العدد 1813 - الخميس 23 أغسطس 2007م الموافق 09 شعبان 1428هـ

ألونسو بشعار «أنا في مواجهة الجميع» وهاجس «النيران الصديقة»

فيما تأمل فيراري العودة للمنافسة من حلبة اسطنبول

يمكن القول إن بطل العالم في العامين الماضيين الاسباني فرناندو ألونسو سيرفع من اسطنبول التي تستضيف نهاية الأسبوع الجاري المرحلة الثانية عشرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا 1، شعار «أنا في مواجهة الجميع» وسيكون هاجسه الأساسي «النيران الصديقة» الموجهة إليه من زميله البريطاني لويس هاميلتون المتصدر وفريقه ماكلارين مرسيدس.

وستكون حلبة اسطنبول التي تستضيف هذا الحدث منذ العام 2005، مسرحا للصراع القائم بين ألونسو وزميله هاميلتون والذي ارتفعت حدته بعد الحادثة التي حصلت في سباق جائزة المجر الكبرى في 5 الشهر الجاري، إذ أحرز هاميلتون المركز الأول مستفيدا من معاقبة الاتحاد الدولي زميله الاسباني بحرمانه من الانطلاق من المركز الأول وإرجاعه إلى المركز السادس بسبب إعاقته للبريطاني «المبتدئ» خلال التجارب الرسمية.

وتأكدت الخصومة القائمة بين الزميلين بعدما رفض ألونسو الأسبوع الماضي مساعي مدير الفريق رون دينيس لعقد صلح بين السائقين.

وكان هاميلتون ومديره دينيس في رحلة بحرية استجمامية في جزيرة ميوركا الاسبانية على متن يخت رجل الأعمال السعودي الأصل منصور عجة الذي ساهم مع دينيس في إطلاق فريق ماكلارين، وهو احد المساهمين الأساسيين في الفريق حاليا.

وطلب دينيس من ألونسو أن ينضم إليه في هذه الرحلة على متن يخت عجة الفخم «كوغو» (72 مترا) بهدف تهدئة الأجواء بين الزميلين والتوصل إلى اتفاق يقضي بـ «السلم» بينهما حتى نهاية الموسم، إلا أن ألونسو رفض العرض، ما يعزز احتمال أن يكون الاسباني يخوض معركة موسم 2007 بمفرده لأنه يريد إثبات نفسه لماكلارين مرسيدس التي اعتمدت منذ بداية الموسم سياسة عدم التفضيل بين سائقيها وهو ما لم يلق استحسان ألونسو على الإطلاق.

ويواجه دينيس معضلة حقيقية كان أول من حذره منها بطل العالم السابق الفرنسي ألن بروست الذي اعتبر ان فريق ماكلارين مرسيدس سيندم كثيرا جراء عدم فرض قيود على سائقيه.

ورأى بروست بطل العالم 4 مرات، 3 منها مع ماكلارين، ان الوضع القائم سيؤذي الفريق، معتمدا على اختباره لهذا الواقع عندما كان يتنافس مع زميله البرازيلي الراحل ايرتون سينا على اللقب العالمي الذي ذهب لمصلحة الأخير العام 1988، ثم رد بروست اعتباره في العام التالي.

ولا يمكن الجزم حتى الآن ما إذا كانت ماكلارين مرسيدس متضررة من هذه المنافسة الشرسة بين الزميلين، إذ ان صراعهما سمح لها بتصدر ترتيب الصانعين بفارق 19 نقطة عن ملاحقتها فيراري، وقد يزداد هذا الفارق في حال كسب الفريق البريطاني-الألماني استئنافه للعقوبة التي فرضت عليه في المجر بحرمانه من 15 نقطة لان الاتحاد الدولي اعتبره «مهملا» في ما يخص حادثة التجارب بين ألونسو وهاميلتون.

ويمكن القول ان الصحف الاسبانية والانجليزية لم تساعد على الإطلاق في توصل ماكلارين إلى تسوية مع سائقيها، إذ ان كل طرف ينحاز إلى مواطنه.

وكتبت صحيفة «ماركا» الاسبانية حديثا: «يبدو أن الطلاق (بين ألونسو ومكلارين) نهائي وفرص المصالحة أصبحت بعيدة جدا. إن الوضع المتأزم جدا بين ألونسو وسائر أعضاء ماكلارين مرسيدس لم يتحسن على ما يبدو خلال الأسبوع الماضي».

وذكرت بعض التقارير ان ألونسو قد يعود إلى فريقه السابق رينو الذي وضعه على خريطة الألقاب العالمية في العامين الماضيين، أو يتحول إلى بي ام دبليو ساوبر التي مددت عقد سائقها ومواطنها نيك هيادفيلد وأكدت مشاركة البولندي روبرت كوبيتسا الموسم المقبل، ما يحصر خيارات بطل العالم بفريقه السابق أو بفيراري، إذ سيقود إلى جانب الفنلندي كيمي رايكونن وبدلا من البرازيلي فيليبي ماسا الذي يقدم أداء متأرجحا.

وجزم مدير مرسيدس موتورسبورت نوربت هوغ أمس الأول إن ألونسو باق مع ماكلارين مرسيدس بعد نهاية الموسم على رغم الشائعات التي تحدثت عن أن دينيس أعطى الاسباني الضوء الأخضر للرحيل لأنه يعتبر ان الأولوية للفريق وليس للسائقين.

إلا أن هوغ إصر في حديث لصحيفة «أس» على أن بطل العالم لن يرحل، مضيفا «هناك عقد، وفي المجر أكد لي (ألونسو) ومن دون أن يسأله احد انه يستكمل عقده مع الفريق (حتى 2009)»، معتبرا ان الصراع مع زميله هاميلتون يعتبر ايجابيا للفريق باستثناء مع حصل في المجر.

ويأمل ألونسو على الحلبة التركية التي تمتد لمسافة 5.338 كلم (السباق 58 لفة)، أن يرد على زميله بالنتائج وبالتالي استعادة صدارة الترتيب العام أو على اقله إنهاء السباق أمام البريطاني لكي يقلص فارق السبع نقاط التي تفصلهما، إلا أن الاثنين سيواجهان منافسة قوية من ثنائي فيراري رايكونن وماسا اللذين يسعيان إلى الإبقاء على آمالهما في المنافسة على اللقب.

وتشكل الحلبة التركية أولى «الفرص الأخيرة» بالنسبة لرايكونن وماسا الذي حقق العام الماضي على هذه الحلبة أول فوز له في رياضة الفئة الأولى، إذ يبتعد الأول 20 نقطة عن هاميلتون والثاني 21 نقطة.

وأكد رايكونن ان عليه المخاطرة في اسطنبول إذا ما أراد إنعاش آماله في منافسة ثنائي ماكلارين مرسيدس على اللقب، وخصوصا انه لم يبق أمامه سوى 6 مراحل لتأكيد خطأ دينيس في التخلي عنه وأنه أفضل خلف للألماني مايكل شوماخر بطل العالم 7 مرات.

وأضاف رايكونن «سأخوض هذه السباقات المتبقية كما فعلت في تلك التي سبقتها، سأحاول الفوز والحصول على اكبر عدد ممكن من النقاط وعندها سنقوم بحسابات الترتيب العام. علينا أن نقدم أفضل ما عندنا ونأمل في الوقت ذاته أن يواجه هؤلاء الذين يتقدمون علينا بعض المشكلات».

وتابع «ليس هناك الكثير لأخسره وبالتالي بإمكاني المخاطرة أكثر من ثنائي ماكلارين. 6 سباقات قد تعتبر للبعض قليلة لكنها كثيرة جدا بالنسبة للذين يتصدرون ورأينا هذا الأمر يحصل خلال رالي ألمانيا الأحد الماضي عندما خاطر (الفنلندي) ماركوس غرونهولم (سائق فورد) ودفع الثمن في نهاية اليوم».

يذكر أن غرونهولم كان يحتل المركز الثاني في رالي ألمانيا خلف سائق سيتروين بطل العالم الفرنسي سيباستيان لوب، إلا انه ارتكب خطأ في المرحلة التاسعة عشرة الأخيرة ما جعله يتراجع إلى المركز الرابع ما سمح للوب بتقليص الفارق.

واعتبر رايكونن (27 عاما) الذي فاز في أول سباق على هذه الحلبة العام 2005، إن فيراري «اف 2007» ستملك أفضلية واضحة على ماكلارين «أم بي 4-22» على اقله في 3 سباقات من أصل 6، وخصوصا في اسطنبول ومونزا وسبا فرانكورشان.

أما زميله ماسا فهو سيشارك بسيارة جديدة في أولى خطوات «الحصان الجامح» نحو تقليص الفارق مع منافسه «السهم الذهبي» ماكلارين مرسيدس.

وأجرى الفريق الايطالي تجاربا مكثفة على السيارة التي ستحمل هيكل رقم 263، على حلبة مارانيللو قبل أن يشحنها إلى اسطنبول إذ يأمل أن يتحسن أداء ماسا ويكرر النتيجة التي حققها العام الماضي على الحلبة التركية عندما حقق فوزه الأول، متفوقا على ألونسو وزميله مايكل شوماخر.

وعمل الفريق التقني في «سكوديريا» جاهدا خلال تمارينه على التوقف داخل الحظيرة من اجل التزود بالوقود، وخصوصا بعد الخطأ الذي ارتكبه في المرحلة الأخيرة في المجر، ما زاد من هموم ماسا الذي أنهى السباق في المركز الثالث عشر بعدما انطلق من المركز الرابع عشر.

واعتبر ماسا ان الأشياء تغيرت منذ تحقيقه فوزه الأول على الحلبة التركية، إذ اعتبر انه أصبح بعد 12 شهرا من هذا الفوز من السائقين الذين ينافسون على اللقب بعدما لعب دور السائق الثاني خلف شوماخر.

وأضاف البرازيلي «حقق نتائج جيدة العام الماضي بعد فوزي في تركيا، وهذا يعتبر إشارة جيدة. في الواقع أنا أحبذ جميع الحلبات التي سنتسابق عليها منذ الآن، وبالتالي آمل أن انهي الموسم بطريقة جيدة».

وفي الجزء الثاني من المعركة، تبدو بي ام دبليو ساوبر في موقف مريح تجاه مركزها الثالث الذي تحتله بفارق 38 نقطة عن ملاحقتها رينو، وخصوصا ان الأخيرة قررت التركيز على تحضيراتها لموسم 2008، عوضا عن هدر طاقاتها لخطف المركز الثالث من الفريق الألماني.

ولم يصعد أي من سائقي رينو إلى منصة التتويج هذا الموسم، ما دفع إدارة الفريق إلى تجميد معظم عمليات التطوير الخاصة بهذا الموسم والتركيز على 2008، وهو ما أكده المدير التقني بوب بيل الذي اعتبر ان فريقه لن يسدل الستار على ما تبقى من مراحل هذا الموسم

العدد 1813 - الخميس 23 أغسطس 2007م الموافق 09 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً