العدد: 2486 | السبت 27 يونيو 2009م الموافق 04 رجب 1430هـ

مبروك جائزة التفوق... ولكن!

حصلت وزارة الأشغال، وهيئة الكهرباء والماء على جائزة التفوق في تنفيذ إدارة الاستراتيجية المقدمة من مجموعة بالاديوم الأميركية المتخصصة في مجال الأنظمة والعمليات، وتتميز هذه المجموعة كما يقال بخبرة واسعة وتجربة عميقة في مجال الاستراتيجية والمخاطر وإدارة أداء الشركات، وتهدف إلى مساعدة عملائها على تحقيق التميز في تنفيذ إدارة الاستراتيجية. وتشمل الخدمات التي يقدمها لعملائها قطاع الخدمات الاستشارية وتنظيم المؤتمرات والتدريب.

من الجميل جدا أن تحصل وزارة الأشغال بالإضافة إلى هيئة الكهرباء والماء على جائزة التفوق في تنفيذ إدارة الاستراتيجية، وهي شهادة بأن كلتا الجهتين الوزارة والهيئة قد نفذتا استراتيجيات متقدمة، ولكن الواقع المعاصر يبرز بعض الثغرات الاستراتيجية الواجب توافرها، فالبنية التحتية التي تشمل الشوارع والطرق السريعة وشبكات الصرف الصحي مازالت تعاني من ضعف في التنفيذ، قد يكون الحمل الذي تضطلع به وزارة الأشغال ثقيل جدا بسبب الترسبات والكوارث الماضية، والتي قد كشف افتقاد الاستراتيجيات والتخطيط العام منذ ما يقارب 40 سنة الماضية!

فليس مستغربا أن تنشأ مدن أو مناطق جديدة من دون بنية تحتية تتمثل في الطرق والشوارع وشبكات الصرف كما هو الحال في منطقة الجفير وقلالي والمحرق والرفاع وغيرها من المناطق، فنحن في مملكة البحرين قد اعتدنا على بناء السقف أولا ومن ثم بناء الأرضية أو الأساسات! كذلك الحال بالنسبة للكهرباء والماء، فانقطاعهما المستمر أخذ يشكل عرفا وتقليدا في موسم كل صيف، إن لم يكن تراثا يجب عدم التفريط فيه! فعدم انقطاع الكهرباء أو الماء في حاضرنا المعاصر قد يشكل خطأ أو نشوزا وهو من المؤكد يعد ضعفا استراتيجيا!

فمثلا شوارع البحرين مازالت تعاني ضعف التخطيط، فلا عجب من ازدياد حوادث المرور! والتي غالبا ما يتحملها السائق فعلى سبيل المثال تقاطع الجفير، فهذا التقاطع قد كلف الدولة آلاف الدنانير، فقد تم تطويره في العام 2007 وتمت إعادة تطويره العام السابق 2008، وسيتم تطويره وبالتأكيد مع نهاية 2009!

ومثل آخر الإشارة الضوئية الجديدة تقاطع سلماباد ومدينة عيسي على رغم أن المشروع جديد ومكلف جدا بسبب إزالة الدوار ووضع الإشارة الضوئية إلا أن التصميم الجديد لم يراع انسياب حركة المرور، وهو القصد والهدف، فالقادم من الشمال إلى الجنوب والمتجهة شرقا إلى مدينة عيسي يضطر إلى سد الخط السريع المتجه جنوبا بسبب أن كتف الشارع للمتجه يسارا لا يسع سوى إلى 12 سيارة!

كذلك الحال بالنسبة للخارج من مدينة عيسي والمتجه شمالا إلى المنامة، فالسائق يضطر إلى انتظار إشارة المرور أسوة للمتجهين إلى سلماباد والمتجهين جنوبا إلى مدينة زايد أو الرفاع على رغم أنه متجه شمالا.

إن من علوم الاستراتيجيات والتخطيط هو إيجاد الحلول الموضوعية المناسبة مع مراعاة التكلفة الإجمالية، فالاستراتيجيات تحتم وضع حلول طويلة الأمد وليست لمجرد سنة أو سنتين، والمهم أنها تقدم حلولا وليس العكس كما هو حاصل اليوم في المثالين السابقين.

في الآونة الأخيرة وبعد الإعلان عن الفوز الكبير ونيل الجوائز ازدادت وتيرة الإخفاقات وخاصة المتعلقة بالإشارات الضوئية المرورية وبالمنطقة المخططة باللون الأصفر، والمسئول عنها قسم الطرق في وزارة الأشغال بالإضافة إلى إدارة المرور، فعلى سبيل المثال فقد تم تبليغ إدارة المرور بالإضافة إلى دائرة الطرق في وزارة الأشغال عن إن المنطقة المخططة باللون الأصفر والواقعة على تقاطع شارع 10 وشارع عبدالرحمن الفاضل في المحرق قد أصبحت سوداء.

وهى بالتالي لا تطابق الإعلان الموضوع وقد تم التبليغ قبل أسبوع المرور وهي مازالت سوداء.

هناك خلل كبير فني وإداري، فإن مجرد الإعلان عن الحصول على الجوائز وشهادات التقدير والتفوق وإذا لم يكن يصاحبها إنجاز عملي فهي ليست سوى حبر على ورق.

خالد قمبر


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/7680.html