أمر أميري رقم (3) لسنة 1975 بتشكيل الوزارة ورسالة سمو الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة بهذا الخصوص

صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة المحترم

يسرنا وقد وثقنا بكم، وخربنا همتكم، وصدق عزيمتكم، وعرفنا فيكم أصالة الرأي، وسداد التدبير أن نكلفكم من جديد بتأليف الوزارة. وأن البحرين وطننا العزيز لأحوج ما تكون في هذه الآونة إلى تظافر الجهود وضم الصفوف وجمع القوى وإنكار الذات في سبيل حفظ كيانها وإعلاء شأنها ورفاهية شعبها وذلك ما أرجو أن يكون بتوفيق الله وعظيم تأييده.

وقد أثار قلقنا ما ذكرتموه في كتاب استقالة الوزارة السابقة من استحالة التعاون بين الحكومة والمجلس الوطني، ولئن كان من الطبيعي أن تظهر الحياة العملية ما في الدستور من الثغرات فإن العمل على تلافي تلك الثغرات وسد ذلك النقص ليكون المجلس الوطني أصدق تمثيلا لمجموع الأمة باختلاف طبقاتها وهيئاتها يصبح ضرورة توجبها مصلحة البلاد العليا. والتاريخ العام للحياة النيابية في مختلف الدول حافل بهذه التعديلات التي تقع في جو من السكينة الشاملة مع الحرص على بقاء الأصول العامة للدستور، ولذلك نأمل أن يرفع إلينا من الوزارة ما يحقق هذا الهدف.

وأنكم تعلمون لاشك ما يمر بمنطقة الخليج من دور خطير، وما يتطلبه مركز بلادنا من جد متواصل وعمل دائب على أساس من الوحدة الوطنية وإذكاء الشعور الوطني وشحذ الهمم وبث روح النشاط في ميادين الإنتاج الحكومية والشعبية لذلك فإننا نأمل من الوزارة الجديدة تحري أسباب ما يشكو منه المواطنون من مشاكل الإسكان والغذاء والعمل على حلها. وإذا كان مجتمعنا يؤمن إيمانا عميقا بالقيم الروحية المستمدة من ديننا وتاريخنا وأن أقيم ما في الإنسان هو عقله وضميره ودينه وصلته بخالقه فإننا جد حريصين على أن تعمل الحكومة على ترسيخ هذه المثل الإسلامية في مجتمعنا. ولا ريب أنكم ستلقون منا ومن أمتنا العزيزة كل تعضيد وتأييد.

وقد أصدرنا أمرنا هذا إلى سموكم للأخذ في تأليف الوزارة وعرض المشروع علينا لصدور مرسومنا به. والله نسأل أن يوفقنا إلى ما فيه الخير والفلاح لشعبنا العزيز.

أمير دولة البحرين

عيسى بن سلمان آل خليفة

صدر بقصر الرفاع

بتاريخ 18 شعبان 1395هـ

الموافق 24 أغسطس 1975م

نص رسالة رئيس مجلس الوزراء

بتشكيل الوزارة

دولة البحرين

رئاسة مجلس الوزراء

حضرة الأجل الأمجد صاحب السمو الشيخ عيسى بن الشيخ سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين المحترم

بعد تقديم فائق التحية وخالص الاحترام

بقلب ملؤه الإخلاص والولاء أتشرف بأن أرفع إلى مقامكم أبلغ آيات الشكر على ما أوليتموني من ثقة غالية بدعوتي إلى تأليف الوزارة من جديد. ولقد تدبرت الموقف، فرأيت أن إخلاصي لكم، وحبي لبلادي العزيزة، يفرضان علي تلبية هذه الدعوة الكريمة، مقدرا حق التقدير ما وراء ذلك من تبعات جسام، ومستعينا بالله جلت قدرته على تحمل هذه المسئوليات مستلهما منه السداد.

ولئن كنت قد أشرت في كتاب استقالة الوزارة السابقة إلى أن التعاون بين الوزارة وبين المجلس الوطني غير قائم، فقد تداولت مع زملائي الذين وقع عليهم اختياري للاشتراك في الوزارة الجديدة، وقد أجمعوا رأيهم على أن الضرورة تقضي بحل المجلس الوطني وإجراء تعديلات دستورية بحيث يصبح المجلس أصدق تمثيلا لمجموع الأمة بمختلف هيئاتها. ولذلك ستتشرف الوزارة فور صدور أمركم الكريم بتشكيلها، بأن ترفع إلى سموكم مشروع مرسوم بحل المجلس الوطني، واقتراحا بأن تصدروا أمرا أميريا بتأجيل إجراء الانتخاب حتى تضع لجنة من أهل الرأي في البلاد نظام الانتخاب الأمثل.

وإذا كان المقام ليس مقام تفصيل لبرنامج الوزارة، إلا أني استميحكم في أن أشير إلى أن سياسة الحكومة ستعمل على تقوية العلاقات في جميع المجالات مع جيراننا الأشقاء، وذلك لتحقيق وحدة الخليج، أملنا المنشود وغدنا المرتقب. أما في المنطقة العربية التي نحن جزء لا يتجزأ منها فإن استرداد الأرض العربية المغتصبة واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة هما هدف تعاوننا مع الأشقاء في المنطقة.

ولا ريب أن توجيهكم السامي الكريم بالعمل على تعميق المثل الإسلامية سيلقي منا ما هو جدير به من التقدير والإجلال، ولاشك أن صيانة مجتمعنا من المبادئ التي تؤثر على وحدته الوطنية وقيمه الدينية من أوجب الواجبات ومن ثم ستعمل الوزارة في هذا الصدد ما يؤدي إلى تحقيق هذا الغرض بإذن الله.

وستتجه الحكومة مباشرة وبالأجهزة المتخصصة، ذات الكفاءة العالية إلى الحاجات الأساسية للشعب من غذاء وكساء ومسكن، فتوفرها له، وذلك لكي ينعم الجميع بخيرات بلادنا التي كانت وما تزال مباركة الثمرات وفيرة الخيرات. ولما كان العمال والمزارعون عماد الأمة وقوام حياتها فقد اعتزمت الحكومة تحسين أحوالهم تحسينا يجعلهم أكثر إنتاجا وأشد طمأنينة. وستنشئ الوزارة المعاهد العليا المتخصصة التي تفي بحاجات البلاد وذلك بالإضافة إلى إيفاء الخريجين الممتازين في بعثات حكومية إلى الجامعات والمعاهد العربية والأجنبية للحصول على الإجازات العلمية العليا. وهي في ذات الوقت لا تغفل عن الشباب فتذكي فيه الروح المعنوية حتى يستشعر عزة الأمة وكرامتها.

وسيجد المواطن الصالح في ظل حكومتي كل الضمانات التي تحميه من الاعتداء على أمنه وحريته وماله وستأخذ بشدة كل من تسول له نفسه الاعتداء على حرية المواطنين مهما علا مركزه أو ارتفعت رتبته، وسينال القضاء حقه من الرعاية، وذلك بإصدار قانون السلطة القضائية، الذي يجعل له مجلسا أعلى يختص بشئونه، فإن ذلك أدعى إلى استقلاله وحصانة قضائه.

ومن أجل ما تقدم فستكون باكورة أعمال الوزارة تمكين ذوي الكفايات والخلق الكريم من المعاونة والاشتراك الفعلي في كل هذه الخطط وستوجه كلا إلى الوجهة التي يكون فيها أنفع وأثمر، رائدها في ذلك تغليب المصلحة الوطنية على كل مصلحة عداها. وإنه لمن حق الوطن على كل بحريني موظفا أو غير موظف ألا يني عن احتمال أية تضحية تحتمها سلامة البلاد ورفاهيتها، آخذين الأمور بالحزم الواجب.

يا صاحب السمو:

يتطلع العالم كله إلى منطقة الخليج التي تشهد حركة اقتصادية ونهضة صناعية منقطعة النظير، وقد كان على البحرين أن تشارك فيها، لتواكب هذا التطور، إلا أن استحالة إنشاء وزارات جديدة ذات أجهزة متخصصة فيما تندب لها من الأعمال نتيجة حظر الدستور ذلك للحد من عدد أصوات الوزراء في المجلس الوطني قد حال دون إنشاء هذه الوزارات. ولما كانت هذه الحكمة تنتفي بحل المجلس وتأجيل انعقاده إلى أن يوضع قانون الانتخاب الجديد فقد رأيت زيادة عدد الوزارات على النحو الوارد في التشكيل المرفوع إليكم، فإن ذلك أدعى إلى التخصص وتحسين الأداء في العمل وحصر المسؤولية عنه ثوابا أو عقابا.

وإني أتشرف بأن أرفع إلى مقام سموكم أسماء الوزراء الذين وقع عليهم اختياري، راجيا إن حاز هذا التشكيل قبولا لديكم إصدار المرسوم الأميري به.

وتفضلوا سموكم بقبول فائق التحية وعظيم الإجلال.

رئيس مجلس الوزراء

خليفة بن سلمان آل خليفة

19 شعبان 1395

25 أغسطس 1975

المصدر: الجريدة الرسمية
بتاريخ: 25 اغسطس 1975