-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
مقتطفات من تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية في الاجتماع الأهلي المفتوح الذي عقدته في البحرين في 3 ديسمبر 2010
مقتطفات من تصريحات
هيلاري رودام كلينتون
وزيرة الخارجية الأميركية
المتحف الوطني
المنامة، البحرين
3 كانون الأول/ديسمبر 2010
مقابلة عامة مفتوحة يستضيفها تلفزيون البحرين
منسق الحوار رقم 1: السيدة الوزيرة. أهلا بك في البحرين. إنه لشرف لنا أن تكوني معنا هنا.
الوزيرة كلينتون: شكراً لكم، وشكراً على استضافتكم هذا الحدث الرائع وشكراً لكم جميعاً على وجودكم هنا في المتحف لهذه المناقشة. أتطلع بترقب لهذه المناقشة. وأعتقد أن – وقد تعرفون أنها أول زيارة لي لبلدكم ولكني بت أشعر بالفعل بأنني في وطني. لذلك آمل ان يكون لدينا بعد ظهر هذا اليوم حوار صريح وواسع المجال وأنا أتطلع بأمل إليه.
سؤال: (غير مسموع) هل تعتقدين بأن (غير مسموع).
الوزيرة كلينتون: نعم. اني متأثرة جداً بالتقدم الذي حققته البحرين، على جميع الجبهات- اقتصادياً، وسياسياً، واجتماعياً. وهناك رؤية شاملة جداً حول توجه شعب وحكومة البحرين. لقد أجريت مناقشة ممتازة مع صاحب الجلالة الملك. أعرف أنه لا تزال هناك تحديات مثل أي مجتمع آخر. لقد جئت من بلد صنع الكثير من التغييرات عبر مسار وجودنا واستمررنا في توسيع حدود الفرص لتشمل عدداً أكبر وأكبر من الناس. وأعتقد ان الانتخابات التي أجريتموها هنا قبل ستة أسابيع والتي شاركت فيها نسبة عالية من الناخبين بلغت 67 بالمئة، شكلت إشارة قوية بالفعل للتقدم الذي تم إحرازه.
ولذلك يسعدني ان أكون هنا للتحدث حول ما يجري تنفيذه وما الذي لا يزال يتعين تنفيذه، والفرص التي يراها الشباب، لأن الحقيقة ان العمل الذي أقوم به في كل يوم يعود لمصلحة مستقبل الشباب الموجودين هنا بين الجمهور ونوع الحياة التي سوف يعيشونها. لذلك أعجبت بالعمل الذي يجري تنفيذه هنا وأنا أدعمه.
منسق الحوار رقم 1: السيدة الوزيرة، أشعر بفخر عظيم أولاً لرؤيتك، كشخصية قيادية، تقولين هذه الأشياء حول مملكتنا. ولكنك عندما تقارنين البحرين مع باقي دول المنطقة، مع الانتخابات البرلمانية التي أجريناها حديثاً والتي اثنى عليها عدد من الشخصيات العالمية، أسألك كيف ترين ذلك على أنه يساهم- أعرف أنك تطرقت إلى الانتخابات البرلمانية قبل دقيقة، ولكن كيف ترين انها تساهم في عملية نشر الديمقراطية هنا في المملكة؟
الوزيرة كلينتون: حسناً، اعتقد ان الالتزام بالديمقراطية أمر فائق الأهمية وسمعت ذلك من مجموعة واسعة من قادتكم ومواطنيكم. يبدو ان هناك التزاماً قوياً بالديمقراطية ويتمسك بها الناس على نطاق واسع ومن ثم نرى كيف يسير كل بلد على طريق الديمقراطية، لأنها رحلة مستمرة وليست مقصداً نهائياً. فلا زلنا نحن نحسن نظامنا الديمقراطي. وأنا وفيما أنظر إلى العالم من حولي، أرى ان معظم البلدان الديمقراطية لا تزال تعمل على التحسن. وهكذا فإن الالتزام الذي أظهرتموه هو واعد جداً ولكن هناك الكثير من القرارات التي سوف تستمرون في مواجهتها. والمهم هو ان يعمل المجتمع بكامل أفراده سوية لتحقيق التقدم الديمقراطي، وآمل ان هذا هو ما سيحصل خلال السنوات القادمة في البحرين.
.....
سؤال: لدي بالفعل سؤال حول الوضع الراهن الآن. بالتأكيد كانت هناك بعض المسائل بالنسبة لويكيليكس. لا أعني اني أريد أن أثير موضوعاً حساساً جداً، ولكن في حال اتخذت إسرائيل عملاً عسكرياً ضد إيران فكيف تشعرون- كيف ستتفاعل الولايات المتحدة مع هذه الحالة؟ شكراً لك.
الوزيرة كلينتون: حسناً، اعتقد، أولاً وقبل كل شيء، اعتقد ان ذلك لن يُشكِّل مفاجأة لأي كان- إنه ما نسميه أنباء قديمة- ان العديد من البلدان، والعديد من الناس في المنطقة وما ابعد منها قلقون حول إمكانية حصول إيران على أسلحة نووية. اعرف ان هناك مخاوف حيال هذا الأمر هنا في البحرين، وأعرف ان هناك هواجس تجاه ذلك في المملكة العربية السعودية، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي مصر، وفي الأردن وفي إسرائيل. ولكن ذلك يثير الهواجس أيضاً في أوروبا ويثير الهواجس في الولايات المتحدة. انه قلق واسع إلى حد انه دفع بلدانا حول العالم، ومنها الصين وروسيا، إلى دعم فرض عقوبات شديدة ضد إيران في الأمم المتحدة في محاولة لبعث رسالة قوية من المجتمع الدولي بكامله بأن على إيران ان تدرك انها لن تستطيع انتهاك القوانين والالتزامات الدولية، وانه يحق لها، كما يحق لكل بلد آخر، الاستعمال السلمي للطاقة النووية المدنية ولكن ليس لصنع أسلحة نووية.
لذلك نحاول جميعنا ان نبعث برسالة واضحة إلى إيران. ويوم الاثنين وافقت إيران على الحضور إلى جنيف، بسويسرا للاجتماع مع ما يسمى مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائداً ألمانيا. إنها البلدان التي فوضها المجتمع الدولي العمل مع إيران لمحاولة إقناعها بعدم المضي قدماً بتنفيذ برنامج إنتاج الأسلحة النووية، وهذه الدول هي الولايات المتحدة، الصين، روسيا، المملكة المتحدة، فرنسا إضافة إلى ألمانيا والاتحاد الأوربي. لذلك نأمل عندما تأتي إيران إلى الاجتماع في جنيف ان تشارك في المناقشات بصورة جدية للغاية.
وسوف أقول ذلك هذا اليوم، وسوف أقول ذلك هذه الليلة في حوار المنامة وقد قلته سابقاً عبر العالم اجمع- الولايات المتحدة مخلصة في جهودها للانخراط مع إيران. وسيسرنا جداً ان نرى إيران وقد اتخذت موقفاً كقائدة مسؤولة لا ترهب او تهدد أو تخيف جيرانها وغيرهم. لكن يقع الخيار بالفعل على عاتق إيران وسوف نستمر في العمل لمحاولة التوصل إلى القرار الصحيح.
.....
سؤال: مرحباً. أود أن أبدأ كلامي بالقول، اني، قبل كل شيء آخر، وحسب ما أعتقد بموافقة أكثرية أبناء الشعب البحريني، وربما معظم شعوب العالم العربي، نؤيد بشدة الرئيس أوباما ولذلك كنا سعداء جداً عندما رأيناه هناك في البيت الأبيض.
الوزيرة كلينتون: سوف أخبره بذلك.
سؤال: وسؤالي يتعلق بالمسجد، بالجدال، والمسجد القريب من الأرض-
الوزيرة كلينتون: القريب من الأرض صفر، صحيح
سؤال: ما هو موقفك بشأن هذا الموضوع؟ وهل تتوقعين حصول الكثير من الجدال بشأن المسجد؟
كلينتون: حسناً، كنت عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك لمدة ثماني سنوات فهل زار أي منكم- كم عدد الذين زاروا من بينكم مدينة نيويورك؟ أوه، حسناً، حسناً، يجب ان يأتي إليها بقيتكم.
مدينة نيويورك تمثل العالم أجمع. أعني ان الجميع، ومن كل مكان، يعيشون في مدينة نيويورك، ومدينة نيويورك وجدت طريقة لتمكين الناس من الانسجام مع بعضهم البعض، سوية، من العمل سوية، من العيش بجوار بعضهم البعض، وحل خلافاتهم بصورة سلمية. لذلك لم اقلق أبداً بصورة خاصة ان لا تتمكن مدينة نيويورك من اتخاذ ذلك القرار لأن مدينة نيويورك قادرة بالتأكيد على عمل ذلك وعندما تقوم بمثل هذا العمل فإنها سوف تقوم به وفقاً للقوانين والإجراءات التي تتبعها المدينة. لا أعرف ما سوف يكون عليه القرار ولكنها مدينة تعترف بقوة التنوع وتحترمه.
ولذلك فالجدل، في نظري، شيء لن يؤثر بأي شكل كان على القرار النهائي الذي ستتخذه المدينة. واني واثقة بأنه سوف يتم اتخاذ القرار الصحيح وبأن- انها حقيقة ليست معروفة كثيراً، ولكن إذا نظرت إلى خريطة تلك المنطقة من الوسط التجاري لمدينة نيويورك ووضعت علامة تشير إلى كل مسجد كان قريباً مما يعرف بأرض الكارثة- لأنه بالطبع هذا هو المكان الذي هوجمنا فيه وننظر إلى ذلك الأمر بصورة شخصية وجدية جداً- هناك عدد من المساجد موجودة بالفعل في تلك المنطقة.
إذاً، أعني ان الناس الذين لا يعرفون شيئاً حول مدينة نيويورك، الناس الذين يشعرون بانفعال حول التجربة التي لا تزال مؤلمة جدا?¬ في بلدنا، هم بالتأكيد أحرار للتعبير عن آرائهم. ولكن هذه ليست الطريقة التي تؤخذ بها قرارات البلدية. فهي تُتخذ استناداً إلى حق استعمال الأرض، وهل لدى الناس التراخيص الصحيحة، وهكذا سيتم اتخاذ هذا القرار ولن يكون القرار مثيراً للجدل، سوف يتم اتخاذه بطريقة او بأخرى.
منسق الحوار رقم 2: سوف نتلقى سؤالاً هنا. السيدة الوزيرة- إني شخصياً متفائل وأشعر من خلال ما قلتيه حول (غير مسموع) انك متفائلة (غير مسموع) بالنسبة للمستقبل في هذا البلد.
خلال السنوات العشر الماضية حصلت زيادة هائلة في أعداد المنظمات غير الحكومية، زيادة في أعداد المطبوعات. تحقق تمكين المرأة وشغلت ثلاث نساء مناصب وزارية، وحصلت تغييرات رئيسية. وذكرت انه سوف تظهر بعض التحديات الأخرى التي قد نواجهها. فما هي هذه التحديات؟ وكيف نستطيع مواجهتها بما أننا بلد ديمقراطي؟ مع ذلك ورغم جميع هذه التحديات، تمكنا من الوصول إلى ما نحن عليه اليوم.
الوزيرة كلينتون: إنك على حق في النظر إلى ذلك بطريقة متفائلة. علمت في وقت مبكر من هذا اليوم انه توجد 526 منظمة غير حكومية في البحرين، ورغم أنه بلد صغير إلا أنه يوجد به هذا العدد كبير. وهكذا يجب ان يتوسع الحيز المتاح للمجتمع المدني، للناشطين الذين يرغبون في التعبير عن أرائهم، طالما كانوا يفعلون ذلك بصورة سلمية ومتحضرة وذلك لوجود جدوى كبيرة من وجود أصوات مختلفة حول الطاولة في أي مجتمع. الدفاع عن الحريات الإنسانية، التأكد من استقلال القضاء والانصياع لحكم القانون- وأعرف أنه توجد في المحاكم قضايا قيد النظر وأنا اعتقد ان القوانين سوف تتبع بالتأكيد ويجب ان تتبع.
المسألة بشأن الديمقراطية هي ان العديد من الناس الذين بدأوا للتو ممارستها يتغاضون في أحيان كثيرة عن الواقع بأن الديمقراطية لا تتعلق فقط بالانتخابات. فالانتخابات تُشكِّل جزءاً حاسماً وضرورياً من الديمقراطية- كيف يتم إجراؤها ومدى شرعيتها. وعلى هذا الأساس، فإن الانتخابات التي جرت هنا قبل ستة أسابيع، كما قلت، لاقت إعجاباً واسعاً. ومن ثم هناك جميع العناصر الأخرى للديمقراطية، لأنه يجب حماية حقوق الأقليات، وتأمين تمتع الناس بالمدى الكامل من الحريات طالما، مرة أخرى، مارسوها بمسؤولية.
وإذاً فإن تحقيق التوازن الصحيح هو ما أعرف أنكم تسعون إلى إحرازه. انه أمر غير سهل، فالقيام به أمر شاق. فلو كان الأمر سهلاً لكان بمقدور الناس ان يحققوه بلحظة قصيرة. ولكن ليست هذه الطريقة التي تسير بها الأمور. عليكم ان توازنوا بين التقاليد التي تحترمونها وبين ما تريدون ان تستمروا في تحديثه وتطويره بكامل رأسمالكم الفكري والإنساني. ولذلك توجد هنا فرصة حقيقية، ولكن يوجد أيضاً توتر حتمي. نواجه هذا الوضع في بلدنا بالذات لأني اعرف بالطبع الأمور المتعلقة بالولايات المتحدة اكثر مما اعرفه حول الجوهر الفعلي للبحرين، للمجتمع وللبيئة السياسية فيه ولكن في بلدي أيضا يتوجب علينا ان نسعى باستمرار لتحقيق التوازن.
تشكِّل شبكة الإنترنت اختراعاً مذهلاً ظهر نتيجة جهد علمي جرى في الولايات المتحدة على مدى فترة سنوات، ومن ثم أعطي بصورة أساسية إلى العالم، حيث انه يربط الآن سوية كل واحد منا، من الأشد فقراً إلى الأكثر ثراءً. انه ابتكار عظيم. ولكن بإمكانك ان تقول او ان تفعل العديد من الأشياء المؤذية على الإنترنت. لدينا شباب في أميركا يتعرضون للتخويف على الإنترنت وأناس يقولون أشياء غير صحيحة او غير لطيفة عنهم. ولدينا بعض الشبان الذين انتحروا لأنهم شعروا بإحراج كبير وباحتقار بسبب الاتهامات التي وجهت إليهم. حسناً، ماذا نعمل في هذه الحالة؟ كيف تتعاملون مع هذا؟ أعني، ترغب في وجود شبكة إنترنت حرة ومفتوحة ولكنك لا تريد لها ان تستعمل بمثابة وسيلة لنشر الأكاذيب حول العالم وقول أشياء حول الناس تلحق الأذى بهم إلى حد يقود إلى مثل هذه النتائج الرهيبة.
هذه هي أنواع المسائل التي نذكرها للمثال فقط، والتي يتوجب على المجتمعات ان توازن بينها في كل وقت. فالديمقراطية ليست، كما قلت، مقصداً نهائياً. لن تصل إلى هناك وتأخذ نفساً عميقاً وتقول، "حسناً، لقد وصلنا ويمكننا الآن ان نستريح". وذلك لأن التكنولوجيا لا تستريح. والطبيعة الإنسانية لا تستريح، فالأشياء تستمر في التغير في جميع الأوقات. ولذلك يجب ان تسألوا أنفسكم كيف يمكننا المحافظة على هذا التوازن بين تقاليدنا التي نجلها، مع التأكد من اننا نحافظ على تلك التقاليد ونتحرك قُدماً في نفس الوقت تجاه انفتاح أعظم ونشر ديمقراطية أوسع.
منسق الحوار رقم 1: السيدة الوزيرة. لقد قلت للتو ان التقدم التكنولوجي – أو بكلمات أخرى الديمقراطية هو – يمكن توجيهه ليعمل ضد ذاته في حال استعمل بصورة سلبية. السيدة الوزيرة نرى في بعض الأحيان ان وسائل الإعلام الغربية تصور هذه المنطقة من العالم بصورة سلبية في أغلب الأحيان وبالتالي تقيم خطاً دقيقاً فاصلاً، لنقل، بين حرية الصحافة وبين استعمال الصور النمطية، بصورة أساس?Ýة. وهذا بدوره ينشر صوراً نمطية سلبية داخل المجتمع الأميركي. ماذا تستطيعين ان تفعلي لإصلاح ذلك من خلال دورك في الحكومة والأميركية؟
الوزيرة كلينتون: اعتقد ان هذا السؤال مهم فعلاً، محمد، ومن أسباب وجودي هنا لاني قلقة بشأنه. أشعر بقلق حول اتساع الاعتماد على الصور النمطية. اشعر بقلق حول ذلك فيما يخص منطقتكم ولكني اشعر بقلق أيضاً حول الصور النمطية التي تُصوَّر فيها الولايات المتحدة.
وأظن ان وسائل الإعلام- في حال فكرت بوسائل الإعلام- وبالتأكيد الصحافة تأخذ في أحيان كثيرة الأشياء وتضخمها وتجعلها أكبر مما هي عليه في الواقع. لقد قلت أحياناً عن بلدي استناداً إلى البرامج التلفزيونية التي كانت تجول حول العالم خلال السنوات العشرين الماضية بأنك تعتقد على الأرجح ان كل فرد في أميركا مصارع، وكل امرأة في أميركا تسير في الشوارع بلباس البيكيني. اعني انها صور نمطية رهيبة وتقلق الناس. "حسناً، ماذا يجري بالفعل في أميركا؟" فإذا لم تخرج إلى الشارع وترى وتتعرف على شعبنا وتتجول في بلادنا، وهو ما عرفت اليوم ان العديد من قادتكم فعلوا ذلك، من بينهم صاحب الجلالة وولي العهد – فأنتم تتعاملون مع صور نمطية. ولذلك، بصورة مماثلة، تتجه صور الخليج او الشرق الأوسط او العالم العربي لأن تكون بحد ذاتها صوراً نمطية.
وهكذا ماذا يجب أن نفعل بشأن ذلك؟ حسناً، أعتقد ان من المهم بالنسبة لنا ان تكون لدينا مجموعة أوسع بكثير من الصور، والمناقشات، وبرامج وسائل الإعلام كي تحصلوا على نظرة اكثر شمولاً لبعضكم البعض. اني مناصرة قوية لتنفيذ عدد أكبر من برامج التبادل، عدد أكبر – وكنت مسرورة ان أرى هذا العدد الكبير من الأيدي التي ارتفعت لأناس كانوا سابقاً في نيويورك. وآمل ان تذهبوا إلى أماكن أخرى في الولايات المتحدة. وآمل ان يزداد عدد الأميركيين-وبالطبع يأتي الأميركيون إلى البحرين منذ سنوات عديدة. لقد استضفتم قطع الأسطول الخامس. ولذلك جاء إلى هنا الآلاف من البحارة وأفراد عائلاتهم وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الناس في الولايات المتحدة ينظرون بالرضا إلى البحرين لأنهم عاشوا تجربة شخصية فيها.
ولكن ذلك ليس صحيحاً بالنسبة لأجزاء أخرى من المنطقة او العالم. من المهم ان نعمل جميعنا بجهد أكبر للمحافظة على ذهن اكثر انفتاحاً. ومن التحديات الكبرى في القرن الواحد والعشرين هو انه رغم اختلافاتنا، التي تجعل الحياة بالفعل ممتعة أكثر عندما تفكرون بذلك – كم سيكون الأمر مضجراً لو كان هناك نوع واحد فقط من الأفراد الذي يبدو شكله تماماً مثل شكل كل فرد آخر، من ناحية الثقافة والدين وكل شيء هو نفسه – لذا نحن محظوظون. نحن محظوظون بهذه الثروة من التنوع الإنساني.
ولكننا أيضاً، في نفس الوقت، ونحن نعترف وحتى نحتفي بذلك، علينا ان نظل نبحث عن إنسانيتنا المشتركة. علينا ان نكون قادرين على الارتباط والتقمص الوجداني مع الآخرين. وذلك يتطلب تربية جيدة. يتطلب ان يعلموكم، الأهل وأفراد العائلة، أن تفتخروا بأنفسكم وأن تفتخروا بما أنتم عليه وان تفتخروا بالمكان الذي جئتم منه ولكن بتعاطف مع الآخر وفهمه.
ويقلقني انه في عالم سريع الخطى، كالذي يعيش فيه معظم الشباب اليوم، فإن هذا العمل اصبح أصعب وأصعب. فكروا بالتواصل الذي يتم عبر الشبكات الاجتماعية، فتجدوا ان هذا أمر رائع لأنكم تستطيعون البقاء على اتصال مع هذا العدد الكبير من الناس. ولكن في حال بقيتم على اتصال فقط بأناس يعتقدون بما أنتم تعتقدون به، ينظرون إلى العالم مثلما تنظرون إليه، يفهمون ما تفهمونه، تصبحون بالفعل معزولين أكثر بدلاً من ان تكونوا منفتحين اكثر. لذلك انها لحظة صعبة في التاريخ، لأن الفرص لا حدود لها لتحقيق تفاهم وتعاون أكبر، ولكن يوجد أيضاً إحساس بأن الناس، عند مواجهة كل ذلك التغيير السريع الخطى وهذا الفيض من المعلومات، قد يشعرون بأنهم اكثر راحة إذا ما قلصوا عالمهم دون المخاطرة بالذهاب إلى ابعد منه إلا ببعض الطرق السطحية. لذلك آمل بان يكون أحد الأشياء التي نستطيع القيام بها هو إجراء عدد أكبر من التبادلات، تأمين انفتاح أكبر، وارتباطات حقيقية أكثر، كي يتمكن الناس من تقدير واحدهم الآخر بدرجة افضل.
سؤال: أود ان أعود إلى نقطة كنت قد أشرت إليها، حضرة الوزيرة، حول حرية التعبير وحرية الصحافة. نستمر في التناظر حول ما إذا كان من الضروري إيجاد حرية اكثر مسؤولية في التعبير، او ما إذا كان من الضروري أن تكون حرية التعبير متوفرة إلى أقصى حد ممكن بحيث يستطيع أي فرد ان يقول أي شيء او ان ينشر أي شيء يرغب في نشره. في بعض الأحيان هذا الأمر قد يولد نتيجة سلبية على المجتمع. هل تؤمنين بالحرية المسؤولة للتعبير او بالحرية القصوى للتعبير؟
الوزيرة كلينتون: أومن بحرية التعبير المسؤولة. والآن لا أعتقد بأن هذه الحرية يجب ان تستعمل كمبرر لتقييد حرية التعبير المشروعة ولكن يعود ذلك إلى المثال الذي قدمته. فالفرق بين طفل يلهو في ملعب ويتم تخويفه ثم يتمكن من الركض إ?ßى منزله وجعل والدته او والده يقول "حسناً، هذه هي الطريقة التي تتعامل بها مع هذا الأمر"، وجعل التخويف هذا معروفاً حول العالم هو عمل متطرف. فكروا بأن كل فرد في العالم يعرف أنكم متهمون بشيء سواء كان ذلك الاتهام صحيحاً أم لا- كان لدينا الكثير من مثليي الجنس الشباب الذين انتحروا لان زملاءهم في الصف، الطلاب زملاءهم، قالوا- أخبروا العالم من خلال الإنترنت "جون مثلي الجنس، ماري مثلية الجنس" مما جعلهما يشعران بإهانة كبيرة وغير قادرين على التعامل معها لدرجة انهما انتحرا.
حسناً، كيف نتعامل مع مثل هذه الحالة؟ ولهذا السبب اعتقد ان الصحافة بالذات يجب ان تتبع انضباطاً داخلياً بشأن التحقق من صحة ما تنشره والانتباه إلى ما تنشره وعلى الجمهور ان يحاول تحقيق ذلك التوازن الصحيح من جديد، ان يسير على الخط الفاصل بين الحرية المسؤولة للتعبير وعدم ترك الحكومة، أو شركة او فرد يسيئون استعمالها. لذلك بعد التصديق على دستورنا صدر عقبه التعديل الأول لضمان حرية التعبير، ولكن مهما كانت درجة ذكاء توماس جيفرسون وبنجامين فرانكلين وجون آدمز وجميع مؤسسي بلدنا الآخرين فلم يكن بإمكانهم أبداً تصور ظهور الإنترنت.
إذاً، كيف تأخذ ما يشكل مبدأً جيداً وقيمةً أساسية وتنقلهما إلى القرن الواحد والعشرين؟ هذا الأمر شبيه في أن تكون امرأة في بلدي. فعندما تأسس بلدي لم يكن يحق للنساء التصويت، لم يكن يحق لهن التملك، ولم يكن يسمح لهن بالخدمة في مناصب كالمنصب الذي أشغله أنا الآن. لكن المبادئ الأساسية المتعلقة بالحرية طبقت في نهاية الأمر لأنه بخلاف ذلك لما كانت معقولة، لما كان لها معنى. ولذلك أظن ان علينا جميعاً ان نسأل أنفسنا كيف نحقق تقدماً مسؤولاً من خلال طرق تعزيز إنسانيتنا المشتركة، احترام حقوق الإنسان لكل فرد، ومنحنا فرصة لتشكيل مجتمع متلاحم بدرجة أكبر؟ والأجوبة صعبة ولكن علينا ان نطرحها.
.....
سؤال: مطر إبراهيم. أنا عضو في البرلمان.
الوزيرة كلينتون: جيد.
سؤال: سنحت لي فرصة الدخول في برنامج التبادل (غير مسموع)، البرنامج، "قادة الديمقراطية." وكان له تأثير جيد على انتخابي في الفترة الأخيرة. كانت فرصة عظيمة للمشاركة في مثل هذا البرنامج وأشكر وزارة الخارجية لما تدفعه من النفقات والبرامج عني لكي - والمفيدة للغاية لنا جميعاً. وأعتقد انه يجب ان نرى تقدماً موازياً لذلك في سياسة الشؤون الخارجية للولايات المتحدة.
سؤالي يتعلق بالانحدارات في مجالات عديدة. عندما اختيرت البحرين كحليف استراتيجي للولايات المتحدة، كنا في خضم العديد من المجالات، مجال المجتمع الأهلي، مجال حقوق الإنسان، مجال الديمقراطية. حصلت تراجعات كثيرة خلال الفترة الأخيرة وأنت تدركين كل هذه الأشياء. جرى إلقاء القبض على العديد من الناس، والمحامين، والناشطين في مجال حقوق الإنسان. نشعر أحياناً انه لا توجد، دعونا نقول، خطوط حمراء او قيود بين الولايات المتحدة وحلفائها. كان الوضع ممتازاً، ولكنه تغير الآن.
لذلك فسؤالي هو: هل تستعرضون سياسات حلفائكم من وقت لآخر. وكيف نستطيع ان نرى علاقتنا مع الولايات المتحدة كفرصة، لنقل، كنمو للديمقراطية؟ ننظر أحياناً، مثلاً، إلى وجود الأسطول الخامس الراسي هنا في البحرين كواجب إلزامي للتقدم، ونود ان نراه كدعامة للتغيير هنا في البحرين. شكراً جزيلاً
الوزيرة كلينتون: قبل كل شيء أريد ان أشكرك على كلماتك الإيجابية بشأن برنامج مبادرة الشراكة الأميركية- الشرق أوسطية (MEPI). هذه إحدى المبادلات التي ندعمها في وزارة الخارجية وتهدف إلى تثقيف وتدريب الشباب في البحرين وفي أمكنة أخرى في الشرق الأوسط حول كيفية ترشحهم للانتخابات البرلمانية، وكيفية تأسيس شركات أعمال جديدة، كيف يكونون نشطاء في مجتمعهم. لذلك سررت ان اسمع منك بأنك تعتقد انه عمل جدير بالثناء.
أعتقد ان من الواضح تماماً ان الولايات المتحدة تستعرض باستمرار ليس علاقاتنا مع حلفائنا فحسب بل وأيضاً علاقاتنا مع كل بلد. وتصدر عدة تقارير. نصدر تقريراً حول حقوق الإنسان، نصدر تقريراً حول الحرية الدينية، ونصدر تقريراً حول المتاجرة بالبشر، ونصدر تقارير اخرى نعبر فيها عن هواجسنا بشأن دول أخرى. ومنذ ان أصبحت وزيرة للخارجية اصبحنا نراجع أيضاً عملنا نحن لأنني اعتقد انه من المنصف ببساطة ان نراجع التقدم او المشاكل في الولايات المتحدة إذا كان المفروض ان نستعرض التقدم أو المشاكل في دول أخرى.
وأعرف بأنكم عندما تكونون في وسط مجتمعات ديناميكية مثل البحرين ومع حصول هذا العدد الكبير من التغييرات، تجدون من السهل تركيز الاهتمام الكبير على الداخل ورؤية الكأس بأنها نصف فارغة. أما أنا فأرى الكأس نصف ملأى واعتقد ان التغييرات الحاصلة في البحرين هي أكبر بكثير مما أرا?Õ في بلدان عديدة أخرى في المنطقة وما أبعد منها.
والآن أنا لا أقول- كما سبق وقلت مرات عديدة خلال فترة بعد الظهر هذه، ليس هناك شيء مثالي، ولم يتم انجاز كل شيء، وهناك الكثير من العمل الذي لا يزال ماثلاً أمامنا. وسوف يتوجب على الناس في البرلمان تحمل بعض المسؤولية لكونهم أصبحوا قادرين على التوجه نحو تحقيق نتائج إيجابية. ونعم، أعني، يلقى القبض على بعض الناس في حين يجب ان يحاكموا وفق الأصول ويجب ان يسود حكم القانون ويجب ان يتمكن الناس من الاستعانة بمحامٍ جيد للدفاع عنهم. نؤمن بكل هذه الأمور. ونقول علناً كل ذلك. ولكن من جهة أخرى، تمّ التصديق على صحة الانتخابات بشكل واسع لأنها كانت انتخابات حرة ونزيهة وشاركت فيها نسبة عالية من الناخبين. لذلك عليك ان تنظر إلى الصورة بكاملها. وربما كانت لدينا وجهة نظر لأننا ننظر إلى العالم بأكمله في جميع الأوقات لمعرفة مدى التقدم الذي حققتموه. ونشجع تحقيق تقدم إضافي ولهذا السبب أطلقنا برامج مثل مبادرة الشراكة الأميركية- الشرق أوسطية.
سؤال: (غير مسموع) اسمي (غير مسموع). لدي سؤال سريع واحد لأني فضولية إلى حد كبير. اني متأكدة ان معظمكم توافقون على ان من أهم ثروات البحرين وجود نساء قويات وشجاعات. وهذا ما كنت أتساءل حوله، وانا متأكدة بأنك تعرفين كل شيء حول إنجازات تمكين النساء لدينا هنا في البحرين. إنني أود معرفة التحديات التي تواجهها النساء الأميركيات حالياً. واني متأكدة بأنهن مررن عبر أشياء كثيرة خلال التاريخ وان ذلك هو الذي جعلك تأتين إلى هنا في مثل هذا اليوم. وهكذا كنت أتساءل ما هو نوع التحديات التي يواجهنها. وشكراً.
الوزيرة كلينتون: حسناً، شكراً لك لسؤالك لان ذلك يُشكِّل جزءاً آخر من الجواب الذي أعطيته لسؤال النائب الشاب. لقد تقدم دور المرأة في البحرين بدرجة اكبر بكثير مما تم تحقيقه في أماكن عديدة في المنطقة وما ابعد منها. تلعب النساء دوراً نشطاً في حكومتكم، في مهنكم، في مجتمع الأعمال لديكم، في العالم الأكاديمي، في عالم المنظمات غير الحكومية التي لا تبغي الربح. وقد علمت اليوم ان نسبة 47 بالمئة من النساء او 47 بالمئة من الوظائف في الدوائر الحكومية والخدمات العامة تشغلها النساء. إذاً يعتبر هذا إنجازا رائعا تحقق خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً؛ وقد قابلت بعض الرائدات الشجاعات هنا في البحرين وتأثرت للغاية بما فعلنه لفتح الأبواب أمام النساء الشابات اللواتي أراهن أنهن جالسات أمامي واللواتي سوف تتسنى لهن الفرصة لتحقيق أحلامهن الخاصة.
في بلدنا، حققنا تقدماً هائلاً. خلال حياتي حققنا ذلك، وأنا ممتنة للغاية لذلك التقدم. لا زالت هناك تحديات مثل أي مجتمع آخر. هذه التحديات شيء لا يتعلق بالقوانين او بالحواجز بل بكيف توازن المرأة بين العائلة والعمل. فإذا كنت، مثلي أنا، فخورة جداً وسعيدة جداً لأنني تمكنت من الدمج بين العمل والعائلة، وتربية ابنتي، فعليك ان توافقيني على انه عمل يطرح تحدياً. وانه شيء يتوجب على كل امرأة ان تحلّه بنفسها ضمن عائلتها. لكن ليس لدينا الكثير من الدعم للنساء العاملات، لدينا دعم غير كافٍ في نظري. لا يوجد لدينا دعم كافٍ لإجازات الأمومة وأنواع الأشياء التي توجد في بعض الدول الأوروبية. وهكذا، نستمر في تصعيب الأمور على النساء للانخراط في القوى العاملة ونشعر ان باستطاعتهن النجاح في العمل ومن ثم القيام بالمهمة الأكثر أهمية، ألا وهي تربية أولادهن وبطريقة مسؤولة وإيجابية. لكن لا يزال هناك العديد من الناس الذين يعملون حتى لتغيير ذلك.
وهكذا حققنا تقدماً ولكني لست هنا لأقول لك بأننا نملك كافة الأجوبة لانني لا أعرف أي مجتمع في العالم يملك كافة هذه الأجوبة. وجزء مما آمل به هو ان نتمكن من دعم بعضنا البعض عندما يقوم كل فرد بهذه التغييرات ويحاول أن يتحسن.
منسق الحوار رقم 2: السيدة الوزيرة، هل تعتقدين- لقد كان لدينا سؤال من عضو في البرلمان ومن الجيد رؤية شاب في مجلس النواب. يسمح للنساء والرجال فوق سن الثلاثين بترشيح أنفسهم لعضوية البرلمان، هل تعتقدين ان هذا بحد ذاته يُشكِّل إشارة جيدة؟ هل تعتقدين ان ما حدث مؤخراً في الانتخابات النيابية في البحرين عندما فاز أكبر حزب سياسي معارض ب 18 مقعداً، هل تعتقدين ان المجتمع يجب ان ينظر إلى ذلك بطريقة إيجابية جداً؟ وعلى وجه الخصوص ألا يعكس ذلك وجود النزاهة عندما تحتل أحزاب المعارضة هذا العدد الكبير من المقاعد في البرلمان؟
الوزيرة كلينتون: حسناً. أعتقد أنه يعكسها. أعني ان عليك ان تدرك مرة أخرى انه في أماكن عديدة في هذه المنطقة لا تجري انتخابات تكون قانونية أو شرعية حقيقية. لا توجد أية أحزاب معارضة اوأي مرشحين معارضين، أو شاغلي مناصب معارضين. لذلك فإن ما قمتم به في هذه الانتخابات والعديد من التغييرات الأخرى التي أجريت كانت بمثابة التزام بالديمقراطية بدأ يؤتي ثماره.
والآن، فإن الانتخابات، كما قلت، هي بداية فقط وبغض النظر عما إذا كنت في صفوف الأكثرية او المعارضة، عليك ان تساوم للتوصل إلى حل وسط في أي برلمان. لا أحد يحصل على ما يريده مئة بالمئة من الأوقات في النظام الديمقراطي. وهذا يثبط عزيمة الناس في بعض الأحيان. فالناس الذين يعتقدون انهم يملكون جميع الأجوبة، يملكون الحقيقة، والأمور يجب ان تسير وفق طريقتهم أو لن تكون هناك طريقة أخرى، يجدون من الصعب العمل داخل نظام ديمقراطي ولا سيما في مجلس برلماني.
لذلك أعتقد أن الانتخابات كانت معلما بالغ الأهمية. والآن، بالطبع، أصبح الأمر يتعلق بجعل البرلمان يقوم بوظيفته، بجعل الناس يتحدثون مع بعضهم البعض عبر الخطوط التي لولا ذلك ستقسمكم، وتحاولون تحقيق بعض الأهداف المشتركة التي تؤمن رفاهة الناس. هذا هو المتوقع عندما تكون في البرلمان، ان تقدم مساهمة إيجابية.
سؤال: السيدة الوزيرة، يمكننا القول بكل ثقة ان إنجازاتك حتى الآن مشهودة. وانه لشرف عظيم لي ان اجلس هنا عبر الطاولة معك ولا زلت ارتجف بالفعل. ولكن يجب علي ان أطرح السؤال التالي. أين ترين نفسك بعد انتهاء فترة عملك كوزيرة للخارجية؟ هل تنوين ترشيح نفسك لمنصب الرئاسة من جديد؟
الوزيرة كلينتون: لا، لا. لست أخطط لذلك. إن حياتي المهنية العامة رائعة ومجدية. بدأت كمحامية شابة في منظمة غير حكومية تدعى "صندوق الدفاع عن الأطفال" حيث دافعت ومثلت في المحاكم قضايا الإساءة إلى الأطفال وإهمالهم، أطفال لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة لكونهم مكفوفين أو صما او مشلولين.
وهكذا فقد بدأت كمحامية وبدأت بتأسيس منظمات. ترأست منظمة اسمها: "شركة الخدمات القانونية" لتوفير محامين للدفاع عن الناس الفقراء كي يتمكنوا من حماية حقوقهم في محاكمنا. وبالطبع مارست مهنة المحاماة وكنت أستاذة أدرس مادة الحقوق وتوفر لي امتياز عظيم عندما كان زوجي حاكماً لولاية اركنسو، إحدى أفقر الولايات لدينا، بأن أقود حملة لإصلاح وتحسين مدارسنا. ومن ثم عندما أصبح رئيساً كنت نشطة في مجموعة كاملة من المسائل بضمنها العناية الصحية وأسلوب العمل مع أطفال تخلت عنهم عائلاتهم أو أُنقذوا من عائلات تسيء معاملتهم وكيفية توفير ظروف عائلية أفضل لهم. ومن ثم عملت لمدة ثماني سنوات كعضو في مجلس الشيوخ والآن سوف أبدأ السنة القادمة سنتي الثالثة كوزيرة خارجية.
وأعتقد اني سأخدم كوزيرة خارجية كآخر منصب عام لي وربما سأعود لممارسة عمل المناصرة، ولا سيما لصالح النساء والأطفال، وخاصة حول العالم. لأنه إذا نظرت إلى الذي ما زال يحصل للنساء في أنحاء عديدة من العالم، تجد أنه مأساوي ورهيب والنساء الموجودات هنا اللواتي- وأنا انظر إليكن، المثقفات واللواتي تتوفر لهن الخيارات في حياتهن الخاصة، أشعر بأني محظوظة جداً بسبب والدي ومن ثم بسبب تعليمي والفرص التي سنحت لي. لذلك فاني أود الاستمرار في العمل لتحسين حياة الآخرين أيضاً.
سؤال: الوزيرة كلينتون، أسعدتٍ مساءً. سؤالي إليك يتعلق بالسياسة الخارجية الأميركية. نظراً لرفض الحكومة الإسرائيلية الحالية تجديد وقف إنشاء المستوطنات، وهو تحرك اعتبرته حكومة أوباما أساسياً للانخراط في محادثات السلام مع الفلسطينيين، أعني أين، حسب تقديرك، يترك هذا مستقبل عملية السلام؟ وهل سوف – هل ان حكومة أوباما تدرس اتخاذ خطوات لضمان حصول ذلك؟
منسق الحوار رقم 1: ما هو اسمك؟
سؤال: (غير مسموع).
الوزيرة كلينتون: حسناً أقدر إشارتك لهذه المسألة لأن كلا من الرئيس أوباما وأنا ملتزمان تماماً بالقيام بكل شيء نستطيعه للتوصل إلى حل الدولتين. تحليلنا وتقييمنا يظهران بأنه الطريق الوحيد للوصول إلى هذا الحل المستدام والدائم الذي يتوجب على الطرفين التفاوض بشأنه. لقد تفاوض الطرفان حول مسائل في الماضي وجرت بينهما مناقشات مباشرة وبناءة للغاية خلال أيلول/سبتمبر، وكان لي شرف حضور جلسة صغيرة جمعت أيضا كلا من الرئيس عباس ورئيس الوزراء نتنياهو والسناتور متشل.
لذلك أعرف وأعتقد انهما مخلصان وملتزمان. لكل واحد منهما مشاكل سياسية داخلية وخارجية يتوجب علينا مساعدتهما في حلها. لذلك نعمل بجهد كبير لتحقيق ذلك، والولايات المتحدة مستعدة لأن تلعب دوراً نشطاً جداً هنا. ولكن في نهاية المطاف، بغض النظر عما إذا كان الأمر يتعلق بالولايات المتحدة او بالمبادرة العربية للسلام التي أيدها 56 بلداً مسلماً، او بالاتحاد الأوربي او بأي جهة أخرى، فلا يستطيع سوى الطرفين اتخاذ هذه القرارات الصعبة.
إذاً ماذا الذي سنفعله؟ حسناً، إننا نفعل شيئين. نحاول التعاطي مع دواعي قلق إسرائيل الأمنية الشرعية لأننا – حسناً، هذه وجهة نظرهم في إسرائيل، وهذا ما أعنيه دائماً رغم الاختلافات حيث أحاول ان أقول، "حسناً افترض اني كنت في محل ذلك الفرد الآخر".انهم يشعرون بأنهم سحبوا قواتهم من لبنان وان حزب الله حصل على 40 ألف ?ıاروخ موجه نحوهم. ثم انسحبوا من غزة وتركوا وراءهم كل تلك الصناعات التي كانوا يملكونها هناك، ثم جاءت حماس وبدأت تطلق الصواريخ باتجاههم.
إذا فلديهم هواجس مشروعة. وتتمثل هذه الهواجس بالقول، "في حال انسحبنا من الضفة الغربية كيف نحافظ على الأمن. والفلسطينيون لديهم هواجس مشروعة حول كيف يمكننا الحصول على الدعم الذي نحتاج إليه لبناء مؤسسات الدولة، وكيف نحاول الإظهار لكل فرد حول العالم بأننا مستعدون للحصول على دولة؟ ولذلك فإننا نساعد الطرفين. نساعد الإسرائيليين في أن يفكروا ملياً بجميع التحديات الأمنية التي تواجههم. لقد كنا – لقد أصبحنا اكبر مانح فردي للمساعدات إلى الفلسطينيين وهم في صدد بناء مؤسسات دولتهم.
ولكنني أعتقد أن مزيدا من التقدم الجوهري قد حصل وكذلك التفكير بعواقب حل الدولتين خلال الأشهر الأخيرة اكثر من أي وقت مضى. إذن، هل أود لو نستطيع القيام بذلك غداً؟ بالتأكيد، اعني السنا جميعاً نرغب القيام بهذا العمل غداً وان نجعله أمراً يحتفل به كل العالم؟ ولكنه عمل صعب. ولذلك سوف نثابر على تحقيقه. لن تثبط عزيمتنا بأي شكل الصعوبات التي تبرز أمامنا واعتقد اننا سوف نستمر في رؤية بعض الجهود المكثفة الحقيقية من جانب الطرفين.
منسق الحوار رقم 2: حسناً، السيدة الوزيرة، اني متأكد ان لديك جدول أعمال مزدحما جداً. نود ان ننهي لقاءنا واجتماعنا هنا معك بطرح سؤال نهائي واحد. أين ترين البحرين خلال السنوات العشرين القادمة؟
الوزيرة كلينتون: حسناً أعتقد ان ما ستكون عليه البحرين في السنوات العشرين القادمة أمر يعود إليكم جميعاً. يعود إلى الطلاب ونواب البرلمان ويعود إلى أفراد العائلة المالكة ويعود إلى الناس الذين يبدأون في تأسيس شركات أعمال ويعود إليكم جميعاً. سوف أقول لكم أين آمل ان تكونوا.
آمل ان تكونوا إيجابيين ومتفائلين ومصممين على تحقيق نتائج كما أراكم هنا اليوم. آمل ان أراكم وقد حققتم تقدما أكبر على طريق الديمقراطية. آمل ان تكونوا في منطقة حيث جميع جيرانكم يتفقون مع بعضهم البعض، وان يكون هناك التزام بمستقبل سلمي لكل فرد. آمل ان يتم استغلال القدرة العقلية التي تقطن هنا في البحرين للبدء بحل المشاكل العلمية والأبحاث وإيجاد فرص جديدة كي تتسنى لكل فرد هنا الفرصة للمساهمة. آمل أن يكون البرلمان من أفضل البرلمانات في العالم وان أرى الناس وهم يحلون فعلاً المشاكل وليس مجرد الانخراط في السياسة والخطب الرنانة، ولكن التلاقي لصالح العلاقات السلسة مع بضعهم بعضا. وآمل ان تظل الولايات المتحدة والبحرين، كما كنا لعقود طويلة، صديقين وشريكين حميمين.
إننا نؤازركم بكل قوة. لدينا اتفاقية أمنية ندعمها بالكامل، ولدينا اتفاقية للتجارة الحرة، ليس لدينا العديد مثلها حول العالم، ولكننا أبرمناها معكم. لدينا برامج تبادل، وآمل ان نعمقها ونوسعها بدرجة اكبر في كل سنة. وآمل ان أعود إلى البحرين مرات عديدة في المستقبل. وأشكركم جميعاً شكراً جزيلاً. (تصفيق)
المصدر: واشنطن – وزارة الخارجية الأميركية
بتاريخ: 3 / 12 / 2010