الوسط
  • الرئيسية
  • إنتخابات 2014
  • إنتخابات 2010
  • إنتخابات 2006
  • إنتخابات 2002
  • التشريعات النيابية والبلدية
عودة لموقع الوسط
  • القائمة الرئيسية
    أرشيف اخباري جداول واحصاءات 2014
    المحافظات محافظة العاصمة محافظة المحرق المحافظة الشمالية المحافظة الجنوبية
    المترشحون للإنتخابات النيابية محافظة العاصمة محافظة المحرق المحافظة الشمالية المحافظة الجنوبية
    المترشحون للإنتخابات البلدية محافظة المحرق المحافظة الشمالية المحافظة الجنوبية
    نتائج الدور الأول في 23 نوفمبر 2014 التشريعات النيابية والبلدية
    الجمعيات السياسية جمعية الإخاء الوطني جمعية العمل الإسلامي (أمل) جمعية الأصالة الإسلامية جمعية التجمع الوطني الدستوري جمعية التجمع القومي الديمقراطي جمعية الحوار الوطني(الحوار) جمعية الرابطة الإسلامية جمعية الفكر الوطني الحر جمعية الصف الاسلامي جمعية المنبر الوطني الإسلامي جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي جمعية ميثاق العمل الوطني جمعية الوسط العربي الإسلامي حركة العدالة الوطنية جمعية الوفاق الوطني الإسلامية تيار الوفاء الإسلامي حركة الحريات والديمقراطية (حق) جمعية الشورى الإسلامية جمعية العمل الوطني الديمقراطي(وعد) الإتحاد النسائي البحريني جمعية مدينة حمد النسائية جمعية نهضة فتاة البحرين جمعية أوال النسائية جمعية البحرين النسائية جمعية المستقبل النسائية جمعية تنمية المرأة البحرينية جمعية المرأة البحرينية
    تعيينات مجلس الوزراء
  • ملاحق البحرين تنتخب 2014
    البحرين تنتخب

  • تقرير عن التعليم في البحرين مرفوع إلى حضرة صاحب العظمة الشيخ السر سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين المعظم

    تصغير الخط تكبير الخط

     


    حضرة الأجل الأفخم صاحب العظمة الشيخ السر سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين المفدى.

    بعد التحية وعظيم الاحترام:

    أتشرف بأن أرفع لعظمتكم تقريراً عن المعارف في عهدها الأخير وهو عهد زاهر يرجع فضله لعظمتكم بما اوليتموه من رعاية وعناية حفظكم الله لنا وللبلاد.

    وقد رفع التقرير بما فيه من تفاصيل واحصاءات ومقترحات الأستاذ أحمد العمران (مدير معارف البحرين عبر هذه الحقبة الأخيرة). واني بوصفي المشرف على سير التعليم في البلاد بشكل عام اضم صوتي الى صوته وارجو مخلصا من عظمتكم ان تأمروا حكومتكم الرشيدة متكرمين (كما عهدناه في عظمتكم في جميع المناسبات) ان تقوم بتنفيذ ما يمكن تنفيذه من توصيات احتواها التقرير وجاءت على اثر دراسة وافية لأوضاعنا العامة في مثل هذا الدور من أدوار تطور البلاد وسيرها الحثيث نحو التقدم والازدهار في ظلكم الظليل.

    وختاما ارجو التفضل بقبول عظيم التجلة ووافر الاحترام.

     

    المخلص

    عبدالله بن عيسى آل خليفة

    وزير معارف البحرين

    البحرين في 6 شعبان 1374

     

    التقرير

    حضرة صاحب العظمة مولاي حاكم البلاد المفدى.

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

    "وبعد فانه ليسعدني ان أتقدم الى عظمتكم بكتابي هذا مسجلا به تاريخ فترة خطيرة من التعليم في البحرين وخاصة مدى التطور والتقدم منذ شاء الله ورأيتم عظمتكم ان اتحمل عبء المعارف واقوم على امرها أو الاحرى عبر عهد عظمتكم الزاهر في البحرين. وموضحا به السياسة التعليمية الحديثة التي تنتهجها مديرية المعارف لحكومتكم الرشيدة.

    وهذه الحقبة الأخيرة من عملي في التعليم تعتبر امتدادا لعملي الحكومي منذ أكثر من ثلاثين عاما قضيتها في خدمة بلدي المحبوب. وقد جعلت نصب عيني الإخلاص له والعمل على رفع شأنه والنهوض به من هذه الناحية الحساسة الهامة.

    وانني ارجو ان أكون قد ارضيت ربى (جل وعلا) وامير البلاد ورؤسائي وضميري طوال مدة عملي في خدمة الحكومة مع ما قابلت من عقبات وما اجتزت من صعب كادت تثقل كاهلي لولا عطفكم وتشجيعكم وفضلكم – الامر الذي شحذ من همتي واجج عزيمتي (حفظكم الله دائما وحرسكم بعنايته).

    واليوم بناءا على رغبة عظمتكم السامية ووفاءا بما وعدت في مستهل السنة الماضية اتشرف بتقديم كتابي هذا لا مفاخرا ولا مباهيا ولكن لعلى أكون قد اديت واجبى كمواطن يدين لله ولهذا البلد بحياته وكيانه ويشعر بما عليه من واجبات في سبيل الخدمة العامة واعلاء شأن مجتمعه ورد الجميل لذويه.

    نعم لقد شاءت إرادة الله ان يوكل الى امر التربية الشعبية التي يمكن ان نلخصها في انها تكوين شعب قوى عارف تمام المعرفة لحقوقه وواجباته وتكوين فرد يعرف مسئولياته ويحس بحاجة الى المجتمع وبأهمية الروابط التي تربطه به ويحس بأن كل ما يعود على مجتمعه بالخير هو خيره وبأن كل ما يضره هو اضرار به ويعرف انه هو عرض زائل مهما طال عمره والخالد هو الوطن العزيز فلا يجعل الاثرة تسيطر عليه أو تعمى بصيرته زهائد هذه الدنيا الفانية فيغلب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة.

    والبحرين احوج ما تكون الى التربية الشعبية الصحيحة حتى تستطيع ان تتبوأ المكان اللائق بها وبتاريخها الحافل بنهضتها المباركة وتكون وحدة متماسكة تحس باحساس واحد وتفكر بطريقة واحدة وتنظر الى الأمور نظرة واحدة سليمة في ظل عظمتكم الظليل وبتوجيهاتكم السديدة.

    والله ولى التوفيق.

     

    "إحصاء"

    بعدد المدارس والصفوف والتلاميذ والأساتذة

    "للبنين"

    السنة

    الدراسية

    عدد

    المدارس

    عدد

    الصفوف الثانوية

    عدد الصفوف الابتدائية

    عدد

    الصفوف التحضيرية

    عدد

    التلاميذ

    عدد

    الاساتذة

    1944

    13

    2

    24

    16

    1475

    73

    1950

    15

    6

    56

    43

    3792

    156

    1951

    16

    7

    58

    44

    4052

    180

    1952

    19

    8

    68

    49

    4579

    204

    1953

    22

    9

    80

    59

    5460

    248

    1954

    25

    11

    88

    77

    6544

    289

     

    "ين عهدين"

    العهد الأول قبل ان اشرف على التعليم والثاني هو فترة عملي بمديرية المعارف وانا عندما اسجل شيئا عن العهدين بعيد كل البعد عن المقارنة أو المفاخرة. ولكني اذكر واقع الأمور وادون للتاريخ ان حكمكم المديد أو عهدكم الذهبي قد اقترن بالتقدم العملي والعمراني في البلاد.

    العهد الأول يبدأ على وجه التقريب منذ 1919 ويوسم بأن حالة التعليم فيه كانت تتأرجح بين المد والجزر. شأنه شأن كل امر في بدايته وأول نشأته. وقد يعزى ذلك الى حياتنا والى طبيعتنا والى عقبات أخرى أساسية كان الامل في تذليلها بعيدا والتغلب عليها شاقا استلزم جهودا مضنية ثم البيئة التي صاغت عقول اجدادنا قد استبدلت الآن ببيئة أخرى هي بيئة التعليم. ولقد فهم الناس – أخيرا – الدور الحيوي الذي يلعبه العلم في العالم وعلموا ان "المعرفة الحقة هي القوة".

    بدئ التعليم بشكله الحديث منذ 1919 حيث أسست وافتتحت اول مدرسة للبنين في مدينة المحرق (عاصمة البحرين حينذاك) وكان في البحرين قبل ذلك تعليم ديني وادبي بلغ مستوى رفيعا. ولم تخل البلاد ابدا في عصورها المختلفة من شخصيات تفوقت في دراسة الرياضيات والفلك والمحاسبة مما كان يحتاج اليه في مزاولة شئون التجارة وحياة البحار بدرجة كانت مثار اعجاب المستكشفين والرواد الغربيين عند مطلع ارتيادهم هذه البلاد.

    وما ان افتتحت المدرسة الأولى حتى تتابع افتتاح المدارس واطرد غير ان الاطراد كان بطيء الخطوات نظرا لاعتبارات عديدة سبق الحديث عنها.

     

    العهد الثاني

    واقصد بها الفترة التي وليت فيها أمور التعليم وهذه تبدأ منذ أواخر سنة 1945 تقريبا. ففي الماضي أدت جهود افراد متفرقين الى ارتقاء العلم والتربية بعض الشيء غير ان النظم الحديثة قد خطت بهما خطوات ثابتة على أسس من التجربة والخبرة والمران والنظام.

    ولقد كان على مديرية المعارف ان توضح سياستها التعليمية والهدف الذي ترمى اليه والخطة التي تسير عليها حتى تحقق هدفها لانه أصبح من البديهي ان أمور النشء اول ما يشغل الخواطر في وقتنا الحاضر. وأصبح الغرض من التعليم في نظرها ليس اعداد الموظفين فحسب أو تخليص ارباب البيوت من شغب ولغب أطفالهم بحشر هؤلاء ي زوارب تدعى (بالمدارس) بل اعداد المواطن الصالح والانسان العامل القادر على خدمة وطنه والإنسانية ومواجهة المشاكل ومسئولياتها بما يرفع من قدر الحياة الفردية والعائلية ومواجهة المشاكل ومسئولياتها بما يرفع من قدر الحياة الفردية والعائلية والاجتماعية ويحقق السعادة للفرد والمجتمع ما امكن الى ذلك سبيلا.

    وعلى هذا الطريق سارت مديرية المعارف وحتى تصل الى الغرض المنشود قامت – بفضل ارشاداتكم وتوجيهاتكم وبحسن رعايتكم بالكثير من المجهود الذي نلخصه فيما يأتي:

     

    الأنظمة التعليمية الحاضرة

    نظام التعليم في البحرين قائم على تقسيم حياة التلميذ الى أربع مراحل تعليمية وهي:

    • المرحلة التحضيرية وتبدأ من سن السادسة الى الثامنة.
    • المرحلة الابتدائية وتبدأ من سن السادسة الى الثانية عشرة.
    • المرحلة الثانوية وتبدأ من سن الثانية عشر الى السادسة عشرة.
    • المرحلة العالية وتبدأ من بعد التخرج من الثانوية (ودراستها في الخارج).

     

    ونظام التعليم في البحرين قائم علم تقسيمه الى النواحي الآتية:

    • تعليم علمي يبدأ من المرحلة التحضيرية وينتهي بالمرحلة الثانوية أو العالية (في الخارج) طالما تيسرت الأسباب وتهيأت الفرص التي تحاول المعارف جعلها متكافئة في متناول جميع المواطنين.
    • تعليم صناعي ويبدأ بانتقال التلميذ من الصف الثالث الابتدائي أو نهاية المرحلة الابتدائية ويستمر أربع سنوات.
    • تعليم تجاري وهو نوعان:
    • القسم التجاري النهاري لبعض طلاب الثانوية الراغبين في هذه الدراسة بعد انتقالهم من الصف الثاني بالمدرسة الثانوية ويستمر سنتين.
    • الدراسة التجارية المسائية لغير طلاب الثانوية من الراغبين في هذه الدراسات من الموظفين وارباب الاعمال الحرة ومدتها سنتان. وسيتخرج الفوج الأول من هؤلاء في نهاية هذا العام المدرسي.
    • تعليم تربوي وهو نوعان:
    • القسم الخاص وطلابه من أبناء المدرسة الثانوية المنقولين للصف الثالث بها ودراسته مسائية لمدة سنتين وهذا القسم يمد مديرية المعارف بالمدرسين اللازمين لمدارسها.
    • الدراسات التكميلية. وهي مسائية خاصة بمدرسي المعارف لرفع مستواهم العلمي والتربوي وهي قسمان:
    • ابتدائي لغير الحاصلين على الابتدائية ومدته سنتان.
    • ثانوي للحاصلين على الابتدائية ومدته سنتان.
    • دراسات خاصة. ويختار طلابها من تلاميذ الصف الرابع العام بالمدرسة الثانوية ويعطون دراسات تعدهم للالتحاق بالجامعات خارج البحرين وهي دراسات مسائية لمدة سنة واحدة.

     

    المرحلة التحضيرية

    هي المرحلة الأساسية في حياة الطفل التعليمية وهي البيئة الجديدة عليه بعد بيئة البيت التي الفها. ومن هاتين الناحيتين كانت لها أهميتها بين مراحل التعليم جميعا. ولذلك فقد وجهت اليها العناية حتى تبذر في الطفل بذور العادات الطيبة وتوجهه الوجهة الصالحة التي تترك في نفسه أبعد الأثر وتكيف مستقبله الى حد بعيد. ومن أهدافها القريبة تمكين المتخرج في هذه المرحلة من الالمام بمبادئ القراءة والكتابة والحساب ولفت نظره الى ما يدور حوله من مشاهد. ونظرا لما يجب توفره في مدارس هذه المرحلة من أشياء تتعاون على تربية الطفل تربية حسنة أطلق عليها أحيانا اسم "الرياض أو رياض الأطفال".

    ومدة الدراسة بها سنتان. وكانت مدارس هذه المرحلة ملحقة بالمدارس الابتدائية ثم رؤى ان تستقل هذه المدارس الا ان ظروف ابنية المدارس وكثرة الضغط على التعليم جعلت عندنا عدة أنواع من هذه المدارس:

    • مدارس تحضيرية مستقلة كما في مدرستي المنامة والقضيبية ومدارس جدحفص وجو وعسكر وسند.
    • مدارس أو صفوف تحضيرية ملحقة بالمدارس الابتدائية كما في الحد.
    • مدارس تحضيرية بها صفوف ابتدائية أو صفوف تحضيرية ملحقة بمدارس قروية كما في معظم القرى ومدرستي المحرق التحضيريتين.

    وعلى الرغم من فتح مدارس أو فصول جديدة من هذه المرحلة سنويا فان الاقبال لا يزال مطردا عليها مما يدعوا الى الاكثار منها الى اقصى حد مستطاع مع مراعاة حسن التوزيع. وعلى هذا الأساس تقوم سياسة مديرية المعارف فقد تم في العام الماضي 1373 (35 – 1954) فتح مدارس الزلاق وجو وعسكر. كما تم (في هذا العام) فتح مدارس القضيبية وجدحفص والمعامير والتوسع في تحضيرية المحرق الشمالية (في عام 1954 – 1955) وقد تم هذا كله بتوجيه مولاي عظمة الحاكم وبموجب امره الكريم.

    ومما يجدر ذكره في هذا المقام ان شركة نفط البحرين في الأيام الأخيرة قامت ببناء بعض المدارس وخاصة في القرى التي يوجد بها كثير من موظفيها وعمالها. وفعلا تنازلت الشركة عن مدرسة الزلاق وانشأت مدارس توبلي وسند وكرزكان وجدحفص والمعامير وفضلا عن ذلك فانها جهزتها بالاثاث الضروري. ثم سلمت جميع هذه الى مديرية معارف البحرين لادارتها وتجهيزها بالمدرسين والكتب الخ..

    وسياسة مديرية المعارف الجديدة ترمى الى التوسع في هذا النوع من التعليم لاهميته السالفة الذكر ومتى توفرت لديها الإمكانيات اللازمة – وبفضل عنايتكم ترجو ان يكون هذا التوفر قريبا – امكن ان يكون هذا التعليم اجباريا كما هو الوضع في البلاد الأخرى ولا سيما بعض الدول العربية.

    وغير خاف انه كلما توسع في المرحلة الأولى من التعليم تبع ذلك توسع مناسب في المراحل التالية.

    ومما ترمى اليه أيضا ان تمتد هذه المرحلة بحيث تصل الى نهاية الدراسة الابتدائية أو الى منتصفها على اقل تقدير. وهذا امر تؤيده الاتجاهات الجديدة في عالم التربية وعليه سارت بلاد كثيرة وان كنا نفضل الإبقاء على النظام الحاضر لفترة معقولة.

    وفيما يلي إحصاء بسيط عن المدارس التحضيرية وعدد تلاميذها في كل من سنتي 1944 و1954:

    السنة الدراسية

    عدد الفصول التحضيرية

    عدد التلاميذ

    الملاحظات

    1944

    16

    800

     

    (54/1955)

    77

    3387

    متوسط تلميذا وهو عدد كبير ولكنها الضرورة.

     

    المرحلة الابتدائية

    تعتبر الحد الأدنى من المعرفة التي ينبغي الا يستغنى عنها مواطن:

    ومن أهدافها:

    اتاحة الفرصة للمتخرج فيها لكي يواصل دراسته العامة أو المهنية.

    • تمكين المتخرج الذي لا تتيح له ظروفه الخاصة مواصلة الدراسة من الحصول على عمل مناسب في الحياة العامة.
    • تهيئة المتخرج ليكون مواطنا صالحا يعرف ما له وما عليه.
    • إعطاء المتخرج قدرا ضروريا من المعرفة يفتح له بعض أبواب الثقافة التي يستطيع الوصول اليها بمجهوده الخاص وبوسائل متعددة كالاطلاع المتواصل. واذن فلا عجب ان تنال هذه المرحلة عناية فائقة من مديرية المعارف.

    ويتراوح سن الطفل في هذه المرحلة بين الثامنة والرابعة عشرة ومدة الدراسة بها أربع سنوات تنتهي بحصول الناجحين في امتحانها النهائي على شهادة إتمام الدراسة الابتدائية التي تؤهلهم للالتحاق بالمدرسة الثانوية.

    وهذه المرحلة كالمرحلة السابقة مجانية كما توزع الكتب على الجميع والأدوات المدرسية على التلاميذ المحتاجين بالمجان.

    اما مواد الدراسة في هذه المرحلة فهي: القرآن الكريم والدين واللغة العربية (وتشمل الخط والقصص والاناشيد) والحساب والهندسة العملية والتاريخ والجغرافية ومبادئ العلوم وتدبير الصحة واللغة الإنجليزية والتربية البدنية والرسم والاشغال.

    وقد روعى في اختيار مناهج هذه المواد ان تكون مناسبة للغاية التي وضعت من اجلها وحسب تدرج سن الطالب ومبلغ ادراكه.

    والزيادة المطردة في هذه المرحلة من حيث الاقبال عليها وما يترتب عليه من فتح صفوف جديدة وزيادة في عدد المدرسين – كما يلاحظ في جدول الإحصاء – تعزى الى الخطة التي اختطتها مديرية المعارف – (حسب توجيهاتكم السديدة) في انشاء المدارس والتوسع في الموجود منها ليحصل أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب على نصيبه من التعليم في هذه المرحلة الضرورية.

    ولا تألوا مديرية المعارف جهدا – كلما سمحت بذلك ميزانية التعليم – في رفع مستوى هذه النوع أو هذه المرحلة من التعليم الى درجة مرضية.

    وارى انه يمكن في المستقبل القريب إيجاد نوع من التعليم الابتدائي المهني في القرى والمدن يكون ذا صبغة تجارية أو زراعية أو صناعية.

    ومما يجدر ذكره ان بعض المدارس القروية قد اوشكت على استكمال نهاية المرحلة الابتدائية وأصبحت الحاجة ماسة في المستقبل القريب إلى فتح صفوف روابع بها أو على الأقل فتح صف رابع لكل عدة مدارس متقاربة كالرفاعين وسترة. وبعض المدارس القروية في طريقة الى هذه النهاية مما يستدعى مزيدا من الاستعداد من حيث بناء الأماكن وتجهيزها واعداد المعلمين.

    هذا ويوجد من مدارس هذه المرحلة أربع مدارس كاملة الصفوف:

    اثنتان بالمنامة هما الشرقية والغربية وواحدة بالمحرق وواحدة بالحد.

    وفيما يلي إحصاء مقارن بين سنتي 1944/1945 و54/1955 الدراسيتين:

    السنة الدراسية

    عدد الصفوف

    عدد التلاميذ

    الملاحظات

    44/1945

    24

    640

     

    54/1955

    88

    2778

    متوسط تلاميذ الفصل (30) تلميذا تقريبا.

     

    (المرحلة الثانوية)

    عندما وليت العمل بالمعارف لم يكن هذا النوع من التعليم شيئا يستحق الذكر فقد كان عبارة عن صفين اثنين بالتسمية فقط. ويظهر ان عدم الاستقرار في سياسة التعليم وعدم وجود إدارة حازمة مركزية قد سببا تدهورا محسوسا في حالة هذا النوع من التعليم بصفة خاصة حتى لقد خلت منه البلاد خلال فترة لا تقل عن عشر سنوات متوالية.

    وكان على اذن ان أوضح أهدافه وانتقى مناهجه واثبت قواعده واسير به في الطريق السليم نحو المال ما استطعت الى ذلك سبيلا.

     

    أهداف المرحلة الثانوية:

    • تزويد الطالب بخلاصة الثقافة التي ينبغي الا يستغنى عنها انسان يعيش ي مجتمع متحضر.
    • اعداد الطالب للدراسة العالية بالجامعات المختلفة.
    • إعطاء الطالب فرصة أكبر حتى يمكن ان يحيا حياة كريمة.
    • جعل الطالب يجتاز دور المراهقة الخطيرة بسلام مع حسن التوجيه.
    • خلق المواطن الفاضل الذي يكون عضوا عاملا في مجتمعه.
    • تقويم اخلاق الطالب والبعد به عن الانحراف والتهور.
    • منح الطالب وسائل كثيرة تنمى فكره وتوسع أفقه وتكثر حيله وتسهل امامه سبل الحياة والتغلب على مشاكلها.

     

    مناهج المرحلة الثانوية:

    القرآن الكريم والدين واللغة العربية وآدابها واللغة الإنجليزية والرياضيات "الحساب والجبر والهندسة" والمواد الاجتماعية "الجغرافيا والتاريخ" والطبيعيات "الطبيعة والكيمياء والاحياء" والرسم والتربية البدنية.

    ومدة الدراسة الثانوية أربع سنوات يتخرج بعدها الطالب ليكمل دراسته العالية في الخارج أو يعمل في ميدان الأعمال الحرة أو يلتحق بإحدى الدوائر الحكومية.

    ومما يحسن ذكره مباني المدرسة الثانوية التي افتتحت في العام الدراسي 51/1952. وهي معدة لتكون مدرسة بالمعنى الصحيح من حيث الغرف والصالات والاثاث والمرافق والمعامل والأدوات والمكتبة والملاعب.

    وفيما يلي إحصاء مقارن بين سنتي 1944/1945 و1954/1955 الدراسيتين:

    السنة الدراسية

    عدد الصفوف

    عدد التلاميذ

    الملاحظات

    44/1945

    2

    35

     

    54/1955

    11

    305

    متوسط تلاميذ الفصل (28) تلميذا تقريبا.

     

    "المناهج الدراسية"

    يلاحظ ان المناهج الحالية بالمراحل التعليمية المختلفة لم يكن معمولا بها قبل عشر سنوات. وقد تم اختيارها بعد أبحاث دقيقة قامت بها لجان شكلت لهذا الغرض وتوفرت على عملها وقتا طويلا. وقد احيل الى هذه اللجان بحث ما كان مقررا من المواد المختلفة في التعليم الابتدائي والثانوي فتبين لها ان بعض ما كان مقررا لا يناسب البيئة ولا يلائم مقتضيات الحال فاقترحت اختيار مناهج أخرى أكثر صلاحية للبلاد ووافقت مديرية المعارف على مقترحات اللجان ثم عهدت الى عدد من الأساتذة الاخصائيين بوضع تفاصيل المقررات الجديدة فوضعت اللجان المكونة من هؤلاء الأساتذة مذكرات وافية في كل باب. ثم استنارت المديرية بآراء ومقترحات بعض رجال العلم والدراية في هذا الموضوع في عدة مناسبات.

    واتماما للفائدة قامت مديرية المعارف بطبع هذه المذكرات ووزعتها على مدارس البنين ولا تزال تستعمل حتى الآن مع مراعاة التطورات الجديدة في هذا الموضوع.

    ومما ينبغي الإشارة اليه ان مناهج الدراسة هذه تتمشى مع مثيلاتها ي البلاد العربية الأخرى على وجه التقريب كما ان مديرية المعارف اخذت بالكثير حسب مقتضياتها بارشادات ونصائح المؤتمرات العربية وغير العربية واستنارت بنتائج بحوث المختصين في معالجة هذه المسائل التربوية.

    وقد روعى في اختيار المناهج ان تكون صالحة لتحقيق الأهداف التي ذكرتها اول الحديث عن كل مرحلة. ولما كان المدرس هو المنفذ لهذه المناهج فقد قدم كل منهج بتوجيهات تساعد المدرس على حسن أداء المنهج.

     

    الدين:

    ولما كانت دراسة الدين والعمل بمقتضاها اهم الأمور الضرورية للفرد والمجتمع اذ بها تتحقق سعادة الدنيا والآخرة فقد اولت مديرية المعارف هذه الناحية فائق اهتمامها مسترشدة بهدى الإسلام الحنيف الذي جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.

     

    التربية البدنية:

    ورأت مديرية المعارف ان واجبها لا يقتصر على تنمية العقل وتهذيب الخلق وترقية الشعور فحسب بل أدركت واجبها نحو اجسام التلاميذ والعناية بها مسترشدة بالحكمة السامية "العقل السليم في الجسم السليم" فكان ان اولت التربية البدنية كل عناية ممكنة لا لانها مظهر رائع ولكن لانها تنمى العقل وتهذب الخلق وترقى الشعور وفضلا عن ذلك تخلق مواطنين أقوياء اصحاء يستطيعون ان يواجهوا الحياة ومشاكلها بروح رياضية قد الفت الصبر والجد والعمل والتعاون والتسامح والطموح والتنافس البريء.

    من الأدلة الواضحة على عناية المعارف بالتربية البدنية ان افردتها بمراقبة خاصة يشرف عليها مراقب اخصائي في هذه المهمة. وزودتها بالأدوات الرياضية المختلفة وساعدتها على إقامة المسابقات الدورية والمهرجانات العامة واشتركت بها في الاحتفاء بضيوف عظمتكم الكبار.

    وهي الآن في دور اعداد فرق الكشافة تجاري بها السابقين في مثل هذا الميدان الحيوي النافع. وقد بلغ عدد الملتحقين بالفرق الكشفية من المدارس حتى اليوم (500) تقريبا وتتكلف مديرية المعارف النصيب الأكبر من مصروفات امر تجهيز الفرق واعدادها وادواتها.

     

    المعارض المدرسية:

    اتخذت المعارض المدرسية وسيلة لاطلاع المسئولين والرأي العام على النشاط الذاتي الحر في المدارس الذي يساعد على رفع مستوى البيئة ويأخذ بيد التلاميذ نحو تنمية استعداداتهم وإظهار امتيازاتهم وقضاء وقت فراغهم فيما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم.

    وقد أسهمت المعارض المدرسية في انتاج وسائل الايضاح وخصوصا لتلاميذ الصفوف التحضيرية بالإضافة لما استورد لهم.

     

    نظام التفتيش:

    كان التفتيش موكولا لمديري المدارس والغرض منه الحرص على تطبيق المناهج الحديثة وحسن سير العمل في المدارس وتوجيه المدرسين الى الطرق التربوية الصحيحة في تدريس المواد المختلفة.

    ونظرا لأهمية هذا العمل وما يتطلبه من خبرة وثقافة عالية فقد اختارت مديرية المعارف له بعض العناصر الصالحة بها فقام بما وكل اليه خير قيام ولا يزال يؤدى رسالته بوجه مرض. وقد ادخل هذا النظام في العام الدراسي 50/1951 والمديرية في دور التوسع بجميع شئون التفتيش والرقابة العامة والتوجيه ما وسعها ذلك.

     

    مجانية التعليم:

    يتمتع بها كل التلاميذ في جميع مراحل التعليم وبذلك تكون البحرين من الدول السباقة في هذا المضمار. والى جانب مجانية التعليم تصرف الكتب المدرسية لجميع التلاميذ والأدوات والقرطاسية للمحتاجين ولا يقل عددهم عن ثلاثة ارباع المجموع تقريبا.

    كما ان المعارف قد حصلت على اتفاق مع شركة نفط البحرين بموجبه تقدم الأخيرة اعانات مالية لعدد من التلاميذ الممتازين والفقراء بالمدرسة الثانوية. وقد بدأت الشركة منذ 1944 في صرف اعانة مالية قدرها (3000) روبية تقدم لعدد من التلاميذ كان ستة ثم صار عشرة. وازداد المبلغ (5000) روبية في سنة 1954.

     

    العناية الصحية:

    بذلت مديرية المعارف جهودا كبيرة في هذه الناحية الهامة حتى أصبح لديها الآن طبيب متفرغ يمر على المدارس أسبوعيا للكشف على التلاميذ ومراقبة الحالة الصحية بينهم وعلاج الحالات البسيطة واحالة الحالات الأخرى الى مستشفى الحكومة حيث العلاج ويصرف الدواء منه أو من أحد المستوصفات الحكومية في المدن والقرى المختلفة.

    هذا ولا يزال امر طبيب المعارف في دور التنظيم والاستقرار ومما يذكر ان الزيادة المطردة في عدد المدارس والتلاميذ تستدعى مزيدا من الجهود الصحية وهذا الأمر موضوع النظر الآن.

     

    التغذية بالمدارس:

    هذه الناحية يا مولاي تشغل بال المعارف وترى انها مرتبطة اشد الارتباط بالناحيتين الصحية والتعليمية. فغير خاف ان سكان بعض القرى بل والمدن لا تتوفر لديهم الإمكانيات التي تيسر لهم الغذاء الصحي الكامل الامر الذي يترك أسوأ الأثر في الصحة والتعليم معا. وقد ادركت كثير من الدول أهمية هذه المسالة فقررت مبدأ التغذية المجانية واختلفت في التفصيلات. وكل ما استطاعت المعارف القيام به في هذه الناحية تشجيع المدارس على انشاء المقاصف المدرسية التي تقدم للتلاميذ بعض المأكولات الصحية بثمن معتدل فضلا عن قيامها برسالة تربوية تشيع في التلاميذ روح العمل والكسب الحلال والتعاون كما تكسبهم خبرة ومرانا.

    ولكن لو حظ ان المقاصف لا تنجح في القرى نجاحها في المدن للظروف المادية والاجتماعية التي تحيط بأهل القرى.

    ومهما يكن من شيء فان المقاصف لا تحل المشكلة الأساسية مشكلة التغذية ولهذا تأمل مديرية المعارف من عظمتكم ان تضيفوا الى مكارمكم العديدة مكرمة جديدة تزيح عن فقراء التلاميذ ولا سيما في القرى غائلة الجوع والمرض. وقد يكتفى في اول الامر بتمويل المدارس أو بعضها بشيء من مسحوقات الحليب والعسل وكبسولات زيت السمك. وانتم اهل لكل فضل وخير ومكرمة.

     

    البعثات العلمية:

    ان ظروف البحرين لا تساعدها على انشاء التعليم العالي ولذلك فقد اتجهت الى ارسال طلابها الذين يكملون دراستهم بالمدرسة الثانوية الى الجامعات الأجنبية شرقية أو غربية. ومن الأغراض التي ترمى اليها مديرية المعارف من ارسال البعوث العلمية ما يلي:

    • تهيئة فريق من أبناء البحرين للتخصص في فروع أو فرع من العلم بحيث يستطيعون بعد اكمال دراستهم ان يعودوا لبلادهم ويدرسوا ما تخصصوا فيه بمدارس حكومة البحرين. وبهذا يحلون تدريجيا محل المنتدبين.
    • تهيئة فريق آخر من أبناء البحرين للتخصص في بعض فروع العلم كالطب أو الهندسة ثم العودة للوطن والقيام بما يوكل اليه من عمل يتصل بدراسته.
    • تثقيف النابغين من أبناء البحرين حتى يكونوا نواة طيبة في كيان مجتمع أفضل بما استفادوه من علوم ومعارف وما اكتسبوه من خبرة وتجارب.
    • العمل على إيجاد جيل جديد يحب العلم ويفهم الحياة ويتحلى بالفضائل عن رغبة وايمان.

    ومما يجدر ذكره في هذا الصدد ان البعثات العلمية لم تقتصر على مبعوثي الحكومة وانما يلاحظ اقبال طلاب البحرين على اكمال دراستهم بالخارج أو رغبة أولياء امورهم في ذلك.

    وفيما يلي إحصاء بعدد البعثات الحكومية والخاصة منذ 46/1947:

    البعثات

    46/47

    47/48

    48/49

    49/50

    50/51

    51/52

    52/53

    53/54

    المجموع

    حكومية

    12

    7

    6

    5

    4

    3

    4

    4

    45

    خاصة

    6

    4

    7

    9

    8

    7

    10

    12

    63

     

    أبناء البلاد العربية في مدارس البحرين:

    لقد اخذت انظار سكان البلاد العربية المجاورة تتجه نحو البحرين في تعليم أبنائهم فوفد عليها منهم عدد ليس باليسير فاستقبلتهم مديرية المعارف بما يمليه واجب الإنسانية والإسلام والعروبة والجوار. فكان ان فتحت لهم أبواب "القسم الداخلي" حيث يجدون أنفسهم في بيئة مثالية مقابل اجر زهيد كما قبلتهم في مدارسها بالمجان وقدمت لهم كل مساعدة واولتهم فيضا من رعايتها وحرصت على اشعارهم قولا وعملا بأنهم ليسوا غرباء.

    هذا امر يا مولاي يدعم مركز البحرين بين البلاد المجاورة ويرفع من قدرها الثقافي ويطلق الالسنة بالدعاء لكم والثناء عليكم وعظمتكم بهما جدير.

     

    اعداد المعلمين:

    المعلم وسيلة المدرسة الفعالة التي تحقق أهدافها وتؤدى رسالتها ولذلك ينبغي ان يولى كل اهتمام ويلقى كل عناية وان يختار بحيث يستطيع ان يلعب دوره كاملا على مسرح المدرسة وان ينهض بعبئه على خير الوجوه.

    وهذه ناحية لم تغب عن بال مديرية المعارف ولكن الزيادة المطردة في اقبال النشء على التعليم وما يتبع ذلك من زيادة في عدد المدارس والصفوف والتلاميذ – جعلت مديرية المعارف تبنى سياستها إزاء المعلمين على ثلاثة أسس هي:

    • استدعاء مدرسين من خارج البلاد.
    • رفع مستوى المدرسين الموجودين الآن علميا وتربويا.
    • اعداد معلمين وطنيين في الداخل والخارج.
    • اما فيما يتعلق باستدعاء المدرسين من الخارج فقد اتجهت مديرية المعارف الى الاستفادة من أبناء الدول العربية الشقيقة كمصر وسوريا ولبنان وفلسطين ومن أبناء الدول الصديقة كانجلترا والهند.

    ولقد ساهم هؤلاء جميعا بقسط وافر في النهضة التعليمية بالبحرين واظهروا من الجد في عملهم والإخلاص لرسالتهم ما يسجل لهم جزيل الشكر وجميل التقدير.

    • واما فيما يتعلق برفع مستوى المعلمين الوطنيين فقد توصلت مديرية المعارف اليه بعدة وسائل فعالة منها ما يلي:
    • نظمت لهم دراسات مسائية تسمى "الدراسات التكميلية" ابتدائية وثانوية ومدة الدراسة في كل من الشعبتين سنتان. ويمنح الناجح في نهاية كل شعبة شهادة يترتب عليها حصوله على زيادة في الراتب الشهري وينظر اليها بعين الاعتبار عند الترقيات للمراكز المختلفة.
    • ترسل منهم بعثات صيفية الى البلاد العربية للاستزادة من العلم والتربية والخبرة.

    جـ - ترتب لهم حلقات دراسية سنوية في اللغات والتربية وهكذا تعمل المعارف على رفع مستوى المعلمين الوطنيين ماديا وادبيا وتشعرهم دائما بانهم موضع العناية والتقدير حتى يؤدوا رسالتهم ويقوموا بواجبهم احسن أداء وخير قيام.

    • واما فيما يتعلق باعداد معلمين وطنيين فقد عمدت مديرية المعارف الى اتخاذ تدبيرين: أولهما انشاء "القسم الخاص" بالمدرسة الثانوية وقد سبق الحديث عنه تحت عنوان "الأنظمة التعليمية الحاضرة" وقد أنشئ هذا القسم سنة 1947. وقد تخرج فيه عدة دفعات وبلغ عدد المتخرجين فيه حتى الآن (55) طالبا. وهم يقومون بدورهم في مدارس المعارف خير قيام. وثانيهما ارسال البعثات العلمية للتخصص في فروع العلم المختلفة وقد سبقت الإشارة الى ذلك. وفي المدرسة الثانوية اثنان من مبعوثي المعارف المتخرجين في جامعة بيروت يعملان مدرسين بها.

    ورغم الجهود التي بذلت فانه لم تظهر حتى الآن بوادر تدل على حل مشكلة المعلمين في البحرين: فاقبال الشعب على التعليم يتزايد باطراد ويقابله زيادة ضرورية في فتح المدارس الجديدة وزيادة عدد الصفوف في المدارس الأخرى وبالتالي تحدث الزيادة في عدد المعلمين.

    ولذلك تتجه سياسة مديرية المعارف في المستقبل (ان شاء الله) الى فتح معهد لتخريج المعلمين على احدى صورتين أو كلتيهما:

    • معهد معلمين عام يقوم مقام القسم الخاص بالمدرسة الثانوية فيدخله الطالب المنقول من الصف الثاني الثانوي وتكون مدة الدراسة به سنتين ويجوز ان يلحق بالثانوية كفرعيها العام والتجاري فتكون الدراسة به نهارية. كما يجوز ان يكون مستقلا عنها. والدراسة في هذا المعهد أو هذا الفرع بالثانوية عامة كما يدل عليها اسمه فلا تخصص فيها وان كان التخصص ضروريا في حالة عدم انشاء المعهد الخاص التالي.
    • معهد معلمين خاص يلتحق به المتخرج في الثانوية وخصوصا قسم المعلمين بها ويمتاز هذا المعهد عن سابقه بانه ارفع منه مستوى وانه سيراعى فيه مبدأ التخصص في مجموعات متقاربة من المواد وهذا التخصص يتيح للطلاب فرصة الاجادة والتحصيل في المواد والتربية بصفة خاصة والعملية منها بصفة اخص. وبهذا يمكن سد العجز الحاضر في مدرسي المواد بالنسبة للصفين النهائيين بالمرحلة الابتدائية بل ويمكن ان يرقى خريج هذا المعهد بعد قضاء فترة مناسبة في التعليم الابتدائي وحصوله على تقارير ممتازة – الى التعليم الثانوي للتدريس في الصفوف الأولى منه حيث ان التعليم الثانوي يسير في طريق التوسع المطرد السريع.

    ومدة الدراسة في هذا المعهد سنتان ويحتاج طلابه الى اعانة مالية تشجيعا لهم على الالتحاق به ومواصلة الدراسة فيه على ان يوقعوا تعهدات – كالمعتاد – بالعمل في مديرية المعارف مدة معقولة.

    وسوف يكون لهذا المعهد ما يناسبه من المناهج والنظم التي تكفل تحقيق الغرض منه بصورة مرضية.

    وبهذا يمكن الاستغناء عن المدرسين (من غير البحرين) تدريجيا في خلال فترة معقولة.

     

    المكتبات العامة والمدرسية:

    الكتب رسل المعرفة وسفراء الثقافة ولذلك اوصت مديرية المعارف على اقتنائها لا لتحفظها في أعماق الخزائن وانما لتقدمها الى راغبي الاطلاع والمعرفة وعشاق العلم والثقافة. ومن اول ما عنيت به في هذا الشأن امداد المدارس والقسم الداخلي بالكتب المختلفة ولازالت تعمل على المزيد.

    وبما ان رسالة مديرية المعارف – شأن مثيلاتها في كل الأمم – ليست قاصرة على التلاميذ بل تمتد الى أبناء الشعب على اختلاف طبقاتهم تزودهم بالمعرفة وتمدهم بالثقافة – فقد عنيت ايما عناية بأمر "المكتبة العامة" التي تتبع مديرية المعارف وفتحت اعينها في كل مكان تنبع منه الثقافة لتختار الكتب القيمة النافعة في شتى العلوم والآداب والفنون مترصدة لكل جديد ومفيد في عالم الكتب ليكون بين ايدى القراء في البحرين. ومكتبة المعارف الحالية رغم ضيق رقعتها منظمة وتضم ما لا يقل عن (5000) من الكتب قديمها وحديثها شرقيها وغربيها ولذلك فانه يؤمها عدد كبير من افراد الشعب ولا سيما المدرسون والطلاب والمعنيون بهذا الأمر. وقد راعت وقت القراء فجعلته مساء حتى تتيح الفرصة لكل راغب في القراءة.

     

    غير ان مديرية المعارف يا مولاي – ترجو امرين:

    • ان توفق قريبا في بناء مكتبة عامة متسعة منسقة تصلح لتقبل المزيد من الكتب والقراء على السواء. ويمكن تنسيقها الى اقسام مختلفة كمثيلاتها في البلاد الأخرى.

    والمكتبة الحالية ليست ضيقة الرقعة فحسب وانما قديمة البناء أيضا. ولقد سبق ان قدمت اقتراحا للحكومة بهذا المعنى منذ ست سنوات فعسى ان يكون قد آن الأوان – بفضل رعايتكم – لتحقيقه.

    • ان تعمم فكرة المكتبات العامة في ارجاء البحرين من مدن وقرى كفروع للمكتبة الام في عاصمة البلاد حتى تعم الفائدة وتنتشر الثقافة.

     

    المباني المدرسية:

    قبل ثماني سنوات كان ما لدى مديرية المعارف من المباني القديمة – على قلته وافيا بحاجاتها وكانت تلك المباني اماملكا للحكومة واما مستأجرة وأخيرا امام موجة الاقبال على التعليم لم تتمكن هذه المباني من ان تستوعب كل المتقدمين فضلا عن القدامى.

    لذلك وضعت مديرية المعارف خطة عمرانية شاملة لتوفير المباني الصالحة لهذا الغرض وتتلخص هذه الخطة فيما يلي:

    • شراء الدور الصالحة وإدخال التعديلات عليها حتى تصير كاملة.
    • استئجار بعض البيوت الكبيرة وتحويلها الى مدارس.
    • بناء مدارس جديدة تتوفر فيها جميع الميزات التي ينبغي توفرها في المدرسة الحديثة ولا سيما الأمور الصحية. واهم ما تم من هذه الناحية: المدرسة الثانوية وبيت الطلبة "القسم الداخلي" وتحضيرية المحرق الشمالية وتحضيرية القضيبية.
    • الاتفاق مع شركة نفط البحرين على بناء بعض المدارس القروية وقد تم ذلك في كرزكان وتوبلي والمعامير وسند كما سلمت الشركة للمعارف مدرستها الخاصة بالزلاق.
    • بناء حجرات جديدة بالمدارس الحالية كلما دعت الحاجة الى ذلك.

    والمأمول – يا مولاي – من مديرية الاشغال الموكل اليها امر البناء ان تسير بهذا البرنامج الحيوي الضروري للبلاد قدما نحو الكمال.

    والى جانب اهتمام مديرية المعارف بالمباني المدرسية كان اهتمامها بتدبير المساكن للمدرسين الأجانب وتزويدها بالاثاث الضروري ضمانا لراحتهم في بلادنا ولكي يتفرغوا للعمل الموكل اليهم ويقوموا به خير قيام.

     

    التنظيم الإداري:

    حينما كانت اعمال إدارة المعارف قليلة نتيجة لقلة المدارس والتلاميذ وما يترتب على ذلك من أمور كثيرة – كانت إدارة المعارف مكونة من عدد قليل من الموظفين. ولكن حينما تم التوسع الكبير المناسب في المدارس وتطبيق النظم التعليمية الحديثة المتبعة في البلاد الأخرى مع مراعاة ظروف البيئة – استلزم ذلك التوسع في عدد واعمال الموظفين بإدارة المعارف المركزية حتى يمكن ضبط الأمور وتنظيم العمل وتحديد المسئولية. ولذلك فقد أصبحت مديرية المعارف مكونة من عدة إدارات لكل إدارة شئونها الخاصة التي تمارسها تحت اشرافنا وبتوجيهنا حسب ما تمليه المصلحة العامة وما يستوجبه العمل الضروري. وها هي ذي الإدارات المختلفة:

    • إدارة السكرتارية الفنية السرية. وتقوم بحفظ الملفات والبيانات والإحصاءات واعداد النشرات والتقارير السرية والمساعدة في اعمال الامتحانات العامة.
    • إدارة التفتيش. وتقوم بالاشراف على تطبيق النظم والمناهج والكتب واعداد بعض التقارير ومباشرة التحقيقات في الأمور الفنية والإدارية والشخصية الخاصة بالمدارس الابتدائية وتوجيه المدرسين عمليا ومهنيا وإدارة قسم الدراسات التكميلية وإنجاز أمور الامتحانات العامة وابداء الرأي في الأمور الفنية الخاصة بعمل المفتشين. ويقوم بهذا العمل ثلاثة مفتشين بإدارة احدهم.
    • مراقبة التربية البدنية. وتقوم بالاشراف على شئون التربية البدنية في المدارس واعداد المباريات الدورية بين المدارس وبين المدارس والفرق المختلفة. كما تشرف على شئون الكشافة وإقامة المخيمات والملاعب المدرسية ونحو ذلك.
    • إدارة المستخدمين. وتقوم بجميع اعمال الحسابات الخاصة بالمديرية وشئون المرتبات وتسجيل وتوزيع النشرات الصادرة ووسائل البريد والمكاتبات الواردة وطبع النشرات العامة والخاصة (ما عدا السرية).
    • إدارة المخازن. وتقوم بالاشراف على الكتب والأدوات والقرطاسية واحتياجات المدارس من اثاث ونحوه ومساكن الأساتذة المنتدبين من الخارج واثاثها والمباني المدرسية.
    • إدارة السيارات. وتقوم بالاشراف على إدارة سيارات المعارف ليتمكن كل موظف في الدائرة من أداء عمله وتنظيم حركات السيارات في الاعمال الرسمية.
    • إدارة المكتبة العامة. وتقوم بالاشراف على مكتبة المعارف العامة ومراقبة الكتب الحديثة والقديمة النافعة لاقتنائها وكذا الصحف والمجلات وما الى ذلك.

     

    الشهادات الدراسية:

    جريا على سنة التنظيم استحدثت شهادات تعطى في نهاية المراحل الدراسية المختلفة ويبين ذلك الإحصاء التالي:

    الرقم

    اسم الشهادة

    سنة الإنشاء

    عدد الدفعات

    عدد الخريجين

    1

    شهادة إتمام الدراسة الابتدائية

    1945

    10

    713

    2

    شهادة إتمام الدراسة الثانوية

    1948

    7

    117

    3

    شهادة قسم المعلمين

    1949

    6

    55

    4

    شهادة الدراسة التكميلية الابتدائية

    1952

    2

    15

    5

    شهادة إتمام الدراسة الثانوية

    1953

    2

    12

     

    بيت الطلبة:

    من خير المشاريع التي اولتها المعارف فائق العناية بيت الطلبة أو القسم الداخلي وهو يقع بعاصمة البلاد في حي القضيبية بجوار الثانوية وعلى مقربة من قصر عظمتكم العامر كرمز لعطفكم ورعايتكم فضلا عن هدوء المكان وحسن موقعه. وهو يحتوي على غرف سكنية تفي بالغرض منها على أحسن وجه. وقد راعت المعارف فيه ان يكون بمثابة بيئة صالحة لطلاب يعدون لمستقبل سعيد وحياة أفضل. ولذلك اعد محتويا على كل ما يوفر الراحة والانتفاع بوقت الطالب من قاعة للمحاضرات ونحوها ومكتبة مناسبة ومسجد واسع وملاعب مختلفة ومرافق تامة. ويخضع هذا البيت لاشراف دقيق يكفل وفاءه بالاغراض التربوية السابقة التي أنشئ من اجلها ولا تدخر المعارف وسعا في امداده بكل وسائل الصلاحية والازدهار محققة بذلك ارشاداتكم السامية وتوجيهاتكم السديدة.

    والبيت يضم الآن حوالي مائة طالب من تلاميذ الثانوية والصناعة والصفوف العليا بمدرستي المنامة الابتدائيتين الشرقية والغربية ومعظمهم من أبناء القرى أو المدن النائية عن مدارس التلاميذ. ويقيم تسعون من هؤلاء التلاميذ فيه بالمجان وعشرة يدفعون مصاريف نظير اقامتهم وهي مصاريف ضئيلة بالنسبة لما يقدم لهم من خدمات ممتازة والذين يدفعون المصاريف اما من أبناء البلاد العربية الشقيقة المجاورة واما من أبناء الموسرين في هذا البلد الكريم.

    ولم تقف رسالة هذا البيت عند حد إقامة بعض التلاميذ وانما أصبح رمزا دائما لفضل عظمتكم وحكومتكم الرشيدة بحيث نطلع عليه كبار الزائرين ورؤوسنا مرفوعة. كما تقام فيه المؤتمرات التربوية وبعض الاحتفالات الهامة ويستقبل بكرم وحفاوة ضيوف المعارف من رجال التربية والتعليم ممن يعملون في البحرين وغيرها من البلاد الشقيقة والصديقة ويستغل في العمال الامتحانات العامة وعرض الأفلام السينمائية الثقافية وإقامة المباريات الرياضية وما الى ذلك.

    وهكذا أصبح هذا البيت ضرورة في البحرين ومفخرة لها وعملا رائعا من اعمال عظمتكم وحكومتكم الرشيدة الموفقة.

     

    الميزانية:

    اقصد بذلك ميزانية المعارف أي حصتها من المال. والمال دائما – يا مولاي – حسب الحياة والإدارة والانشاء والتجديد والتدعيم.

    واما الرسالة التي تقوم بها مديرية المعارف والنواحي المتعددة التي تنهض بها – كان لا بد لها من مال. ومما يستحق التقدير والتسجيل ان حكومة البحرين في عهدكم الزاهر المديد قابلت طلبات المعارف بالرعاية حتى تضاعفت ميزانية المعارف عدة مرات في السنوات الأخيرة كما يدل على ذلك الإحصاء التالي:

    السنة المالية

    عدد التلاميذ والتلميذات

    الميزانية العامة للتعليم (دون المباني المستحدثة)

    الملاحظات

    1928

    620

    30.000

     

    1938

    1917

    64.000

     

    1943

    2253

    243.000

     

    1948

    2673

    752.000

     

    1952

    6950

    2.821.000

     

    1953

    7600

    3.578.000

     

    1954/55

    9100

    4.500.000

    تقريبا

     

    ولكن المشروعات التعليمية الحديثة والزيادة المطردة في احصائيات المعارف وتفريع التعليم الذي اشرت اليه في آخر هذا البحث – أمور تحتاج الى مبالغ كبيرة أخرى ترصد في ميزانية المعارف. والامل عظيم في انكم ستمدون الى التعليم يدكم الكريمة حتى لا تخبو هذه الشعلة المتقدة ولكن لتقوى وتشتد وينبعث منها النور الوهاج هدى ورحمة للجميع بفضل عظمتكم العميم.

    وقد كان المؤمل في اغنياء البلاد – كأمثالهم في الدول الأخرى – ان يساهموا ببعض ما آتاهم الله من خير هذا البلد الأمين – في المشروعات التعليمية الكبرى.. كما كانوا اول ما بدأ هذا المشروع واسست اول مدرسة بالبلاد. ولكن تشبعت النفوس بالاعتماد على الحكومة في عمل كل شيء وتنفيذ كل مشروع. وكأن الحكومة تغترف ميزانيتها من البحر أو تنحتها من الجبل.. فمتى تستيقظ الضمائر وتنتفض العقول وتتحرك القلوب ليساهم كل على قدر طاقته في بناء صرح هذا الوطن العزيز على أسس من الدين والعلم والأخلاق.

     

    بعض الاتجاهات الحديثة المقترحة

     

    يا صاحب العظمة:

    اشعر ان من واجبي في هذا المقام ان ابسط بين يديكم ما أراه مكملا لما بدأت ومتمما لما عملت حتى يكمل النفع وتتم الفائد. والله يعلم اني اخلص النصح واصدق القول واصارح عظمتكم بالحقائق وان كانت مرة في بعض الأحيان.

    الى جانب ما سبق ان بينت ووضحت من سرد التطور في معارف البحرين مقارنا بين ما كان في عهديها ومفصلا الكثير من الآراء والاقتراحات وما اراه علاجا مناسبا لكل حالة وكل مرحلة. الى جانب هذا كله اعرض على عظمتكم بعض الاتجاهات الحديثة الخاصة بمستقبل التعليم في بلادنا العزيزة. وارجو ان أكون قد وفقت في عرضها وان اوفق أو يوفق من قد يجئ بعدى يوما ما في مباشرة تنفيذها بفضل عطفكم ورعايتكم وحسن ادراككم للأمور وتشجيعكم للعاملين "ان الله لا يضيع اجر من أحسن عملا".

     

    أولا: تعليم البنات:

    اشعر يا مولاي بشيء من القلق حينما أتكلم عن تعليم البنين دون تعليم البنات. وهذا وضع شاذ في بابه كأن ابناؤنا يعيشون في قطر وبناتنا يعشن في قطر آخر. وهل ابناؤنا وبناتنا الا آباء الغد وامهاته ومنهما الذرية الصالحة والمواطنون الفضلاء؟ اليس ابناؤنا وبناتنا يعيشون في بيئة واحدة؟ أو ليست الصلة بين التلميذ أو التلميذة والبيئة جد وثيقة؟

    واذا كان ذلك صحيحا فالواجب يقضي ان تقوم برامج تعليم البنين والبنات بصفة عامة على أسس من الدراسة المستفيضة لمرحلة الطفولة وصفاتها الجسمية والعقلية والنفسية وكيف يعتنى بهذه النواحي جميعا.

    يجب ان تعد البنت لرسالتها في الحياة كعضو في المجتمع وكأم فاضلة تعرف كيف تساعد المدرسة في رسالتها فتربى أولادها تربية حسنة. وكزوجة فاضلة تعرف كيف تساعد زوجها على تحمل أعباء الحياة. يجب ان تعد بنت اليوم (وام الغد) اعدادا مثاليا قوامه الدين الحنيف والعلم الصحيح والتجربة النافعة والتربية السليمة.

    ان مراحل التعليم عند البنين والبنات واحدة وكل يريد ان يؤدى واجبه التربوي على الوجه السليم. واذا كنا محتاجين دائما الى مسايرة النظم الجديدة والاتجاهات الحديثة لا في البلاد العربية فحسب وانما في الأمم الأخرى كذلك – فنحن اشد حاجة الى ان يسير تعليم البنين وتعليم البنات في البحرين في اتجاه واحد نحو غاية واحدة هي خدمة الوطن العزيز وتكوين المواطنين الفضلاء على أسس من العلم والتجربة والخبرة والتعاون.

    وعلى ضوء هذا كله جندت المساعي في السنوات الأخيرة من قبل مديرة تعليم البنات ومن قبلي لتوحيد التعليمين من حيث الخطط والبرامج والاتجاهات الى أوسع مدى مستطاع رهن الوضع الحالي لتسير السفينة الى بر الأمان!!!

    ولا شك انه اذا وجد الإخلاص وتكاتفت الجهود وتعاون الجميع اذا حدث هذا كله لا بد وان نصل الى نتائج مرضية في اقرب الأوقات بحوله تعالى!!

     

    ثانيا: التعليم الصناعي:

    شأنه في ذلك شأن المراحل الأخرى من التعليم فلا الحكمة ولا التربية الحديثة تؤيد أو تجيز الفصل بين التعليمين النظري والعملي. ان رجال التعليم عندما يتباحثون في شئون التعليم لا يفرقون بين تلميذ في مدرسة عامة وآخر في مدرسة خاصة كالصناعة. وكلاهما تلميذ من واجب المشرفين على التعليم ان يعنوا به ويفكروا لمصلحته ويعملوا على رفع مستواه.

    ان هناك مرحلة عامة يجب ان يمر عليها كل تلميذ وحين يراد الاتجاه الى ناحية خاصة من التعليم يجب ان يكون ذلك وفق القواعد التربوية من حيث مراعاة الأساس التعليمي العام وميل التلميذ واستعداده وحاجة البيئة وتوفر الإمكانيات.

    ان مدرسة الصناعة تقبل تلاميذها من بين التلاميذ المنقولين الى الصف الرابع الابتدائي وهو امر لا يجيزه مستوى التلميذ العلمي ولا سنة المبكرة التي لا تظهر فيها ميوله واستعداداته.

    ثم ان فروع التعليم بها تحتاج للمزيد ولا سيما بعض الصناعات الضرورية كصناعة النسيج واعمال الكهرباء وغيرها مما تحتمه أو تدعو اليه حاجة البيئة وحالتها.

    لهذا اقترح ان يتدرج التعليم الصناعي تحت الاشراف العام لتعليم البحرين كفرع نم فروع المرحلة الثانوية حتى يشعر الخريجون بأنهم يسيرون في طريق واحد رئيسي – مهما تعددت فروعه نحو هدف واحد وغاية واحدة هي خدمة الوطن العزيز في ظل عظمتكم الظليل.

     

    ثالثا: التعليم الأهلي والأجنبي:

    يبلغ عدد مدارس هذين التعليمين نحو اثنتي عشرة مدرسة وعدد تلاميذها نحو ألف وخمسمائة تلميذ.

    والمدارس الاهلية هي التي تؤسس وتدار أو تستمد ماليتها من البحرينيين اما المدارس الأجنبية فهي التي تؤسس وتدار أو تستمد ماليتها من الأجانب بصفة عامة وقد يشترك معهم بعض اهل البحرين.

    هذان النوعان من المدارس يا مولاي ليسا خاضعين لاشراف معارف البحرين ولا تعرف عنهما شيئا.

    ان هذه المدارس تقوم بتعليم أبناء القاطنين في البحرين من الأجانب وفريق من أبناء اهل البحرين.

    وقد وضعت نظم المعارف وبرامجها وخططها وأهدافها بحيث تحقق مصلحة الوطن على ضوء عاداتنا الصالحة وتقاليدنا المجيدة والاتجاهات التربوية الحديثة المتبعة في شقيقاتنا الدول العربية وغيرها من البلاد المتحضرة. فهل تسير هذه المدارس على هذا الضوء؟ نحن لا ندرى واغلب الظن ان الجواب بالنفي.

     

    لذلك كله تأمل مديرية المعارف:

    • ان يسمح لها بالاشراف المباشر على هذه المدارس كي تصحح الأوضاع وتضمن حسن سير العمل بها في طريق المصلحة العامة.
    • ان تدرس اللغة العربية في هذه المدارس كمادة أساسية لانها لغة البلاد القومية والرسمية وحاملة ثقافتها الخاصة وكذلك تاريخ البلاد وجغرافيتها بحقائقها الصحيحة.
    • ان يدرس الدين الإسلامي في هذه المدارس لابناء المسلمين لانه دينهم الموروث ودين قومهم وحكومتهم. وينبغي الا تستغل هذه المدارس في غرس عقائد وعادات الأديان الأخرى في نفوس التلاميذ لافساد فطرتهم التي فطرهم الله عليها "صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة" فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
    • ان تنظم الدراسة بها على غرار نظم المعارف حتى يمكن اعتماد شهاداتها الدراسية.

     

    رابعا: تفريع التعليم:

    إذا نظرنا الى المستقبل وجدنا ان الزيادة في التعليم مطردة كسنة من سنن الحياة وقانون من قوانين التطور. لذلك رسمنا خطة جديدة في التعليم على ضوء الحقيقة السالفة الذكر تسمى "تفريع التعليم" وبذلك نكون قد اتخذنا أساسا عمليا لرسم سياسة تعليمية ثابتة في السنوات القادمة. ضمانا للاستقرار وبعدا عن الارتجال وصونا للمصلحة العامة.

    مستقبل التعليم في البحرين لا يستقيم الا بتوطيد الصلة بين التعليم والحياة العملية التي هي صورة من واقع البيئة. وهذه الصلة تحتم تنويع التعليم وتفريعه بحيث لا يفيد المتعلمون في ناحية واحدة من نواحي الحياة أو ينصبون في قالب واحد. وانما بحيث يمكن ان يفيد كل في الناحية التي وجه لها وتخصص فيها. وهذا التفريع قائم كما اسلفنا على أساس حالة البلاد وحاجتها وهو – كما نوصي باتباعه – على النظام التالي:

    • المرحلة التحضيرية كما هي الآن في القرى والمدن وتبقى على ما هي عليه من حيث سن القبول ومدة الدراسة والمنهج المعمول به مع مراعاة الاتجاهات الحديثة في شأن هذه المرحلة.
    • المرحلة الابتدائية وهي التي تلي المرحلة السابقة وهي على نوعين:
    • المرحلة الابتدائية العامة في المدن وتظل كما هي الآن.
    • المرحلة الابتدائية المهنية في القرى ولا تختلف عن سابقتها الا في التقليل من المنهج النظري واضافة بعض الدراسات المهنية صناعية أو زراعية أو هما معا – حسب البيئة: ساحلية أو زراعية أو صناعية بحيث يمكن استغلال ظروف البيئة وامكانياتها في هذه الدراسة والغرض من هذا التعليم أمور:

    أولا: إعطاء أبناء القرى فرصة الدراسة التي تضمن النفع السريع لهم ولذويهم فيزداد الدخل ويرتفع مستوى المعيشة.

    ثانيا: استغلال موارد الثروة في البلاد وبصورة نافعة.

    ثالثا: تكوين جيل جديد يجيد العمل ويحبه.

    رابعا: تلافى تضخم التعليم العام أي التعليم النظري وما يترتب على ذلك من اضرار تشكو منها بلاد كثيرة لم تلتفت لهذه الناحية الا بعد فوات الاوان.

    خامسا: تمكين المتفوق في هذه الدراسة من مواصلة دراسته بالمرحلة التالية – في الفروع المهنية من التعليم الثانوي.

     

    • المرحلة الثانوية: وتكون على أنواع متعددة ونرى ان ظروف البلاد تدعو الى ان تشتمل على:
    • التعليم الثانوي العام: وقد اسلفنا القول في اغراضه عند الحديث عن المرحلة الثانوية. وهذا النوع موجود الآن.
    • التعليم الثانوي التجاري: وهذا النوع موجود الآن.

    جـ- التعليم الثانوي الصناعي: وتصلح مدرسة الصناعة لتكون نواة هذا النوع من التعليم على ضوء ما ذكرنا في بابها الخاص.

    د- التعليم الثانوي الزراعي: وهذا النوع غير موجود ويحتاج الى مدرسة خاصة في بيئة زراعية كالبديع. ولهذه الدراسة أهميتها وقيمتها ونتائجها الطيبة.

    هـ- التعليم الثانوي للمعلمين: ويحل محل القسم الخاص كما اشرنا الى ذلك على ان يكون دراسة نهارية كاملة علمية تربوية.

    و- التعليم الديني: إلى جانب الشعب المختلفة التي تمثل المرحلة الثانوية ينبغي ان تنشأ شعبة لا تقل أهمية عن بقية الشعب ان لم تزد عليها وهي الشعبة الخاصة بالتعليم الديني الإسلامي. ولا غنى لنا البتة عن هذا التعليم الذي كان لنا في شأن يذكر من قبل والإسلام ليس ديننا الحنيف فحسب وانما هو جزء لا يتجزأ من قوميتنا العربية التي نزل كتاب الإسلام وهو القرآن الكريم بلغتها السامية وقامت بعبء كبير في حمل رايته والجهاد في سبيله ونشره بين ارجاء المعمورة.

    ان ابناءنا في حاجة ماسة الى المزيد من التعليم الديني والتعمق في دراسته وليس بكاف هذه البعثات الدينية التي تتفضلون عظمتكم بشمولها بعطفكم ورعايتكم وان دعت الحاجة الملحة الى دوامها وتدعيمها والاكثار منها.

    ان معلم الدين ينبغي ان يكون على حظ وافر من الثقافة الدينية ذات الدراسات المنهجية المستفيضة حتى يستطيع ان يقوم بعمله في تعليم البنين أمور دينهم كما ينبغي. وان بعض الذين يقومون بهذا العمل في مدارسنا اليوم لديهم معلومات لا بأس بها غير انها تحتاج الى الصقل وادراك الطريقة الحسنة التي يعرضون بها دراستهم على تلاميذهم لكي يقبل الاخيرون على هذه الدراسة وينتفعوا بها ويستفيدوا منها.

    لهذا أرى يا صاحب العظمة ان تنشأ شعبة للتعليم الديني في المدرسة الثانوية مستقلة تمام الاستقلال أو بعضه أو مندمجة في قسم المعلمين المقترح إنشاؤه.

    ولا شك انكم تباركون هذه الخطوة لانكم اول الداعين لها المشجعين عليها وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. هذا بالنسبة لتعليم البنين. اما تعليم البنات فيمكن ان يتفرع الى الفروع الآتية:

    • تعليم ثانوي عام كما هو معلوم.
    • تعليم ثانوي نسوى أي يعنى بالدراسات الخاصة كالتدبير المنزلي وتربية الطفل والتمريض الى جانب الدراسات العامة الأخرى.

    جـ- تعليم ثانوي صحي يخرج فتيات ملمات بالشئون الصحية الضرورية ويصلحن كممرضات أو زائرات صحيات في المستشفيات والمستوصفات والمدارس أو مولدات ماهرات.

    د- تعليم ثانوي للمعلمات على غرار تعليم البنين للمعلمين.

    • المرحلة الخاصة وهي التي تتقبل المتخرجين في أي فرع من فروع التعليم الثانوي للبنين أو البنات (كل في معهد خاص). ويطلق على مدرسة هذه المرحلة معهد المعلمين الخاص أو معهد المعلمات الخاص ومدة الدراسة فيها سنتان وقد سبق الحديث عن ذلك عند ذكر اعداد المعلمين.
    • وهو في الخارج للمتفوقين من خريجي التعليم الثانوي في أي فرع من فروعه ولا سيما العام للبنين أو البنات على السواء. وقد سبق الحديث عن هذا التعليم تحت عنوان "البعثات العلمية".

     

    وفيما يلي شجرة التعليم في البحرين مستقبلا على أساس هذا التفريع:

     

    تعليم الكبار:

    لا شك ان المعارف قد بذلت ولا تزال تبذل ما في وسعها من إمكانيات لتحقق للنشء فرص التعليم كاملة متوخية ان يصبحوا فيما بعد مواطنين صالحين وأعضاء عاملين.

    غير ان كثيرا من أبناء البلاد قد فاتت عليهم فرصة التعليم فمنهم من لم ينل حظا منه البتة ومنهم من قطع فيه مرحلة لم يستطع بعدها ان يواصل السير فيه لظروف عائلية أو اقتصادية أو شخصية. وبما ان المعارف في أي بلد ليس عملها فحسب ان تعنى بالصغار وحدهم وانما من عملها العناية بالكبار أيضا ولذا فمن حق هؤلاء ان يتدارك امرهم قبل فوات الأوان وان ينالوا حظا من التعليم والثقافة على قدر ما تسمح الظروف العامة والخاصة وعلى ضوء التجارب التي قامت بها الدول والأمم التي قامت بهذا العمل نحو تعليم وتثقيف هذا الصنف من أبنائها. قد تكون هذه الدراسات محو امية وقد تكون ثقافية عامة على نظام الجامعات الشعبية المتبع في بعض البلاد العربية وهي ذات شعب مختلفة مناسبة لاحوال الناس وضرورات حياتهم وبيئاتهم وقد تكون مهنية كذلك.

    وفضلا عن ذلك يعد هؤلاء جميعا لينصهروا في بوتقة الوطن ويعدوا اعدادا إيجابيا قويما يؤهلهم لخدمة وطنهم ونفع أنفسهم ورفع مستواهم المادي والادبي.

    وبهذا يكون شعبكم كله يا صاحب العظمة موحد الغاية مسدد الخطى موفق السعي متكافئ الفرص. والله لا يضيع اجر العاملين.

     

    (الختام)

    يا صاحب العظمة

    لئن كانت مديرية المعارف متجهة الى العمل والبناء فقد اكتسبت اتجاهها من عامل كثيرة: اكتسبت بعض هذه العوامل من سديد رأى حاكم البلاد المفدى ومساندة حكومته الرشيدة وبعضها من ايمانها برسالتها وادراكها لواجبها نحو الوطن العزيز. وبعضها من وحي ديننا القويم الذي يدين به القابضون على مقدرات امورها. وبعضها من عبر الماضي ودراسة الحاضر وامل المستقبل. وبعضها من خبرات العاملين في هذا الميدان على مختلف درجاتهم وكفاءاتهم وشتى أنواع خبراتهم وتجاربهم. وبذلك أصبحت المعارف شعلة لا تريد لجذوتها ان تخبو بل نأمل ان تزداد باذن الله وفضلكم اشتعالا يضئ لما حوله الطريق القويم ويهدينا جميعا سواء السبيل.

     

    يا صحب العظمة:

    ان آمال هذا الشعب في التعليم امانة لا يسعدني حملها بل انه ليسعدني اداؤها. ويوم استطيع ان احمل هذه وأؤديها على الصورة التي اعلم ان حاكم البلاد المفدى وأبناء وطني المنصفين – يرضونها – يومئذ استطيع ان اشعر بسعادة تحقيق الامل والوصول الى الغاية التي لن نبلغها بجهود فرد ولا افراد بل بجهود الامة جميعها. فحين تتحد الجهود وتتجه القلوب وجهة واحدة بصدق وعزم وإخلاص وامانة لا يحول بيننا وبين اهدافنا هذه حائل (ان شاء الله سبحانه) وهو حسبنا ونعم الوكيل.

    وتفضلوا عظمتكم بقبول اسمى آيات الولاء وارفع دلائل الإخلاص.

     

    المخلص المطيع

    أحمد العمران

    (مدير معارف البحرين)

     

    البحرين في 25 مارس 1955

    2 شعبان 1374

     

     

     

    مديرية معارف البحرين

    25 مارس 1955

    البحرين (الخليج العربي)

    طبع في مطابع النجاح - البحرين


    اطبع الصفحة حفظ الصفحة

جميع الحقوق محفوظة لدى شركة دار الوسط للنشر والتوزيع © تصميم وتطوير قسم تقنية المعلومات
Al-Wasat Newspaper, P.O. Box 31110, Manama, Kingdom of Bahrain. Tel: +973 17596999 - Fax: +973 17596900