العدد 1674 - الجمعة 06 أبريل 2007م الموافق 18 ربيع الاول 1428هـ

ما السبب الحقيقي في منع استخدام الهاتف باليد أثناء السواقة؟

لم يعد مفهوما ولا مقبولا عذر الإدارة العامة للمرور في إقرارها منع استخدام الهاتف النقال باليد أثناء السواقة، فالعذر التي استمسكت به الإدارة مثير للغرابة، والأغرب هو الشدة في المعاقبة، على رغم أن هناك مخالفات ضررها أكثر من عواقب استخدام الهاتف النقال باليد أثناء السواقة، ولكن عقوبتها أقل من بكثير من عقوبة استخدام الهاتف النقال، مثل تجاوز الإشارة الحمراء التي تودي بحياة السواق والأفراد بنسبة عالية جدا.

فالعذر الذي تعتمد إدارة المرور عليه في تغليظ العقوبة هو انشغال بال السائق بالمكالمة عن السواقة وذلك إذا ما استخدمه باليد. فالمسألة عند إدارة المرور مبدأ وليست وسيلة؛ أي انشغال البال وليس استخدام الهاتف، وهذا ما نتفق فيه مع الإدارة الموقرة. ولكن هذه الحجة لم تعد واضحة، لأن الإدارة باتت تركز على الوسيلة من دون المبدأ، أي باتت تركز على استخدام الهاتف باليد وتحاول جهدا منعه أكثر مما تركز على تثقيف السواق بأهمية الاهتمام بالسواقة وعدم الانشغال بأي شيء عنها.

وكثيرة هي الأشياء التي تشغل بال السائق، منها المكالمة أثناء السواقة باستخدام سماعة الهاتف، اذ إن السائق ينشغل بالمكالمة أكثر من السواقة تماما كحال استخدام الهاتف باليد، ولا يوجد فرق البتة بينهما. إلى جانب الأكل والشرب والتدخين وسماع المسجل أثناء السواقة... كل هذه تشغل بال السائق عن السواقة ما يشكل خطرا على حياته وحياة الآخرين.

فإذا كانت الإدارة تقصد تصفية أذهان السواق أثناء السواقة فعليها أن تمنع كل ما ذكر، اعتناقا بمبدأ «السواقة بحذر وذهن صاف». أو أن تكتفي بالتثقيف فقط من دون تغليظ العقوبة، بما في ذلك استخدام الهاتف باليد أثناء السواقة، الذي لا يزيد خطرا على الشرب والأكل أثناء السواقة، أو حتى التحدث مع المرافقين والاستماع إلى المسجل.

لا تفهم إدارة المرور أننا نعارض قراراتها، بل سنقف معها لما فيه مصلحة الجميع، ونلتمس العذر للإدارة في تغليظ العقوبات مع ازدياد الحوادث واللامبالاة أثناء السواقة التي يترتب عليها وقوع الحوادث المميتة، ولكن يجب على الإدارة أن تقنعنا بالسبب الحقيقي لهذا القرار الناقص، وأن تعيد النظر فيه، فإما أن تلغيه أو أن تشمل مع استخدام الهاتف باليد كل ما يشغل ذهن السائق عن السواقة وهي كثيرة جدا؛ أي أن تقرر بحسب المبدأ لما فيه المصلحة، لا أن تحارب وسيلة فقط وكأنها تروج لشراء سماعات الهاتف!

أحمد عبدالله الدفاري

العدد 1674 - الجمعة 06 أبريل 2007م الموافق 18 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً