العدد: 4300 | الأحد 15 يونيو 2014م الموافق 17 شعبان 1435هـ

«داعش» يسيطر على مدينة شمال شرقي بغداد ويجتاح تلعفر

«داعش» يسيطر على مدينة شمال شرقي بغداد ويجتاح تلعفر

أفادت مصادر في الجيش العراقي أمس الأحد (15 يونيو/ حزيران 2014) بأن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) سيطر على مدينة السعدية التابعة لمدينة بعقوبة شمال شرقي بغداد.

جاء ذلك فيما قال شهود عيان في اتصال هاتفي مع وكالة «رويترز»، من بلدة تلعفر إن متشددين مسلحين اجتاحوا البلدة الواقعة في شمال غرب العراق أمس.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه واشنطن أنها سترسل تعزيزات أمنية إلى محيط سفارتها في بغداد، بينما قال السناتور الأميركي لينزي غراهام إن أميركا بحاجة لتدخل إيران لمنع انهيار الحكومة في العراق وينبغي أن تبدأ محادثات من أجل تحقيق هذه الغاية. ووصف هذه بأنها خطوة ليست محبَّذة ولكن لا مناص منها.


«داعش» ينشر صور إعدام بالرصاص لعشرات الجنود

القوات العراقية تستعيد المبادرة والأكراد يسيطرون على منفذ حدودي مع سورية

بغداد - أ ف ب، د ب أ

أفادت مصادر في الجيش العراقي أمس الأحد (15 يونيو/ حزيران 2014) بأن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) سيطر على مدينة السعدية التابعة لمدينة بعقوبة شمال شرقي بغداد.

وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية: «سيطر مسلحو داعش بشكل كامل على منطقة ناحية السعدية ولا يفصلهم عن القوات الأمنية سوى بحيرة حمرين حيث سيطروا على معسكر كوبر الذي كان مقراً للواء الرابع للرد السريع التابع للفرقة الخامسة في الجيش العراقي».

جاء ذلك قال شهود عيان في اتصال هاتفي من بلدة تلعفر إن متشددين مسلحين اجتاحوا البلدة الواقعة في شمال غرب العراق أمس. وقال عدة أشخاص تم الاتصال بهم هاتفياً إن المتشددين من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) هاجموا البلدة وسيطروا عليها بعد قتال مع قوات الأمن.

ونجحت القوات العراقية في وقت سابق أمس في وقف الهجوم الذي تشنه مجموعات مسلحة منذ نحو أسبوع وتمكنت من استعادة المبادرة العسكرية بعد صدمة فقدان مناطق واسعة في الشمال، فيما سيطرت القوات الكردية على أحد المنافذ الحدودية الرسمية مع سورية.

في هذا الوقت، رأى الوسيط العربي والدولي السابق في سورية الأخضر الإبراهيمي في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أن الهجوم الذي يتعرض له العراق يأتي نتيجة لجمود المجتمع الدولي إزاء النزاع المستمر في سورية منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

وقال الإبراهيمي الذي استقال من منصبه في مايو/ أيار الماضي بعد أقل من عامين من الجهود غير المجدية لإنهاء النزاع في سورية الذي أودى بحياة أكثر من 160 ألف قتيل: «هذه قاعدة معروفة، فصراع من هذا النوع لا يمكن أن يبقى محصوراً داخل حدود بلد واحد».

وأضاف أن المجتمع الدولي «للأسف أهمل المشكلة السورية ولم يساعد على حلها وهذه هي النتيجة». وبعدما أعلنت واشنطن إرسال حاملة طائرات إلى الخليج على خلفية أحداث العراق، مؤكدة أنها تدرس خيارات مساندة بغداد، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم أمس إن إيران تعارض «كل تدخل عسكري أجنبي» في العراق.

وأوضحت أفخم في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطلابية (أسنا) إن العراق «لديه القدرة والاستعداد اللازم لمكافحة الإرهاب والتطرف وأي تحرك يمكن أن يعقد الوضع في العراق ليس في مصلحة هذا البلد والمنطقة».

ميدانياً، أوقفت القوات العراقية تقدم المسلحين الذين ينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وتنظيمات أخرى إضافة إلى عناصر في حزب البعث المنحل، والذين نجحوا خلال أسبوع في السيطرة على محافظة نينوى ومناطق في محافظة صلاح الدين بينها مركزها مدينة تكريت.

وقال المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحافي في بغداد أمس: «خلال الـ 24 ساعة الماضية تم قتل أكثر من 279 إرهابياً في مختلف المناطق»، معتبراً أن القوات الأمنية «استعادت المبادرة».

ونجحت القوات الأمنية والعسكرية مدعومة بالسكان في قضاء تلعفر (380 كيلومتراً شمال بغداد) في محافظة نينوى الذي تسكنه غالبية من التركمان في صد هجوم للمسلحين الذين يسيطرون على معظم مناطق المحافظة، بحسب ما أفاد شهود عيان.

وقال شاهد عيان إن «اشتباكات عنيفة اندلعت عند الثانية بعد منتصف الليل (الليلة قبل الماضية) واستمرت حتى التاسعة صباحاً (صباح أمس)، بين قوات الجيش والشرطة والعشائر من جهة، ومسلحين حاولوا مداهمة القضاء من جهة ثانية».

وفي وقت لاحق، قال ضابط برتبة عقيد في شرطة تلعفر إن «مسلحين كانوا يحاولون اقتحام القضاء قاموا بقصف مناطق فيه ما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص وإصابة 40 بجروح»، مشيراً إلى أن القوات الأمنية والعسكرية والسكان تمكنوا من قتل 18 من المهاجمين.

في موازاة ذلك، أعلن مستشار الأمن الوطني فالح الفياض في مؤتمر صحافي أن رئيس الوزراء نوري المالكي «أمر بتشكيل مديرية الحشد الشعبي» ومهمتها تنظيم عملية تطوع الآلاف لقتال المسلحين والتي دعت إليها المرجعية يوم الجمعة الماضي.

وأصدر مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني بياناً دعا فيه المواطنين إلى «ضرورة اجتناب المظاهر المسلحة خارج الأطر القانونية». وفي مقابل ذلك، نشر «داعش» مجموعة من الصور التي تظهر إعدام مقاتليه لعشرات الجنود العراقيين في محافظة صلاح الدين.

وظهرت في إحدى الصور مجموعة مؤلفة من خمسة مسلحين أحدهم لايزال يطلق النار من رشاشه وهم يقفون أمام نحو 50 شخصاً يرتدون الزي المدني ويستلقون على بطونهم في حقل ترابي وقد قيدت أيديهم من الخلف وانتشرت بقع من الدماء فوق رؤوسهم. وكتب تحت الصورة «تصفية المئات من قطعان الجيش... الفارين من المعارك بالزي المدني».

وفي محافظة ديالى، قتل ستة من عناصر قوات البشمركة الكردية وأصيب نحو عشرين آخرين بجروح في ضربة جوية لطائرة عراقية أصابت رتلا للقوات الكردية قرب قضاء خانقين في شرق العراق، بحسب ما أفادت أمس مصادر أمنية.

وقتل أيضاً ستة أشخاص بينهم ثلاثة جنود في قصف بقذائف الهاون استهدف أمس مركزاً في شرق العراق لتطوع المدنيين لقتال المسلحين الذين يشنون هجوماً في أنحاء متفرقة في البلاد.

في هذا الوقت، سيطرت القوات الكردية على أحد المنافذ الحدودية الرسمية مع سورية بعد انسحاب قوات الجيش العراقي. وأوضح المتحدث باسم قوات البشمركة الكردية، جبار ياور لوكالة «فرانس برس»: «تسلمت قوات البشمركة السيطرة على منفذ ربيعة (محافظة نينوى) بعد سقوط الموصل في أيدي المسلحين وانسحاب الجيش».

وفي بغداد، قتل تسعة أشخاص على الأقل وأصيب 23 آخرون بجروح في تفجير استهدف سوقاً شعبياً في وسط العاصمة، بحسب ما أفادت مصادر أمنية.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://www.alwasatnews.com/news/895811.html