العدد: 3513 | الخميس 19 أبريل 2012م الموافق 27 جمادى الأولى 1433هـ

تغير المناخ: التأقلم مقابل التكيف

غالباً ما يستخدم الناس مصطلحي «التأقلم» و «التكيف» بشكل متبادل في سياق الاستجابة للكوارث، وهي مسألة تسعى الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ للتصدي لها في تقريرها الجديد.

وتشمل إدارة مخاطر الكوارث كلاً من التأقلم والتكيف، وهما مفهومان مركزيان للتعامل مع تغير المناخ في البحوث والممارسة على حد سواء، كما تشير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في النسخة الكاملة من تقريرها الخاص الصادر بعنوان «إدارة مخاطر الظواهر الطبيعية الشديدة والكوارث من أجل تطوير التكيف مع تغير المناخ».

وفي هذا السياق، أوضحت كبيرة العلماء في معهد ستوكهولم للبيئة والمؤلفة الرئيسية لأحد فصول التقرير ليزا شيبر، في حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أن التأقلم يمثل «إحدى طرق الاستجابة لتأثير مناخي قصير المدى (موسم واحد، على سبيل المثال)، أما التكيف فيمثل عملية التعامل مع تغيير (واقع أو متوقع) على المدى الطويل (عقد من الزمان أو أكثر، على سبيل المثال)».

وأضافت أن «الفرق العملي بين التأقلم والتكيف يتمثل في احتمال تقويض استراتيجيات التأقلم الحالية للفرص المتاحة للتكيف في المستقبل من خلال العشوائية والاستخدام غير الاستراتيجي للموارد، بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي. ولهذا السبب، فإننا لا نريد أن نبني التكيف المستقبلي على أساس معظم استراتيجيات التأقلم المتبعة حالياً».

من جانبه، أشار رئيس قسم تغير المناخ في معهد التنمية الخارجية (ODI) بالمملكة المتحدة توم ميتشيل، إلى أن استراتيجيات التكيف «استباقية أكثر»، بمعنى أنها تُنفذ لتفادي تحول الأخطار الطبيعية إلى كوارث. فعلى سبيل المثال، إذا كان معروفاً أن إحدى المناطق معرضة للزلازل أو الفيضانات، فيجب أن تنطوي استراتيجيات التكيف على نقل السكان من تلك المناطق، أو بناء السدود لمنع الفيضانات، أو ضمان قدرة المنازل في تلك المنطقة على تحمل الصدمات الزلزالية.

المواقف حيال التنمية

وأشارت شيبر، إلى أن هذا يتطلب تحولاً في المواقف حيال التنمية «من أجل أن نبتعد عن نوع الاستجابة للكوارث المهيمن الآن (التركيز على إعادة توطين الناس بعد وقوع كارثة من دون أخذ الوقت الكافي للتفكير في سبب تعرضهم لها وتأثرهم بحالة الخطر) ونتوجه نحو نهج أكثر استدامة واستراتيجية».

وأضافت، أن مفتاح القدرة على القيام بذلك يتمثل في فهم ظروف الناس، وهذا يعني إحداث تغيير في المواقف على مستوى المجتمع المحلي، ولكن هذا قد يمثل تحدياً، قد لا يمكن «تعديله بسرعة، مثل التقاليد الاجتماعية والثقافية التي تعرض الناس لخطر أكبر، كالذين يعيشون في بعض المواقع الأكثر خطورة لأن اختيار سبل العيش يملي عليهم الإقامة هناك. إن الوعي بهذه العوامل سيساعدنا على تجنب سوء التكيف، وهو موطن زيادة الضعف عن غير قصد، نتيجة للاستجابة أو السياسة أو الخطة التي كانت مصممة في الأصل لمساعدة الناس على التكيف».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/657132.html