العدد: 1405 | الثلثاء 11 يوليو 2006م الموافق 14 جمادى الآخرة 1427هـ

جورج كولوني يجسد الديمقراطية الخطرة في Good Night, and Good Luck

سجل النجم الكبير جورج كولولني هذه السنة اسمه بأحرف من نور في تاريخ الأوسكار عندما تم ترشيحه ليس مرة واحدة ولا اثنتين بل ثلاث مرات لنيل جائزتها. ولأول مرة في التاريخ يتم ترشيح أفضل مخرج لينال جائزة أفضل ممثل في فيلم مختلف، إذ ترشح كولوني لجائزة أفضل ممثل مساعد في فيلم anairyS والتي فاز بها ثم حصل على ترشيحين على إخراج وكتابة سيناريو فيلم Good Night, and Good Luck.

الفيلم الذي يمثل التجربة الاخراجية الثانية الناجحة لكولوني تم إبداعه ببراعة فائقة وحرفية متقنة، مع أداء تمثيلي أكثر من رائع، ليستحق لقب «أقوى فيلم للعام» لذلك ليس مستغرباً أن يتم ترشيح هذه التجربة لنيل 6 جوائز أوسكار، سبقها 18 فوزاً و43 ترشيحاً في الإجمال.

بالنسبة لكاتب السيناريو، والممثل ومخرج الفيلم كولوني فإن قمة افتتانه بالصحافي المراسل الشهير ادوارد آر مورو، الذي يقوم بدوره ديفيد ستراثيرن، هو الذي ألهمه ليحكي واحدة من أهم القصص الثورية السياسية في التاريخ الأميركي. فقد كان والده أحد أهم أقطاب الأخبار على مدى 30 عاماً لذلك أصبح مورو البطل في نظر عائلته، والرجل الذي يستلهم منه كل صحافي ومراسل.

تدور أحداث الفيلم في الأيام الأوائل لبث الحوارات الإخبارية الصحافية على التلفاز في أميركا إبان فترة الخمسينات. ويتابع بالسرد النزاع الواقعي الذي احتدم بين قطب الأخبار التلفزيوني إدوارد آر مورو والسيناتور الأميركي جوزيف مكارثي. فمع رغبتة الجامحة لتقديم الحقائق وتنوير الرأي العام، يتحدى مورو، وموظفوه المتفانون، يترأسهم المنتج فريد فريندلي وجو ويرشبا في غرفة الأخبار بمحطة سي بي اس التلفزيونية، ضغوط الشركة والرعاة لاستنطاق وكشف الأكاذيب والمراوغات التكتيكية التي يمارسها مكارثي اثناء برنامجه «Witch Hunts».

يتناول الفيلم كذلك كيف استشاط الرأي العام غضباً عندما اتهم السناتور مكارثي مضيفه المحنك بأنه شيوعي. وفي هذا الجو المشحون بالخوف والرغبة في الثأر، واصل طاقم سي بي اس تحديهم للضغوط ليكون صمودهم وعنادهم عنواناً لقوة صاحبة الجلالة... (الصحافة).

جسد الفيلم الذي تم إخراجه باللونين الأبيض والأسود الحقبة التي دارت فيها أحداثه، كما جعلته القصاصات المضافة من الفيلم الأصلي في فترة الخمسينات، أكثر واقعية وصدقية وأقرب إلى قناعة المشاهد.

عنوان الفيلم، جاء من العبارة التي يختتم بها إدوارد مور كل حلقة من برنامجه، Good Night, and Good Luck أو حظاً سعيداً، وتصبحون على خير، وقد أثبت كولوني من خلاله أنه مخرج متمكن لا يخشى تناول الموضوعات الحساسة والمثيرة للجدل، وقد علق على نجاحه في الفيلم بقوله «هناك فرصة لواحد من أصل مئة من الجيل الفتي كي يتعرف على مورو ويقوم بمناقشة قصته ليفهم كيف وإلى إي مدى يمكن للديمقراطية أن تكون خطيرة إذا تم استخدام الخوف كسلاح»


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/669911.html