-
القائمة الرئيسية
-
ملاحق البحرين تنتخب 2014
-
المجلس الاسلامي العلمائي يدعو إلى إيقاف كلّ المظاهر والممارسات التي تضرّ باللحمة الوطنيةويؤكّد على ضرورة حماية دور العبادة من مساجد وحسينيات من أيّ مساس
باسمه تعالى
بيان
نحو أمّة التّلاحم ووطن الوئامالوطن الواحد لا يقوم إلا بأبنائه، ولا ثبات ولا استقرار لوطن ولا لحكم دون اعتماد أسس مواطنة سليمة، يتساوى في ظلها الجميع في الحقوق والواجبات، فلا تقديم لأحد على أحد لانتمائه الطائفي أو الفئوي أو الطبقي، ولا حرمان لأحد أو فئة أو طائفة من خيرات هذا البلد بسبب هذا الانتماء.
ننظر إلى البحرين بلد محبة ووئام، بلداً يتعايش فيه جميع أبنائه مع بعضهم البعض بكلّ حبّ وتقدير وتسامح، يحبّ كلٌّ منهم الآخر ويحترمه، ويراعي كلٌّ منهم مصالح الآخر حتى قبل أن يلتفت إلى مصلحة نفسه، ننظر إلى البحرين بلداً متقدّماً في هذا المجال، بلداً يشهد له تاريخه بذلك عبر مئات السنين.
وانطلاقاً من حبنا لهذا الوطن فإنّنا ندعو إلى إيقاف كلّ المظاهر والممارسات التي تضرّ باللحمة الوطنية، وتستثير الحساسية الطائفية، ونؤكّد على ضرورة حماية دور العبادة من مساجد وحسينيات من أيّ مساس، كما نرى أنّ من صالح هذا الوطن وأمنه واستقراره أن تنتهي الملاحقات والاعتقالات، والتي طالت رموزاً دينية وسياسية كبيرة وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبد الجليل المقداد (حفظه الله تعالى)، وكذلك التعدّيات والمضايقات للمواطنين، وكلّ أشكال التأزيم والتعقيد للأوضاع، كما نؤكّد على ضرورة الانفتاح على مطالب الشعب المشروعة والعادلة.
كما نناشد كلّ المواقع الاسلاميّة المتقدّمة من علماء ومؤسسات ليكون لها وقفتها الإسلاميّة الشجاعة والداعمة لأطر الوحدة الإسلاميّة والوطنيّة في كلّ البلدان العربيّة والإسلاميّة، متفهّمةً لآلام وآمال شعوبها بعيداً عن التمييز والانتقائيّة، فالاحتجاجات الشعبيّة التي عمّت العالم العربي إنّما انطلقت من منطلقات سياسيّة واضحة، وهي الإصلاح والتغيير السّياسيّ بالوسائل السلميّة، ولم تحمل أيّ طابع مذهبيّ أو طائفيّ، وهو ما ينسجم مع مبادئ الدين الحنيف، والقوانين والأعراف الدوليّة والإنسانيّة.
ونحن في المجلس الإسلاميّ العلمائيّ إذ نحيي نهضة الشّعوب في كلّ البلدان وتحرّكها من أجل الكرامة والحريّة، نعبّر باسم شعب البحرين عن صادق احترامنا وتقديرنا لجميع من تعاطف مع قضايا هذا الشعب، ونخصّ بالذّكر علماء الدّين من إخواننا أهل السنّة في مختلف البلدان ممّن وقفوا إلى جانب هذا الشّعب في إطار حراكه الوطني السلمي المشروع، وفوّتوا الفرصة على كلّ من يسعى لخلق الفتنة الطائفيّة، فجاء دعمهم ومساندتم منطلقاً من الحسّ الإسلاميّ الرّفيع، ومعتمداً على منطق الحقّ والعدالة، بعيداً عن كلّ الأطر الضيّقة، مقدّرين لهم مواقفهم المشرّفة.
ونؤكّد على أنّنا جميعاً مع قضايا الأمّة ومصالحها، متجاوزين كلّ الانتماءات والتوجّهات الخاصّة، لنشكّل معاً أمّة الإسلام الواحدة المتلاحمة، منطلقين من قوله تعالى: { وإنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاتّقون } المؤمنون/52. فهي الأمّة الإسلاميّة التي "إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى"، وهذا ما رأيناه بكلّ وضوح تجاه قضايا الأمّة ومحنها الكبرى، كالقضيّة الفلسطينيّة، وأخيراً تجاه انتفاضات الشّعوب المظلومة في مختلف الدول والأقطار، حيث تضافرت الجهود من جميع الانتماءات والأطياف والتوجهات في نصرة هذه الشّعوب ودعم مطالبها المشروعة والعادلة.
المجلس الإسلاميّ العلمائيّ
24 ربيع الثاني 1432هـ
30 مارس 2011م