العدد 22 - الجمعة 27 سبتمبر 2002م الموافق 20 رجب 1423هـ

البحرين في سنوات الفوضى (1735 - 1783)

لم تسد الفوضى البحرين كما حدث خلال الفترة من 1735 وحتى 1883وخلال 48 عاما تمت محاصرة البحرين واحتلالها، وتغير فيها نظام الحكم 13 مرة، بعد فترة استقرار امتدت من العام 1602 وحتى العام 1717 حين كان حكامها من ولاة الدولة الصفوية.

وقبل هذا التاريخ، حكم شيوخ بندر طاهري الواقعة على الساحل الشرقي للخليج العربي البحرين، بين عامي 1722 و1735، وكان هذا الحكم ممثلا في أسرة نصور التي يطلق عليها في فارس «نصوري».

وفي العام 1735 حين كان الشيخ جابر أو جبارة بن ياسر النصوري حاكما للبحرين، وقد ثبت في هذا المنصب من قبل ملك فارس الجديد نادر شاه أول ملوك الأسرة الأفشارية، إلا أن الشيخ جابر توقف عن دفع الجزية المتفق عليها إلى ملك فارس، فما كان من الاخير إلا أن يستعين بسفن عرب فارس الموالين له من عائلة المذكور الذين ينتمون إلى عرب المطاريش، وشيوخ بندر بوشهر الذين حكموها خلال الفترة الواقعة ما بين عامي 1735 و1851، بعد أن كانت مشكلة السفن إحدى المشكلات الدائمة بالنسبة إلى الفرس، وجهز جيشا بقيادة محمد تقي خان، وكان بعدها احتلال البحرين.

وعليه، أعطى نادر شاه مقاليد حكم البحرين إلى شيخ بوشهر الشيخ ناصر بن الشيخ مذكور تقديرا لمساعدته له في احتلال البحرين، وكان وقتها الشيخ ناصر حاكما للبحرين وبوشهر في الوقت نفسه، بمساعدة أخيه الشيخ غيث، ولم يستمر هذا الحكم سوى سنتين، حيث انتهز إمام اليعاربة وسلطان عمان فرصة انشغال نادر شاه بحملة عسكرية ضد الهند، وعليه قام الجيش العماني باحتلال البحرين وحكمها مدة سنة واحدة. وسرعان ما عاد نادر شاه، وأصدر أوامره بإرجاع البحرين إلى ملكه، مستعينا أيضا بالشيخ ناصر الذي طلب بدوره العون من شيخ بندر عسلو الشيخ كاظم بن جبر الحرمي، كما طلب العون من شيوخ بندر ريك الواقعة شمالي بوشهر، وهم من قبيلة بني صعب، وبعد أن عادت البحرين إلى حكم الشيخ ناصر مذكور تنكر لفضل الحرمي عليه، وانقلب أيضا على شيوخ بني صعب الأقل قوة، وبعد إقصائهم استمر الشيخ ناصر في الحكم حتى وفاته مدة 15 سنة. وانتقل بعدها الحكم إلى ابنه الشيخ نصر الأول الملقب بالبقرة العجوز، حيث استمر على كرسي الحكم مدة 40 سنة.

في غضون ذلك انتظر شيوخ الحرمي فترة طويلة لأخذ الحكم في البحرين بعد أن بُخس حقهم، وتم إبعادهم، فما كان من الشيخ محمد بن جبر الحرمي أخ الشيخ كاظم، إلا إقصاء الحاكم مذكور عن الحكم، وظل حاكما للبحرين مدة سنة. ولكن سرعان ما عادت التحالفات من جديد، حيث عقد الشيخ نصر الأول المذكور اتفاقا مع جاره اللدود المير الشيخ نصر بني صعب، اقتضى بموجبه أن يحكم البحرين ابن الأخير المير الشيخ حسين، ولم يستمر هذا التحالف الذي هدف إلى إرجاع الحكم إلا سنة واحدة، عاد بعدها شيوخ الحرمي واستولوا على البحرين مدة سنتين فقط.

وتدور الدائرة، ومن جديد تُبرم التحالفات التي أسفرت عن رجوع البحرين إلى حكم الشيخ نصر الأول المذكور، بعد أن عقد اتفاقا مع حليفين جديدين وغريبين، الحليف الأول تمثل في شيوخ النصوري من بندر طاهري مقابل 14000 روبية «أربعة عشر ألف روبية» تدفع سنويا من دخل البحرين، وكان الحليف الثاني عتوب الزبارة الذين كانوا يمتلكون الرجال بوفرة، على رغم قلة عدد سفنهم، وخلوها من المدافع، مقابل إعفائهم من ضريبة الغوص، وحصولهم على الماء والمؤن من البحرين مجانا. واستمر الوضع على ما هو عليه مدة 10 سنوات، حتى يناير/ كانون الثاني أو أبريل/ نيسان من العام 1766.

وبعد انقضاء السنوات العشر ظهر لاعب جديد على الساحة، وهو المير مهنا ابن المير نصر بني صعب حاكم بندر ريك، والذي وقعت البحرين في قبضته مدة سنتين حتى العام 1768. ومن هذه السنة وحتى انقضاء خمس سنوات تسلم مقاليد الحكم في البحرين الشيخ محمد الحرمي. ومن العام 1773 وحتى 18 يوليو/ تموز 1783 كانت البحرين محكومة من شيخ بوشهر الشيخ نصر الأول، وما أن انتهى حكمه حتى دانت البحرين إلى أسرة آل خليفة

العدد 22 - الجمعة 27 سبتمبر 2002م الموافق 20 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 2:28 م

      شكرا جزيلا على هذه المعلومات القيمة . و الان لقد عرفت من اين هو اصل لقب ال مذكور.وانا اعتز وافتخر تهذا اللقب و انا احمل لقب مذكور من الجزائر .مع اخلص التحيات لجميع ال مذكور في البحرين .

    • زائر 2 | 4:14 ص

      كل بحث دون مصادر لا يعدو كونه اكثر من رواية خيالية

      ماهي مصادر الكاتب؟؟؟

    • زائر 1 | 4:16 م

      العراق / البصرة

      شكرا لكم على هذه المعلومات القيمة

اقرأ ايضاً