زيارة جلالة الملك لواشنطن: رؤية جديدة للسياسة الخارجية

الوسط - ريم خليفة

تُعتبر زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لواشنطن خلال الأيام المقبلة خطوة جديدة على مستوى السياسة الخارجية التي طالما كانت حكومة المنامة في منأى عنها مقارنة ببعض الدول العربية كسورية ومصر والمملكة العربية السعودية.
ويرى المراقبون ـ مع تصاعد الوضع في الخليج بتوجيه ضربة محتملة ضد العراق ـ أن مكانة البحرين الحالية قد تؤهلها للعب دور سياسي جديد على المستويين العربي والدولي، وخصوصا بعد الانفراج السياسي الذي دشنه جلالة الملك في مطلع فبراير/ شباط في العام 2001.

كما أن استضافة المنامة القمة العربية المقرر عقدها في مارس/ آذار المقبل ستضفي خصوصية عربية وثقلا سياسيا أيضا لما تحمله القمة من توقعات وتوصيات مهمة تقرر فيها مصير الأمة العربية، غير أنها لن تعطل قرارات الإدارة الأميركية العازمة بشكل أو بآخر على ضرب العراق.

غير أن مصادر دبلوماسية في السفارة الأميركية أوضحت لـ «الوسط» أن زيارة جلالة الملك لواشنطن تأتي تحت إطار بند «زيارات العمل» التي عادة ما يتم فيها ترتيب مقابلات مع الرئيس الأميركي وعدد من المسئولين في البيت الأبيض لمناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن دون أن تشير هذه المصادر إلى طبيعة المباحثات التي سيتم التطرق إليها، وما إذا كانت الأزمة العراقية تتصدر قائمة المباحثات، كما هو متوقع. والبحرين تعتبر الحليف الرئيسي لواشنطن في منطقة الخليج، ومقر الأسطول الأميركي الخامس الذي تربطه علاقات تعاون عسكرية وثيقة مع بلدان المنطقة.

يذكر أن حكومة المنامة أعلنت السبت الماضي تسلم منظومة صواريخ «باتريوت» أميركية في إطار تعزيز حمايتها تحسبا للحرب الأميركية. وكان جلالة الملك أشار في اجتماعه مع رؤساء الجمعيات السياسية قبل يومين إلى أنه لن يسمح باستخدام البحرين منطلقا للحرب على العراق. ويتوقع أن يؤكد جلالة الملك هذه السياسة خلال لقائه بالرئيس الأميركي كما يرجح أن يتم توقيع اتفاقات مهمة مع الجانب الأميركي تتركز على ميزة فتح الأسواق الأميركية وفرص الاستثمار للشركات والأفراد في البلدين.

إلى ذلك، نفت مصادر أميركية أن تكون لدى الولايات المتحدة أية نية لحث البحرين على تأجيل انعقاد القمة العربية في المنامة، وذلك ردا على أقاويل تتداول في الأوساط الدبلوماسية العربية. وكان جلالة الملك استقبل أمس الأول نائب القائد العام للقوات المركزية الأميركية الجنرال جون أبي زيد، الذي تحدثت بعض التقارير عن إعداده للقيام بدور حاكم عسكري للعراق، فيما لو شنت أميركا الحرب واحتلت بغداد، أهم عاصمة في المشرق العربي.

جلالة الملك في واشنطن الأسبوع المقبل

واشنطن - محمد دلبح

يبدأ جلالة الملك زيارة عمل للولايات المتحدة يوم الاثنين المقبل تستمر لمدة يومين هي الثانية منذ توليه عرش المملكة. وسيجري جلالة الملك محادثات مع الرئيس الأميركي جورج بوش وكبار المسئولين الأميركيين.
وذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة أن المحادثات ستتناول العلاقات الثنائية بين البلدين وتطور الأوضاع في المنطقة العربية وخصوصا الأزمة المتعلقة بالعراق والاستقرار في منطقة الخليج إلى جانب بحث السبل الكفيلة بتسوية الصراع العربي - الإسرائيلي.
يذكر أن وزير الدولة للشئون الخارجية محمد عبدالغفار التقى - خلال زيارته واشنطن للتحضير لزيارة جلالة الملك - عددا من المسئولين في وزارة الخارجية والدفاع والبيت الأبيض إلى جانب عدد من أعضاء الكونغرس.

المصدر: صحيفة الوسط البحرينية
بتاريخ: 29 يناير 2003