرباء والماء عبدالمجيد العوضي بتسليم الشهادات إلى المشاركين من وزارات التربية والتعليم، والأشغال والإسكان، والكهرباء والماء، وشئون البلديات والزراعة، والصحة، والشئون الإسلامية، بالإضافة إلى الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية، والهلال الأحمر البحريني، وجمعيات نسائية من بينها فتاة الريف، ونادي البحرين للحدائق، وجمعية المهندسين الزراعيين، وجمعية أصدقاء البيئة، وبعض المشاركين من المدارس والجامعات والموظفين وربات البيوت.

يشار إلى أن معدل استهلاك الفرد من المياه يومياً في دول مجلس التعاون الذي يتراوح بين 200 و600 لتر، يعتبر أعلى معدل استهلاك في العالم، على رغم أن تلك الدول تتمتع بموارد مالية كبيرة، فإن تحدياتها المائية أكثر إلحاحاً مما كان يحتمل أن تواجهه مناطق أخرى، علماً أن متوسط كلفة إنتاج المياه يتراوح بين دولار ودولارين للمتر المكعب.


الورشة توصي بالاهتمام بمناهج التربية والإعلام والإجراءات الحكومية

أوصى المشاركون في الورشة الوطنية لتدريب المدربين في مجال التوعية المائية، التي اختتمت أعمالها ظهر أمس (الأحد)، بالاهتمام بأربعة مجالات لتحقيق الترشيد في استهلاك المياه، فعلى صعيد التربية والتعليم دعوا إلى إدخال مفاهيم وسلوكات ترشيد استهلاك المياه في المناهج التعليمية لكل المستويات بما يتناسب مع كل مرحلة بأسلوب بسيط وشيق ومقنع، وتوزيع الكتب والملصقات والمنشورات المتعلقة بموضوعات المياه وترشيد استهلاكها على مكتبات المدارس والكليات وتشجيع إعارتها، وتشجيع طلاب الكليات على كتابة أبحاث ودراسات عن واقع المياه في الدولة من ناحية مصادرها وكمياتها وكلفتها وكيفية ترشيد استهلاكها، وكذلك إجراء مسابقات مدرسية في مجال ترشيد استهلاك المياه مع تخصيص جائزة سنوية للمدارس الأكثر ترشيداً للمياه، والاستفادة من مجالس الآباء والأمهات في المدارس في توجيه رسائل إرشادية إلى الآباء والأمهات بشأن كيفية ترسيخ سلوكات الترشيد في المنزل والمدرسة، وطباعة رسائل قصيرة عن ترشيد استهلاك المياه على المطبوعات المدرسية ودفاتر المحاضرات والجداول والحقائب المدرسية، وتشكيل لجنة مدرسية مختصة بترشيد استهلاك المياه على غرار اللجنة العلمية والاجتماعية، إدراج مصطلح الترشيد ومفهومة وأنواعه في المناهج التعليمية في المراحل الدراسية الأولى.

أما على صعيد التوعية الإعلامية، فوجهوا إلى ضرورة تصميم وعرض شخصية وطنية كرتونية أو (كاريكاتيرية) تمثل رمز ترشيد استهلاك المياه عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وترسيخها في أذهان الأجيال كرمز وطني للترشيد، وأن تتبنى وزارات وهيئات المياه رسائل قصيرة عن ترشيد استهلاك المياه وبثها عن طريق الرسائل القصيرة في الهواتف النقالة، وتصميم دعايات تلفزيونية قصيرة (stohspans VT) تحث على الترشيد ومن ثم بثها في فترات الذروة لمشاهدي التلفزيون، وتصميم ملصقات وتعليقها في المرافق الصحية العامة، وتوصيل الرسالة الإرشادية عن ترشيد استهلاك المياه بلغة أخرى غير العربية لتوجيهها إلى غير الناطقين بها مثل الوافدين والزوار والخدم وغيرهم، إلى جانب الاحتفال بالمناسبات البيئية العالمية والوطنية والتركيز على مفاهيم وسلوكات ترشيد استهلاك المياه مع الاستفادة من النشاطات اللامنهجية في هذا المجال.

كما أوصى المشاركون بالاستفادة من دور علماء الدين في المساجد في إيصال رسائل إرشادية إلى المصلين لترشيد استهلاك المياه في المجالات كافة وخصوصاً أثناء الوضوء، انطلاقاً من تعاليم الإسلام الواضحة في مجال الترشيد وعدم الإسراف، وتفعيل دور الانترنت في عملية ترشيد استهلاك المياه من خلال إنشاء موقع خاص مثلmoC.deehsrT ، ومنح الراغبين في الاشتراك في هذا الموقع بريداً الكترونياً مجانياً، وتكثيف تنظيم الدورات وورش العمل والمؤتمرات المتعلقة بجميع مجالات وأساليب واستراتيجيات ترشيد الاستهلاك، وإنتاج أفلام كرتونية للأطفال عن مفاهيم الترشيد عموماً وترشيد المياه خصوصاً، وتبادل الخبرات الإعلامية الخاصة من خلال ترشيد استهلاك المياه بين دول مجلس التعاون الخليجي، وإجراء مسابقات عن «معلومات عن المياه» في أحد المجمعات التجارية الكبرى في يوم المياه العالمي لعرض المنشورات الإرشادية عن المياه في تلك المجمعات من خلال تخصيص زاوية.

وعلى مستوى الإجراءات الحكومية، أوصوا بتركيب أدوات ترشيد استهلاك المياه في الأماكن العامة كالمدارس والمستشفيات والمساجد والمؤسسات الكبيرة، وتشجيع المواطنين على تركيب أدوات ترشيد استهلاك المياه عبر تقديمها إليهم مجاناً أو بأسعار رمزية، ودراسة تحديد حد أعلى للاستهلاك المجاني للفرد، والبدء بإعداد المجتمع لتقبل فكرة دفع كلفة إيصال المياه إلى منازل المواطنين وكلفة استهلاكها، والبدء بإعداد دراسات لإنجاز تشريعات (قوانين وأنظمة وتعليمات) لتفعيل تطبيق تعرفة المياه وفرض رسوم تصاعدية على كميات الاستهلاك، وإجراء دراسات تغيير السلوك لدى فئات مستهدفة في المجتمع نحو ترشيد استهلاك المياه بالتعاون مع الهيئات غير الحكومية.

وأخيراً، تم توجيه دعوة لتنفيذ مشروعات تطبيقية محددة في المدارس والمساجد في مجال استخدام المياه المستعملة في الوضوء والغسل (المياه الرمادية)، في ري الحدائق في المدارس والمساجد واعتبارها مشروعات ريادية لتعميم تطبيقها مستقبلاً، وأيضاً تنفيذ مشروعات تطبيقية محددة لاستخدام مياه الصرف المعالجة في مجال ري الحدائق العامة والمزروعات الحجرية، وتنبيه المجتمعات المحلية إلى أهمية المياه وصعوبة توفيرها وكلفتها العالية وضرورة المحافظة عليها للأجيال القادمة لكونها مادة استراتيجية من خلال التركيز على قضايا المياه في جميع المناسبات والنشاطات البيئية


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/650054.html