العدد: 3661 | الجمعة 14 سبتمبر 2012م الموافق 27 شوال 1433هـ
قتلى وإصابات في موجة غضب اجتاحت الشرق الأوسط بسبب «الفيلم المسيء»
اجتاح الغضب بسبب الفيلم المسيء للنبي محمد (ص) الشرق الأوسط أمس الجمعة (14 سبتمبر/ أيلول 2012) حيث هاجم محتجون سفارات أميركية وأحرقوا الأعلام الأميركية، بينما سارعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى تعزيز الحراسة حول المنشآت الدبلوماسية.
وفي تونس، قال التلفزيون الحكومي إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من عشرين شخصاً بعد أن أطلقت الشرطة الرصاص بالقرب من السفارة الأميركية في المدينة.
من جهتها، قالت الإذاعة الرسمية السودانية إن ثلاثة محتجين قتلوا أمس (الجمعة) في مظاهرة أمام السفارة الأميركية احتجاجاً على الفيلم المسيء.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها أرسلت وحدة تدخل سريع من مشاة البحرية إلى اليمن للمساعدة في تأمين السفارة الأميركية بعد اشتباكات في صنعاء. واندلعت الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة في عدة عواصم.
وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمة ألقاها في مراسم استقبال جثامين أربعة أميركيين قُتلوا في ليبيا، أن واشنطن «ستقف» بوجه أعمال العنف ضد سفاراتها ومواطنيها، فيما حثت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي القيادات الدينية والسياسية على بذل قصارى جهودهم لاستعادة الهدوء في أعقاب فيلم «مستفز ومضمر للسوء».
إلى ذلك، وجّه وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الأجهزة الأمنية بالوزارة لسرعة التنسيق مع الجهات المعنية في الدولة لحجب ووقف المواقع الإلكترونية التي تعرض الفيلم المسيء للرسول (ص).
واستنفر البحرينيون أمس (الجمعة) بُعيد صلاة الجمعة في مناطق مختلفة في وقفات احتجاجية رفضاً للإساءة التي استهدفت الرسول (ص).
الوسط - مالك عبدالله
استنفر البحرينيون يوم أمس الجمعة (14 سبتمر/ أيلول 2012) بُعيد صلاة الجمعة والجماعة في مناطق مختلفة في وقفات احتجاجية رفضاً للإساءة التي تعرض لها الرسول الأعظم محمد(ص) من خلال عرض فيلم مسيء.
وشهدت العديد من المناطق وقفات احتجاجية بعد دعوة وجهها المجلس الإسلامي العلمائي استنكاراً للإساءة للرسول(ص)، منها سار وكرزكان والقفول وسترة بالإضافة إلى سند والدير، فيما جابت مسيرة تقدمها عالم الدين الشيخ عيسى أحمد قاسم المنطقة المحيطة بجامع الإمام الصادق(ع) بالدراز، وعبَّرت الوقفات عن غضبها الشديد جراء الإساءة البالغة لأعظم شخصية في البشرية.
من جانبه، قال المجلس الإسلامي العلمائي في بيان صادر عنه يوم أمس الأول الخميس إن الإساءات المتكررة والمتعمدة للإسلام، وشخصيَّة الرسول الأكرم (ص) تتكرر، وآخرها الفيلم الأمريكي بالغ الإساءة، والذي تجاوز كلَّ الحدود، ومثل تعدّيًا صارخًا على الحُرُمات والمقدَّسات، وإنَّنا نعلن رفضنا واستنكارنا لهذه الإساءة الكبيرة في حقِّ الإسلام والرسول الأكرم (ص)، مؤكداً أن حرية التعبير لا تعني بأيّ حالٍ التعدي على الحرمات والمقدسات، ووصول مساحة حرية التعبير إلى مثل هذه الدرجة يكشف عن زيف شعارات حقوق الإنسان، فمن أوضح مصاديق حقوق الإنسان حرمة معتقداته، وحقه في عدم المساس بمقدساته.
وتابع، أن هذا الفيلم وغيره من مظاهر الإساءة لا يمكن أن نفهمها في إطار العمل الفردي المحدود إطلاقًا، بل تمثل حلقة من حلقات المؤامرة والعدوان السَّافر على الإسلام والمسلمين، والاستهتار بمشاعرهم، بل الاستهداف المنظَّم للإسلام، لمواجهة حضوره الثقافي والحضاري في المجتمعات الغربية والعالمية. وأضاف المجلس إنَّنا نؤمن بأنّ الاسلام والرسول الأكرم (ص) هو من وقف أمام العنف والإرهاب في أروع دعوة سلمية شهدها التاريخ، فلقد كانت حضارة الإنسان المادية البعيدة عن الله، وقيم السماء قبل الإسلام وإلى الآن، هي حضارة الدم والإرهاب والظلم والعدوان والفسق والفجور واستحلال المحرمات، فجاءت رسالة الإسلام، وجاءت بعثة الرسول الأكرم (ص)، لتحمل الرحمة والسَّلام للعالم، رافضاً موقف الإدارة الأميركية، والحكومات الغربية جملة وتفصيلاً، فهو غير مقبول على الإطلاق في ظل إصرارها على الدفاع عن مثل هذه التجاوزات والانتهاكات والإساءات، وعدم اتِّخاذ الإجراءات الواضحة ضدها، بل والتسهيل لها؛ لتتكرر وتتكرر، مطالباً بمواقف واضحة وصريحة ضد هذه الإساءة من كافة الحكومات العربيَّة والإسلاميَّة، وكذلك من الأمم المتحدة، وضرورة سنّ قوانين تجرِّم الإساءة للمقدسات، وتعاقب عليها، واتِّخاذ إجراءات عملية سريعة في هذا المجال.
إلى ذلك، رفع مجموعة من البحرينيين أعلاما لتنظيم القاعدة قبالة السفارة الأميركية في المنامة، ضمن وقفة احتجاجية على الإساءة للرسول (ص).
المنامة - وزارة الداخلية
وجه وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الأجهزة الأمنية بالوزارة إلى سرعة التنسيق مع الجهات المعنية في الدولة للعمل على حجب ووقف المواقع الإلكترونية التي تعرض الفيلم المسيء للرسول (ص). وناشد الوزير المواطنين والمقيمين عدم المساهمة في نشر هذا الفيلم من خلال تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي، داعياً الجميع إلى الحرص على النصح والإرشاد للأبناء بعدم مشاهدة هذا الفيلم واتخاذ الإجراءات اللازمة أسرياً لتجنب ذلك.
القضيبية - مجلسا الشورى والنواب
أعرب مجلس الشورى عن استنكاره الشديد للفيلم المسيء للرسول الأعظم ومنقذها عليه أفضل الصلاة والتسليم، والمشوه للإسلام وحقيقته السمحاء، والذي أنتجه متطرفون لا يمتون للتعايش الإنساني والتسامح الديني بصلة. وعبر مجلس الشورى عن استنكاره لما ورد في الفيلم من إساءة لشخص رسول الرحمة والإنسانية وأمهات المؤمنين، تتنافى مع احترام وقدسية الأديان والرسل، مؤكداً أن الإيمان وتبجيل واحترام كل الأنبياء والرسل منصوص عليه في القرآن الكريم ويشكل أساساً لإيمان المسلم، وأن الدعوة اليوم للجميع يجب أن تكون واضحة باتجاه احترام مقدسات الأمم، ودعم تعايش الحضارات وفهم خصوصيات الأديان.
ورأى مجلس الشورى أن مثل هذه التصرفات المشينة وغير المقبولة هي من أشد ما ينشر الكراهية ويزيد الفرقة والعداء بالإنسانية، في وقت أحوج ما يكون العالم فيه إلى ما يقوي أواصر التعاون بين شعوبه ومجتمعاته ويحقق لأفراده العدل والاحترام، وجدد المجلس رأيه بأن هذا الفيلم ومن يقفون وراءه خرجوا عن كل القيم وتجاوزوا المحظورات، محاولين إشعال العنصرية الدينية والطائفية، وإن هذا العمل المشين خارج عن كل مبدأ أخلاقي وعقائدي وإنساني ولا تبرره ادعاءات الحرية.
إلى ذلك، طالب رئيس مجلس النواب خليفة أحمد الظهراني بسن تشريع دولي يجرم سب الأديان والتطاول على الأنبياء والرموز المقدسة، لما لهذه الأمور من إثارة لمشاعر الكراهية والشحن في نفوس الشعوب، وجر المجتمعات للعنف والفتنة، وغياب لمبادئ الإنسانية والحضارية البعيدة عن قيم التسامح والتعايش وحرية المعتقدات واحترام الأديان السماوية.
وأشار الظهراني إلى أن مجلس النواب يعرب عن استنكاره البالغ ورفضه الشديد للتطاول على الرسول الكريم محمد (ص) نبي الرحمة والإنسانية، وخاتم الرسل والمرسلين، ومكانته الرفيعة في نفوس المسلمين.
الزنج - جمعية الوفاق
أدنت قوى المعارضة الفيلم الأميركي المسيء للرسول الأعظم (ص)، الذي أنتج وعرض في الولايات المتحدة الأميركيةـ واعتبرت المعارضة الفيلم يمس بمقدسات المسلمين ويشكل إهانة للعالم الإسلامي ولا يمكن إدراجه في خانة حرية التعبير بل هو عمل يستهدف المس بمقدسات المسلمين قامت به مجموعه متطرفة تعمل على تشويه صورة الإسلام، وتسعى إلى ضرب إسفين بين مكونات المجتمع الدولي وحضاراته.
وأكدت قوى المعارضة (جمعية الوفاق، جمعية الوحدوي، جمعية التجمع القومي الديمقراطي، جمعية الإخاء الوطني، جمعية «وعد») أن تكرر مثل هذه الأعمال المسيئة للإسلام لا يساعد على حوار الحضارات والتعايش المشترك ويؤجج الصراعات الدينية وينافي الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما في جامعة القاهرة عند تسلمه الحكم، كما يتنافى مع قيم كل الأديان السماوية والقوانين الوضعية باعتباره ازدراء بمقدسات أحد الأديان السماوية وهو الدين الإسلامي الحنيف.
ودعت قوى المعارضة إلى محاسبة المسئولين عن إنتاج وعرض هذا الفيلم، مؤكدة تفهمها وتأييدها للتظاهرات السلمية التي انطلقت في العالم الإسلامي بعد عرض هذا الفيلم.
الدراز - جمعية التوعية
استنكرت جمعية التوعية الإسلامية «الإساءة لمقام الرسول الأعظم (ص)»، معتبرةً أنها جريمة شنيعة بالغة الانحطاط، تكشف مستوى الانحدار الحضاري والتدني الأخلاقي الذي وصل إليه أعداء الرسالات السماوية السمحاء، وما آلت إليه عقلية التعدي على المقدسات التي يحملها رواد مسلسل الإساءة من شذاذ الآفاق ومرضى الأرواح.
وقالت التوعية في بيان لها أمس الجمعة (14 سبتمبر/ أيلول 2012) إن الإساءة الأميركية الأخيرة عبر الفيلم المشين، حلقة ضمن سلسلة العار التي تتحملها آلة التشويه الإعلامية لعظمة الإسلام، معبرةً عن رفضها الشديد وإدانتها للمنطق الذي يحمي هؤلاء المجرمين الذين أساءوا لديننا ونبينا وكرامتنا وقيمنا كما أساءت لحرية التعبير وكل القيم الإنسانية النبيلة، محملةً من يدافعون عن أصحاب الجريمة النكراء مسئولية انفراط الأمن والسلم بين الأمم، مطالبةً بمعاقبة الفاعلين والتوقف عن حمايتهم.
واعتبرت التوعية أن هذه التعديات مدعاة لأن يتوقف التشتت في صفوف الأمة وأن تتحد في مواجهة العدو الذي يهين مقدساتها مقدساً تلو آخر.
الوسط - محرر الشئون المحلية
ندد خطباء الجمعة بالإساءة لشخص رسول الله (ص)، في الفيلم الأميركي الذي يحمل عنوان «براءة الإسلام»، مطالبين باعتذار للعالم الإسلامي عن كل الإساءات التي وردت في الفيلم، ورأوا أن هذه الإساءة «تمزق قلب كل مسلم»، كونها تمس شخص الرسول. وأكد الخطباء في خطبهم أمس الجمعة (14 سبتمبر/ أيلول 2012)، مكانة رسول الله (ص)، مشيرين إلى أن الدين الإسلامي يحترم كل الديانات الأخرى، بما فيها الديانة المسيحية والنبي عيسى المسيح (ع).
إلى ذلك، قال إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع)، الشيخ عيسى قاسم «إن إساءات الغرب للإسلام والرسول والقرآن الكريم تكررت وكثرت، لكن الإساءة هذه المرة لشخص الرسول، وهي إساءة تمزق قلب كل مسلم، وتؤلم ضميره، وتفقده حتى التوازن، وتطلق حالة الغيظ والغضب عنده حتى النهاية، وتزرع في نفسه اليقين بهوْل ما عليه حالة الحقد والبغضاء والعداء الذي تعيشه بعض الجهات في الغرب للإسلام، ورغبة القضاء عندها عليه، وعلى الأمة المسلمة».
وذكر قاسم أن «الإسلام يجل المسيح (ع) عن كل دناءة، وينزهه عن كل ما يمس بالعصمة، والمسلمون مع إسلامهم في ذلك، ولا يمكن أنْ تمر كلمةٌ على لسان مسلم تنال من قدسية المسيح (ع)، أو أي نبي من الأنبياء، ولكن لو زل لسان مسلم بكلمة سوء تحط من قدر النبي عيسى عليه السلام لكانت ردة الفعل المسيحي العالمي قاسية، ولشاركت الحكومات الغربية والعلمانية في الرد القاسي على هذه الكلمة، وإنْ لم يكن من منطلق الدين، وإنما من منطلق السياسة».
واعتبر أن «لا عجب أنْ تكون ردات الفعل على الإساءة لأي دين من أهله غير محسوبة ولا متوقعة وخارجة عن الحدود أحياناً، لأنه لا أعز على نفس متدين من دينه، ولا يمس شعوره بالإهانة والجرح الحاد العميق كما يمس عند الإهانة للدين».
وأضاف «لو سادت لغة الإساءة وأساليبها المختلفة وبالدرجة الهابطة التي لا أهبط منها كما كانت عليه الإساءة الأخيرة للرسول الخاتم (ص) على مستوى أتباع الأديان والمذاهب لاحترقت الأرض ومن عليها، ولم يجد أحدٌ أماناً في الأرض».
وواصل «وإذا كان ساسة الغرب لا يعرفون ذلك بل لا يتيقنون، فذلك جهلٌ أي جهل، وغباءٌ أي غباء. وإذا كان وراء هذه الإساءات القذرة المهينة استخفافٌ بالمسلمين فليكن استخفاف الغرب -إذا أراد ذلك- بحكومات كثيرة تحمل اسم الإسلام ليكون استخفافه صادقاً، أما استخفافه بالأمة المسلمة فليس وراءه إلا الجهل والوهم والغرور، فإن هذه الأمة لا زالت أعز من أنْ يسْتخف به، وهي مصرةٌ على العزة والكرامة، ثم إنه لا أعز عليها من دينها، ولا تتقدمها أمةٌ في الاعتزاز بالدين».
وقال: «حين يعطي الغرب الضوء الأخضر لكل مسيء للإسلام أو غيره من الأديان باسم حرية التعبير كما تتذرع بذلك وزيرة الخارجية الأميركية، فذلك ما يعني بالضبط فتح الباب على مصراعيه لتجادل سكان الأرض من كل أتباع الأديان، ونشر حالة العنف والإرهاب والفوضى الأمنية في كل الأقطار والشعوب».
ورأى قاسم أن «موافقة الغرب على إهانة الأديان تعني أنه يتبنى قضايا العنف والإرهاب في أوسع صورها وأشدها إهلاكاً للناس. إنه لا وسيلة لتعميم حالة الإرهاب والعنف المنفلت أسهل وأكثر فاعلية من هذه الوسيلة، والسياسة الغربية لا تسكت عليها فحسب، وإنما تحميها وتدافع عنها».
ونوَّه «لا يحل للشارع المسلم أمام الإساءة الفظيعة للرسول الكريم (ص) التي لا يحتملها قلب مسلم إلا أنْ يتفجر غضبه، ولا يرتقب منه غير ذلك، لأن سكوته يعد اشتراكاً في الجريمة».
وأضاف «كل البلاد المسلمة يجب أن تدوي صرخات الإنكار في أجوائها لهذه الجريمة، وأينما وجد مسلمٌ في الأرض وجب عليه إنكارها ما استطاع، بل إنه لمن الصحيح جداً أن يشارك الأخوة المسيحيون المسلمين في احتجاجهم الغاضب على مثل هذا التجني السافل، لما يؤدي إليه السكوت من تقويض الأمن في الأرض، وسقوط هيبة كل الأديان».
واستدرك قاسم «لا ندعو إلى أنْ يذهب رد الفعل إلى العدوانية، وأخذ البريء بالجاني، ولكن لا بد من أنْ يأخذ الرد الفعلي طابعاً جدياً، وصورة مؤثرة، وحالة عامة واسعة، تشمل الأمة المسلمة كلها».
وحمَّل الحكومات المسلمة المسئولية، معتبراً أنها «المسئول الأول والأقدر على إعطاء رد فعل رادع، من غير حاجة إلى مواجهات مسلحة، وفتح أبواب الحرب، ولكن كل شيء مما بيد أكثر هذه الحكومات إنما هو من أجل حماية الكرسي، لا حماية الدين والأمة والكرامة والمقدسات».
من جانبه، دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان إلى مواجهة التخريب والاعتداء على الآخرين، بمواجهة فكرية وثقافية واجتماعية، وعدم تمزيق البحرين لتحقيق مآرب شخصية أو طائفية.
وطالب القطان، في خطبته أمس الجمعة (14 سبتمبر/ أيلول 2012)، العلماء والخطباء وأهل الرأي والفكر ببيان حرمة ما يُمارس من مخالفات شرعية جسيمة في حق الوطن والمواطنين بما يتم تبنِّيه أو استخدامه من سياسة العنف والتخريب وإثارة الفوضى، وتعطيل حياة الناس، والإضرار بالمصالح العليا للوطن.
وأضاف «يجب على العلماء وأهل الرأي والفكر الإقرار التام بأن ما يتم اقترافه من جرائم، هو من الكبائر والمحرمات العظام؛ فإننا جميعاً مطالبون بالوقوف صفاً واحداً في وجه كل من تسول له نفسه الإخلال بأمن الوطن والتعدي على حرمة الدماء والأعراض والأموال والممتلكات العامة والخاصة».
وتابع «لا تكفي عبارات التنديد والإدانة لأشكال العنف والفوضى والشغب، والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، وإذ ندين في الوقت ذاته التجاوز في المواجهة وما يترتب عليه من مساس بالكرامة الإنسانية أو الحقوق والحريات من أي طرف كان، وحيث إن ما يقترف من تجاوزات في حق الوطن وغيرها من صور الاعتداءات ينعكس سلباً على معيشة المواطنين، ويعطل مصالحهم، ويضر بالحقوق والحريات العامة والخاصة».
ووجه دعوة إلى «كل غيور على وطنه من العلماء والخطباء وأهل الرأي والفكر إلى تقوى الله، وتوجيه المواطنين والشباب خصوصاً، والتأليف بين قلوبهم، والإسهام في تحقيق الوحدة، ونبذ الفرقة والطائفية والعنف والإرهاب، وعدم تمزيق وتفريق البلاد والعباد من أجل تحقيق مآرب شخصية أو طائفية أو سياسية».
وأشار إلى أن «الإسلام حرم جميع صور الاعتداء على الآخرين بالقول أو بالفعل أو بالإشارة أو بالتحريض، كما حرم الاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض، ونهى نهياً قاطعاً عن الاعتداء على الآخرين جسدياً أو نفسياً أو فكرياً، وتعاظم نهيه عن مجرد ترويع الآمنين، وتعكير صفو المواطنين والمقيمين، كما يستنكر الإسلام استنكاراً شديداً على دعاة العنف ومثيري القلاقل والفوضى ومؤججي الفتن، ممن يتخذون العنف والتخريب وشق الصف سبيلاً لتحقيق أهداف فئوية أو شخصية أو طائفية ضاربين في سبيل ذلك المصلحة العليا للدين والوطن».
وقال: «إننا ندعو من يمارس ذلك، بأن يتقوا الله عز وجل ويكفوا فوراً عن هذه الأعمال العبثية، كما ندعو جميع العقلاء والمخلصين، للتكاتف من أجل تصفية المجتمع وتنقيته من جميع صور التعدي المرفوضة؛ بل والمحرمة شرعاً وعرفاً وقانوناً، كما نؤكد حرصنا على الاستمرار في نهج النصح الذي تبناه علماء البحرين من خلال المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وتواصله مع الخطباء والدعاة، عازمين على مواصلة العمل لجمع الكلمة وتوحيد الصف ونبذ الفرقة والخلاف، والاعتصام بحبل الله المتين في وجه التخريب والاعتداء، لقطع طريق إفساد ذات البين، وشق الصف الذي يتخذ سبيلاً للفتنة، من خلال تعكير صفو العلاقة الحميمة بين أبناء هذا الوطن».
وتطرق إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي إلى الفيلم المسيء لرسول الله (ص)، معتبراً أن «الهجوم على الإسلام ونبيّ الإسلام لا يزيد الدّين وأهلَه إلا صلابةً وثباتاً وانتشاراً وظهوراً. إنهم يعلمون ونعلم أن الذين يدخلون في دين الإسلام في ازدياد وتنامي رغم كل الظروف والمتغيّرات والأحداث والمقاومات، بل والتهديد والتشويه للإسلام وأهله ونبيِّه وقرآنه».
وطالب بـ «اعتذارٍ علني عن هذه الاتهامات والإهانات والافتراءات والرسوم والأفلام والتي وُجِّهت إلينا في أعزّ ما لدينا، في ديننا وفي نبيّنا. وفي الوقت ذاته نحذر من عواقب هذه الحملات والتي لا يعلم مدى تأثيرها إلا الله عز وجل».
وشدد على «أهل الإسلام أن يتحلّوا باليقظة والوعي لما يتعرّض له الإسلام والمسلمون من تهديداتٍ ومخاطر، وأن لا يستجيبوا لاستفزازات المتعصّبين، ولتكن مواقفهم محسوبة، مع حُسن تقديرٍ للعواقب، كما يجب التآزر والتعاون في التصدي لهذه الحملات المغرضة الجائرة، وأن يبذلوا كل جهدٍ ممكن وإمكانات متوافرة من أجل دحض هذه الافتراءات وكشف زيفها وكذبها».
وحذر من «الحماسة غير المنضبطة والتعدي على رعايا تلك البلاد التي سخر فيها من النبي (ص) بالحرق أو التفجير أو إشعال الحرائق فيفسدون ما لا يجوز لهم إفساده، وقد يقتلون أنفساً لا حق لهم في قتلها، وكل ذلك مما يريده أعداء الإسلام والمسلمين من المتعصبين المتطرفين من الصهاينة والمسيحيين، حين نشروا تلك الرسوم والأفلام المسيئة لديننا ونبينا ومقدساتنا، مريدين بها استفزاز المسلمين وإخراجهم عن حد الاعتدال وإبرازهم بمظهر الهمج أو الإرهابيين، الذين لا يفرِّقون بين ما يصلح وبين ما فيه الفساد، ألا فليتنبه لذلك، فإن الله لا يصلح عمل المفسدين».
من جهته، أكد إمام وخطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور حاجة الدول الإسلامية والمنظمات المختلفة، مطالبة الأمم المتحدة بإصدار قانون يجرِّم الإساءة للأديان، «وإلا لن تتوقف الإساءات للأديان»، في إشارة منه إلى الفيلم المسيء لرسول الله (ص).
وقال العصفور، في خطبته أمس (الجمعة) إنه «لابد من العمل على مواجهة هذه الحالة، وإيجاد الحلول الجذرية الحاسمة، وليس مجرد محاولات بسيطة وبدائية، نقول يجب على البلاد العربية والإسلامية، حكومات وشعوب ومنظمات المجتمع المدني، أن تتحرك وتضغط في سبيل المطالبة من الأمم المتحدة ودول العالم بإصدار قانون يجرم الإساءة للأديان».
واعتبر أن «هذه إحدى الوسائل والخطوات الفاعلة في معالجة هذه الحالة، وإلا فإنه لن يتوقف مسلسل الاستهداف والإساءة للدين والإسلام ونبي الإسلام (ص)، وستتكرر المشكلة كل مرة كما سبق فيما مضى من سلمان رشدي، وكذا الرسوم المسيئة، ومحاولة حرق القرآن، وغيرها من إساءات تتكرر كل فترة وأخرى، ولابد أن ينبري العقلاء في العالم إلى اتخاذ موقف حاسم وحقيقي جاد لهذه المشكلة، التي تهدد أمن واستقرار الدول كافة».
وأضاف «ولابد من مواجهتها ومحاصرتها باعتبار أن الازدراء بالأديان مسألة حساسة وخطيرة، ولا يمكن الاستهانة بها، وترك الأمر يستفحل ويقود إلى خلق مشكلات لا حصر لها، لأن آثارها لا تقتصر على البلاد الإسلامية فقط، إنما تمتد إلى كافة بلدان العالم، فلا يوجد الآن بلد في العالم يخلو من جالية مسلمة وإن قل عددها».
ورأى أن «مسئولية المسلمين كافة كأمة، لا يتوقف على ردات الفعل كما هو حاصل الآن، نتعامل مع المسائل المختلفة من منطلق عاطفي فقط، وإن كان ردات الفعل أمر طبيعي، وتعبير عن حالة الامتعاض والغضب للمسلم العادي، باعتبارها الوسيلة المتاحة أمامه للتعبير عن غضبه وغيرته على دينه».
وذكر أن «الأمر أكبر من مجرد ردة فعل مؤقتة ومحدودة، وإنما نحتاج كمسلمين إلى وضع استراتيجية متكاملة للتعريف بالإسلام وقيمه ومبادئه، والتعريف بشخصية نبي الإسلام العظيمة، والسعي إلى تغيير هذه الصورة النمطية لدى الغرب عن الإسلام والمسلمين، ولا نقتصر على رد الفعل الوقتي والآني، التي بمجرد مرور فترة من الوقت حتى تهدأ العواطف ويتوقف الحماس وينتهي كل شي، وننتظر متى نستثار حتى تظهر ردة الفعل مرة أخرى، هذه طريقة لا تؤدي الغرض المطلوب لوحدها، وتأثيرها محدود».
وقال: «نحتاج أن نكون فاعلين ومؤثرين، وليس متأثرين ومنفعلين متى ما أراد لنا خصومنا ذلك، وهذا لا يكون إلا حينما نكون في موقع القوة والتأثير كأمة فاعلة».
وأفاد «في ظل هذه الأوضاع والظروف العصيبة التي تمر بها البلاد العربية والإسلامية، والتحولات الحاصلة، يستغل المغرضون مثل هذه الظروف للإثارة والتصيد في الماء العكر، من خلال توجيه التهم والإساءة إلى الإسلام وشخصية نبي الإسلام (ص)، ومن المعلوم أن الإساءة إلى النبي والإسلام لم تتوقف ولن تتوقف، لأن هناك مخططاً يستهدف تشويه الدين الإسلامي، وتحريف صورته وإظهاره بصورة الدين الذي يتبنى العنف والقسوة والإرهاب، ويعيش أتباعه حياة التخلف والهمجية، وإنه دين الكراهية والعنف».
وأشار إلى أن «هؤلاء طالما عملوا من القديم إلى تسويق هذه الصورة في المجتمعات الغربية، وقد ساعد على ترسيخ هذه الأفكار، وهذا التصور عندهم عن الإسلام بعض الممارسات الخاطئة والمشوهة لبعض المسلمين، والتي أضرت بالحالة الإسلامية وواقع المسلمين في العالم».
وفي السياق ذاته، قال إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر إن المسلمين أساؤوا لرسول الله (ص)، قبل الغرب، وذلك بتصرفاتهم وأفعالهم وأقوالهم، موضحاً في خطبته أمس (الجمعة) «نسمع من وقت لآخر عن حاقدين وصعاليك ونكرات مجرمين في الشرق والغرب يطعنون في نبينا (ص)، ويسيئون إليه بالكلام تارة وبالصور والأفلام تارة أخرى وبغيرها. لنعلم أنه قبل أن يسيء الغرب والكفار إلى نبينا، نحن قد أسأنا لديننا ونبينا، بتصرفاتنا وأقوالنا وأفعالنا المجانبة للحق والصواب في مختلف شئون الحياة».
وأضاف «أسأنا لرسول الله لما ابتعدنا عن دينه وعقيدته وشريعته وسنته وطريقته وأخلاقه، ولقد أساء لجناب التوحيد والنبوة طوائف ممن ينتسبون للإسلام...».
وتابع «لقد أساء لنبينا من ابتدع في دينه بعد كماله أنواع البدع ونشروها بين المسلمين ونافحوا من أجلها، وتركوا طريقته وهديه».
ورأى أن «من زعم أن حكم غيره أفضل من حكمه، أو أن حكمه غير صالح لهذا الزمان، فقد أساء للرسول، وأساء إليه من كذب وافترى عليه ونسب إليه ما لم يقله من الأحاديث الباطلة والمكذوبة، وأساء إلى النبي كل من قدَّم أقوال الرجال والفقهاء على قوله وسنته».
وواصل «وأساء من طعن في أهل بيته وأزواجه وأصحابه وعرضه، وهو ينتسب إلى الإسلام».
وتعليقاً على من يسيء لرسول الله (ص)، قال مطر: «لا تخافوا ولا تحزنوا فالله تعالى متم نوره ومدافع عن نبيه (ص) ودينه، فكلما حاول الأعداء الطعن في نبينا، قرأ غير المسلمين عن الإسلام وتعرَّفوا على نبي الإسلام فدخلوا في دين الله أفواجاً، فدين نبينا محفوظ، وجنابه مصون».
القاهرة، بغداد - رويترز، أ ف ب
رشق محتجون مصريون غاضبون من فيلم يسيء للنبي محمد (ص) أنتج في الولايات المتحدة صفّاً من رجال الشرطة بالحجارة أمس الجمعة (14 سبتمبر/ أيلول 2012) لاعتراضه طريقهم إلى السفارة الأميركية وردت القوات بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وتوافد على ميدان التحرير قبل صلاة الجمعة عشرات المتظاهرين رافعين رايات سوداء وخضراء كتب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله» للتعبير عن الغضب من منتجي الفيلم الذي يسيء لرسول الإسلام. كما اشتبك محتجون مع قوات الأمن اليمنية التي أغلقت الشوارع المحيطة بالسفارة الأميركية في صنعاء أمس تحسباً لوقوع أعمال عنف احتجاجاً على الفيلم وذلك بعد يوم من اقتحام متظاهرين مجمع السفارة واشتباكهم مع الشرطة ومقتل شخص وإصابة 15 شخصاً.
كما تجمعت حشود غاضبة من الفيلم في ماليزيا وبنغلاديش والعراق. وكان الفيلم أيضاً سبباً للهجوم الذي وقع على القنصلية الأميركية في بنغازي بليبيا وقتل فيه السفير الأميركي لدى ليبيا وثلاثة دبلوماسيين آخرين يوم الثلثاء الماضي الذي حلت فيه ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
وفي نيجيريا حيث قتلت جماعة «بوكو حرام» المتشددة المئات هذا العام في تمرد وضعت الشرطة في حالة تأهب وشددت إجراءات الأمن حول البعثات الأجنبية.
وفي صنعاء تجمع مئات عند مسجد قريب من السفارة الأميركية في العاصمة اليمنية لأداء صلاة الجمعة حاملين لافتات ومرددين هتافات ضد الفيلم. وكتب على إحدى اللافتات «الموت لأميركا. الموت لإسرائيل» كما طالبت لافتات برحيل السفير الأميركي وهددته إحداها بالقول «اليوم هو يومك الأخير يا سفير». وقالت السفارة الأميركية في اليمن لمواطنيها إنها تتوقع المزيد من الاحتجاجات وقالت في بيان على موقعها على الانترنت «الموقف الأمني مازال مائعاً». وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله إن فيلم الفيديو «سيء» لكنه يجب ألا يستغل للقيام بأعمال عنف. وناشد الدول التي تشهد احتجاجات تعزيز حمايتها للبعثات الأجنبية.
وتشكل الاحتجاجات أزمة جديدة في السياسة الخارجية بالنسبة للرئيس الأميركي باراك أوباما قبل أقل من شهرين من انتخابات الرئاسة الأميركية الذي يسعى للفوز فيها بفترة ثانية. كما تشكل اختبارات لعلاقات واشنطن مع حكومات ديمقراطية ساعدت على مجيئها إلى السلطة في العالم العربي.
وقالت مصر إن الحكومة الأميركية التي أدانت الفيلم لا تتحمل اللائمة لكنها أيضاً حثت واشنطن على اتخاذ إجراء قانوني ضد من يزدرون الأديان. وقال الرئيس المصري محمد مرسي خلال زيارة لإيطاليا إن ما حدث هو محاولة لإهانة النبي محمد وهو شيء نرفضه في مصر. واستطرد «نحن في مصر أعلنا وبكل وضوح أننا أبداً لا نقر قتل الأبرياء ولا العدوان على السفارات أو القنصليات أو السلك الدبلوماسي». وأضاف «نحن في مصر... نرفض بكل عزم وحزم أي نوع من العدوان أو قتل هذه الأنفس هذا شيء نرفضه تماماً».
وفي ليبيا أعلنت السلطات أنها اعتقلت أربعة في التحقيق في مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز. وقال مسئول أميركي إن الهجوم ربما خطط له مسبقاً من جانب جماعات لها صلة بـ «القاعدة».
وتظاهر آلاف العراقيين في عدد من المدن الرئيسية بينها بغداد أمس مطالبين لليوم الثاني بطرد السفير الأميركي. وخرج المئات من أهالي منطقة الأعظمية بعد صلاة الجمعة في جامع الإمام الأعظم إلى الشوارع المحيطة للتعبير عن رفضهم للفيلم ويهم يهتفون «إلا رسول الله». وقال الشيخ عبدالستار عبدالجبار في خطبة الجمعة إن «الأميركيين يصدرون الديمقراطية ولا يعملون بها، فلو كان الفيلم يمس ديانتهم لانتفضوا ورفضوا ذلك».
وفي كربلاء حذر ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني، عبدالمهدي الكربلائي في خطبة الجمعة من أن «هذه الإساءات المتكررة يمكن أن تهدد التعايش السلمي خاصة لدى الشعوب الخليطة». لكنه رفض أعمال العنف في عدد من الدول العربية الإسلامية قائلاً «يتحتم علينا التحلي بالخلق الكريم وحسن التعايش مع الديانات الأخرى ليعرف هؤلاء مدى بشاعة الجناية التي ارتكبوا».
وخرجت تظاهرات في مدينة الرمادي وأخرى في الفلوجة تطالب بطرد السفير الأميركي، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «إلا رسول الله ياكافرين».
قالت الإذاعة الرسمية السودانية إن ثلاثة محتجين قتلوا أمس (الجمعة) في مظاهرة أمام السفارة الأميركية احتجاجاً على الفيلم المسيء للنبي محمد. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات لمحاولة تفريق آلاف المحتجين الذين حاولوا اقتحام السفارة الواقعة خارج العاصمة (الخرطوم) لكن بعضهم تمكن من دخول مجمع السفارة لفترة قصيرة.
وكان مصدر طبي أعلن مقتل متظاهر دهساً بآلية للشرطة خلال تفريقها المتظاهرين أمام السفارة، وأكد شهود عيان أن متظاهراً ثانياً قتل أمام سور السفارة، وقالوا إنهم شاهدوا جثته مضرجة بالدماء ولكن من دون أن يتمكنوا من تحديد ظروف مقتله.
وكان حراس السفارة أطلقوا النار في الهواء من على سطح مبنى السفارة لمنع مئات المتظاهرين من الاقتراب منه بعدما تمكن هؤلاء من اجتياز طوق أمني أقيم حول المقر، كما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس».
قال التلفزيون الرسمي التونسي إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 28 آخرون أمس (الجمعة) بعدما هاجم مئات المحتجين، الغاضبين من فيلم مسيء للنبي محمد (ص) أنتج في الولايات المتحدة، السفارة الأميركية في تونس. وشاهد مراسل من «رويترز» الشرطة وهي تفتح النار لصد الهجوم الذي تمكن خلاله المحتجون من اقتحام المبنى. وحطم المتظاهرون النوافذ وألقوا الزجاجات الحارقة والحجارة صوب الشرطة من داخل السفارة وبدأوا إضرام النار في السفارة ومجمعها. وتصاعد الدخان الأسود من المبنى.
وقال ضابط أمن تونسي بالقرب من المجمع إن السفارة لم تكن تعمل أمس ولم يكن هناك رد على كل الاتصالات الهاتفية بالسفارة. وشاهد مراسل لـ»رويترز» جنديين أميركيين مسلحين على سطح المبنى. كما أضرم المتظاهرون وكثير منهم سلفيون النار في المدرسة الأميركية القريبة التي كانت مغلقة في ذلك الوقت وأخذوا أجهزة كمبيوتر محمولة وأجهزة كمبيوتر لوحية.
سحبت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر دعوتها إلى التظاهر بعد صلاة أمس الجمعة (14 سبتمبر/ أيلول 2012) في كل أنحاء البلاد احتجاجاً على الفيلم المسيء للإسلام الذي أنتج في الولايات المتحدة مؤكدة أنها لن تنظم سوى تجمع «رمزي» في القاهرة.
وقال الأمين العام للجماعة، محمود حسين في بيان «نظراً لتطور الأحداث في اليومين الماضيين فقد قررت الجماعة المشاركة في ميدان التحرير بشكل رمزي فقط حتى لا يستثمر المكان في التعدي على الممتلكات أو حدوث جرحى أو قتلى كما حدث في عدة مرات سابقة». وأضاف أن «الجماعة تهيب بالقوى المشاركة في التحرير وفي محافظات مصر أن يكون التعبير عن الاحتجاج بشكل حضاري وسلمي يتناسب مع حضارة شعب مصر العريقة، ومع حضارة الإسلام العظيم».
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/701699.html