العدد: 4132 | الأحد 29 ديسمبر 2013م الموافق 25 صفر 1435هـ

مختصون يرفعون طلباً لإشهار«جمعية حماية اللغة العربية»

انتشار الإعلانات التجارية المعرَّبة وغياب الرقابة عن المضامين

انتشار الإعلانات التجارية المعرَّبة وغياب الرقابة عن المضامين

تكفي جولة سريعة في عدد من الشوارع والأحياء التجارية في مناطق متعددة قديمة وحديثة لتلاحظ انتشار ظاهرة غريبة بصورة متسارعة تكمن في «تعريب» أسماء وإعلانات المحلات التجارية من خلال كتابة الاسم باللغة الإنجليزية فضلاً عن كتابته باللغة العربية ولكن بمنطوق إنجليزي، ويرجع متخصصون تزايد انتشار تلك الممارسات لغياب الرقابة على هذه الإعلانات ومضامينها ويرون بأنها تهدد هوية اللغة العربية وتضر بالذوق العام.

وفي ذلك قال اختصاصي الإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم حسين أحمد بأن اللغات تأخذ من بعضها ولا توجد لغة سليمة مئة في المئة وأن هذا الأمر طبيعي، مستدركاً بأن الأمر غير الطبيعي يكمن في الإضرار بمضامين اللغة وتهديد هويتها على المدى البعيد.

وأشار إلى أن استخدام أي لغة بصورتها السليمة والصحيحة يكفل الحفاظ عليها وعلى أساسياتها من التحريف، متطرقاً إلى التطور الدلالي والذي يشير إلى أن تطور الحياة يؤثر بصورة كبيرة بالضرورة على تطور اللغة أيضاً، وأن تطور دلالات بعض الكلمات باتت ظاهرة منتشرة في كل اللغات كاستعمال كلمة (فاكس) عوضاً عن (الناسوخ) وكلمة (شنب) عوضاً عن (الشارب) وغيرها.

ورأى بأن المسئولية تقع على كاهل وزارة الصناعة والتجارة في مراقبة مضامين السجلات التجارية وعدم إعطاء الرخص إلا لسجلات ذات الأسماء المناسبة فضلاً عن إطلاق حملات تفتيش على التزام المحلات بالأسماء المرخصة والتشديد على الابتعاد عن تعريب اللغة في الإعلانات، لافتاً إلى أن المشكلة لا تقف عند هذا الحد وإنما تصل إلى عدم تركيز الجهات المعنية على اتباع الأفراد والمؤسسات بأساسيات اللغة العربية في كتابة إعلاناتهم.

وذكر بأن كثير من أسماء المناطق والقرى وبعض الإعلانات الإرشادية مازالت تضم كثيراً من الأخطاء الإملائية.

وفي سياق ذي صلة، رأى ضرورة أن يركز التربويون في المدارس الحكومية والخاصة والجامعات على استخدام اللغة العربية بصورتها الصحيحة مع الطلبة.

وبين بأنه سبق أن رفع 10 أشخاص من المختصين طلباً لإشهار جمعية تحت اسم «جمعية البحرين لحماية اللغة العربية» ولم يتلقوا الموافقة عليها حتى اليوم على رغم تقديمهم لمسودتها الأولية.

وذكر بأن من بين أهداف الجمعية تدشين الندوات واللقاءات والفعاليات التي من شأنها أن تسهم في الحفاظ على اللغة العربية وأساسياتها وتشجيع الناشئة على استخدامها في حياتهم اليومية وتداولها، والانتباه إلى الخطر المحدق باللغة جراء الابتعاد عنها وعن قواعدها الأساسية يوماً بعد يوم.

ودعا الجهات المختصة إلى سرعة إشهار الجمعية والانتهاء من إجراءات ذلك.

وعلى رغم أن مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج نجيب فريجي أكد مؤخراً بأن اللغة العربية تحمل هويات وقيم 422 مليون فرد في العالم العربي، كما أن هناك ملياراً ونصف مليار مسلم يستخدمونها في صلواتهم اليومية؛ ما جعل هذه اللغة محركاً لتعزيز القيم المشتركة، كما أن منظمة اليونسكو اختارت في هذا العام أن يدور المحور الرئيسي للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) حول «دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية»، إلا أن اللغة العربية باتت تواجه كثيراً من التحديات والتي منها ابتعاد كثير من الشباب عنها لدواعٍ اجتماعية فضلاً عن استخدام البعض الآخر لها بطريقة غير سليمة ولجوء كثير من المدارس إلى التركيز على اللغة الإنجليزية عوضاً عن العربية لتركيز الجامعات وسوق العمل عليها كمتطلب للقبول والتوظيف.

ولم تكن بعض تلك التحديات وليدة اليوم، فقد سبق أن ولدت لغة دخيلة مع اقتراب الألفية تدعى بـ «العربيزي»، وهي عبارة عن استخدام حروف لاتينية مع بعض الأرقام وبمنطوق عربي ككتابة كلمة مرحباً بهذه الطريقة (mar7aba)، إذ استخدمها عدد من الشباب مع ظهور خدمة الهواتف المحمولة في البلاد العربية كون بعضها كانت لا تضم تطبيقاً عربياً والبعض الآخر يضم حروفاً أكثر باللغة اللاتينية أكثر من العربية، كما باتت وسيلة مناسبة للأشخاص غير القادرين على الكتابة باللغة الإنجليزية بطلاقة، والبعض الآخر يرجع ظهور أسباب هذه الظاهرة إلى برامج الدردشة في التسعينات والتي لم تكن تضم سوى الحروف اللاتينية للكتابة ما دفع العرب إلى استخدامها، ومما يشار إليه أن شركة غوغل قامت بدعم «العربيزي» كأسلوب إدخال جديد للغة العربية، من خلال أداة خاصة بها «Google Input Tools».

واللافت في الأمر إلى أنه ومع تطور وسائل التواصل وظهور الهواتف المحمولة الحديثة وما توفره من لغات متعددة ومنها العربية إلا أن إسلوب الكتابة بهذه الكيفية مازال يفرض نفسه وبقوه سيما في أوساط الشباب والذي بات البعض منهم يراه ضرباً من «الشياكة».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/842653.html