من أوراق زوج سعيد جدا (تكملة)
كتب عضو منتديات الدانة في منتداه هذه الأوراق
الورقة الثالثة
صرخت زوجتي
... جبن شنخواني!
... لم أجد رحماني
... ولماذا لم تتصل لتسألني قبل شرائه أليس في يدك جوال
(اضغط على أعصابي بكل ما أوتيت من قوه حتى لا أنفجر)
... كله جبن فلمنك
... لا... نحن لا نحب هذا النوع... لا بد أن ترجعه
في بعض الأحيان يضطر الزوج إلى اتخاذ قرار دكتاتوري قبل انفلات زمام الأمور، اتخذت قراري بحسم وهدوء يسبق عاصفة هوجاء قلت
... لن أُعيد شيئا
... على راحتك أنا لن آكل منه وكذلك الأولاد لن يأكلوه
... حسنا سآكله أنا
على مائدة العشاء وجدت كرة الجبن الشنخواني - والتي تزن 2 كيلو - موضوعة بكاملها على الطبق المقابل لمقعدي وإلى جوارها السكين، حسنا إنها لحظة التحدي وإثبات الذات، العيون كلها معلقة بي، تناولت السكين واقتطعت جزءا ووضعته في فمي
(لعنة الله عليك يا شنخواني)
ما هذا الطعم!
أغمضت عيني وأخذت أمضغ بهدوء متصنعا أنني غارق في لذة الطعم الشنخواني العريق
ابتلعت الجبن بعد جهد جهيد وقلت
... ما شاء الله هكذا يكون الجبن
رأيت في العيون سخرية ماكرة، عرضت على الطفلين قطعه ولكنهما امتنعا
(طبعا أمهما هي السبب)
أكملت عشائي وتناولت خلاله نصف كيلو جبن شنخواني وغادرت المائدة وان أترنح من هول العذاب
بعد صلاة الفجر فتحت الثلاجة وأحضرت السكين وأخذت أقطع الكرة اللعينة إلى مربعات صغيره ووضعتها في علبة أنيقة
في العمل أخذت أطوف بمكاتب الزملاء حاملا العلبة في يدي وأنا استحلفهم بالله ألا يرفضوا مشاركتي هذا النوع الجديد من الجبن زاعما أنه جبن فرنسي اسمه (فاتلوا) أحضره أخي معه من فرنسا أمس
تناولوا الجبن بتلذذ (جُبِلَ الناس على حب كل ما هو مجاني)
عدت إلى المنزل سعيدا بالتخلص من هذا البلاء ممنيا النفس بغذاء شهي ينسيني معاناة تلك الليلة الرهيبة
على الغداء سألتني زوجتي أين ذهبت كرة الجبن؟
... أكلت منها في الإفطار وأخذت الباقي إلى العمل إذ إنها جميلة جدا مع الشاي ولمحها الزملاء فتختطفوها من بعضهم بعضا
صمتت وأُفحمت تماما
(أخيرا انتصرت عليها)
تناولت الغداء ودخلت إلى سريري لأنام القيلولة
استيقظت قبل المغرب وتوضأت وبينما أرتدي ثيابي دخلت زوجتي وعلى وجهها ابتسامة جميلة ووجها ينم عن فرحة غريبة لا أفهمها
(ها هي أولى نتائج انتصاري عليها)
... هل نمت جيدا يا حبيبي
... الحمد لله
... زينب زوجة حسين زميلك بالعمل اتصلت بي
... وماذا تريد؟
... طلبت مني أن أسألك سؤالا
... خيرا إن شاء الله
... تسال إن كنت تعرف من أي محل في باريس أحضر أخوك جبن (فاتلوا) لأن أختها مسافرة غدا وهي تريد تذوقه بعد أن حكى لها زوجها عن جمال هذا الجبن الذي تذوقه من يدك الكريمة
(رباه ما هذا الحظ ألا يمكن أن أظل منتصرا لنصف يوم فقط!)
الورقة الرابعة
للنساء حاسة عاشرة عجيبة (للمزيد من المعلومات عن الحواس من 6 إلى 9 راجع كتاب نزهة الطهقان في حواس النسوان)
هذه الحاسة تتعلق باستغلالهن للحظات ضعف الأزواج (لا يروح فكركم لبعيد أنا أقصد هزيمة الجبن الشنخواني)
فقد قالت زوجتي
... أول يوم رمضان معزومين عند أمي
... كل عام وأنتم بخير
... لازم نروح بملابس جديدة كل زوجات إخوتي سيكونون معنا
كدت أصرخ وهل حل رمضان فجأة حتى تنتظري لآخر يوم في شعبان... ولكن تمسكت بالحكمة وقلت
... إن شاء الله
طلبت منى الذهاب إلى ذلك المحل الكبير الذي افتتح قبل يومين معلنا عن تخفيضات كبيرة بمناسبة رمضان والعيد.
من أشد الأخبار وطأة على نفس العاقلين من الرجال سماع خبر افتتاح محل أو إجراء تخفيضات في آخر إذ يندفع الناس إليهما كغرقى وجدوا قارب نجاه!
ويقضي الزوج ليلة سوداء في البيت إذا لم يوافق على الذهاب كما يقضي ليلة سوداء في المحل إذا وافق.
وصلنا إلى منطقة المحل واستغرق إيجاد موقف للسيارة 45 دقيقه نظرا إلى همجية السائقين التي تنتج عن أن معظمهم أزواج مقهورون ينفسون عن قهرهم ويودون الاشتباك مع أي أحد (ماعدا زوجاتهم طبعا)
وصلنا إلى بوابة المحل وبحثنا عن عربة حمل الأغراض فلم نجد أي واحدة قالت زوجتي: .. غير مهم نحملها في أيدينا
بمجرد دخولنا بكى طفلي الصغير ذو الثلاث سنوات خائفا من الزحام والضجة حاولت أن أهدئه بلا فائدة فحملته ليزداد بلائي وكربي
تتبع زوجتي الطريقة الآتية لاختيار الملابس
(يعلن مصراوي عدم مسئوليته عن تحطيم أي من القراء الكرام لشاشة الكومبيوتر أثناء قراءة الطريقة)
تقف أمام حامل الملابس لمدة 5 دقائق من دون أي حركة - تركز على قطعة معينة من الملابس لمدة دقيقتين - تزيح جميع القطع التي على اليمين إلى أقصى ما تستطيع - تنتظر دقيقة - تزيح جميع القطع التي على اليسار إلى أقصى ما تستطيع - تنتظر دقيقة - تميل برأسها يمينا قليلا لتنظر إلى القطعة من الأمام لمدة دقيقة - تعود إلى الوضع الأصلي وتنتظر دقيقة - تميل برأسها يسارا قليلا لتنظر إلى القطعة من الخلف لمدة دقيقة - تعود إلى الوضع الأصلي - ثم تتركها وتمشي!
في بعض الفرص السعيدة تجتاز القطعة جميع الاختبارات السابقة فتدخل إلى المرحلة التالية من الاختبارات، تأخذ القطعة وتخلصها من الشماعة وتعطيني الشماعة لكي أمسكها في يدي (تخيلوا أن هذه الحركة المعقدة جدا لا تستغرق سوى دقيقة واحدة... ما أكرمكِ يا زوجتي العزيزة)
بعد أن تصبح القطعة بين يديها الكريمتين تبدأ بالحركات الآتية - تجذب القطعة من الجانبين بقوة - تكور القطعة وتضغط عليها بقوة - تفرد القطعة - تدخل يديها داخل القطعة وتباعد بينهما إلى أقصى ما تستطيع - ترفع القطعة إلى أعلى بحيث تشكل زاوية قائمه مع مصابيح الإضاءة المثبتة في السقف - تبحث عن بطاقة بلد الصنع - تقلب القطعة تماما - تعيدها إلى الوضع الأصلي - تقرأ بطاقة السعر - تفكر لمدة لا تتجاوز ربع الساعة - تتكرم بقذف القطعة في وجهي لكي أعلقها على الشماعة وتتركها وتمشي!
في بعض الفرص السعيدة جدا والتي تجتاز فيها القطعة اللعينة جميع هذه الاختبارات تبدأ عملية القياس على الطفل التي لا تستغرق سوى 20 دقيقة في المعدل ثم تسألني:
... ما رأيك 34 مضبوط ولا 36؟
... 36 (لم ألاحظ الفرق طبعا)
... يعنى 36 أحسن من 34؟
... نعم 36 أحسن من 34
... يعنى 34 صغير؟
... نعم 34 صغير
... أكيد 36 مضبوط؟
... نعم نعم أكيد 36 مضبوط
... أخذ لها البني أم الأزرق؟
... خذي الأزرق
... ولكن معظم ملابسها من درجات الأزرق
... خلاص خذي البني
... ولكن ليس عندها حذاء يناسب البني
... نشتري لها حذاء بني
تفكر لمدة عشرة دقائق
... خلاص سآخذ البنفسجي
أمضينا أربع ساعات كاملة وعضلات ظهري تطالب بالرحمة أو حتى بمحكمة الظلم الدولية في لاهاي
وكل نصف ساعة تـلتـفت إلي وتقول مهددة
... مالك تمشي ووجهك مكفهر لو زهقان نمشي وخلي الأولاد يلبسوا قديم وأولاد أخوالهم لابسين جديد
... وهل تكلمت؟
... شكلك لا يحتاج لكلام لقد نفخت مرتين
... أبدا أبدا أنا كنت أكح فقط
أخيرا وصلنا إلى طابور الحساب الطويل حاملا الأغراض والولد النائم منذ ساعتين
(الحمد لله من يرى حماقة زوجة غيره تهون عليه حماقة زوجته)
قلت العبارة السابقة وأنا أحاول إسعاف زوج مسكين كان يقف أمامي في الطابور وسقط مصابا بأزمة قلبيه عندما صاحت به زوجته من على بعد 10 أمتار
... وجدت (كلو...) بي بي XL حمراء... بس أجيب دانتيل ولا عادي؟!
الورقة الخامسة
تعتمد سياسة الزوجات في التعامل مع أزواجهن على خطين رئيسيين
الأول استغلال احتياجات الزوج لها لفرض شروطها وحرق دمه وأعصابه إلى أقصى درجة ممكنة (أقصد الدرجة التي تستطيعها الزوجة وليس من ناحية تحمل الزوج فهذه لا حدود لها)
الثاني تذكير الزوج ليلا ونهارا وبمعدل مرة كل 7 دقائق بكم التضحيات المهول التي تقدمه له ولأولاده (الضمير عائد على الزوج فقط لأن أثناء موشحات الذل اليومية يكون الأولاد هم أولاد الرجل فقط)
وقد شاء الله تعالى أن أتعرض لذلك وإليكم القصة
أخبرت زوجتي العزيزة أنني سأدعو والدي ووالدتي للإفطار ثالث أيام رمضان حين يعودا من العمرة المباركة وسأدعو أيضا أخواتي الثلاث
نظرت إليّ نظرة متفحصة، أعرف هذه النظرة تماما، إنها نظرة ذلك الإفريقي الجائع منذ 7 سنوات عندما يرى مكونات البوفيه المفتوح في مطعم باريسي فخلال الأيام المقبلة وحتى موعد ذلك الإفطار المبارك سأكون أطوع لها من بنانها وسأقوم بتنفيذ كل ما تطلب بحذافيره من دون قيد أو شرط، كما سأكون متحملا لجميع مفردات الكلمات المنتقاة التي تخترق الجسد كالسهام المشتعلة راسما ابتسامة راضية مطالبا بالمزيد من هذه الهبات السخية
... يعني باقي يومين فقط لماذا تفاجئني هكذا
... الموضوع كله 5 أفراد فقط ومعروف أنني أدعوهم كل عام
... 5 أفراد فقط! وهل نسيت نفسك أنت وأولادك أم أنتم ستتفرجون عليهم فقط.... (يتبع)
