بدعوة كريمة من حضرة صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين يقوم اليوم العاهل الاردنى جلالة الملك عبدالله الثانى بن الحسين بزيارة أخوية لمملكة البحرين. وتأتي الزيارة تجسيدا للعلاقات المتميزة القائمة بين قيادتي البلدين الشقيقين، والتى تميزت على مدى تاريخها بالحميمية ، توجت بوشائج أخوية حميمة بين عاهلي البلدين، الأمر الذي اضفى على العلاقات الكثير من التلاحم والرسوخ.
وقد وفرت حكومتا البلدين مقومات النهوض بالعلاقات المميزة القائمة، ويأتي لقاء العاهل الاردنى بحضرة صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في نطاق التشاور والتنسيق المستمر في أوضاع المنطقة، واستعراض عدد من القضايا المشتركة والعلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتنسيقها في المجالات التجارية والاقتصادية والاجتماعية كافة.
علاقة البحرين والأردن التجارية البينية
شهدت واردات الأردن البينية من الدول العربية نموا بنسبة 25,7 خلال الفترة 1995-2000، حيث بلغت 1091,3 مليون دولار في عام 2000 مقارنة بـ 868,4 مليون دولار في عام .1995 اما واردات مملكة البحرين البينية من الدول العربية فبلغت 426,7 مليون دولار في عام 2000 مقارنة بـ 362,2 مليون دولار في عام 1995، مسجلة بذلك نموا قدره 17,8 خلال الفترة 1995-2000 .
من جهة أخرى، يشير التقرير الاقتصادي العربي الموحد للعام 2001 الصادر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وصندوق النقد العربي، ومنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، إلى أن صادرات الأردن البينية إلى الدول العربية بلغت 608,3 مليون دولار في عام 2000، مقارنة بـ 644,4 مليون دولار في عام 1995، مسجلة انخفاضا بنسبة 5,6، أما صادرات البحرين البينية فسجلت انخفاضا بنسبة 9,6 في العام 2000 مقارنة بعام 1995، حيث انخفضت إلى 499,8 مليون دولار العام 2000. مقارنة بـ 552,7 مليون دولار العام 1995.
أن نسبة مساهمة واردات وصادرات كل من البحرين والأردن محدودة نسبيا مقارنة بإجمالي التجارة العربية البينية، حيث بلغت نسبة مساهمة الصادرات الأردنية 3,4 في العام 2000، مقارنة بـ 4,9 في العام .1995 أما بالنسبة إلى البحرين فقط انخفضت نسبة مساهمتها في إجمالي التجارة العربية البينية لتبلغ 2,8 في العام 2000م مقارنة بـ4,2 في العام 1995م.
آفاق التعاون الاقتصادي
ووفقا للتقرير الاقتصادي العربي المحدد الذي يمثل وجهة نظر الجامعة العربية، بلغت إجمالي الصادرات البحرينية إلى الأردن 6,4 مليون دولار فقط في العام 2000، بينما بلغت واردات البحرين من الأردن 10,3 مليون دولار في العام نفسه.
أن أمام المملكتين آفاقا واسعة للتعاون الاقتصادي، وفي هذا الصدد حث وزير الدولة وزير الاقتصاد الوطني الاردنى محمد الحلايقة خلال استضافته لوفد جمعية رجال الأعمال البحرينييننن رجال الأعمال الأردنيين والبحرينيين على العمل سويا لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وأكد دعم الحكومة للقطاع الخاص في البلدين لاستكشاف الفرص الاستثمارية وإقامة المشاريع المشتركة. كما واستعرض بعض المؤشرات الاقتصادية المهمة، والتي من بينها بلوغ معدل النمو الاقتصادي 4,2 عام 2001، ونمو الصادرات بطريقة غير مسبوقة، حيث وصلت إلى 20 العام 2001، بينما بلغت خلال التسعة اشهر الأولى من هذا العام حوالى17. وبصدد احتياطيات البنك المركزي من العملات الصعبة فبلغت 3,3 مليار دولار، وفى الوقت الذي أشار فيه إلى أن الاستثمارات القادمة إلى الأردن تضاءلت هذا العام نتيجة للظروف الإقليمية والدولية، أعرب عن الأمل أن يعوض هذا النقص باستثمارات عربية، خصوصا مشاريع البنية التحتية في قطاعات الطاقة والمياه. وقد أبدى وفد جمعية رجال الأعمال البحرينيين أهمية التعاون بين القطاع الخاص في البلدين، وجذب الاستثمارات المشتركة، وتنشيط التبادل التجاري، والاستفادة من التسهيلات المتوفرة في البلدين.
بدأت أمس أعمال اجتماع الدورة الأولى لمجلس الأعمال الاردنى البحريني المشترك لبحث سبل تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين. وأكد رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين حمدي الطباع في افتتاح الاجتماع على ضرورة الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية المتوافرة التي إتاحتها الاتفاقات المعقودة بين البلدين، وأبرزها اتفاقية التجارة الحرة وتشجيع الاستثمار والتعاون المشترك في الأسواق المالية والنقل البرى. وأشار إلى أن تطور حركة التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الماضية تعكس مدى رغبة الجانبين، إلا أنها ما زالت دون مستوى الطموحات، مشددا على ضرورة التركيز على زيادة آفاق التعاون المشترك. وبين أن هناك الكثير من الفرص المتاحة للاستثمار المشترك في المجالات الطبية والسياحية والتعليمية وتكنولوجيا المعلومات والصناعة والبنوك والتجارة والاستفادة من المزايا النسبية المتوفرة لدى الجانبين.
ومن جانبه قال رئيس جمعية رجال الأعمال البحرينية خالد المؤيد: ان العلاقات التي تربط البلدين الشقيقين علاقات قوية على مختلف الصعد، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مشيدا بالتطور الاقتصادي الذي شهده الأردن، والإنجازات الكبيرة التي حققها على الرغم من الظروف العالمية والإقليمية التي تمر بها المنطقة. وأضاف أن جمعية رجال الأعمال البحرينية تهدف إلى التعرف والتعريف بفرص الاستثمار المتاحة للمستثمرين بين الدول العربية، وإزالة المعوقات التي تعترضهم، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من تجربة الأردن في هذا المجال. ويؤمل أن تشهد العلاقات الاقتصادية المزيد من التقدم في ظل العلاقات الأخوية الوثيقة بين المملكتين الشقيقتين
العدد 16 - السبت 21 سبتمبر 2002م الموافق 14 رجب 1423هـ