العدد 1638 - الخميس 01 مارس 2007م الموافق 11 صفر 1428هـ

عروس المحرق تنزل للماء

قلعة عراد تضيء من دون مس...

ضمن مهرجان ربيع الثقافة، للعام 2007م، ستضاء قلعة عراد التاريخية يوم الإثنين المقبل في حفل كبير، التي شكلت معلما تاريخيا تمت الاستفادة منه لمناسبات ثقافية عدة، حيث أقيمت فيها الكثير من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية، يعد نظام الإضاءة الجديد، الذي صممته الشركة الفرنسية الشهيرة «أرشيتكتشر لوميير»، والذي سيمنح - كما أشار القائمون على المشروع - إضاءة برؤية مختلفة ومتميزة لقلعة عراد، إضافة الى قيمتها الأثرية والتاريخية، بعدا جماليا، تدليلا على مكانتها، واهتمام القائمين عليها.

تعد قلعة عراد من أهم المواقع الأثرية في البحرين، كما لها تاريخ يشكل جزءا من تاريخ مهم للمنطقة، سمّيت هذه القلعة بهذا الاسم، إشارة للمنطقة التي تقع فيها، ويرجع المؤرخون هذه التسمية إلى اسم البحرين القديم «أرادوس»، وهو اسم أطلق على مدينة المحرق قديما. بُنيت القلعة خلال القرن الخامس عشر، وبالتحديد نهاية القرن الخامس عشر، مع مطلع القرن السادس عشر. وفي العام 1521م قام البرتغاليون باحتلال البحرين، من خلال أسطولهم البحري، الذي كان مقر قيادته عمان (مضيق هرمز)، فخضعت هذه القلعة لنفوذهم، إذ استفادوا منها في مواجهة العمانيين، والمعارضة المحلية، فأصبحت حصنا للبرتغاليين.

غير أنها لم تلبث في يد البرتغاليين، إذ في العام 1800م قام العمانيون بالاستيلاء عليها، بقيادة سلطان بن أحمد، والذي قام بدوره بتعيين أخيه سعيد بن أحمد واليا عليها، فجعل الأخير القلعة مركزا لحكمه وقيادته العسكرية، عرفت هذه المرحلة بقسوتها على أهل البحرين عموما.

يتضح من تناوب الغزاة على هذه القلعة مدى أهميتها الاستراتيجية والعسكرية، سواء من جهة موقعها الجغرافي، أو بنائها الحصين المطل على البحر، وهي مع ذلك مرتبطة بإحدى أهم الجزر من جهة أخرى، وهي جزيرة المحرق، إذ تمكن المستولي عليها من حماية أمنه جهة السواحل الجنوبية الشرقية، وهذا ما دفع كلا من البرتغاليين والعمانيين إلى السيطرة عليها.

تمتاز القلعة بشكل رباعي، يقف في كل زاوية منه برج مراقبة، مع ممرات وطرق علوية، تكوّن في مجملها حلقة وصل بين الأبراج الأربعة، كما زخرفت بفتحات على طول جدارها من الجهات الأربع، لكتيبة الجيش من الرماة، يحيط القلعة خندق، بنمط التحصينات القديمة، يجري فيه الماء بواسطة بئر يقع في وسط الخندق، واكتشفت في المراحل المتأخرة للتنقيب في القلعة، ثلاث طبقات أثرية، ترجع كل طبقة من هذه الطبقات إلى فترات مختلفة من التاريخ.

تعد أهم هذه الطبقات الطبقة الثالثة، التي تتكون من بعض القطع الفخارية تعود لفترة حضارة دلمون، أي تؤرخ هذه الطبقة بذلك إلى العام 2300 قبل الميلاد، وهي بقايا مستوطنة دلمون القديمة، وقد كشف التنقيب داخل القلعة عن بعض الغرف المنتشرة، وهي عبارة عن مخازن ومطابخ، يتوسط القلعة بئر ماء، يتم من خلاله تأمين مصدر الماء للمقيمين داخل القلعة.

ويأتي مشروع إضاءة قلعة عراد، تتويجا لقيمة هذه القلعة الأثرية، إذ بلغت كلفة تنفيذه 120 ألف دينار بحريني، كما تمت إعادة تشكيل الساحل المحاذي للقلعة، ليتناسب مع موقعها وشكلها الجديد، ويشكل مع القلعة منطقة جذب سياحية، كما وضعت مرافق ترفيهية وخدمية للزوار، ما يرشح في جعل هذه المنطقة مركزا مهما للسياحة مستقبلا.

العدد 1638 - الخميس 01 مارس 2007م الموافق 11 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً