-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
أمين جمعية "الوفاق" البحرينية لـ "د.ب.أ": الحكومة تحاور نفسها لا المعارضة
جاكلين زاهر
أكد الشيخ علي سلمان الأمينالعام لجمعية "الوفاق الوطني الإسلامية" -ائتلاف شيعي يمثل كبري كياناتالمعارضة البحرينية¬ أن الحكومة البحرينية " تحاور نفسها لا المعارضةفيما يعرف بحوار التوافق الوطني" مشددا علي أن المعارضة تطالب فقط بـ"تطوير نظام الحكم وتطهيره لا إسقاطه".
وقال سلمان خلال مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) عبرالهاتف: " إن جمعية الوفاق انسحبت من الحوار لعدم جديته" لافتا إلى أنه" ليس هناك حوار وطني بالبحرين (وإنما) مجرد مجموعات تابعة للحكومة..والأخيرة قامت بدعوتهم إلي الجلوس لطاولة لترديد الرأي الحكومي".وأضاف: " بالتالي كل ما يقال أو ينشر ويروج له بالصحف المحلية عما يشهدههذا الحوار من توافق الآراء وإجماعها علي ضرورة تعيين الملك للحكومة..هو كذب".وأشار سلمان إلى أن " المعارضة تمثل أكثر من 60 بالمئة من الشعبالبحريني وهي ترفض الحكومة المعينة، وتطالب بحكومة منتخبة، لكن الحكومةالبحرينية تكذب باستمرار وأحيانا تصدق نفسها".
تجدر الإشارة إلى أن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة كان كلفرئيس مجلس النواب خليفة أبن أحمد الظهراني أوائل حزيران/ يونيو الماضي،برئاسة حوار للتوافق الوطني بين كافة التيارات السياسية بالمجتمع، بعدموجة من التظاهرات قادتها الطائفة الشيعية، لمطالبة الأسرةالحاكمة¬سنية المذهب¬ بإصلاحات ديمقراطية، غير أن "جمعية الوفاق الوطني" أعلنت انسحابها منه في الثامن عشر من تموز/يوليو الجاري وبعد أسبوعينفحسب من انطلاقه متهمة الحكومة بعدم الجدية حيال التحاور مع المعارضة.
ورفض سلمان ما يطرح من آراء معارضة له عزيت انسحاب الجمعية من الحوارلأدراك الجمعية أنها لا تمثل غير صوتها، وأن وجود حكومة منتخبة قد يجرالبلاد لعواقب وخيمة.وشدد سلمان: " فلنجر استفتاء تشرف عليه جهة محايدة كالأمم المتحدة..ولنسأل الناس فيه هل تريدون حكومة منتخبة أم معينة".وتابع: " من جهتنا سنمتثل للنتيجة.. لأننا ندرك جيدا رغبة مجتمعنا فيوجود حكم ديمقراطي وحكومة منتخبة ...إنني أتساءل لماذا الحكومة المنتخبةمفيدة في كل دول العالم.. ولن تكون غير مفيدة لنا!". وأضاف: " إن من يتضرر من التحول الديمقراطي هم الذين يفكرون بعقليةاستبدادية ومن ترتبط مصالحهم بواقع الفساد القائم".
ولفت الأمين العام للوفاق أن جمعيته وافقت علي المشاركة بالحوار " منباب إثبات حسن النوايا وذلك رغم وجود إرهاصات من البداية علي عدم جديته"موضحا أن " الحكومة دعت 300 شخصية من مؤيديها وعشرين شخصية فقط منالمعارضة ، ومن الطبيعي أن تكون النتيجة الموافقة بالأغلبية علي ماتطرحه من آراء".
وتابع: " لقد رفعنامن البداية اقتراحا للملك ولرئيس الحوار بأن تكونهناك مناصفة عددية بين ممثلي الحكومة والمعارضة، ولكنهم رفضوا ذلك كمارفضوا محاولتنا لوضع قضايا سياسية أساسية علي طاولة الحوار لمناقشتها،كوضع دستور جديد للبلاد وتشكيل حكومة انتقالية ومناقشة صلاحيات جلالة الملك وعندها أدركنا أن نتائج هذا التجمع لا الحوار كتبت مسبقا،وانسحبنا".
وردا علي تساؤل حول مساعي المعارضة لتغير نظام الحكم ولكن بطريقة ناعمةعبر صناديق الانتخاب والتي قد تتمخض عن تشكيل أغلبية برلمانية وحكومة منتخبة ذات أغلبية شيعية، بدلا من الحكومة المعينة من قبل ملك البلاد والتي تتكون في أغلبيتها من عناصر سنية، أجاب سلمان: " نحن لا نطالببإسقاط أو تغيير نظام الحكم، مطلبنا هو نظام ديمقراطي ملكي تكون أسرة آل خليفة هي الأسرة الحاكمة فيه... نحن لا نطالب مطلقا أن يكون رئيسالوزراء شيعي مثلا، لكننا نطالب أن تشكل الحكومة من الكتلة صاحبةالأغلبية في البرلمان لتترجم إرادة المجتمع.. وإذا فشلت (تلك الحكومة) فيحل قضاياه والارتقاء به ترحل وينتخب غيرها دون النظر لطائفة وديانةأعضائها وإذا انتخب الشعب حكومة سنية بأكملها سنرضي".
وأردف: " نظام الحكم في البحرين..ملكي وراثي ديمقراطي، ولو كنا نريدتغييره لكنا طالبنا بنظام جمهوري، وبالتالي أقول أن مطلبنا بالتحولالديمقراطي وتطوير النظام وتطهيره وتمسكنا بهذا لا يعني أو يهدف لإسقاطالنظام".وألقي سلمان باللائمة في نشوب الأزمة الراهنة بالبحرين على وجود أطرافمتشددة في النظام " تحاول إبقاء الأوضاع كما هي دون تغير" وأوضح: "أعتقد أن الملك لو ترك بدون هذه الاستشارات السيئة.. يمكن أن يكون ملكا أكثر إصلاحا".
ورفض سلمان تصوير الأزمة علي أنها صراع مذهبي بين السنة والشيعة "لكنالنظام نجح إعلاميا في الدفع بحجة الطائفية كذريعة لمنع التحولالديمقراطي" لافتا في ذات الوقت لوجود تمييز غير مقنن تعاني منه الشيعةبالبحرين".لفت الأمين العام لـ"الوفاق" أيضا لمواقف بعض علماء الدين الإسلاميالذين " للأسف الشديد بنيت مواقفهم في تأييد ثورة وعدم تأييد غيرها علي بعد مذهبي خاص بهم".
ونفى سلمان تلقي المعارضة البحرينية أي دعم من إيران، وقال: " حسب قناعة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية.. القضية بالبحرين محلية..لكن إيرانتريد أن تستثمر أحداثها، ونحن وبشكل قطعي وانطلاقا من بعد وطني لا نريدأي تدخل لا من إيران ولا من السعودية.. نحن بالبحرين نريد أن نحل مشاكلنا فيما بيننا".
وتابع: " طبعا من يريد أن يساهم في إيجاد الحل.. سيكون مرحبا به منقبلنا أما من يريد تأزيم الواقع واستثماره لصالح أجندات خارجية.. فنحننرفضه بشدة". كما رفض سلمان اتهام المعارضة بالتأثير علي الاقتصاد البحريني عبرالمسيرات والاعتصامات، موضحا :" استراتيجيا ، نحن لا نهدف إطلاق اللتأثير علي الاقتصاد ولكن هناك انعكاسات سلبية يحدثها أي حراك أو عملثوري في كل مكان دون قصد أو تخطيط من الثوار أو الناشطين".
وتابع: " لكن يجب الانتباه إلي أن الاقتصاد البحريني كان متأثرا حتي قبل الحركة المطلبية لوجود فساد يعرقل الاستثمار بالداخل والخارج، وهو ماأدي إلي أن تزدهر مراكز أخري بالخليج اقتصاديا كدبي وقطر والكويت حاليا.. وبدون حكومة منتخبة وخاضعة للمساءلة تدار فيها الأمورالاقتصادية بشفافية.. لن نكون قادرين علي المنافسة مع تلك المراكز".
وأردف: " لقد حاول ولي عهد البلاد (سلمان بن حمد) القيام بإصلاحاتاقتصادية، لكن الحكومة وقفت في وجهه لأنها لا تشجع الاقتصاد، بل تعملبشكل معاكس وفق نظرات فردية ضيقة ومصالح جزئية.. لذا شاع الفقر في بعضمحافظات البحرين رغم كونها دولة نفطية، نتيجة للفساد الذي يلتهم عوائدالنفط.. والحكومة حاليا تقدم مساعدات لما يقرب من 30 ألف أسرة غير قادرةعلي سداد تكاليف الحياة الضرورية من ناتج عملها" سواء بطريق مباشر أوعبر صناديق خيرية تابعة لها.
وحول تقييمه لموقف واشنطن من الأحداث بالبحرين وإمكانية أن تضغط لإحداث إصلاحات ديمقراطية باعتبار البحرين خط الدفاع الأول بالمنطقة لمواجهة المد الإيراني المذهبي والسياسي، قال سلمان: " واشنطن تقوم بهذا الضغطمن الآن ولكن علي استحياء وبشكل رخو، فهي تدرك أن من مصلحتها أن يتم هذاالتحول.. لكنها لا تستخدم وسائل ضغط كافية لهذا الغرض ".
وأضاف: " وجود نظام ديمقراطي شفاف غير فاسد بدول المنطقة كلها.. سيقللمن مخاوف المجتمع الدولي تجاه استمرار تدفق مصادر الطاقة الموجودة بها".وأردف: " هناك أنظمة مالكة وحاكمة بالمنطقة تتخوف من أن تؤدي أي دعاوىللإصلاح بأي دولة من دول الخليج للمطالبة بإسقاطها فيما بعد، لذا تقف فيوجه تلك الدعوات الإصلاحية ، ولكن عليها أن تعي أنها بحاجة لتحولات ديمقراطية جذرية ..والتحول لملكيات دستورية لأن ذلك وحده هو ما سيساهمفي استقرارها وبقائها".المعروف أن الاحتجاجات التي شهدتها البحرين، تم احتوائها بمساعدة قواتمجلس التعاون الخليجي المعروفة بـ"درع الجزيرة ".وأكد سلمان أن جمعية الوفاق ستستمر في حراكها السلمي بلا توقف حتيتستجيب الحكومة لمطالبها، لافتا لاستعدادهم المشاركة مجددا في أي حوارمع الحكومة " شريطة أن يكون جديا".وشدد سلمان على أن أحداث الحراك وتداعياتها، أثرت علي العلاقات بينالسنة والشيعة في المجتمع،وقال: " ترك ذلك أثرا سلبيا علي العائلات منالجهتين.. ولكن والحمد لله لم يصل إلى حد الصدام بين المواطنين.. ومنجهتنا نحاول تلافي ذلك عبر عقلنة الخطاب والبعد عن الطائفية التي يستثمرها النظام مع الأسف".
المصدر: د ب أ
بتاريخ: 22 يوليو 2011