العدد: 3928 | السبت 08 يونيو 2013م الموافق 29 رجب 1434هـ

برنامجان على «اليوتيوب» يمتلكان الصراحة أكثر من الإعلام الرسمي...

معاناة المواطن البحريني بين أسئلة «شهست» وتحيات «شحوال»

معاناة المواطن البحريني بين أسئلة «شهست» وتحيات «شحوال»

بسرعة تفوق سرعة انطلاق ضحكات كوميديا الواقع، انتشرت عبر برامج الهواتف الذكية وحسابات التواصل الاجتماعي إعلانات ونصوص «برودكاست» تدعو المواطنين إلى مشاهدة برنامجين محليين على برنامج «اليوتيوب»... أولهما برنامج «شهست» لمجموعة من الشباب البحرينيين الهواة، والآخر هو «شحوال» للإعلامي فيصل هيات.

وعلى رغم ولادة البرنامجين في الفترة ذاتها، وهي شهر يونيو/ حزيران الجاري، فإنهما ركزا في أولى حلقتيهما على موضوع «الزيادات» وتحسين المعيشة والمعاناة اليومية التي يواجهها المواطنون وطول أمد الوعود التي تذهب أدراج الرياح، ولعل برنامج «شهست» وهي كلمة باللهجة الشعبية، وتعني «ماذا هناك؟ أو ماذا يجري؟» اختار عنوان «عيشة كريمة» لحلقته الأولى التي بُثت يوم الخميس الماضي (6 يونيو 2013)، وظهر فيها شاب يستيقظ من النوم يوم (المعاش) ليرتدي ثيابه ويتجه إلى الصراف الآلي الذي يصدمه بتوزع الراتب على قسط السيارة، وعلى ما سحبته (أم العيال)، ولم يتبقَّ لديه سوى عشرين ديناراً، تُبكيه قليلاً لكنه يقبِّلها حمداً وشكراً، بل ويقبِّل جهاز الصراف الآلي في حركة فكاهية جميلة.

جونية «عيش» وعلبة «كريمة»

وفي مقدمة الحلقة، يتحدث مقدم «شهست» مشيراً إلى المشهد السابق قائلاً: «هذا هو حال المواطن البحريني! راتبه لا يكفيه حتى ليومين... موازنة... لا تقولون ما فيه... الموازنة موجودة حق... وحق... (تظهر على الشاشة سيارة سباق فورمولا وأخرى لمهرجانات غنائية)، ثم يلحقها المقدم بقوله: «عطونا خل تتعدل أمورنا»، تليها لقطة أخرى يقوم فيها الممثل بدور المسئول الذي يتحدث عن توفير العيشة الكريمة للمواطنين في مؤتمر صحافي، وحين يوجه إليه مقدم البرنامج سؤالاً طالباً توضيحاً لماهية العيشة الكريم؛ يجيب المسئول: «سؤال جيد... العيشة الكريمة، وبعد المباحثات والجهود الجبارة مع اللجان واللجان شكلت لجنة مختصة وقامت اللجنة برئاستنا بوضع حل لهذا الاختصاص والحل هو (توفير عيش... أرز... مع كريمة... لكل مواطن)، وتظهر على الشاشة صورة (جونية عيش) وعلبة (كريمة).

حلول على «خشبة شطرنج»

ومن ضمن لقطات البرنامج، يظهر مسئولان يلعبان الشطرنج، يبدأ أحدهما بسؤال الآخر عن سبب اختفائه، فيجيبه بأنه مختبئ عن المواطنين! ومع كل تحريكة على خشبة الشطرنج، يتداول المسئولان الحلول المقترحة لإرضاء المواطنين، ومنها الغاء الدعم الحكومي عن الطحين، منحهم بونس (راتب مكافأة)، رفع سعر البترول... ثم تعقبها ضحكة مجلجلة مع كلمة (مواطن)!، أما مقدم البرنامج فيختم المشهد بتوجيه رسالة إلى المسئولين: «يا جماعة إلى متى هذا الحال؟ إلى متى مصككين بيبانكم... تعالوا سمعونَّه... سمعوا مطالبنا... نبي زيادات»، وفي الأثناء، يدخل الممثل المسئول ويبلغ المقدم بأنه سمع (تذمره) فماذا يريد؟ يقوم المقدم بتقبيل المسئول، ويلتقط معه صورة تذكارية، وأن كل شيء على ما يرام.

برنامج «شهست» لم يذكر أسماء الممثلين الهواة المشاركين فيه، غير أنه وجه الشكر إلى كل من ساهم في إنجاح العمل في ختام الحلقة، مع توجه الشكر إلى بيت التمويل الكويتي.

«شحوال»... صوت «المتشحولين»!

أما برنامج «شحوال» للزميل فيصل هيات، فقد تم فيه توظيف هذه المفردة الشعبية التي تعني بطبيعة الحال :»كيف الحال؟»، لكنه وصف فكرة البرنامج بحقه في الكلام والتعبير عن رأيه، فبعد أن (تشحول) لمدة ثلاثة أشهر، وهي إشارة إلى الاعتقال، قرر أن يخصص حياته كلها، وبرغبة كاملة منه لقضايا الشحولة والمتشحولين، غير أن موضوع الزيادات وتحسين المعيشة كان هو محور الحلقة الأولى، واستند فيها إلى مقاطع متلفزة للمطالب بالزيادة على لسان رئيس تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود، ولقطات من المجلس النيابي، ومقابلات مع نواب يتحدثون عن الزيادات، ودعم السلع، فيما يُفاجيء المشاهد بالأخبار الحلوة عن الزيادات، لكنها تأتي وفق مقاطع إخبارية عن قرارات لزيادة الرواتب للموظفين والمتقاعدين في كل من دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة و... (ليست في البحرين)! ما يصيبه بخيبة أمل، مع نغمات أغنية (مصيرنا واحد... وشعبنا واحد) ليتساءل : «أليس خليجنا واحد... ومصيرنا واحد؟ فلماذا رواتبنا ليست واحدة»، وربما جاء مقطع من مسلسل درب الزلق يظهر فيه الفنان عبدالحسين عبدالرضا وعامله الشهير غلام في لقطة، يمكن أن يفهمها من يشاء... كيف يشاء.

ويطرح هيات مداخلة تهكمية: «شحوال... ويش السالفة؟ الحين المواطن بيخسر علاوة الغلاء؛ لأنه غيَّر سكنه... ليش هل العلاقة مرتبطة بسكن المواطن؟ ليش اذا هناك نقطة أو مسألة فيها صالح المواطن يظهر كل هذا التعقيد، لكن إذا كان هناك شيء ينتزع من المواطن، فلا حاجة إلى معايير ولا ضوابط ولا قطاع عام ولا قطاع خاص ولا كل هذه التفاصيل... الواحد في المئة تقتطع من الجميع... قطاع خاص وقطاع عام».

وتتخلل الحلقة الأولى من «شحوال» العديد من المفارقات والمقارنات بين التصريحات والوعود وإلقاء الضوء على مساندة الأشقاء الخليجيين ضمن (المارشال) الذي يخفف الأعباء عن موازنة الدولة، ومقطعاً للنائب ابتسام هجرس تتساءل: «أين تذهب كل هذه الملايين؟»، وجوانب متعددة تجعل من قضية تحسين المعيشة واحدة من أكثر القضايا التي تدفع الهواة الشباب والإعلاميين يتحدثون بصورة أكثر جرأة وصراحة من الإعلام الرسمي والصحافة في برامجهم التي - دون شك - تستقطب آلاف المشاهدين، ما لم تصل يد (الرقيب) اليها فـ (تشحولها) ولن ينفع بعد ذلك سؤال: «شهست؟».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/782877.html