العدد: 1414 | الخميس 20 يوليو 2006م الموافق 23 جمادى الآخرة 1427هـ
الضعف الجنسي... مشكلة يتكتم عليها الرجال وتعاني منها النساء
الإماراتيات يدعون أزواجهن إلى التغلب على مشكلاتهم الجنسية
أظهرت دراسة أجريت حديثاً على نساء شاركن في أحد الاستطلاعات بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن النسبة الساحقة من النساء المتزوجات، وبمعدل يصل إلى 97 في المئة، يؤيدن إطلاق حملة لزيادة الوعي إزاء مشكلة الضعف الجنسي لدى نسبة من الرجال في المنطقة تتراوح بحسب حجمها ومن 10 الى 52 في المئة بحسب الفئة العمرية.
واشتملت عينة الاستطلاع، الذي تم كجزء من دراسة، تهدف إلى تقييم نظرة المرأة نحو الناحية الجنسية في العلاقة الزوجية، ومدى معرفتها إزاء العواقب والتحديات الجنسية المحتملة في المستقبل، ضمت نساء متزوجات ينتمين إلى مختلف الأصول والشرائح العمرية التي تعيش في الإمارات.
ويرجع سبب انفتاح ومعرفة النساء اللاتي شملهن الاستطلاع، إلى الآثار النفسية الصعبة التي تطال المرأة بسبب هذا المرض، وبالقدر نفسه الذي يؤثر على الرجل، إذ إنه لا يمكن تجاهل مشاعر الكبت المؤلمة التي تعيشها المرأة عند إصابة زوجها بمشكلة الضعف الجنسي.
كما أظهرت الدراسة، التي حصلت NNC على ملخص عنها، أن النساء أكثر استعداداً للتحدث عن هذه المشكلة، فيما يبدي غالبية الرجال تردداً أكثر، نتيجة الشعور بالحرج لمناقشة هذا العارض الصحي مع زوجاتهم أو حتى مع الطبيب.
وتعليقاً على نتائج تلك الدراسة، قال اختصاصي أمراض الجهاز التناسلي، في مستشفى المركز الطبي التخصصي الجديد في دبي ديباشيش سينغوبتا: «لقد أظهرت نسبة عالية تصل إلى 73 في المئة من النساء، أنهن أكثر تقبلاً لفكرة العلاج، لأنهن يعتقدن أن هذا التدخل يمكن أن يزيل التوتر، ويعيد ترميم العلاقة الزوجية، فيما لو كان الزوج يعاني من مشكلة الضعف الجنسي».
وأشار الطبيب سينغوبتا إلى أن هناك أنواعاً متزايدة من العلاجات المعروفة، ومنها أدوية متقدمة مثل «سيالس» أو «تدالافيل» التي تعالج مشكلة ضعف الانتصاب، وتتيح للرجل القيام بالعلاقة الحميمة الناجحة خلال مدة 30 دقيقة من تناول العلاج، بصرف النظر عن نوعية الطعام الذي يتناوله.
وذكر أن فاعلية هذا العلاج تدوم لمدة 36 ساعة، ما يمكّن الرجل من العيش بحرية، والتمتع بحياة عادية، واختيار الوقت المناسب لإقامة العلاقة الحميمة، والتخلص من ضغوط التخطيط المسبق.
وقال: «ينطبق هذا الأمر على الأزواج العاملين، الذين يقضون غالبية اليوم في مزاولة مهمات أعمالهم، ولا يوجد أمامهم متسع من الوقت للتخطيط لتلك العلاقة».
وخلال العامين الماضيين، لوحظ أن هناك درجة متزايدة من الاعتراف بوجود مشكلة الضعف الجنسي، بل إنها باتت تعد واحدة من المشكلات التي يمكن علاجها اجتماعياً، ومع ذلك فإن هناك عدداً ضئيلاً من الباحثين الذين قاموا بالتحري عن تأثير الجانب العلاجي للمرض عند النساء.
ومع أن 62 في المئة من النساء اللاتي شاركن في الاستطلاع، يعتقدن أن النشاط الجنسي ينحدر مع مرور الزمن، إلا أن المفاجأة تمثلت في أن 46 في المئة من المشاركات، يشعرن بأنهن فقدن جاذبيتهن، عندما لا يبدي أزواجهن أي اهتمام من الناحية الجنسية.
وأعرب الطبيب النفسي في مستشفى «بلهول» في دبي محمد سامح، عن اعتقاده بأن وجود حوار صحي بين الزوجين يعد ضرورياً للغاية، من أجل التغلب على التأثير النفسي والبدني الذي تتركه مشكلة ضعف الانتصاب على الرجل والمرأة على حد سواء.
وقال: «مما لا شك فيه أن هذه المشكلة تترك تأثيراً حاداً على الرجل... لكن المرأة تتأثر حتماً بصورة سلبية، لأنها تشعر أنها أقل جاذبية في نظر زوجها».
وأضاف «من بين الجوانب المهمة التي تجلت في هذا الاستطلاع، مدى انفتاح النساء لمناقشة مشكلة الضعف الجنسي مع أزواجهن، لأنه يمكن التعامل مع هذه المشكلة بطريقة أفضل، من خلال عمل الزوجين معاً من أجل التوصل إلى الحلول العلاجية المناسبة لهذه المشكلة».
وأكدت الدراسة أن معرفة المرأة بوجود مشكلة الضعف الجنسي، يساعدها على تحويل وجهة نظرها نحو هذا المرض، والتفكير بأسبابه بدلاً من لوم نفسها.
كما يمكن للمرأة تقديم العون لزوجها، بغية الحصول على العلاج، والعمل سوياً على حل المسائل الزوجية بطرق مباشرة وغير مباشرة، وخصوصاً تلك الناجمة عن مشكلة الضعف الجنسي.
احذروا الضعف الجنسي بعد الخمسين
على رغم مرور الأيام وتطور الأبحاث والدراسات وانفتاح المجتمعات، يبقى العجز الجنسي من المشكلات الصحية التي تعتبر من المحرمات في المجتمعات العربية.
إلا أن كثرة الحالات التي تشهدها العيادات الذكورية في العالم تدفع حالياً بالأطباء لإجراء المزيد من الأبحاث لتوفير الإجابات للكثير من الأسئلة الغامضة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فالضعف الجنسي عند الرجال عُرف بأنه «عجز مستمر عن تحقيق أو مواصلة انتصاب العضو الذكري بصورة كافية لتحقيق جماع جنسي مشبع».
ويلاحظ تشديد المنظمة منذ العام 1992 على تسمية المرض بالضعف الجنسي، وليس العجز الجنسي، كون إيجاد الحلول اللازمة ليست بالمستحيلة، وخصوصاً أن الأطباء يجمعون على أن بعض مسبباته نفسية وحالاته شائعة جداً، إذ إن 52 في المئة من الرجال يعانون منه في مرحلة ما بعد سن الخمسين.
أسباب الضعف الجنسي
الاختصاصي في جراحة الأعضاء التناسلية عماد غنطوس أشار إلى أن 80 في المئة من حالات الضعف الجنسي تسببها عوارض جسدية، بينما الـ 20 في المئة الباقية فهي ناتجة عن دوافع نفسية.
وينقل موقع الـ NNC عن غنطوس قوله: «إلا أنه في كثير من الحالات تتزامن العوارض الجسدية والنفسية، لتكون معاً مسئولة عن هذا الخلل الوظيفي».
وعن أبرز الأسباب العضوية، يقول غنطوس: «الأسباب هي تصلب الشرايين، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الأوعية الدموية، ومرض السكري الذي يؤدي إلى تلف في الأوعية الدموية المغذية للعضو الذكري، ولذلك يعاني اثنان من بين ثلاثة رجال مصابين بالسكري بالضعف الجنسي».
ويتابع موضحاً أن الأسباب النفسية يندرج تحتها القلق بشأن الأداء الجنسي، وهو حال شائعة جداً في العالم العربي، التوتر، الاكتئاب ومشكلات العلاقات الزوجية، التي قد تنتج عن عوامل اقتصادية، مادية أو حتى اجتماعية، إذ إن نمط الحياة وأسلوب المعيشة يؤثران حتماً على الأداء الجنسي. كما أن هناك مسببات أخرى كتناول الكحول والتدخين وعدم ممارسة الرياضة.
يؤكد غنطوس أن «واقع الضعف الجنسي تغير كثيراً مع السنين على مختلف الأصعدة، فالعلاجات أصبحت بسيطة والحلول كثيرة ما يخفف من وطأة المشكلة على الرجل الذي يبقى مصراً في معظم الأحيان على زيارة الطبيب وحده بهدف إبقاء الأمر سراً».
ويضيف قائلاً: «إن الخيارات العلاجية للضعف الجنسي متعددة... فقد تقتصر تارة على إجراء تعديل بسيط في نمط الحياة، كالإقلاع عن التدخين أو على علاجات نفسية، وطوراً على تناول الأدوية والهرمونات أو حتى اللجوء إلى جراحة زراعة جهاز تعويضي». إلا أنه حديثاً تتم معالجة معظم الحالات بالأدوية، نظراً إلى التطور الكبير الذي طرأ عليها، ما خفف من عوارضها الجانبية، كالصداع وغيرها
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/671767.html