من منطلق الحديث الشريف «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» تقدم رجل عربي من سكان البحرين لامرأة بحرينية بعدما استعرض حسن سيرته وسلوكه وإثبات هويته وأفراد عائلته، إذ إن والده يملك الجنسية البحرينية وإخوانه أيضا، أما هو فكان يعمل آنذاك في إحدى الدول الخليجية، وعندما أتى إلى المملكة وإلى الآن وهو يحاول جاهدا نيل الجنسية ولكن من دون جدوى، مع العلم أن أفراد عائلته يملكون الجنسية البحرينية.
قامت الزوجة بعد ذلك مقام الرجل واستمرت في محاولتها لنيل الجنسية لزوجها ولأبنائها، وتقدمت بخطابات عدة، ومع الأسف الشديد كل محاولاتها باءت بالفشل، وفي القانون البحريني، فإن أبناء المرأة البحرينية المتزوجة من أجنبي لهم حق المطالبة ونيل الجنسية كبقية المواطنين، فلماذا تُحرم هذه المواطنة من نيل الجنسية لأبنائها؟ تذهب إلى أين ومن يفتح لها أبواب الرحمة والفرج لكي تدمج ويتأقلم أبناؤها مع بني جلدتهم... المرأة تعبت وقاست مرارة الذل والازدراء من عناء المطالبة والمراجعات المستمرة للجهات المعنية لنيل الجنسية، وهي ترى في عينها مستقبل أبنائها مشوبا بالظلمة والمجهول والضياع القاسي، وأنهم سيعاملون مستقبلا كما يُعامل الأجنبي وهو في أرضه ومنبته، وهي من هذه الأرض الطيبة، عجنت طينتها من عبق ماضي الآباء والأجداد، فكيف بها أن ترى أبناءها وفلذة كبدها لا ينتمون إليها في المواطنة والهوية؟!
عصفت بهم ظروف مادية قاسية جراء بطالة رب العائلة، إذ إنه كلما طرق بابا للعمل أغلقه أربابه بحجة أنه لا يملك الجنسية البحرينية، ونهضت هذه المرأة بعزتها وكرامتها بكل عزم وثبات للبحث عن عمل يناسبها ووضعها وظروفها، وبعد طول العناء وتحمل مشقة المواصلات وجدت وظيفة شاغرة في إحدى الجمعيات التعاونية الاستهلاكية، ولكن بمرتب لا يتعدى 120 دينارا فقط، وهذا الراتب لا يلبي احتياجات المنزل وتبعاته، وهو بالكاد يكفي لفاتورة الكهرباء المنزلي، كيف بها وهي تعول 3 أولاد بالإضافة إلى زوجها!
أما الطامة الكبرى حينما تذهب إلى المستشفيات الحكومية لعلاج إحدى بناتها، تُصنف مع الجاليات الأجنبية وتُرغم على دفع 3 دنانير، مقابل دخولها ومقابلة الطبيب، بالله عليكم أي قلب يتسع لهذا الامتهان والذل، وهي في الأصل تعاني وتتلقى العلاج للقلب؟!
نناشد كل مسئول كُلّف بالمسئولية، وعلت رأسه كرامة وعز المواطنة، وظلل على فؤاده حب الوطن ونخوته، أن تأخذه غيرة القومية وتلاحم العرق على بنت الوطن، وأن يجد مخرجا لزوجها لنيل الجنسية، ويُنير الطريق لأبنائها ليلتئموا ويندمجوا مع بني جلدتهم بنيل الجنسية البحرينية، وتعيش الأسرة آمنة مطمئنة .
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 1839 - الثلثاء 18 سبتمبر 2007م الموافق 06 رمضان 1428هـ