توصل الأستاذ المشارك في قسم علوم الحياة بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي وائل المسلماني، في أحدث أبحاثه إلى سبب زيادة إنتاج مذيبات النفط، مؤكداً أن نقص عنصر الكبريت يؤثر على تنظيم عمل المورثات «الجينات المسئولة عن إنتاج مذيبات النفط» بشكل إيجابي، ما يؤدي إلى زيادة إنتاجها، موضحاً أن تعرض الميكروبات لنقص في احتياجاتها من عنصر الكبريت يؤدي إلى زيادة إنتاج مواد النشاط السطحي المذيبة للنفط الخام.

وأشار المسلماني إلى أن نتائج الدراسة التي نشرتها مجلة Frontiers in Microbiology مؤخراً، لها تطبيقات عديدة وتشمل المعالجة البيولوجية للملوثات النفطية، زيادة إنتاج النفط باستخدام التقنية الحيوية، تحسين جودة النفط الخام الثقيل، الإزالة البيولوجية للكبريت من زيت الديزل، بالإضافة إلى تطبيقات في مجال التقنية الحيوية الصناعية مثل إنتاج خوافض التوتر السطحي.

وقال: «يتكون النفط الخام من عدد كبير جداً من المواد الهيدروكربونية، كما يحتوي النفط على عناصر أخرى غير الكربون والهيدروجين، كالكبريت والنيتروجين، النيكل والأوكسجين»، لافتاً إلى أن بعض أنواع الكائنات الدقيقة لديها قدرة خاصة على استخدام مكونات النفط كمصدر للتغذية والطاقة التي تحتاجها لكل الأنشطة الحيوية بالخلية، لكنها ليست مهمة سهلة بالنسبة لهذه الميكروبات التي تتغذى على النفط الخام، وتواجه عائقاً كبيراً بسبب عدم ذوبان مكونات النفط المختلفة في الماء.

وأضاف: «وحيث إن الميكروبات تعيش في الوسط المائي، فهي تجد صعوبة في الحصول على مكونات النفط التي تتواجد بشكل أساسي في وسط آخر وهو الزيت (النفط)، وتوجد لدى الميكروبات طرق مختلفة تستطيع من خلالها التغلب على هذه المشكلة»، مستشهداً ببعض أنواع الكائنات الدقيقة التي تنتج مركبات كيميائية تمكنها من التهام مكونات النفط بشكل أفضل من خلال تفاعل هذه المركبات الكيميائية (خوافض التوتر السطحي) مع مكونات النفط المختلفة، الأمر الذي يؤدي إلى تحسين ذوبان أو اختلاط المركبات النفطية في الماء عن طريق المعلقات أو المستحلبات، ويمكن الميكروبات من التعامل مع مركبات النفط المذابة واستخدامها كغذاء.