تعتبر العلاقة بين المعلم والطلاب، من الضروريات في المرحلة التعليمية، فإن صحت وقويت كانت النتائج ايجابية وممتازة والحصيلة نجاح وتميز للطلاب. وإن سقمت وتعللت وأصابها التوتر وعدم العطف من المعلم على الطالب وقلة احترام من الطالب لمعلمه فإن النتيجة تكون سلبية والحصيلة ترك للدراسة وإحباط وتدني المستوى التعليمي وبالتالي ضياع الأجيال في زمن يتسلح به الناس بالعلم والمعرفة.
ومن أسباب سوء العلاقة بين المعلم وطلابه: عدم قدرة المعلم على فهم مشكلات الطلبة والنظر إليهم بعين العطف والأبوة، وهنا يجب على المعلم أن يسعى إلى احتواء الطلاب وتدارك مشكلاتهم ويساعدهم على التخلص منها بالسماع لهم وتفهم مشكلتهم ونفورهم من الدراسة، فكثير من الطلاب المقصرين دراسيا يعانون من مشكلات أسرية تنعكس سلبا على تحصيلهم الدراسي، بالإضافة إلى الإهمال الأسري للطلاب وعدم متابعتهم أثناء وجودهم في البيت ما يجعلهم متخلفين عن أقرانهم فيحاولون أن يغطون على تقصيرهم بالمشاغبة وكثرة الحركة في الصف، وبالإضافة إلى كون الطالب المقصر قليل الاستيعاب والفهم يعتبر مشكلة لدى المعلم ما يضطره إلى اتخاذ موقف سلبي تجاهه أو يضطر إلى توقيفه داخل الصف أو يطرده خارج الصف حتى يتسنى له تدريس الطلاب الآخرين الموجودين في الفصل الدراسي.
وهنا تبرز شخصية المعلم ومدى احتوائه لمثل هذه الحالات وكيفية التصرف معها بحكمة وبعطف، حتى يخرج الطرفان من هذه المشكلة التي أسلفنا أسبابها سابقا، محققين أروع النتائج من تربية وتعليم، وبذلك يكون المعلم قد حقق نجاحات بأن قوّم سلوك طالب وأخذ بيده إلى طريق العلم وانتشله من الفشل، وبالتالي بناء مستقبله بنجاح وتفوق.
والآخر رضا المعلم النفسي، إذ انه قام بواجبه المهني والتربوي واستطاع أن يكون الأب الحنون العطوف على أبنائه الطلبة، الأمر الذي عجزت الأسرة عن توفيره لابنها في البيت. أما الفائدة الثالثة فهي استقرار العملية التعليمية والتربوية داخل المدرسة، بنأيها عن المشكلات وقضايا الضرب والتوقيف عن الدراسة وعصيان المعلم وغيرها من السلوكيات التي تحصل في الحرم المدرسي.
وباعتقادي أن المعلم الصالح الذي يسعى إلى تأدية واجبه المهني بأفضل الطرق وأنسبها سيجنب أبناءنا الطلبة كثيرا من المتاعب، ويغرس فيهم حبهم للعلم وحبهم للمدرسة والإقبال عليها برغبة من دون إكراه.
عبدالهادي الخلاقي
العدد 1716 - الجمعة 18 مايو 2007م الموافق 01 جمادى الأولى 1428هـ