العدد 1839 - الثلثاء 18 سبتمبر 2007م الموافق 06 رمضان 1428هـ

الصوم نعمة

نصائح رمضانية

في الصيام تتحول كميات هائلة من الشحوم المختزنة في الجسم إلى الكبد حتى تؤكسد، وينتفع بها، ويسترد منها السموم الذائبة فيها، وتزال سميتها، ويتخلص منها مع نفايات الجسد. كما أن هذه الدهون المتجمعة أثناء الصيام في الكبد والقادمة من مخزونها المختلف، يساعد ما فيها من الكوليسترول على التحكم وزيادة إنتاج مركبات الصفراء في الكبد، التي بدورها تقوم بإذابة مثل هذه المواد السامة والتخلص منها مع البراز. ويؤدي الصيام خدمة جليلة للخلايا الكبدية بأكسدته للأحماض الدهنية، فيخلص هذه الخلايا من مخزونها من الدهون، وبالتالي تنشط هذه الخلايا وتقوم بدورها خير قيام، فتعادل كثيرا من المواد السامة بإضافة حمض الكبريت أو حمض الجلوكونيك حتى تصبح غير فعالة ويتخلص منها الجسم.

كما يقوم الكبد بالتهام أية مواد دقيقة كدقائق الكربون التي تصل إلى الدم ببلع جزيئاتها بواسطة خلايا خاصة تسمى خلايا «كوبفر» التي تبطن الجيوب الكبدية، ويتم إفرازها مع الصفراء.

وفي أثناء الصيام يكون نشاط هذه الخلايا في أعلى معدل كفاءتها؛ للقيام بوظائفها، فتقوم بالتهام البكتريا بعد أن تهاجمها الأجسام المضادة المتراصة.

وبما أن عمليات الهدم في الكبد أثناء الصيام تغلب عمليات البناء في التمثيل الغذائي، فإن فرصة طرح السموم المتراكمة في خلايا الجسم تزداد خلال هذه الفترة، ويزداد نشاط الخلايا الكبدية في إزالة سمية كثير من المواد السامة. وهكذا يُعتبر الصيام شهادة صحية لأجهزة الجسم بالسلامة.

ماذا عن الكسالى في رمضان الذين يفضلون النوم على العمل والسكون على الحركة؟

ذكرت المراجع الطبية أن الحركة العضلية في فترة ما بعد امتصاص الغذاء أثناء الصوم تؤكسد مجموعة خاصة من الأحماض الأمينية: ليوسين، وأيسوليوسين، والفالين، وتسمى (الأحماض ذات السليلة المتفرعة)، وبعد أن تحصل الخلايا العضلية على الطاقة المنبعثة من هذا التأكسد يتكون داخل هذه الخلايا حمضان أمينيان في غاية الأهمية، وهما حمضا الألانين والجلوتامين، ويعتبر الأول وقودا أساسيا في تصنيع الجلوكوز الجديد في الكبد، ويدخل الثاني في تصنيع الأحماض النووية، ويتحول جزء منه إلى الحمض الأول، كما يتكون أثناء النشاط والحركة حمضا البروفيت واللاكتيت من أكسدة الجلوكوز في الخلايا العضلية، اللذان يُعتبران أيضا الوقود الأول لتصنيع جلوكوز الكبد.

تتأكسد الأحماض الأمينية ذات السليلة المتفرعة في العضلات، ويعتبر حمض الألانين أهم الأحماض الأمينية المتكونة في العضلات أثناء الصيام؛ إذ يبلغ 30 في المئة من أكسدة بعض الأحماض الأمينية ومن البيروفيت، كما يتحول هو أيضا إلى البيروفيت عبر دائرة تصنيع الجلوكوز في الكبد وأكسدته في العضلات. ويستهلك الجهاز العضلي الجلوكوز القادم من الكبد للحصول منه على الطاقة، فإن زادت الحركة وأصبح الجلوكوز غير كافٍ لإمداد العضلات بالطاقة، حصلت على حاجتها من أكسدة الأحماض الدهنية الحرة الناتجة عن تحلل الدهن في الأنسجة الشحمية، فإن قلت الأحماض الدهنية حصلت العضلات على الطاقة من الأجسام الكيتونية الناتجة من أكسدة الدهون في الكبد، الذي يؤكد أن النشاط والحركة تنشط جميع عمليات الأكسدة لكل المركبات التي تمد الجسم بالطاقة، وتنشط عملية تحلل الدهون، كما تنشط أيضا عملية تصنيع الجلوكوز بالكبد من الجليسرول الناتج عن تحلل الدهون في النسيج الشحمي ومن اللاكتيب الناتج عن أكسدة الجلوكوز في العضلات.

العدد 1839 - الثلثاء 18 سبتمبر 2007م الموافق 06 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً