الكثير من الشعارات والبرامج الانتخابية التي حملها عدد من الأعضاء البلديين، حملت تعهدات بفتح مكاتب لهم لاستقبال المواطنين وتلقي شكاواهم. وفي مسح سريع أجرته «الوسط» على أعضاء المجالس البلدية الـ 40، تبين أن 14 منهم لديهم مكاتب إما مشتركة مع النواب أو مستقلة، و14 لديهم مجالس يومية وأسبوعية خاصة ومشتركة مع النواب، و12 من دون مكاتب أو مجالس أسبوعية. شريحة كبيرة من المواطنين تشكو من عدم استطاعتها الوصول إلى أعضاء المجالس البلدية (التطنيش)، وهو ما يضطرها إلى اللجوء إلى الصحف المحلية لبث همومها وشكواها، على أمل العثور على حل من قبل المسئولين والجهات المعنية يشفي غليلها.
في الطرف الآخر، يؤكد البلديون أن أهالي دوائرهم يقحمونهم في مسائل ليست لهم علاقة فيها، فمنهم من يختلف مع زوجته ويصل الأمر إلى مراكز الشرطة ويطلب من العضو البلدي التدخل، وآخر لم يحصل على بعثة دراسية لأحد أبنائه ويتمنى وساطة العضو لدى وزارة التربية والتعليم، وموظف فصل من عمله ويطالب بالبحث له عن فرصة عمل جديدة في المؤسسات والوزارات الحكومية.
المقلة: لا مفر للعضو البلدي
وعن رأيه في هذا الموضوع، أوضح عضو مجلس بلدي المحرق ممثل الدائرة السابعة علي المقلة أنه لديه مجلس يومي في منطقة عراد، اعتاد الوجود فيه منذ 20 عاما (أي قبل عضويته في المجلس البلدي)، مبينا أنه على تواصل دائم مع أهالي دائرته، وأن النساء اللاتي لا يرغبن في لقائه مباشرة يقمن بتوصيل طلباتهن إلى أفراد أسرته لمتابعتها، معتقدا أنه لا يوجد مفر لكي يتهرب العضو البلدي من التواصل مع أهالي منطقته، وخصوصا إذا كان يسكن بينهم.
مراجعات منتصف الليل
أما عضو مجلس بلدي المنامة ممثل الدائرة الخامسة فاضل عباس، فأشار إلى أنه يجتمع أسبوعيا كل يوم ثلثاء مع الأهالي بدءا من الساعة السابعة والنصف مساء حتى وقت متأخر من الليل، وخلال اللقاء يقدم الأهالي طلبات عامة، وآخرون يسألون عن طلباتهم الخاصة، بالإضافة إلى البعض الذي يحرص على التواصل، لافتا إلى أن صدره مفتوح لهم، إلا أنه في بعض الأحيان يتصل مراجعون ليلا للسؤال عن موضوعات لا يمكن الإجابة عنها إلا في الصباح بعد مراجعة الملفات والمراسلات، وبالتالي يستاءون لعدم حصولهم على جواب شافٍ، بينما العضو البلدي لا يمكنه تذكر كل المعاملات الخاصة بآلاف المواطنين.
ربيع: هواتفنا مفتوحة
وفي تعليقه على تذمر الأهالي من عدم اكتراث الأعضاء البلديين باتصالاتهم، قال عضو مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة السابعة يوسف ربيع: «أعتقد أن هذا الأمر غير دقيق، فهواتفنا مفتوحة منذ الصباح حتى وقت متأخر من الليل، وفي بعض الأحيان إذا كنا خارج البحرين، فإننا نستقبل المكالمات في غالبية الأوقات».
وأضاف ربيع «الاتصالات التي يستقبلها العضو البلدي مهمة وعادة ما تكشف عن أوضاع قد لا يتمكن من التعرف عليها، وبالتالي أدعو المواطنين وأهالي الدائرة إلى ملازمة ممثلهم البلدي في متابعة بعض القضايا، وليتأكدوا أننا لا نطيق ذرعا باتصالاتهم فهذا جزء من المهمات التي نقوم بها وتشكل حلقة تواصل بيننا وبينهم».
موقع إلكتروني للتواصل
عن نفسه، أفاد عضو مجلس بلدي المحرق ممثل الدائرة السادسة محمد عباس بأن لديه موقع إلكتروني للتواصل مع الأهالي وتلقي طلباتهم وشكواهم وملاحظاتهم، يوجد فيه رقم هاتفه الشخصي وأوقات افتتاح المجلس الأسبوعي، فضلا عن النشاطات والفعاليات التي تدور في محيط الدائرة والخدمات التي يتم توفيرها، ذاكرا أنه يتواصل مع الأهالي من خلال وضع إعلانات في المساجد لدعوتهم لتقديم طلباتهم للاستفادة من بعض المشروعات كالبيوت الآيلة للسقوط وتنمية المدن والقرى.
الوجود في الميدان
إلى ذلك، أكد عضو مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة الثانية سيدأمين الموسوي أنه يوجد بين الأهالي ولا يعتمد على وجوده في المجلس البلدي فقط لتلقي شكاوى المواطنين والنظر في احتياجاتهم، مستشهدا بأزمة الكهرباء التي حدثت أخيرا، والتي كان خلالها يتلقى مكالمات المتضررين من الانقطاعات، ويتابع أمرهم مع المسئولين حتى وقت متأخر من فجر اليوم التالي، منوها إلى أن جميع المكالمات التي ترد إليه ولم يجب عليها لانشغالاته، يعاود الاتصال بأصحابها في وقت لاحق.
تواصل في مختلف المواقع
من جهته، ألمح عضو مجلس بلدي المحرق ممثل الدائرة الثانية يوسف الريس إلى أنه موجود يوميا في مقر المجلس البلدي بمنطقة البسيتين، وأنه يلتقي الأهالي هناك، ولكونه إماما لجامع حصة البكر، فإنه يستقبل الأهالي يوميا ويبحث معهم ما يتعلق بالشأن البلدي، وكذلك لديه مكتبة في مجمع 207 يتلقى من خلالها رسائل وخطابات المواطنين وشكواهم، ويحضر في مجلس النائب إبراهيم بوصندل يوم الأربعاء من كل أسبوع في جمعية الأصالة.
30 مراجعا يوميا
على الصعيد ذاته، قال رئيس مجلس بلدي الجنوبية علي المهندي: «الناس حتى الآن لا تعرف اختصاصات العضو البلدي، فقد أقحموه في شئونهم الحياتية اليومية، وأية معاملة يودون تخليصها في أية وزارة يطلبون من العضو البلدي التدخل، ويوميا ألتقي نحو 30 شخصا من مراجعين ومشتكين (...)، أحيانا الأعضاء لا يجيبون على هواتفهم نظرا لانشغالهم بالاجتماعات واللقاءات مع الجهات المعنية لتوفير الخدمات لدوائرهم، والعضو البلدي ليست لديه عصا سحرية لتنفيذ جميع الاحتياجات فبعض الأمور تقتصر على الاقتراح فقط وليس الإقرار».
العدد 1839 - الثلثاء 18 سبتمبر 2007م الموافق 06 رمضان 1428هـ