العدد 213 - الأحد 06 أبريل 2003م الموافق 03 صفر 1424هـ

100 طفل مصاب بالسكلر يولدون في البحرين سنويا

احتفالا بـ «يوم الصحة العالمي»

دعت مجموعة من استشاريي أمراض الأطفال في البحرين إلى ضرورة خلق وعي بيئي متكامل في المجتمع يعتمد على التنشئة الصحية للأطفال في الوقت الذي يحتفل فيه العالم اليوم (السابع من ابريل/نيسان) بيوم الصحة العالمي الذي يحمل هذا العام شعار «تنشئة الأطفال في بيئة صحية، ضمان للمستقبل». وأوضح الاستشاريون في حديثهم إلى «الوسط» أن أكثر أمراض الأطفال انتشارا في البحرين تعود أسبابها إلى قلة وعي الأهل بالممارسات الصحيحة في التغذية والسلوكيات التي يقوم بها الأطفال والتي تعرضهم للمرض مع التقادم في العمر.

وجاءت أمراض الدم الوراثية في المرتبة الأولى بين الأمراض التي يصاب بها الأطفال في البحرين إذ يولد كل عام 100 مولود مصاب بالسكلر، في مقابل 4 إلى 5 مواليد مصابين بالثلاسيميا. بينما تنوعت باقي الأمراض التي يعاني منها الأطفال في البحرين ما بين أمراض سوء التغذية والالتهابات الرئوية والربو وتسوس الأسنان والسكري والسرطانات.

وفي هذا الصدد، أكد استشاري أمراض الأطفال ورئيس لجنة سلامة الطفل المرورية في الإدارة العامة للمرور أكبر محسن محمد ضرورة توعية الطفل باتباع قواعد السلامة على الطريق، وتعليمه عبور الشارع بشكل سليم لحماية نفسه من الحوادث المحتملة التي تبعده عن المجتمع لفترات طويلة يقضيها في العلاج في المستشفى، وتمنعه من الانطلاق وممارسة هواياته المعتادة.

وأضاف محمد أن على القائمين بنقل الأطفال من وإلى المدارس ورياض الأطفال الاهتمام بضمان سلامة الطفل في وسائل النقل العام والخاص، وسلامته أثناء الركوب والجلوس. ويعتقد محمد أن الوعي في البحرين بالحوادث المرورية مازال دون المستوى، والدليل على ذلك هو ارتفاع نسبة الحوادث المرورية التي يتعرض لها الأطفال على رغم الإرشادات المرورية الكثيرة في هذا الشأن. وتمنى أن يزيد الوعي لدى الأهالي الذين تعودوا على سلوكيات خاطئة يمارسونها أمام أطفالهم فتتكرس لديهم ومنها الجلوس في المقعد الأمامي وعدم الالتزام بربط حزام السلامة.

ومن جانب آخر دعت أخصائية أمراض الأطفال ساهرة محمد مهدي، إلى «إتلاف كل المواد الغذائية التي تباع للأطفال في الأسواق» على اعتبار أنها «السبب الرئيسي» في أكثر المشكلات الصحية التي يعانون منها. وأشارت إلى أن الحلويات الرخيصة التي يشتريها الأطفال من المحلات التجارية والأطعمة المعلبة التي لا تحتوي على أية فائدة غذائية هي التي تتسبب في كثير من أمراض الأطفال وأهمها الزكام والالتهابات والسكري والسمنة وغيرها الكثير.

وأضافت أنها وجهت الكثير من النصائح إلى الأهالي بضرورة العناية بنوعية الغذاء الذي يتناوله الطفل، إلا أنها لم تجد أية استجابة تذكر إذ كان العذر الوحيد لدى الأهل هو أنهم لا يستطيعون منع الطفل من تناول هذا النوع من الأغذية.

ووصفت مهدي الحلويات والبطاطس المقرمشة بـ «النفايات» التي تدخل إلى جوف الطفل، وخصوصا إذا كان الطفل يعتمد عليها كوجبة رئيسية. ولم تعتبر منع الطفل من تناول هذه الوجبات بالأمر الصعب إذ ان الطفل في مراحل سنه الأولى قابل للتشكيل وتغيير السلوكيات.

وحصرت المشكلات الصحية التي يعاني منها الطفل جراء سوء التغذية في الزكام المستمر الذي يصاب به بعض الأطفال ولا يشفون منه. إذ ذكرت أن الكثير من الأمهات يشتكين من أن أطفالهن يعانون من الزكام الذي لا ينتهي، و«السبب في ذلك يعود إلى سوء تغذيتهم».

وأضافت أن الالتهابات المتكررة التي يعاني منها بعض الأطفال هي نتيجة أخرى لسوء التغذية، وخصوصا عند تناول الأغذية التي تحتوي على مواد ملونة وحافظة وسكريات مما يضعف مناعة الطفل تجاه الالتهابات.

وتأتي مشكلات السمنة أو النحافة عند الأطفال نتيجة أخرى لسوء التغذية إذ تؤكد أن بنية الطفل تتأثر كثيرا بنوع الغذاء الذي يتناوله. هذا إلى جانب كثرة الحركة واللعب عند بعض الأطفال والتي يعد تناول الحلويات والسكريات التي تعطي طاقة وحرارة للجسم أحد أسبابها. ومن جانب آخر تأتي أمراض السكري والسرطان في مرحلة لاحقة نتيجة تراكم العادات الخاطئة.

ويوافقها أخصائي التغذية الأول زهير الدلال في التركيز على تغذية الطفل بوصفه الأهم في تنشئة الطفل. فذكر الدلال أن الوعي الغذائي لدى الأهل في البحرين محدود، إذ يرضخ معظمهم لمطالب الطفل ولا يجبرونه على تناول الأغذية الصحية. وأشار الدلال إلى أن نوعية وكمية الغذاء الذي يتناوله الطفل تنعكسان عليه بشكل رئيسي، حتى أنهما تؤثران في سلوكه وشخصيته، مضيفا أن بعض العادات الغذائية الخاطئة التي يتعود عليها الطفل ومنها عدم تناول وجبة الإفطار صباحا تؤثر سلبا على مدى تركيزه واستيعابه ومن ثم قدرته على الفهم، هذا عدا أمراض سوء التغذية ومنها فقر الدم وهشاشة العظام والسمنة إضافة إلى تسوس الأسنان الناتج عن تناول السكريات المصنعة.

وفي إطار إقبال الأطفال على تناول الوجبات السريعة، أشار الدلال إلى إمكان تعديلها وتطويعها لتصبح مغذية، وذلك باستبدال المشروبات الغازية بالعصائر الطبيعية، والمقليات بالمشويات، واستبدال البطاطس المقلية بالسلطات. موضحا أن المشكلة في هذا الصدد لدى الأهل وليس الأطفال، فقد طبق قسم التغذية مشروعا موسعا بالاشتراك مع مطاعم الوجبات السريعة لاستبدال المشروبات الغازية بالعصائر في وجبات الأطفال، إلا أن المشروع فشل بسبب إصرار الأهل على الحصول على مشروب غازي لأطفالهم.

ومن جانب آخر، تطرق أخصائي أمراض الأطفال هيثم الخواجة إلى نوع آخر من الأمراض التي يعاني منها الأطفال وأهمها أمراض الدم الوراثية، مشددا على أهمية الفحص قبل الزواج والذي يقي بشكل كبير من ولادة طفل مصاب أو حامل للمرض.

كما أشار الخواجة إلى أزمات الربو التي يتعرض لها بعض الأطفال نتيجة التقلبات في الجو، والتي تنتج - في رأيه - عن قلة الوعي لدى الأهل بنقل الطفل وإخراجه من المنزل، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بعدم إخراج الأطفال حديثي الولادة أو صغيري السن في الجو المغبر أو البارد حتى لا يصابون بنزلات برد قوية تؤثر عليهم.

وشدد الخواجة على ضرورة اهتمام الأمهات بقراءة الكتب والموضوعات المتخصصة في كيفية العناية بالطفل والاهتمام بصحته.

وفي الوقت نفسه، أوضح استشاري طب الأطفال حسن علي زين الدين أهمية تنظيم الإنجاب حسب الأوضاع المادية والعملية للزوجين لضمان نشأة الطفل في جو سليم. مشيرا إلى ضرورة إلمام الوالدين بأصول التربية وكيفية التعامل مع الطفل، والاقتراب منه بشكل مناسب في مرحلة تكوين الشخصية للتعرف على الضغوط التي يواجهها والأسئلة التي يبدأ في طرحها.

ويذكر أن تركيز منظمة الصحة العالمية على موضوع تنشئة الأطفال في البيئة الصحية هذا العام جاء انطلاقا من تأثير البيئة في مرحلة الطفولة المبكرة إذ يكون الطفل أقل مناعة وأكثر تأثرا بالعوامل المحيطة به، وهو التأثير الذي يلازم المرء طوال حياته

العدد 213 - الأحد 06 أبريل 2003م الموافق 03 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً