العدد: 4141 | الثلثاء 07 يناير 2014م الموافق 05 ربيع الاول 1435هـ
الربيع العربي كسر عامل الخوف في المجتمعات المختنقة
الكاتب: ريم خليفة - Reem.khalifa@alwasatnews.com
إن الحراك العربي الذي انطلق في العام 2011 من تونس لينتقل إلى مصر ثم البحرين وليبيا وسورية لم ينجلِ بتلك الصورة إلا بسبب الاحتقان المشترك بين الشعوب العربية وغياب حرية التعبير وتفشي ممارسات الإقصائية وانتهاك حقوق الإنسان، وشعور المواطن العربي بانعدام كرامته في بلاده.
كل ذلك دفع الشباب العربي إلى النزول إلى الشوارع والاحتشاد في الميادين ولكنه وجد نفسه أمام تحديات أكبر، من بينها قيام حركات أكثر تنظيماً، وأجهزة عسكرية وأمنية، بتسيُّد الساحة السياسية. وفي الأماكن التي انتصر فيها الربيع العربي لم يتغير الوضع من جانب التنمية، ولم تكن هناك خطة لحماية مكتسبات ثورات الربيع العربي، بل إن الأمر ازداد سوءاً في البلدان التي انزلقت نحو تناحرات تديرها وتثيرها إمّا جماعات الكراهية أو مال يضرب تلك الشعوب وربيعها بالقوة.
تسبب كل ذلك في انتكاسات ماثلة أمام أعيننا، ولكن المبادئ التي انطلقت منها ثورات الربيع العربي لم تختفِ، وهي غير قابلة للاختفاء بعد أن تغلغلت في وجدان المواطن العربي الذي نهض لأول مرة في تاريخه السياسي من أجل كرامته وحريته، ومن أجل أن يؤسس نظاماً ديمقراطياً يفسح المجال لتنمية حقيقية تضمن ازدهار وتطور المجتمعات. القوى التي تشن حرباً وثورة مضادة على الربيع العربي تستخدم العسكر والمال السياسي والجماعات الإرهابية لضرب الربيع العربي.
رغم المحاولات المتواصلة لكسر إرادة المواطن العربي، فإن الشباب العربي، ومعه كل المناصرين للديمقراطية، بقوا واعين للمنزلقات التي تسعى لتهدر طاقاتهم في التناحر الذي تحركه قوى لم تعد خافية على أحد.
«بسبب الكرامة اخرج» و «بسبب الحرية اخرج» و «لأنهم يقمعوننا كل يوم لن يخمد صوتنا» و «لن تموت مطالبنا في الحرية»... هكذا قالت إحدى الفتيات في عالمنا العربي، وهؤلاء يقدن حركات الربيع العربي التي انطلقت بتلقائية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وفي الميادين، وفي كل مساحة يتواجدن فيها، حتى في السجون التي تمتلئ بهن.
ليس من السهولة أن يحدث ما حدث في المنطقة العربية التي نعتت بأنظمة بوليسية في صورة تكاد تتطابق مع ما كانت عليه دول أميركا اللاتينية كتشيلي وبيرو والأرجنتين. ولذا، فإن أهم إنجاز للربيع العربي أنه كسر عامل الخوف في المجتمعات المختنقة، وهو ليس بالأمر السهل... كما أن سقف المطالب التي خرجت الجماهير من أجلها إلى الشارع كان مخترقاً لكل التوقعات. إن الربيع العربي استطاع أن يحقق فرزاً داخل المجتمع، بين من يريد الإصلاح وبين من ارتضى لنفسه التخلف السياسي وتقسيم المجتمعات وبث الكراهية بين الناس.
المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/845384.html